امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
لمنزلها بعد أن قامت بشراء بعض مستلزمات المنزل وأثناء عبورها من أمام بنايتها الصغيرة أوقفتها السيدة العجوز سماح الملازمة لنافذتها تجلس أمامها طوال الوقت نظرا لأنها تسكن بالطابق الأرضي للبناية
_ ازيك يا فوزية
التفتت لها فوزية برأسها وابتسمت بود هاتفة
_ بخير الحمدلله ياحجة سماح عاملة إيه إنتي
_ أنا كويسة هو انتي مسمعتيش اللي حصل لبدرية ولا إيه
عقدت فوزية حاجبيها باستغراب وهدرت
_ لا مالها بدرية
_ جات الحكومة قبضت عليها وشمعتلها محلها
_ ايه إزاي ده معقول بدرية تعمل كدا
ضحكت الأخرى ساخرة وقالت
_ وتعمل اكتر من كدا انتي بس اللي غلبانة ومش دايرة باللي بيحصل حواليكي عارفة مين بلغ عنها كمان !
_ إيه ده إيه اللي نزلك بس يازوزا
فوزية بابتسامة عذبة
القت مهرة نظرة جانبية مشټعلة على سماح لكنها تصرفت بطبيعية أمام جدتها وهي تهتف
_ لا مش بدري ولا حاجة تعالى يلا نطلع البيت بس عشان متتعبيش
تطلعت فوزية إلى سماح ورسمت ابتسامة صافية على شفتيها ثم استدارت وسارت مع مهرة التي كانت تلتفت للخلف برأسها وتنظر لسماح بغيظ فبالتأكيد كانت تسرد لجدتها كل الأحداث الأخيرة التي حدثت لها ولحسن الحظ أنها أنقذت الموقف بالوقت المناسب
_ صحيح بدرية اتقبض عليها !
مهرة بنبرة عادية حتى لا تظهر شيء لجدتها
_ أيوة اخدت جزائها
والبوليس أخدها
استكملت فوزية اسألتها بفضول أشد
_ وهو مين اللي بلغ عنها وعرف إزاي
_ معرفش يازوزا اهو اللي بلغ بلغ بقى احنا مالنا خلينا في الأكياس دي جبتي إيه !
ضحكت بعذوبة وردت على حفيدتها بحنو
_ أصيلة يا حجة فوزية والله ربنا يجبر بخاطرك زي ما جابرة بخاطر بطني كدا دايما
انطلقت من فوزية ضحكة عالية على مزاح حفيدتها المعتاد ثم وقفوا أمام الباب وأخرجت المفتاح لتفتح ويدخلوا
كانت تجلس زينة بالمقهى المفضل لها كالعادة وبينما هي تمسك بفنجان القهوة ترتشف منه بتريث وتتابع حركة الناس والسيارات في الشارع من خلال زجاج المقهى بشرود استمعت إلى صوت أنوثي
_زينة !
التفتت برأسها تجاهها وتطلعت إليها بابتسامة باهتة هادرة بتعجب
_ إنتي تعرفيني !!
كانت فتاة متحررة بشكل زائد عن الطبيعي من خلال ملابسها وطريقة وقفتها وكلامها حيث ردت عليها بخبث دفين
_ مش إنتي برضوا خطيبة رائد أو خلينا نقول خطوبتكم بعد يومين
تلاشت ابتسامة زينة واعتدلت في جلستها لتجيبها بلهجة جادة
_ أيوة أنا إنتي مين
رأت ابتسامة لعوب تظهر على ثغرها وتردف بثقة
_ معقول رائد مقالكيش عني !!
احتدمت نظرات زينة وطالعتها بقرف هاتفة في شيء من الاستهزاء
_ لا مقاليش والله بس أنا حابة يحصلي الشرف واعرف مين سيادتك !
قهقهت بأسلوب مستفز وردت عليها في برود
_ لا الأفضل تسأليه وهو يقولك بقى
وعلى العموم مبروك معلش ازعجتك
تابعتها زينة بنظراتها الڼارية وهي تراها تستدير وتسير مبتعدة عنها وبداخلها تشتعل غيظا كيف له
أن يتعامل مع فتيات بهذا الشكل أساسا أي كانت علاقتها به فمظهرها وأسلوبها مثير للأعصاب ولن تدع ما حدث يمر مرار الكرام
مع تمام الساعة العاشرة مساءا
خرجت من الحمام بعد أن أخذت حمامها المسائي وعقلها شارد بأكثر من شيء مختلف تحركت باتجاه المرآة ووقفت أمامها تجفف شعرها وتقوم بتسريحه وبلحظة شرودها قذفت في ذهنها جملة والدها لها مطلقتكيش منه عشان بيحبك وهو قالي وطلب مني اديله فرصة يصلح علاقته بيكي توقفت يداها عن تسريح شعرها وجعلت تنظر لانعكاس وجهها في المرآة بتفكير فاسترجع عقلها بعض مشاهدهم معا تبحث بأي منهم عن حب خفي يضمره لها في أعماقه لكنه لم يشعرها بأي من شيء بل حتى أنه أخبرها بوضوح أنه لا يحبها ولا تزال حتى الآن تتذكر تلك اللحظة بالتفصيل
صړخة عڼيفة خرجت منها وهي تصيح به
_ أنا زهقت من تهميشك ليا وكأني مش موجودة ياعدنان
رد عليها بتعجب
_ تهميش !!
جلنار بصياح وانفعال هادر
_ أيوة مبقتش قادرة استحمل اكون على الرف تاني وأنا عارفة كويس أوي إنك مش بتحبني ومتنكرش وتقول إني بحبك
مرت لحظة وهو يمعن النظر فيها بسكون حتى هتف بقسۏة دون أن يشعر
_ لا مش هنكر يا جلنار وإنتي كمان متنسيش سبب جوازنا
توقفت عاصفتها فجأة وهدأت معالم وجهها الثائرة وظهر شبح ابتسامتها المنكسرة على ثغرها تهتف بعينان متلألأة بالعبارات
_ يعني معترف إنك مش بتحبني
صاح بها بعصبية وصوت رجولي غليظ
_ عايزاني اقولك إيه يعني وإنتي كل ما تشوفيني تقوليلي الكلام ده تهميش ومعتبرني مش موجودة ومش مهتم بيا ومعرفش إيه أنا مبقتش فاهم إنتي عايزة إيه بظبط
غامت عيناها بالدموع
متابعة القراءة