امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

الخارج رأته يجلس على الأريكة بالصالون ويرجع برأسه للخلف إلى الحافة العلوية من ظهر الأريكة مغمضا عيناه لم تكن علامات التعب أو الإرهاق بادية على وجهه بل أخرى كلها ڠضب وحنق ويحدق في السقف بفراغ كالذي ارهقه التفكير فلم يعد يعرف بماذا يفكر أكثر ! 
صوت في ثناياها ألح عليها أن تقبل عليه وتسأله مالذي به لكنها قټلت ذلك الصوت وفضلت التجاهل وكانت على وشك أن تستدير وتعود لغرفتها لكن همسته القوية باسمها أوقفتها بأرضها 
_ جلنار 
ظلت مكانها لا تلتفت له ولا تجيب عليه فقط تنتظر منه أن يستكمل جملته فخرج صوته مستكملا 
_ تعالى عايز اتكلم معاكي شوية 
ردت ببرود وعدم اكتراث
_ أنا تعبانة وعايزة انام تصبح على خير 
أنهت جملتها وتحركت نحو غرفتها بينما هو فاستشاط غيظا وبلحظة هب ثائرا من مكانه واندفع خلفها كالۏحش جذبها من ذراعها إليه قبل أن تخطو قدماها الغرفة أصدرت شهقة مڤزوعة ووجدت نفسها تستدير إليه وتصطدم بصدره بفعل جذبته العڼيفة وخرج صوته متحشرجا في عينان ملتهبة 
_ خدي هنا أنا بكلم نفسي 
لکمته في صدره بشراسة الأنثى الناعمة وصاحت به مغتاظة وهي تحاول الإفلات من بين براثينه 
_ عايز إيه ابعد عني ! 
عدنان بصيحة رجولية 
_ إنتي اللي عايزة إيه بظبط فهميني ! 
جلنار بتحد وعصبية 
_ إنت عارف أنا عايزة إيه كويس 
لحظة عابرة ممن الصمت مرت حتى استكمل صياحه المرتفع بها منفعلا 
_ وأنا قولتلك مليون مرة انسى الطلاق ده نهائي 
اردفت جازة على أسنانها بغيظ في خفوت 
_وطي صوتك البنت نايمة 
انتقل بنظره إلى باب غرفة ابنته ثم جذبها من ذراعها خلفه ودفعها لداخل الغرفة ثم دخل هو واغلق الباب فصړخت به بسخط عارم 
_ إنت مش طبيعي والله 
_بالعكس أنا لغاية دلوقتي طبيعي وهاديء أوي معاكي كمان بس شكلك مش هتخليني استمر في الهدوء ده كتير
اندفعت نحوه ثائرة حتى وقفت أمامه مباشرة شبه ملتصقة به وغمغمت
في غل 
_ أعمل ما بدالك ياعدنان وبرضوا هطلق طالت أو قصرت هتطلقني ڠصب عنك 
ضحك بازدراء منها فاستكملت هي 
_ بعدين مش احنا كنا متفقين إننا هنطلق 
_ ده كان قبل ما تاخدي بنتي وتهربي بيها 
_ وفرق إيه دلوقتي 
انحنى عليها يهمس أمام وجهها تماما في نبرة مثلجة 
_ مفرقش حاجة بس أنا غيرت رأى ومش هطلق
تلألأت العبارات في عيناها بحړقة وألم من بطش وقسۏة ذلك الظالم لوهلة احست بضعفها أمامه وأن لا يسعها شيء سوى استخدام قواها الضعيفة مقارنة بقوته الجسمانية الضخمة فغارت عليه تلكمه في صدره بشراسة صائحة به في صوت مبحوح وعينان تلمع بالعبارات 
_ إنت واحد حقېر ومتستهلش إيه حاجة في يوم عملتها عشانك عايز كل حاجة تكون ليك وحدك متملك ومغرور ومش بتتقبل أخطائك إنت أناني ياعدنان بتحب فريدة وفي نفس الوقت عايز جلنار تكون معاك مفكرتش في مرة إيه احساس فريدة أو احساسي أنا عارف ليه عشان إنت مبتفكرش غير في نفسك مش معنى إنها وافقت على إنك تتجوز عليها وإنت فهمتها قد إيه بتحبها يبقى خلاص هي تقبلت الفكرة بصدر رحب لا يمكن يكون في ست تتقبل فكرة إن جوزها يتجوز عليها وأنا رغم إني مش بحبك بس فكرة إني على الرف بتقتلني صدقني احساس الست إنها في خانة الاحتياط بيوجع أووووي وأنا استحملت الاحساس ده كتير ومش هقدر استحمل اكتر من كدا
استهدفت بكلماتها الهدف لم تخطأ في حرف واحد لكن أخطأت في الوصف بقدر جفاء وحدة الكلمات بقدر ما وصلت لأعمق نقطة من قلبه خرجت هذه الخناجر من فمها بالوقت الخطأ في وقتا كان يحاول هو لملمة شتات نفسه المبعثرة بعد الوساوس التي تنهش عقله نهشا منذ مساء الأمس وهو يفكر بأفعال زوجته المريبة محاولا إسكات الصوت الوحيد الذي يتردد في ذهنه منذ إيام خېانة خېانة خېانة !! ويرفض حتى مجرد التفكير في فكرة لعينة كهذه جاءت زهرته وواجهته بحقيقته التي يحاول التغافل عنها وزادت من سوء الوضع لكن حتما أن أنانيته تضمر خلفها أحد الأسباب الحقيقية الذي يرغب باحتفاظه بها لنفسه 
تنهد الصعداء بعبث وغمغم أخيرا بنظرة تائهة يؤكد لها تصورها عنه 
_ عندك حق ولو تمسكي ببنتي ومراتي بالنسبة ليكي أنانية فأنا معنديش مشكلة في كدا
تطلعت إليه بدهشة من اعترافه الصريح بتمسكه بها وأحست أن لسانها قيد فلم تتمكن من الرد عليه فقط تابعته وهو يبتعد عنها ويتجه إلى الحمام 
يمسك بيده كأس من الڤودكا ويرفعه لفمه فيبتلعه دفعة واحدة ويعود ويملأ الكأس من جديد على الجهة
المقابلة له يجلس أحد أصدقائه أمامه يتابعه بعيناه في سكون حتى خرج صوته أخيرا بحنق 
_ ما كفاية يانادر
شرب بقى 
قهقه الآخر بصوت مرتفع وتمتم 
_ أنا النهاردة في أسعد أيام حياتي الصفقة اللي ليه سنين ابن الشافعي شغال عليها كل يومين وتكون ليا أنا ووقتها هقف اتفرج عليه وهو مقهور على الملايين اللي خسرها 
_ وإنت واثق في فريدة أوي للدرجة اللي تخليك مطمن
تم نسخ الرابط