امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

عدنان يعيش مرتاح مع مراته وبنته 
ضحكت أسمهان وردت بازدراء 
_ آه مراته اللي هربت والله اعلم كانت بتعمل إيه هناك من وراه
_ وهي هربت ليه مش لما ابنك كان عايز ياخد بنتها منها ويطلقها
تأففت أسمهان بخنق وردت عليه في قرف 
_ سوق يا آدم وإنت ساكت ومتجبليس سيرتها تاني أنا مش ناقصة حړقة ډم
هز رأسه مغلوبا على أمره في نفاذ صبر فهمها حاول لن
يجدي بنفع مع امرأة قاسېة كأسمهان الشافعي 
في مساء ذلك اليوم 
أريكة هزازة متوسطة في منتصف حديقة المنزل والأضواء البيضاء الخاڤتة تضيء المكان بهدوء لتنشأ أجواء ساكنة ومريحة للأعصاب 
كان يجلس فوق الأريكة وعلى فخذيه تجلس صغيرته ونائمة برأسها على صدره عيناه عالقة على السماء بشرود وهي تمسك بدمية باربي الصغيرة تعبث بأناملها الرقيقة في شعرها برقة وساكنة تماما بين ذراعين والدها انزل عدنان نظره إليها وابتسم ثم همس بحنو 
_ يلا ياهنون ندخل جوا كدا هتبردي يابابا 
هزت الصغيرة رأسها بالنفي ولفت ذراعيها حول خصر والدها متشبثة به بقوة كتعبير عن رفضها التام في الابتعاد عنه فعلت شفتيه ابتسامة أبوية دافئة ثم نزع عنه سترته الثقيلة ولفها حول جسد ابنته الصغير رفعت هي رأسها له وتمتمت 
_ بابي إنت بتحبني وبتحب عمو آدم وتمان كمان نينا صح 
استعجب سؤالها للحظة لكنه هز رأسه لها بالإيجاب في ابتسامة خاڤتة فظهر العبوس على محياها وسألت للمرة الثانية 
_ طيب ومامي 
تجمدت ملامحه لوهلة وتمتم بعدم فهم 
_ مالها مامي ! 
هنا بتأمل وبعض العبوس الذي مازال يعلو معالمها 
_ بتحبها زينا ! 
عم الصمت لثواني معدودة حتى رأت هنا الابتسامة تزين ثغر والدها من جديد وهو يرد عليها بإيجاب 
_ بحبها ياحبيبتي أكيد 
سعدت للحظة بتأكيد أبيها ثم عادت وهتفت بعبوس مجددا 
_ طيب ليه زعلتها 
أشار لنفسه بدهشة متمتما 
_ أنا زعلتها !!! 
اماءت هنا برأسها فضيق عدنان عيناه وسألها بفضول 
_ وإنتي عرفتي إزاي 
هنا بخفوت تسرد له ما حدث 
_ مامي كانت قاعدة على السرير وزعلانة أنا سألتها مش رضيت تقولي بعدين أنا قولتلها زعلانة من بابي عملت كدا براسها
ثم هزت رأسها بإماءة قوية حتى تمثل ردة فعل والدتها عندما سألتها هل سبب حزنها أبيها أم لا فانطلقت ضحكة بسيطة منه وهو يعيد هز رأسه بنفس طريقة صغيرته ويتمتم مستعجبا 
_ عملتلك كدا امممم طيب وهي صاحية ولا نامت 
رفعت كتفيها بجهل وردت 
_ مش عارفة 
حملها فوق ذراعه واستقام بها واقفا هامسا وهو يسير نحو المنزل 
_ طيب تعالي نشوفها 
دخلا المنزل وصعد عدنان الدرج حاملا ابنته فوق ذراعه وقاد خطواته تجاه غرفته وقف أمام الباب وأمسك بالمقبض ثم فتحه ودخل وقعت عيناهم عليها في الفراش وهي متدثرة بالغطاء ونائمة بثبات عميق فهمست هنا في أذن أبيها باسمة 
_ نامت ! 
تمعن النظر في جلنار للحظات قبل أن يلتفت بنظره لصغيرته ويهتف بحنو 
_طيب مش يلا احنا كمان ننام ولا إيه 
ابتسمت بطفولية ونظرات بريئة ثم همست بتردد ولطافة 
_ مش عايزة انام في اوضتي 
_ امال عايزة تنامي فين ! 
اتسعت ابتسامتها ونزلت من فوق ذراعيه ثم هرولت راكضة نحو الفراش وتسطحت بجوار أمها متطلعة لأبيها بأعين متسعطفة فأجابها هو ضاحكا وهو يقترب من الفراش 
_ وده من إمتى بقى إن شاء الله ! 
كتمت على فمها بكفيها حتى لا تخرج اصوات ضحكها وتابعت أبيها وهو يلتفت حول الفراش ويتسطح بجوارها من الجانب الآخر وهي بالمنتصف بين والديها رفع الغطاء وسحبه على جسده وتلقائيا تدثرت هي أيضا ثم التفتت للجهة الأخرى ودثرت أمها جيدا وعادت مرة أخرى لأبيها تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه 
مد عدنان يده للضوء واطفأه فخرجت صيحة من هنا پخوف 
_ لا
فتح النور مرة أخرى مڤزوعا وحدجها باستغراب فهتفت هي بصوتها الطفولي 
_ كدا العفريت هيجي يابابي 
_ عفريت أيه يابابا
مفيش ياحبيبتي الكلام ده 
اعتدلت جالسة ورفعت يديها
لأعلى ورسمت على ملامحها الطفولية البريئة الجميلة ملامح مرعبة لا تناسب وجهها بتاتا وهتفت تمثل لأبيها 
_ لا في هيعملي كدا اعاااا 
قهقه بقوة فالتفتت هي برأسها مسرعة ناحية أمها وأشارت بسبابتها على فمها هامسة 
_ شششش مامي هتصحى ! 
اخفض من نبرة صوته وهو يجذبها لصدره متمتما 
_ طيب يلا مش هطفي النور نامي بقى متتعبنيش
بأمريكا الشمالية تحديدا مدينة كاليفورينا داخل منزل حاتم في المساء 
كان جالسا بغرفة مكتبه ويمسك بيده الكتاب الذي اهدته
له بعيد ميلاده الأخير قبل أن ترحل لا تزال صورتها عالقة بذهنه صوتها يرن في أذنه بين الحين والآخر لم ينساها ولن يتمكن بسهولة كما ظن لكن الجيد في الأمر أن شوقه له يتناقص يوما بعد يوم ولم يعد مشتاقا لرؤيتها كالسابق سيعاني قليلا في تحمل نتيجة الخطأ الذي ارتكبه حين سمح لقلبه بأن يتعلق بها مرة أخرى وهو يعرف بأن الأمور قد لا تسير كما تهوى نفسه 
قطع لحظات تفكيره طرق الباب القوى ضيق عيناه بريبة وأسند الكتاب فوق سطح المكتب واستقام واقفا مغادرا الغرفة ومتجة نحو الباب أمسك بالمقبض وجذب الباب
تم نسخ الرابط