امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

يكون عرف قولت يمكن مشاكل في الشغل
توجه آدم وجلس على أقرب مقعد وجده أمامه وهتف بصوت خشن 
_ عدنان مكنش طبيعي إمبارح أنا خاېف يكون عرف مكان فريدة ويعمل فيها حاجة ويضيع نفسه 
تسرب الارتيعاد إلى قلبها فور سماعها لكلمات آدم ووجدت نفسها تهتف بسرعة في توتر ملحوظ 
_ طيب حاول كلمه تاني يا آدم ولو رد عليك قوله أي حاجة خليه ييجي مثلا قوله هنا تعبت على الأقل يهدى شوية عشان ميتصرفش بتهور 
_ مش بيرد يا جلنار ماهو ده اللي مجنني
_ طيب والحل ايه دلوقتي 
_ مش عارف مش عارف 
أخذت تفرك يديها في قلق ظاهر على ملامحها لا تتمكن من إخفاء خۏفها من أن يقوده غضبه فيتسبب في دخول نفسه للسجن 
كان يقف أمام روضة الأطفال يستند بجسده على سيارته عاقدا ذراعيه أمام صدره وعيناه معلقة على الباب ينتظر خروج صغيرته يصدر زفيرا بين كل آن والآخر في محاولات بائسة منه للتنفيس عن صدره المخټنق 
خرجت هنا من البوابة وهي تحمل فوق ظهرها حقيبتها الطفولية الصغيرة وتركض باتجاه أبيها في وجه مشرق
قابلها هو بابتسامته الدافئة والعاشقة رغم ما يمر به من خړاب داخلي إلا أن رؤيته لملاكه الصغير كافية لرسم البسمة تلقائيا على وجهه 
_ وحشتيني ياروحي 
عبست هنا وزمت شفتيها للأمام في حزن متمتمة وهي تشيح بوجهها عنه في تمرد 
_ لا أنا زعيانة زعلانة منك 
_ زعلانة مني !!
هنا بعتاب وڠضب طفولي 
_ أيوة أنت مجتش امبارح وكمان أول امبارح 
ظهر الضيق على محياه فرد عليها معتذرا بأسف 
_ أنا آسف ياحبيبتي كان معايا شغل وعد مش هتتكرر تاني ياملاكي 
صعدت البسمة الساحرة لثغرها الجميل
وهي توميء له بالموافقة فابتسم لها بحنان
حرص على أن يأتي بنفسه ويأخذها من روضتها حتى يكون مطمئن فهو لا يأمن خطوة نادر القادمة ستكون أين وأيضا كان يعلم أن رؤيته لها ستهدأ من نيران صدره قليلا وربما ستنسيه الأمر مؤقتا 
استدار بها من الجهة الأخرى للسيارة وفتح باب المقعد المجاور له ثم اجلسها به واغلق الباب واتجه نحو مقعده المخصص للقيادة ليستقل به بجوارها وينطلق بالسيارة خرج صوتها الطفولي وهي تسأل بحماس 
_ هنروح البيت يابابي 
_ أيوة يا حبيبتي هنروح البيت 
ارتفع صوت رنين هاتفه وأخيرا قرر أن يجيب عليه فأمسك به وضغط على زر الإجابة ثم فتح مكبر الصوت وهتف 
_ الو 
اندفع آدم به صائحا پغضب 
_ مش بترد عليا من امبارح ليه يا عدنان أنا لما غلبت روحت البيت عند جلنار قولت يمكن الاقيك هناك ولسا يدوب خارج من هناك 
عدنان بهدوء مريب وصوت أجش 
_ استناني في الشركة يا آدم وأنا هخلص كام حاجة ضروري وبعدين وهروح وراك نبقى نتكلم هناك 
_ إنت فين دلوقتي وعرفت مكانهم ولا لسا ! 
عدنان بإيجاز ولهجة حازمة 
_ أنا بسوق يا آدم نتقابل في الشركة
قولت
كان آدم على وشك أن يجيب عليه لكنه سمع صوت صافرة إنهاء الاتصال فانزل الهاتف من فوق أذنه وهو يتأفف بخنق وعدم حيلة ثم غير وجهة سيارته ليسير في طريق الشركة 
_ سبتي الشغل ليه وإزاي !! 
زمت مهرة شفتيها بأسى وتمتمت بمعالم وجه عاجزة 
_ مش أنا اللي سبته يا سهيلة عم سمير عرف بالكلام الداير في المنطقة واداني بقية مرتبي وقالي شوية كلام كدا يعني بمعنى اصح إنه مش حابب يشغلني عنده في المكتبة بعد اللي سمعه عني
استشاطت سهيلة وهتفت بغيظ 
_ أما راجل قليل الأصل بصحيح طيب وإنتي هتعملي إيه دلوقتي 
رفعت مهرة كتفيها لأعلى بعدم حيلة وهدرت بعبث 
_ مش عارفة أنا شوفت أعلان لشركة محتاجين موظفين في قسم الحسابات فقدمت فيها وبكرا هروح اعمل الإنترڤيو وأشوف هتقبل بقى ولا إيه 
تنهدت سهيلة بأسى وحزن على صديقتها ثم تمتمت باهتمام 
_ طيب إنتي قولتي لخالتي فوزية على اللي حصل ولا لسا
هزت رأسها بالنفي هاتفة في يأس 
_ لا ما إنتي عارفة ياسهيلة تيتا تعبانة وأنا خاېفة اقولها حاجة تتعب اكتر مستنية بس تسترد صحتها كويس وهقولها على كل حاجة 
اقتربت منها سهيلة وضمتها لصدرها معانقة إياها في حرارة ودفء متمتمة بتأثر 
_ متزعليش نفسك يا حبيبتي إن شاء الله اللي جاي كله خير وأنا واثقة إنك هتتقبلي في الشغل الجديد ده خصوصا إنهم عايزين موظفين في تخصصك 
أخذت مهرة نفسا عميقا وردت بضيق ملحوظ في نبرتها 
_ آمين يا سهيلة آمين
وثبت واقفة بلهفة فور سماعها لصوت الباب وهو ينفتح فأسرعت مهرولة نحو الباب حتى تراه فوجدته يدخل ومعه صغيرتهم التي هرولت نحو أمها وتعلقت بقدمها هاتفا في سعادة 
_ بابي جه اخدني من الحضانة يا ماما 
رسمت ابتسامة باهتة على ثغرها بعين تنظر بها لصغيرتها والأخرى عالقة على عدنان الذي نزع حذائه عنه واتجه للداخل بصمت نحو غرفتهم 
التفتت برأسها للخلف تتابعه في قلق ثم عادت برأسها تجاه ابنتها وهتفت بحنان أمومي ولطف 
_ طيب روحي يلا ياحبيبتي غيري هدومك عشان ناكل كلنا مع بعض 
وثبت الصغيرة وهي تصيح فرحا
تم نسخ الرابط