امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
يحب أن تضع فوق الحروف لتكمل المعنى تماما
اطالت النظر إليه بتدقيق رغم دهشتها من جملته غير المتوقعة إلا إنها ابتسمت وقالت بمكر امتزج ببعض السخرية
_ ومش
عايز تطلقني ليه مش على أساس إنك مش بتحبني !
أصدر تنهيدة خرجت مصاحبة تأففا قوي منه و هو يجيبها
_ مكنتش اقصد ياجلنار قولتها في وقت عصبية ! إنتي مصممة على الطلاق عشان كدا !
_ اللي اعرفه إن الكلام اللي بيتقال وقت الڠضب بيكون
هو الحقيقة وبيني وبينك إنت معملتش أي حاجة تثبت عكس اللي قولته
ثم مدت يدها تعبث بقميصه في رقة مقصودة وأعين شرسة كلها قوة
_ والأولاد اللي كنت متجوزني عشانها
الحمدلله معانا هنا فمتتوقعش إن ممكن اسمح إن تحصل حاجة بينا واجبلك طفل تاني impossible مستحيل
_ مش هطلقك
اتسعت الابتسامة فوق شفتيها وردت عليه بثقة
_ براحتك وادينا قاعدين وخلينا نشوف هتفضل ثابت على مبدأك كدا لغاية امتى
ثم نزعت يده عن ذراعه وسارت للخارج وهي تبتسم بتشفي وتلذذ متمتمة لنفسها
مدينة كاليفورنيا
يباشر أعماله جالسا فوق مقعده أمام مكتبه في غرفته الخاصة بشركته يرتدي نظارة العمل المعتاد على ارتدائها أثناء عمله لأن كثرة التطلع في الأوراق والحاسوب تتعب عيناه وتسبب له الآلام
انفتح الباب دون طرق أو استآذن مسبق ودخلت نادين وهي تسير بحذائها العالي المعتاد الذي يصدر اصواتا عالية تجذب الانتباه إليها ولم يكن هو بحاجة لرفع رأسه لينظر للمتطفل الذي اقتحم الغرفة دون آذن فصوت حذائها كفيل ليكشف له هوية المتطفل خرج صوته حازما قليلا
كانت على وشك الابتسام لولا أنها لاحظت نبرته الصلبة فضيقت عيناها ببعض الدهشة وسارت نحوه وهي تتمتم
_ حاتم إنت عنجد زعلت منى مبارح !
رفع نظره لها وهتف بضيق مزيف
_ ومزعلش ليه !
اقتربت ووقفت بجوار مقعده ثم هزته في كتفه بخفة وهتفت مشاكسة وهي تضحك
لانت حدة نظراته وقال بابتسامة خفية
_ احنا موضوعنا دلوقتي في التأخير يا أنسة مش زعلت ومزعلتش
_ ما أتأخرت اجيت على الوقت الطبيعي واللي تعودت عليه
ظهرت ابتسامته أخيرا وقال مستسلما لكن بنبرة تحمل الجدية
_ طيب خلاص المهم أنا مسافر خلال اليومين الجايين
ضيقت عيناها بحيرة وهتفت فورا بشيء من الحزن
تنهيدة طويلة تبعتها همسة حازمة
_ مصر
لجمت الصدمة لسانها فبقت تتطلع إليه للحظات بسكون وألف سؤال يدور في ذهنها وأول سبب استنتجته هو رغبته في رؤية جلنار !
زكأنه هو فهم ما يجول بعقلها الآن فأسرع بإنقاذ الموقف يكمل في لطف
_ في شغل مهم ولازم اكون موجود بنفسي هناك وكلها اسبوع وهرجع تاني وفي الحقيقة كنت هسألك واشوفك لو حابة تيجي معايا ياريت والله
صمت تام يهيمن عليها وهي مستمرة في التحديق به بيأس حتى وجدته يلوح بيده أمام وجهها حتى تنتبه له فوقفت بصلابة وشموخ متمتمة بقوة
_ لا مو بدي سافر إنت وخلص شغلك وأنا بنتظرك هون
_ ليه !!
نادين ببساطة مزيفة
_ مو حابة
حاتم بترقب لردها
_ مش حابة تسافري مصر ولا مش حابة تسافري معايا أنا
_ بشو راح تفرق يعني !
رد بابتسامة ساحرية ونبرة دافئة
_ لا هتفرق طبعا لو مش حابة لمجرد إنك مش عايزة تروحي مصر فده أمر هين ومقدور عليه أما لو الاحتمال التاني فكدا هيكون الكلام مختلف
لا يوجد أي احتمال من الاحتمالين صحيح بل الحقيقة هي فقط ليست جاهزة للتعامل مع أي موقف قد يجرح كبريائها وليست في حالة تسمح لها بمشاهدة جلنار ورؤية تودده لها بالنظرات والكلام
غمغمت بخفوت تام تختار الاحتمال الأول
_ تقدر تقول أول احتمال
_ لا إذا كان كدا مفيش مشكلة إنتي بقى تجهزي نفسك وشنطتك من دلوقتي عشان هتسافري معايا خلاص
نادين بذهول
_ شكلك ما سمعتني منيح عم اقلك مو حابة
حاتم بعين تطلعت إليها في نظرات اذابتها
_وأنا هحتاجك معايا
يانادين سواء في الشغل أو انك تكوني جنبي
لمعت عيناها بوميض مختلف وكلماته أصابت الهدف تماما حيث صعدت ابتسامتها لوجهها دون أن تشعر وردت عليه بعفوية في لهفة
_ عنجد يعني بدك ياني
اكون جنبك !
_ امممم عنجد ونص كمان
غيرت رأيها بجملة واحدة منه وردت عليه تتصنع ثقل الشخصية حتى لا تثبت له تلهفها
_ ماشي راح فكر واقلك
ضحك حاتم ببساطة وهو يعلق نظره عليها يتفحص حالاتها الغريبة ومحاولاتها لعدم إظهار رغبتها في الذهاب بعدما أوضح لها
رغبته في مجيئها معه أيضا
بصباح اليوم التالي
بينما كانت مهرة في طريقها لعملها اعترت طريقها بدرية التي اوقفتها في منتصف الطريق وهتفت
_ ازيك يامهرة
رمقتها مهرة بنظرة ڼارية ولم تجب عليها وهمت باستكمال طريقها لكنها أسرعت وقالت باعتذار يضمر خلفه نوايا خبيثة
_ متزعليش مني يابنتي كانت دخلة شيطان وراحت لحالها منهم لله ولاد الحړام اللي مش سايبن بنات الناس
متابعة القراءة