امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
ملامحه أشد من السابق وقد تحول كالۏحش وهو يصيح لاعنا سائق تلك الشاحنة
_ وهو فين الي كان سايق العربية دي !
_ نزل من العربية وهرب ومعرفوش يمسكوه بس البوليس بدأ يبحث عنه دلوقتي
استند بظهره على الحائط وانحنى بجزعة للأمام ماسحا على وجهه پخوف ملحوظ فرتب سمير على كتفه متمتما في شيء من بث الطمأنينة لنفسه
ردد آدم بتنهيدة حارة وصوت ينبع من صميم قلبه
_ يااارب يارب
مرت ساعة وأكثر وهو لم يتصل ولم يصل حتى الآن !! تمسك بهاتفها منذ ساعة كاملة وتجوب الصالة إيابا وذهابا وعيناها معلقة على ساعة الحائط وتدعو ربها أن ما تعتقده يكون خاطئا لكن صوت الاصطدام والضجة
_ لا أنا مش هقدر اصبر اكتر من كدا
رفعت هاتفها الذي بيدها واجرت اتصال بآدم وضعت الهاتف على أذنها تستمتع للرنين في انتظار
استمر آدم في التحديق في الهاتف وفي اسم جلنار الذي ينير الشاشة كلها يفكر مترددا أيجيب أم لا لا يعرف سبب اتصالها ولكن يبدو أنها عرفت شيء بقى على هذا الوضع للحظات حتى انتهى الرنين لحظة وعاد الرنين يصدع مرة أخرى فتنهد بعدم حيلة واجاب عليها بصوت خاڤت
_ أيوة ياجلنار
ردت عليه بصوت مزعور وخائڤ
أخذ نفسا متأففا بأسى وقد أدرك أن لا مفر من الكذب عليها خصوصا بعد ما قالته فلو حاول الكذب لن تصدقه أردف بنبرة مبحوحة
_ عدنان في المستشفى ياجلنار
لجمت الدهشة لسانها رغم أنها كانت متوقعة هذا لكن سماعها للحقيقة كان أصعب تمالكت أعصابها وردت بصوت مضطرب وشبه متلعثم
اخبرها باسم المستشفى وأستكمل حديثه بسرعة في جدية
_ بس متجي
توقف عن الكلام عندما سمع صوت صافرة اغلاق الخط لم تنتظر وأغلقت الاتصال فورا أصدر تأففا مسموعا وهو يمسح على وجهه !
دقائق قصيرة وكانت قد انتهت من ارتداء ملابسها وتجهيز ابنتها وكل هذا تحاول الصمود بقوة وعدم إظهار أي شيء وقفت أمام صغيرتها وانحنت عليها هامسة
هنا بعبوس طفولي
_ وبابي فين
تمالكت نفسها وقالت بابتسامة رسمتها بمهارة على شفتيها
_ بابي كمان جاله مشوار مهم وأنا كلمته وقالي إنه هيتأخر وقالي كمان بوسيلي هنا لغاية لما ارجع وقوليلها متزعلش
انهت كلماتها وطبعت قبلة عميقة على وجنتها متمتمة بنظرات حانية
_ خلاص بقى مش هنزعل صح !
اماءت لها بالموافقة في ابتسامة طفولية جميلة فاستقامت جلنار واقفة وسارا معا للخارج استقلوا بسيارتها واتجهت أولا إلى منزل الخالة انتصار حتى تترك لديها هنا ثم عادت مرة أخرى في طريق المستشفى
تجوب في كل الغرفة تبحث بكل مكان تقع عيناها عليه في الخزانة وأسفل الفراش والإداج حتى كادت تفقد عقلها هي متأكدة أنها كانت ترتديه ومعها أين ذهب إذا !
دخلت فوزية الغرفة وقالت بإيجاز وهي تهم بالانصراف مرة أخرى
_ يلا يامهرة عشان العشا
مهرة بخنق وشيء من العصبية
_ ياتيتا مشوفتيش السلسلة بتاعتي
_ سلسلة إيه !
ردت عليها وهي مستمرة في البحث
_ السلسلة الفضي اللي فيها فصوص لونها أبيض
صمتت فوزية لوهلة تتذكر أين آخر مكان رأت فيه العقد حتى هتفت بسرعة متذكرة
_ أيوة إنتي مش كنتي لبساها لما روحتي مع سهيلة المعرض ده ولا إيه !
توقفت عن البحث وتسمرت بأرضها تعيد في ذهنها ذكريات ذلك اليوم وبتلقائية رفعت يدها إلى رقبتها وعصفت بذهنها صورته عندما لاحظت عيناه انحرفت إلى رقبتها ينظر لعقدها فور تذكرها لتلك اللحظة أصدرت تأففا قويا وقالت باستياء وهي ټضرب قدميها في الأرض كالطفل الصغير
_ اووووف شكله وقع مني هناك
هدرت فوزية مبتسمة بحب
_ خلاص يابنتي مش مشكلة ابقى انزلي وجيبي ليكي
واحد غيره
توجهت وجلست فوق الفراش تقول بوجه حزين وعينان بائسة
_ ما إنتي عارفة يا تيتا إن العقد ده الذكرى الوحيدة اللي من ماما الله يرحمها
تنهدت فوزية بحرارة واقتربت منها تجلس بجوارها وتقول مقترحة فكرة
_ طيب ما تروحي المعرض ده تاني وتشوفي يمكن تلاقيه
قفزت لعقل مهرة لحظة جدالها السخيف مع آدم الذي انتهى بطرده لها من المكان تماما أو من معرضه بمعنى أدق ! فردت على جدتها بيأس وهي تهز رأسها بالنفي
_
لا مش هينفع اروح
كانت ستجيب عليها فوزية لولا أنها قاطعتها وهتفت بعبوس بعد شعورها باليأس لتوقعها بأنه سقط في ذلك المعرض
_ خلاص يازوزا السلسلة ضاعت وخلاص هو العيب عليا من البداية معرفش إزاي وقعت من رقبتي ومخدتش بالي يلا عشان نقوم ناكل
هزت
متابعة القراءة