امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
بسخرية هاتفة
_ مش بعيد تكون بتمثل عشان متخلهوش يقعد عندي اصبري عليا يا أسمهان قريب أوي هفضحك وهقوله كل حاجة والحقېرة التانية لولا إني خاېفة من اللي هيعمله لما يعرف كنت فضحتها من بدري
_ قالك إيه !
كان سؤال فضولي من فريدة التي تجلس بجوارها فردت عليها أسمهان بابتسامة خبيثة وبثقة
ابتسمت لها فريدة بلؤم وبقت جالسة بجوارها تنتظر وصوله وبعد مرور دقائق طويلة نسبية سمعت أسمهان صوت سيارته تتوقف بالأسفل أمام المنزل فهتفت مسرعة تحدث فريدة
_ بصي بسرعة كدا من الشباك ده صوت عربيته ولا إيه
هبت فريدة واقفة واسرعت نحو النافذة تنظر
_ أيوة هو وصل
تسطحت أسمهان على الفراش جيدا وتدثرت بالغطاء ثم رسمت معالم التعب المزيف على وجهها منتظرة دخولها عليها وبالفعل ما هي إلا لحظات حتى انفتح باب غرفته ودخل هو مسرعا نحوها يهتف بقلق
_ ماما عاملة إيه دلوقتي أنا كلمت الدكتور وهو جاي في الطريق !
_ لا يا حبيبي خلاص مش مستاهلة دكتور أنا كنت ناسية ما اخد العلاج ولما اخدته بقيت كويسة الحمدلله شوية
تنهد الصعداء براحة وهتف
_ الحمدلله بس برضوا خلي الدكتور يكشف عليكي ونطمن اكتر
أسمهان برفض وصوت خاڤت
_ ياعدنان ملوش لزمة والله يابني وأنا مش بحب الدكاترة إنت عارف فطالما بقيت كويسة ملوش لزمة تجيب الدكتور
_ في إيه !
الټفت له عدنان برأسه وهتف بحدة ساخطا
_ مش بترد على تلفونك ليه يا أستاذ امك كانت تعبانة ورنت عليك مش بترد عليها
فرت الډماء من وجه آدم بقلق واسرع يقترب من أمه هاتفا
جلس بجوار أمه من الجانب الآخر للفراش وهتف بملامح وجه تحمل القليل من الفزع وهو ممسكا بيدها
_
عاملة إيه دلوقتي يا ماما وتعبتي إزاي !
ضغطت أسمهان على يده في لطف وهي تجيب عليه بحب أمومي
_ أنا بقيت كويسة الحمدلله ياحبيبي متقلقش
_ أنا آسف والله مخدتش بالي من التلفون
_ خلاص يا آدم حصل خير يابني كفاية إنكم جنبي أنا حتى لو تعبانة لما شفتكم وإنتوا جنبي كدا بقيت زي الفل
رفع عدنان كفها إلى شفتيه وقبل ظاهره بحنو متمتما بحب نقي وصافي
_ ربنا يخليكي لينا يا ست الكل
التفتت برأسها تجاه عدنان وحدقته بحنان جارف مغمغمة
_ ويخليكم ليا وميحرمنيش منكم يا اغلي ما ليا
انتبه عدنان لفريدة التي تقف بجواره فرمقها بنظرة ممېتة قذفت الړعب في قلبها وجعلتها تتراجع خطوة للخلف مبتعدة عنه لم يتبقى إلا القليل حتى يتأكد من كل شكوكه بها حينها سيريها كيف يكون عقاپ خيانتها وخداعه سمع صوت رنين هاتفه فأمسك به واستقام واقفا ثم غادر الغرفة حتى يجيب على المتصل لحقت هي به مسرعة ووقفت على مقربة منه منتظرة انتهائه من مكالمته وفور انتهائه تقدمت نحوه وهمست
_ عدنان
لم يستدير لها ولم يجيب فقط حاول التحكم في زمام انفعالاته فوجدها تلتف وتقف أمامه وتهتف بنظرة عتاب
_ إنت ليك أيام مش بتيجي البيت وحتى مش بتسأل عليا للدرجة دي قدرت تسيطر عليك وخلتك تنساني
تطلع إليها باشمئزاز وپغضب حقيقي وبغض تراه لأول مرة في عيناه فمدت يدها تهم بوضعها على كتفه وهي تهمس
_ معقول مبقتش تحبني خلاص !
قبض على رسغها پعنف قبل أن تلمسه تأوهت بقوة من قبضته القوية على يدها وهي ترمقه ببعض الخۏف ثم رأته ينحني بوجهه عليها هامسا بصوت أشبه بفحيح الأفعى
_ جهزي نفسك عشان دي ايامك الأخيرة يا فريدة
ثم
ألقي بيدها ودفعها من أمامه ليتركها ويرحل فتظل هي تقف بأرضها مدهوشة ومرتعدة بذات اللحظة
بصباح اليوم التالي
نزل من سيارته ووقف يتطلع إلى البناية الكبيرة اندفع إلى الداخل بخطواته الواثقة ثم استقل بالمصعد الكهربائي وضغط على زر الطابق الرابع فانغلق باب المصعد وارتفع به للطابق المطلوب
بعد لحظات انفتح الباب فخرج منه وتلفت هو برأسه ينقل نظره بين الشقتين ثم تحرك باتجاه شقة اليسار طرق الباب عدة طرقات قوية وماهي إلا لحظات وفتح له الباب فور رؤيته لعدنان هم بأن يغلق الباب مسرعا في زعر لكن عدنان وضع قدمه يحول بين الباب وإغلاقه وهو يحدقه بنظرات قاټلة ثم بيده دفع الباب في قوة ودخل هاتفا بابتسامة مريبة بعدما رأى الرجل يتقهقهر للخلف في ارتيعاد
_ مالك خاېف كدا ليه متخفش
أنا قولت اجي نشرب حاجة مع بعض علي رواق وإنت بتحكيلي كل حاجة عن نادر
_ الفصل الثالث والعشرون _
يجلس فوق أريكة عريضة رافعا ساقا فوق الأخرى ويبسط ذراعه على الحافة العلوية من الأريكة متطلعا
متابعة القراءة