امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

سريعة هاتفا بضحكة ساحرة متجاهلا جملتها 
_ أنا هدخل الحمام اكمل لبس عشان متأخر يا فطوم
زفرت مغلوبة على أمرها وتابعته مبتسمة حتى اختفى عن أنظارها داخل الحمام فاستدارت وانصرفت 
يجلسون حول الطاولة يتناولون وجبة الإفطار والصمت يغلف الأجواء بينهم عيني عدنان لا تحيد عنها يستمر في التحديق بها بضيق فهي منذ استيقاظهم ولا تتطلع بوجهه حتى تتجنب الحديث معه أو الأقترب منه وبات الوضع پخنقه ويزعجه حقا لا يفهم سبب تجاهلها له أهو بسبب جميلة أم أن هناك سببا
آخر لا يعلمه ! 
بعد دقائق انتهوا من طعامهم واستقامت هي واقفة لتبدأ
في نقل الصحون إلى المطبخ بينما الصغيرة هنا اتجهت إلى المرحاض حتى تغسل فمها ويديها هب هو واقفا وحمل بكل يد صحن ثم سار بهم إلى المطبخ خلفها 
وضع الصحون فوق الرخام وجذبها إليه حين وجدها ستهم بالمغادرة كما تفعل منذ الصباح إلى أي مكان يدخل إليه وتكون موجودة 
رمقها مستاءا
وهتف 
_ بتتهربي مني ليه يا جلنار إيه اللي حصل فهميني !!
طالعته مطولا في صمت وحين تجمعت الدموع في عيناها اطرقت رأسها الأسفل حتى لا يراها لكنه وضع أنامله اسفل ذقنها ورفع وجهها لمستوى وجهه ليتمكن من التمعن بها بوضوح أكثر وحين رأى دموعها في عيناها اصابه القلق وتأكد أن الأمر ليس هينا فهتف باهتمام 
_ قوليلي ياجلنار في إيه أنا إيه عملت طيب !! لو على جميلة اعتب 
كانت ستهم بالتحدث لكنها تراجعت واكتفت بجملة واحدة في صوت مبحوح تقاطعه عن إكمال جملته 
_ مفيش حاجة وبالمناسبة أنا وهنا محتاجين نعمل شوبينج لأن في كام حاجة ناقصاني وعايزة اجبلها كمان حجات معينة لو فاضي ومعندكش مانع تعالى معانا
طالت نظرته الثاقبة إليها ثم تركها وقال بإيجاب في نبرة منزعجة من تجاهلها له ولسؤاله 
_ تمام روحي البسي إنتي وهنا
أماءت له بالموافقة وابتعدت عنه لتغادر المطبخ وتسير نحو الدرج فتصعد للطابق الثاني وتنده على ابنتها حتى تأتي وتبدأ في ارتداء ملابسها وبعدما انتهت من هنا ذهبت لغرفتها حتى تتجهز هي 
دقائق طويلة نسبيا وسمعت صوت الباب ينفتح وبعد ثلاث ثواني ظهر هو كانت ترتدي ثوب طويل يصل للركبة وتحاول غلق سحابه من الخلف لكن لا تستطيع فوجدته يتقدم منها ويقف خلفها مباشرة ثم يمد أنامله ويمسك بالسحاب ليرفعه في بطء للأعلى استقرت نظراتها بتلقائية علي انعكاسه خلفها في المرآة وتمعنت النظر به أيضا وبعد لحظات بعدما اغلق السحاب استدارت وقالت بطبيعية 
_ أنا خلصت خلاص هلبس الشوز بس واجي 
عدنان باقتضاب 
_ طيب
ثم استدار وغادر بعد أن صفع الباب خلفه پعنف مما جعلها تنتفض بخضة بسيطة وتصدر تأففا مخټنقا !! 
امسكت زينة بهاتفها وبعد تفكير عميق وطويل حسمت قرارها وأخذت نفسا عميقا قبل أن تضغط على رقمه فوق الشاشة وترفع الهاتف لأذنها تنتظر رده بعد عدة رنات آتاها صوته الهاديء 
_ الو 
زينة بخفوت 
_ ازيك يا هشام 
لم ينتبه لهوية المتصل قبل أن يجيب وحين سمع صوتها اصابته الدهشة قليلا من اتصالها فأجابها مسرعا بقلق 
_كويس إنتي كويسة يا زينة ! 
غمغمت برقة صوتها الناعم واحراج بسيط 
_ كويسة الحمدلله بس إنت في حاجة حصلت ولا إيه ! 
_ حاجة زي إيه !! لا مفيش 
زينة بجدية 
_ امبارح مشيت فجأة وماما فضلت ترن عليك مردتش إيه اللي حصل 
تنهد بحنق فور تذكره الأمس وقال بخشونة ورزانة 
_ محصلش حاجة أنا حسيت نفسي تعبت شوية ومشيت ومحبتش ارد واقلقكم 
لم تصدقه ولم تقتنع حتى فضيقت عيناها باستغراب وقالت 
_ هشام متخبيش عني بليز وقولي الحقيقة 
ابتسم بمرارة وتمتم 
_ الحقيقة إنتي أكيد مش حابة تسمعيها بس اطمني قريب أوي هتعرفيها 
غضنت حاجبيها بحيرة والتزمت الصمت لبرهة قبل أن تعود وتسأله بفضول وعدم فهم 
_ حقيقة إيه ياهشام !!! 
أردف بهدوء مغيرا مجرى الحديث تماما حتى يتهرب من الإجابة على سؤالها 
_ لما يجي وقته المهم قوليلي إنتي عاملة إيه دلوقتي 
فهمت مقصده فابتسمت بصفاء وقالت في نعومة 
_ الحمدلله أفضل بكتير وكمان فكرت إني ارجع للتصميم من تاني
اتسعت الابتسامة العاطفية على ثغره من خلف شاشة الهاتف وقال مشجعا لها بحب 
_ عظيم وأول تصميم هيكون من نصيبي 
ضحكت وقالت بعفوية 
_ أكيد متقلقش أنا هبهرك 
هشام بدفء جميل 
_ وأنا واثق من ده 
استمر حديثهم معا عبر الهاتف لأول مرة منذ سنوات لدقائق طويلة قاربت على خمسة عشر دقيقة لم تشعر بالوقت وهي تتحدث معه فقد
كانت تشعر بالملل والخنق وبنفس اللحظة اشتاقت لمحادتثهم القديمة بالهاتف لساعات شوقها لعودة
صداقتهم وعفويتهم تزداد كل يوم منذ عودته وقد قررت إعادتها ولكن هل ستستمر صداقة هكذا أم أن الطرق ستغير طريق مسارها !! 
خرجوا من متجرا ضخما ممتلئا بالألعاب وكذلك الملابس وكل ما يخص الأطفال وكان هو يحمل أكياس كبيرة بيده ممتلئة بالألعاب والملابس التي قام بشرائها لصغيرته وكذلك هي كانت تسير خلفه حاملة أكياس صغيرة وتترنح في مشيتها وتهتف بعبوس 
_ بابي دول صغيرين ! 
الټفت لها بعد أن وصلوا للسيارة
تم نسخ الرابط