امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
ضيقت عيناها باستغراب وظنته في باديء الأمر أنه حامد
فاتجهت نحو الباب وفتحت في وجه معالمه عادية تماما حتى رأت أبيها أمامها فتحولت لنظرات الدهشة الممتزجة بالاستياء
هتف نشأت بخفوت
_ عاملة إيه يابنتي
جلنار بجفاء وصرامة
_ جاي ليه !! ياترى هتسلمني لمين المرة دي كمان !!
صاحت به منفعلة
_ مصلحتي في إني أبعد عن عدنان وأطلق منه لكن إنت مش
شايف كدا عشان
طبعا مصلحتك إنت إني أفضل متجوزاه
هم بالاقتراب منها وهو يتمتم بتأثر وضيق
_ يابنتي والله مبقيش يهمني حاجة أنا عايز ترجعي تاني لحضني كرهك ليا ده ولولا إني حسيت إن عدنان عايزك بجد مكنتش هسيبك في أمريكا معاه وأرجع
_ عايزني !! هو فعلا عايزني بس مش بيحبني عايزني عشان السبب اللي أنت أجبرتني اتجوزه عشانه
نشأت بصدق ونظرات مشتاقة لابنته
_ لا المرة دي مختلفة صدقيني هو عايزك إنتي وبنته بجد اديله فرصة وكمان ارجعيلي يابنتي ابوس إيدك
اطالت النظر إليه واحست بأنها ستضعف أمامه رغم كل ما فعله بها سيظل أبيها ولن تتمكن من حمل الضغينة والكره له في قلبها ولته ظهرها وقالت بقسۏة وصوت مبحوح
تحرك خطوة نحوها حتى وقف خلفها مباشرة وبمجرد ما لمس كتفها بيده نفرت منه بتلقائية وقالت وهي تبتعد عنه أكثر
_ قولتلك امشي من فضلك
توقف بأرضه للحظات طويلة يحدق بها بأسى وعجز ووجه يائس حتى أصدر تنهيدة حارة واستدار مغادرا المنزل التفتت برأسها نحو الباب بعد رحيله وانهمرت على وجنتيها دموعها بحړقة وألم قلبها يؤلمها على كل شيء تريد مسامحته لكنها لا تستطيع نفسها الثائرة والمنكسرة لا تسمح لها بالصفاء وربما لن تصفو !
انتهت جميع اللوحات المعروضة للبيع بالمعرض معادا واحدة كان يقف آدم أمامها يتأملها بسكون متذكرا محادثته مع تلك الفتاة جميع اللوحات تم بيعها معادا هذه اللوحة لا يذكر أن أحد توقف أمامها وأعجبته سواها رغم أنها لم تعجبها وسخرت منها لكنها الوحيدة التي توقفت أمامها رأتها لوحة متزاحمة ومعقدة ولم تخطأ حين ربطت اللوحة به هي تشبه تعقيدات نفسه المتداخلة والتي لا يجد لها تفسير فأخرج تلك المشاحنات التي تعصف بروحه في هذه اللوحة التي لم ينتبه لها أحدا سواها
_ مبروووك يافنان اللوح كلها اتباعت مفضلش غير اللوحة دي
_ مش هبيعها
رد زياد بتعجب
_ هي إيه دي اللي مش هتبيعها
تمتم آدم وهو معلق نظره على اللوحة
_ اللوحة دي
_ هتحتفظ بيها لنفسك يعني ولا إيه !
لوى آدم فمه ورد بإيجاب وهو يهز رأسه ببساطة
هتف زياد بمرح ضاحكا
_ مش مهم ياعم المهم هو نجاح المعرض مبروووك ياصاحبي
_ الله يبارك فيك
_ طيب أنا هسبقك واستناك برا بقى تمام
اماء له آدم بالموافقة وظل واقفا كما هو يتطلع للوحة بتمعن حتى مرت دقيقة أو أكثر تقريبا وهم بالاستدارة والانصراف لكنه لمح عقدا فضي اللون به فصوص بيضاء لامعة على طول العقد كله انحنى على الأرض والتقطته ينظر إليه بتدقيق ظنه في باديء الأمر أنه سقط من إحدى الفتيات الذين مروا من أمام اللوحة لكن عندما عصفت بذهنه صورتها تذكر أنه لمح برقبتها نفس هذا العقد كانت ترتديه ويظهر بوضوح حول رقبتها البيضاء بقى للحظات وهو يحدق بالعقد حتى تأكد أنه لها فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه واعتدل في وقفته ثم وضع العقد في جيبه واتجه لخارج المعرض بأكمله بعد أن أطفأ جميع الأضواء ووقف أمامه من الخارج ثم أمسك بالباب واغلقه بالمفتاح جيدا وسار
باتجاه صديقه الذي كان بانتظاره في السيارة
بعد مرور ساعات بسيطة
مجتمع هو ووالدته وأخيه على المائدة ويتناول الطعام بصمت عدم وجودها على المائدة معهم يثير جنونه ويحاول تجاهل الأمر لكن ثورانه الداخلي منعه من الصمود كثيرا حيث فجأة القى بالشوكة التي بيده على سطح الطاولة وقال بعصبية
_ منزلتش تاكل ليه دي كمان !!
زمت أسمهان شفتيها وقالت بعدم
اكتراث
_ معرفش سيبها ياحبيبي هي لو عايز كنت نزلت واكلت
عض على شفاه السفلية في غيظ متمالكا أعصابه بصعوبة استقام واقفا واندفع إلى الأعلى باتجاه غرفته تابعته أسمهان بأعين ڼارية وناقمة على فريدة أما آدم فتأفف بخنق وقرف !
فتح الباب على مصراعيه پعنف ودخل فوجدها تجلس على الأريكة وتمسك بهاتفها تعبث به اندفع نحوها وجذب الهاتف من يدها هاتفا بزمجرة
_ قاعدة هنا ليه !! الأكل لما يتحط ياهانم الكل يكون على السفرة
تعمدت عدم النظر إليه وقالت بتمرد
_ مش عايزة اكل ياعدنان
_ ليه بقى إن شاء الله
ردت عليه بحنق دون
متابعة القراءة