امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
أكتر
فقد حاتم ثباته الانفعالي وخرج عن إطار هدوئه ليثب واقفا ويندفع من مقعده بخطوات سريعة حتى أصبح أمام عدنان مباشرة ويصيح به پغضب
_ إنت إيه مشكلتك بظبط مش كفاية إن إنت اللي غلطان واهملتها وكنت عايز تاخد بنتها منها وتطلقها
رقمها بنظرة مرعبة وهمس بخفوت مريب يحمل لهجة الټهديد
ابتسم حاتم بعدم حيلة ولم يجيبه بل استحوذ عليه السكون للحظات قبل أن يتمتم بخفوت ونظرة ثاقبة
_ أنا مش عايز حاجة بس جلنار هتفضل غالية عندي جدا وبعزها وبتمنالها السعادة هي بتحبك جدا وفي عز ما كانت ناوية تطلق منك ومش عايزاك حبها ليك غلبها ومقدرتش تستحمل لما كنت هسجنك وطلبت مني اتنازل وفوق ده كله يعتبر قطعت تواصلها معايا نهائي بسببك وسامحتك ووافقت ترجعلك أنا بتمنى بس إن بعد كل ده متخذلهاش تاني و تحبها بجد وتعوضها عن اللي عملته معاها هي تستاهل إنك تحارب عشانها متخسرهاش ياعدنان عشان صدقني هتندم أوي
ثم ابتعد واستدار ليغادر الغرفة وفور خروجه مسح عدنان على شعره بقوة متأففا وجلس فوق مقعده من جديد بتفكير في كلماته الأولى !
هتفت بعذوبة وابتسامة عريضة وهي تفسح له الطريق للدخول
_ اتفضل يا آدم ادخل
دخل وهتف بنبرة غريبة وهو ينزع حذائه عنه
_ عدنان موجود
_ لا في الشركة أنا رجعت من شوية
_ كويس !
_ هو في حاجة يا آدم !
جلست على الجزء الآخر من الأريكة وسمعته يجيب باسما
_في بس حاجة تخصني أنا متقلقيش يعني !
_ حاجة إيه
انتصب في جلسته وشبك كفيه ببعضهم ليقول بأمل وعينان لامعة
_ جلنار أنا محتاج مساعدتك
بلين
_ خير قول واضح إن الموضوع مهم أوي
آدم بإيجاب وتشويق
_ أوووي
ضحكت بخفة وقالت بمكر مشاكسة إياه
_ أحساسي بيقولي إنه ليه علاقة ببنت
ضحك كدليل على تأكيد جملتها ثم تمتم بجدية
_ فاكرة مهرة اللي كانت شغالة في الشركة لفترة وبعد كدا قدمت استقالتها
سكتت لبرهة تحاول تذكرها حتى قالت بإيجاب
_ بصي أنا هحكيلك كل حاجة البداية خالص وبعدين هقولك محتاج مساعدتك في إيه
أماءت له بالإيجاب واستمعت له باهتمام وآذان صاغية وهو يسرد لها كافة التفاصيل منذ بداية لقائه بها حتى آخر لقاء بينهم
زمت شفتيها بامتعاض بعد سرده لحاډثة أسمهان وما فعلته فقالت برزانة
_ طيب ليا مفهمتهاش وقولتلها متهتمش لكلام مامتك
آدم بيأس
_ قولتلها ياجلنار بس هي مش مدياني فرصة ومش عايزاني اقرب منها نهائي
عبست بإشفاق وحزن عليه ثم ابتسمت بحنو وقالت بمداعبة
_ إنت بتحبها بجد
شرد للحظة ثم رد باسما بهيام وأعين
وديعة
_ أنا كنت بقول إنه ممكن يكون إعجاب مش اكتر في البداية بس بعد اللي حصل آخر مرة ده بقيت متأكد إنه مش مجرد إعجاب يا جلنار وبصراحة خاېف اخسرها عشان كدا جيت اقولك واطلب منك تكلميها يمكن تقدري تقنعيها وتهديها
اتسعت ابتسامتة شفتيها الجميلة والدافئة لتغمز له وتقول بلؤم
_ لا أنا مش هكلمها هروحلها لغاية عندها واتكلم معاها إنت سيبلي الموضوع ده بس ومتقلقش كل حاجة هترجع زي الأول واحلى كمان
أجاب مدهوشا
_ تروحيلها !!!
جلنار بإيجاب وجدية
_ أيوة إنت مش عايزني اساعدك والكلام ده مينفعش في الفون لازم نتكلم face to face هنتفق أنا وإنت على يوم وتاخدني لغاية بيتها وسيب الباقي عليا بعد كدا
تهللت أساريره بحماس وسعادة ليقول في صدق وعفوية
_ أنا مش بحبك من قليل والله
جلنار ضاحكة بقوة
_ عد الجمايل بقى
_دي فوق راسي والله يا باشا
قهقهت بخفة بينما هو فاستقام واقفا وقال
_ متجبيش سيرة لعدنان على الموضوع ده أنا هقوله واحكيله بس بعد ما اصلح علاقتنا والأمور تهدى الأول
_ تمام مش هقوله متقلقش
تمتم بإيجاز واختصار شديد
_ أنا همشي عشان ورايا شغل وابقى سلميلي على هنا وبوسيهالي
استقامت واقفة وسارت معه تودعه إلى الباب وهي تجيبه بعذوبة
_ حاضر
غابت شمس اليوم وارتفع ضوء القمر في السماء وظهرت النجوم الساهرة الجميلة
الساعة تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل وهي تنتظره إلى الآن وعيناها عالقة على ساعة الحائط بلوعة حاول النوم التمكن منها أكثر من مرة لكنها عادت وأصرت على البقاء مستيقظة حتى يعود
دقائق أخرى مرت حتى قاربت الساعة على الواحدة فاستندت فوق ذراع الأريكة ثم نامت برأسها فوق ذراعه بعد أن فقدت
متابعة القراءة