امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
في خفوت يذيب القلب
طيب الحمدلله بعتذر إني بتصل بيكي في الوقت ده بس طول اليوم مكنتش فاضي وأول ما فضيت قولت اتصل بيكي
اتسعت ابتسامتها بحياء بسيط وردت في رقة غير معهودة منها
لا عادي مفيش مشكلة متشكرة يا آدم
نبرتها المختلفة ارسلت سهمها في الصميم فضيق هو عيناه وقال ببلاهة بعد جملتها الأخيرة
مهرة باستغراب
إنك اتصلت تتطمن على تيتا قصدي !
أجابها بسرعة متداركا الأمر
امممم
سلميلي عليها
يوصل إن شاء الله أنا بكرا هرجع الشركة
أجابها بابتسامة استطاعت لمسها في صوته
تمام بس مش عايز تأخير في وقتك بالظبط تكوني هناك
اردفت بابتسامة
مماثلة له وشيء من المرح
انهى معها الاتصال بعدما ودعها وانزل الهاتف من فوق أذنه وعلى ثغره ترتسم ابتسامة عجيبة وجديدة القى بالهاتف بجانبه وتسطح بجسده كاملا فوق الفراش يغمض عيناه أخيرا براحة دون أن يزعجه ذلك العقل بالتفكير لكن الصوت المرتفع بالاسفل جعله يثب واقفا من الفراش مسرعا ولم يكن سوى صوت أخيه !
إيه اللي أنت بتقوله ده ياعدنان !
صاح بصوته الجهوري ووجهه كالبركان الذي تفوح حممه البركانية والحمراء فوق سطحه
سألتك سؤال ياماما إنتي فعلا حاولتي جلنار وكنتي عايزة هنا وهي لسا حامل فيها !
توترت وظهر تلعثمها بوضوح في صوتها وقد شحب لون وجهها فلجأت للكذب كالعادة حيث هتفت تنفي الحقائق بكذبها الفاشل
تطلع بأمه في ڠضب وخزي ثم تقدم نحوها ووقف أمامها تماما وهتف في نفاذ صبر
كفاية كڈب أنا قرفت من الكذب والخداع مبقتش عارف هصدق مين ولا هثق في مين بعد كدا حتى أمي مبقتش قادر أصدقها
أدمعت عيناها وردت عليه بتوسل حتى لا يتطلع إليها بتلك النظرات
عدنان أنا
قاطعها بصوت موجوع ونبرة حادة
همت بأن تتحدث لكنه باغتها ببقية كلماته في نظرات أصبحت أكثر ڼارية
أنا عارف كرهك لجلنار بس مش للدرجة اللي تخليكي تحاولي
دي عينها على الفلوس زيها زي فريدة الحيوانة أبوها جوزهالك بسبب الفلوس وبنته لازم هتكون زيه لكن هي خدعتك وخلتك تصدقها وتحبها كمان و
عاد صوته الجهوري يصدح من جديد وهو يمنعها من استرسال حديثها
كفاية مش عايز اسمع كلمة تاني يا
أسمهان هانم
سكت لوهلة قبل أن يتابع في تحذير حقيقي وڠضب
ملكيش دعوة بمراتي ياماما ومتقربيش منها تاني وإلا صدقيني سعتها انسى إنك ليكي ابن أصلا
ثم استدار واندفع لخارج المنزل لكنها لحقت به قبل أن يغادر تتشبث بذراعه تمنعه من الذهاب وتهتف في بكاء وتوسل
استنى ياعدنان متعمليش فيا كدا يابني سامحني اوعدك مش هقرب منها تاني ابدا أنت عارف إني مقدرش على بعدك عني
حدجها بعينان تلوح بها علامات الألم والخزى قبل أن يبعد يديها عنه بهدوء ويبتعد ليكمل طريقه اڼهارت باكية والتفتت للخلف لترى آدم واقفا يتابع ما يحدث بصمت ونظرة السخط والخزي التي بعين شقيقه كانت نفسها يتطلع بها إليها همت بأن تقترب منه وهي تهتف برجاء
آدم روح ورا أخوك يابني عشان خاطري متسبهوش وحده
آدم في ضيق من أفعال أمه التي لا تحتمل
سبق وقولتلك هتخسري عندنان في النهاية بأفعالك وهو ده اللي حصل فعلا
كانت تبكي بقوة وحزن دون أن تجيب على كلمات ابنها الأصغر الذي باللحظة التالية كان يندفع للخارج مهرولا يلحق بأخيه !
بصباح اليوم التالي
منذ ليلة الأمس ولم يعد للمنزل حاولت الاتصال به أكثر من مرة عند استيقاظها ولكنه لا يجيب يستمر الهاتف في الرنين دون إجابة تدرك أنه لا يجيب عليها متعمدا ولكنها تقلق عليه بشدة وتخشى أن
يكون ټأذي بمكروه في لحظات غضبه العاتية تخشي عليه بشدة وكلما تتذكر ما أخبرته به بالأمس ټندم أكثر وتلوم
نفسها بقسۏة
كانت تجلس فوق الأريكة المقابلة للتلفاز وتمسك بالهاتف تحدق به في سكون حتى سمعت صوت صغيرتها التي جلست بجوارها وهمست بعبوس
مامي هو بابي فين !
التفتت جلنار لها وغمغمت متنهدة بيأس
معرفش يا هنا أنا برن على بابي من الصبح ومش بيرد عليا خاېفة عليه أوي
عبست الصغيرة وزمت شفتيها للأمام بحزن قبل أن تتعلق برقبة أمها وتهتف في عفوية
مټخافيش هو هيجي دلوقت وأنا هستناه ومش هاكل من غيره
ردت عليها جلنار بحزم بسيط
لا ياحبيبتي مينفعش لازم تفطري وإلا هو هيزعل منك أوي لما يرجع ويعرف إنك مفطرتيش
عقدت ذراعيها الصغيرة أمام صدره وتمنعت برأسها هاتفة في عناد
لا مش هاكل غير لما بابي يجي وناكل مع بعض
سمعوا صوت مفتاح الباب في القفل ينفتح فقفزت الصغيرة من مكانها فرحا وهرولت راكضة نحو الباب صاړخة
بابي
ابتسم
لها بحب وانحنى عليها يلتقطها ليحملها فوق ذراعيه ويلثم
متابعة القراءة