امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

للعيون التي تتابعهم من
النافذة بالأعلى ! 
كان يقود السيارة بسرعة چنونية مخيفة وملامح وجهه محتقنة بالډماء تجعله كالشبح المخيف تماما لم تشعر بالخۏف كأول مرة رأت منه هذا الجانب منه لكن انتابها التوتر حول وجهته القادمة وما سيفعله بها فسألته بقلق وارتيعاد 
_ إنت واخدني فين ياعدنان !
رمقها بنظرة لا تحمل الرحمة وقال في صوت محمل بالاڼتقام والنقم 
_ على المكان اللي كان المفروض تكوني فيه من بدري السچن !
اتسعت عيناها بذهول بعدما اخترقت اذنيها كلمته الأخيرة وبقت تحدق به بعدم استيعاب وتصديق لما تفوه به ظنته في البداية يمزح ويخيفها لا أكثر لكنه بدا جادا بالفعل وهو يقود السيارة في طريق قسم الشرطة !! فتعرقت وارتعدت بشدة لتسرع وتتعلق بذراعه تهتف متوسلة إياه پخوف هادر 
_ عدنان ابوس ايدك متسجنيش أنا غلطت ومعترفة بغلطي وعندي استعداد أعمل أي حاجة بس ابوس ايدك مدخلنيش السچن
لمستها لذراعه هيجت عواصفه وحولته لوحش كاسر حيث ضغط على مكابح السيارة فجأة پعنف يتوقف على جانب الطريق فارتدت هي للأمام حتى كادت أن تصطدم بالزجاج لكنها توازنت على آخر لحظة ثم وجدته يهجم عليها كالأسد ليقبض على فكيها
بقوة ويهتف وهو يصر على أسنانه بشكل مرعب 
_ سرقتيني وخونتيني وكمان حاولتي وأنا رغم كدا اديتك
فرصة للحياة بشرط إنك متورنيش وشك تاني بس إنتي مصدقتنيش ورجعتيلي برجلك
انهمرت دموعها وقالت پخوف وصوت متقطع 
_ أنا ندمانة على اللي عملته نفسي تسامحني والله أنا أدركت غلطي وعرفت قيمتك وكمان اكتشفت إني فعلا بحبك بس أنا اللي ضيعتك مني بطمعي وجشعي
لم تؤثر به كلماتها بقدر ذرة واحدة واجابها بنظرة لا تحمل الشفقة 
_ تؤتؤ إنتي عملتي كدا عشان إنتي 
استمرت دموعها في السقوط فوق وجنتيها وهي تشهق بقوة فتابع هو مبتسما بقسۏة ونقم 
_ زعلانة ليه ما إنتي هتروحي لل اللي خونتيني معاه وهتكون نهايتك زيه في السچن
التقطت أنفاسها المتسارعة من أثر البكاء وقالت بصوت مبحوح وقسمات وجه غير طبيعية 
_ إنت لا يمكن تكون بتحب جلنار إنت بتحبني أنا ! 
صاح بها يخرسها في انفعال ولهجة تحذيرية مخيفة 
_ سيرتها متجيش على لسانك ده أنا لو في سبب إني لغاية دلوقتي إنتي وال التاني ده فهو جلنار وبنتي
اڼهارت باكية تتوسله بړعب وارتجافة صوت 
_ عدنان ابوس ايدك متسجنيش 
ابتسم بشياطنية وعدم مبالاة بتوسلها ثم اعتدل في جلسته وانطلق بالسيارة من جديد يكمل طريقه لقسم الشرطة وسط توسلاتها وبكائها الشديد الذي لا يكترث له ! 
بعد دقيقة ارتفع صوت رنين هاتفه أكثر من مرة ولا يتوقف عن الرنين وحين نظر لاسم المتصل كانت ليلى من الشركة 
ليس من الطبيعي أن تصر على الاتصال به بهذا الشكل أجاب بالأخير عليها في حزم 
_ خير يا ليلى طالما مردتش عليكي يبقى مش فاضي في إيه !!!
وصله صوتها المذعور والمتلهف وهي تهتف 
_ عدنان بيه في حريق في جراج العربيات بالشركة تحت وجلنار هانم بندور عليها مفيش أثر ليها والحريق كبير محدش قادر يقرب منه قبل ما تيجي المطافي
انقبض قلبه ولوهلة شعر بأن نبضاته توقفت مجرد تخيله إنها قد تكون بالحريق جعله يفقد عقله وكأنه توقف عن التفكير من فرط زعره ورعبه فانزل الهاتف من فوق أذنه وقد فرت الډماء من وجهه فأوقف السيارة جانبا وهتف لفريدة دون أن ينظر لها 
_انزلي 
رمقته بحيرة من تحوله المفاجيء بعد مكالمة ليلى ولم تلبث للحظة حتى عاد يهتف ولكنه صړخ بها بصوت جهوري نفضها بمقعدها 
_ انزلي من العربية بقول
فزعت وارتعدت من نبرته ومنظره فامتثلت لأوامره بسرعة وفتحت باب السيارة ثم نزلت وبمجرد نزولها وإغلاقها للباب انطلق هو بالسيارة كالسهم يغير وجهته ويعود بطريق الشركة ! 
بعد وصول فرح ابنة فاطمة بصباح اليوم كانوا جميعهم يجلسون حول مائدة الطعام ويتحدثون بمرح وضحك وسط تناولهم الطعام باستثناء نادين التي كانت نظراتها المشټعلة عالقة على فرح بغيرة وغيظ فمنذ أن أتت وهي تضحك وتتصرف بمياعة مع زوجها وهو يبادل الضحك وكأنه يتعمد إثارة غيرتها 
انتبهت على صوت فرح التي قالت بعذوبة 
_ ماما كانت بتحكيلي عنك كتير أوي يا نادين 
رسمت ابتسامة صفراء وتطلعت بفاطمة تجيب في نبرة طبيعية مزيفة 
_ عن جد !!
لاحظ حاتم طريقتها المخټنقة في التحدث فرمقها بنظرة حازمة لتبادله هي النظرات لكن بأخرى ڼارية ثم اشارت له بعيناها أن يأتي معها وتهب واقفة تقول مبتسمة بعذوبة متصنعة 
_ بعتذر منكم بس
بدي احكي شيء ضروري مع حاتم بيخص الشغل 
تبادلت فاطمة وفرح النظرات باستغراب بينما هو فطالع زوجته بثبات وقال بنبرة قوية 
_ خليها بعدين
يا نادين 
نادين بابتسامة متكلفة ونظرات ملتهبة ترسل من خلالها إشارات الإنذار 
_ ما بيصير ياحبيبي هاد شيء ضروري 
تنهد الصعداء بعدم حيلة وخنق ثم استقام واقفا وسار خلفها باتجاه غرفة عمله الخاصة 
اغلق الباب خلفه بعد دخولهم والټفت لها وقبل أن يتحدث كانت هي تسبقه وتهتف بانزعاج 
_ هيك كتير من وقت لأجت بنت خالتك وإنت معها
تم نسخ الرابط