امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
صمت اغلق على قبضة يده بقوة وقد احتقن وجهه كله بالډماء وبدأت اللحظات الحاسمة في الاقتراب حيث ضړب بقبضة يده على سطح الطاولة في عصبية وهتف بشبة صيحة بسيطة موجها أنظاره تجاه حاتم _
_ بتعمل إيه هنا
استند حاتم بكفيه على سطح الطاولة وانحنى بوجهه قليلا للأمام يهتف في لهجة تحذيرية وڠضب يستحوذه بالكامل _
ظهرت البسمة المتغطرسة على شفتي عدنان وسرعان ما تحولت لضحكة صامتة مستهزئه من تهديده له تدخلت نادين بتلك اللحظة قبل أن يجيب عدنان بعدما رأت معالمه تختفي من فوقها البسمة وتصبح أكثر ړعبا لتقول بهدوء لا يناسب الأجواء الڼارية _
_ حاتم المدير العام للشركة اللي خبرتك إنه هيكون معنا بالاجتماع ياعدنان
_ وجوزها
اعتلت الصدمت وجه جلنار وهي تتنقل بنظرها بين نادين وحاتم حتى سمعت نبرة زوجها المتهكمة وهو يجيب على حاتم _
_ مبروك !
جلنار هي الوحيدة التي تجلس بسكون بينهم وتتلقي الصدمات منذ دخولها لذلك المكان العديد من الأسئلة تدور بحلقة ذهنها وأهمهم متى وكيف تزوجوا !!!
جلنار يتطلعها بصمت لم تتمكن من فهم نظراته لكنها بدت غريبة بعض الشيء ربما كانت متعجبة وربما معاتبة لم تتمكن من تحديد مقصده جيدا لكنها أبدا لم تكن تحمل المشاعر السابقة التي اعتادت أن تراها بعيناه كلما ينظر إليها كانت خالية من المشاعر وبنفس اللحظة عجيبة !!
التهبت عيني عدنان وأصبحت معالمه مرعبة حين انتبه لنظراته لها بينما جلنار فتنهدت الصعداء وشعرت بأنها بحاجة لاستنشاق الهواء بعيدا من تلك الأجواء السلبية فاستقامت واقفة وقالت بخفوت _
استغلت نادين الفرصة وقد تملكتها هي الأخرى الغيرة واشټعل الغيظ في صدرها بعدما رأت نظراته زوجها لجلنار فهبت من مقعدها وسارت خلف جلنار
فور اختفائهم عن أنظارهم استقام عدنان ثائرا وتحرك نحو حاتم لينحنى عليه ويرمقه بعينان تقذف الړعب في قلوب اقوى واعتى الرجال ويغمغم بتحذير حقيقي وغيرة ملتهبة بصدره _
القى عليه نظرة أخيرة منذرة وملتهبة قبل أن يستدير ويسير لخارج المكان بأكمله ويترك حاتم يتابعه وهو يشتعل من فرط الڠضب والنقم !
بينما على الجانب الآخر تحديدا بحمام السيدات دخلت نادين خلف جلنار التي وقفت أمام المرحاض وكانت تغسل يديها وتبلل وجهها
لكن من أين لها أن تعرف بوجود حاتم !!
التفتت برأسها تجاه الباب بعدما لمحت بطرف عينها دخول نادين فحدقتها بسكون حتى سمعتها تهتف بقوة والانزعاج يظهر بوضوح على ملامحها _
_ فيني اعرف شو علاقتك بعدنان يا جلنار !
ابتسمت جلنار مستنكرة من سؤالها وقالت _
_ يعني إنتي متعرفيش !
نادين بحزم واستياء بسيط _
_ لو بعرف أكيد ما راح اسألك
جذبت جلنار حقيبة يدها الصغيرة والفاخرة وأجابت عليها بثبات ونظرة ذات معنى _
_ عدنان جوزي واطمني مفيش داعي للعصبية دي يا نادين حاتم صديق ليا ومش هيكون غير كدا وهو كمان اكيد بيعتبرني كدا دلوقتي بما إنكم اتجوزتوا
ثم تابعت وهي تمر من جانبها بابتسامة خاڤتة وصفاء _
_ مبروك رغم صدمتي إلا إني فرحتلكم جدا ربنا يسعدكم مع بعض
بقت نادين تتطلع على أثرها بعد رحيلها وهي تشتعل من الغيرة لا تزال نظراته لها عالقة بذهنها ولا تتمكن من محوها يستمر الصوت السيء الذي بداخلها في تكرار جملة مازال يحبها !!!
كان عدنان يسير بخطوات واسعة تجاه سيارته وهو عبارة عن جمرة من النيران لكنه توقف حين سمع حاتم من الخلف يهتف _
_ عدنان !
استدار له بجسده وتابعه وهو يقترب منه كم يجاهد في تلك اللحظة أن يبقى صامدا ولا يفقد أعصابه فإن حرر الۏحش الثائر بداخله لن تكون النتائج مرضية لأي أحد وبالأخص ذلك الحاتم
توقف حاتم أمامه لثواني معدودة تتقابل فيها نظراتهم العدوانية معا قبل أن يضم قبضة يده ويرفعها ليلكم عدنان في وجهه پعنف ويهتف بغل _
_ كان لازم اعمل كدا من زمان بس كنت بعمل حساب لجلنار اللي كنت سايبها ومهملها
تحسس عدنان جانب ثغره ثم انزل أصابعه ورآها ملطخة بنقطة دماء واحدة ! ارتفعت الابتسامة الساخرة فوق شفتيه وأظلمت عيناه بشكل مرعب معلنة عن خروج الجانب الأكثر شراسة منه حيث انتصب في وقفته ورمق حاتم متهكما يهتف في نظرات تنذر بعاصفة مدمرة قادمة _
_ واضح إنك مش بتيجي بالتحذير
غار عليه ومن شدة لکمته له ترنح بوقفته وكاد أن يسقط بهذه اللحظات كانت جلنار بطريقها للخارج بعدما تلقت مكالمة منه واخبرها بأنه ينتظرها بالخارج ولم تحاول الجدال معه حتى فصوته كان
متابعة القراءة