امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
بابتسامة دافئة وتلقائيا اتسعت الابتسامة فوق شفتيه بعد تأكيد الصغيرة على تخمين والدتها
تقدم منهم حتى وقف أمامهم مباشرة وانحنى على ابنته وهي فوق ذراعين أمها ولثم شعرها بحنان هامسا في عبث وضيق
حبيبة بابي اللي بتيجي دايما في أنسب وقت استمري هااا عايزك تستمري في هدم لحظات بابي
حجبت جلنار ابتسامتها بصعوبة بينما هو فابتعد وسار لخارج الغرفة هامسا بغيظ
كل مرة كدا إزاي !
انحنت جلنار على وجنة صغيرتها ولثمتها بقوة وهي تضحك بخفة متشفية باشعال نيران الغيظ في صدره !
عدة طرقات خفيفة على الباب قبل أن ينفتح وتدخل ليلى حاملة بين يديها فنجان القهوة الخاص به سارت نحوه بخطواتها الرقيقة حتى وقفت أمام مكتبه وانحنت تسند الفنجان بهدوء هامسة
القهوة اللي حضرتك طلبتها
آدم دون أن يحيد بنظره عن شاشة الحاسوب أمامه
متشكر ياليلى
استدارت وسارت مرة أخرى باتجاه الباب وقبل أن تنصرف سمعت صوته الجاد يهتف في خشونة
بلغي مهرة يا ليلى إني عايزاها ضروري
توقفت يدها في الطريق قبل أن تمسك بمقبض الباب ثم إعادتها تدريجيا والتفتت له بجسدها تهمهم في رسمية
هيمن عليه السكون التام للحظات يفكر باهتمام في السبب الذي جعلها تغادر فجأة هكذا ليطرح سؤاله عليها في جدية
مشت ليه !
رفعت كتفيها لأعلى تدل على عدم تأكدها من الإجابة التي ستعطيها لها وغمغمت
تقريبا جدتها تعبت وفي المستشفى عشان كدا اضطرت تمشي
اتسعت عيني آدم بدهشة واكتفى بهز رأسه بالإيجاب مشيرا لها بعيناه أن تغادر وفور انصرافها رفع يديه يمسح على وجهها متنهدا بقوة وعقله مشغول بها ماذا حدث لجدتها ! وكيف وضعها هي الآن ياترى ! لا يتمكن من كبح عقله ومنعه من التفكير وطرح الأسئلة التي لا إجابة لها سوى عندها هي
وبعد عدة رنات صاحبها اليأس منه بعدم الرد أجابت لكن كان صوتها مبحوحا وأثر البكاء يظهر في نبرتها بوضوح
الو مين
أنا آدم يامهرة جدتك عاملة إيه
أتاه صوتها المصحوب پبكاء قوي ونبرة مرتجفة من فرط الاڼهيار
مش عارفة الدكتور لسا مخرجش من عندها أنا خاېفة أوي عليها مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه
اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة إنتوا في
مستشفى إيه
إجابته وهي تشهق بقوة
في مستشفى
استقام واقفا
يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة
أنا نص ساعة بالكتير واكون عندك يامهرة
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها يشق الطرقات متجها لتلك المستشفى التي أخبرته بها
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية
هشام عامل إيه ياحبيبي طمني عليك
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة
أنا بخير الحمدلله ياماما إنتوا عاملين إيه
أجابت عليه ببهجة صوتها
كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة
ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل
صاحت في دهشة
بجد ياهشام نازل مصر !
نكزتها ابنتها في ذراعها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها
بيقولك إيه !!! ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال
النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات
انقبض
قلب ابنتها فور رؤيتها لدموعها فجذبت الهاتف من يد أمها ووضعته فوق أذنها تهتف في تلهف وعدم استيعاب
هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها
بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة
بت يا الأء ردي عليا أنا قلقت الأول أمك ودلوقتي إنتي !
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء
من الفرحة مش مصدقين أخيرا هترجع ياهشام
ولا أنا مصدق والله أنا من
متابعة القراءة