امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
مناسبة زي دي ينفع متحضرش فيها دي حتى كانت مع آدم في كل التجهيزات
ميرفت زامة شفتيها بيأس
_ قولتلها كدا والله بس دماغها ناشفة إنتي عارفاها
همت أسمهان واقفة وهي تقول بابتسامة حماسية ورفض لفكرة عدم وجودها
_ أنا هقول لآدم واخليه يروح يجبها
قبضت ميرفت على يدها وقالت برزانة عقل وخفوت
اختفت الحماسة من على وجه أسمهان التي نطقت اسم ابنها في استنكار بعد جملة شقيقتها الأخيرة
_ آدم اممم أكيد طبعا مش هيزعل
على الجانب الآخر اندفع آدم تجاه جلنار الواقفة في زاوية بمفردها تتابع الجميع بنظرات تائهة وبالأخص على زوجها وكأنه عيناها كانت تظهر كل ما تخفيه عن الجميع ودون أن يلحظه أحد انحنى على أذنها هامسا في نبرة جدية
تطلعت إليه بتعجب من لهجته ونظرته لكنها ألقت نظرة سريعة بتلقائية حولها ثم لحقت به وقفا خارج المعرض تماما بعيدا عن الجميع وانتظرته أن يبدأ بالحديث والذي بالفعل بدأه في وجه حازم
_ بصي هسألك سؤال وأنا عارف وواثق انك مش هتخبي عني انتي طلعتي ورا فريدة ليه !
_ كنت مخڼوقة وطلعت اشم هوا شوية
آدم بنظرة ثاقبة
_ جلنار إنتي مبتعرفيش تكذبي
ضحكت وقالت بغيظ
_ عرفنا إني مبعرفش اكذب مش لازم الكل يقولي الكلمة دي
_ حلو يعني إنتي اعترفتي أهو إنك بتكذبي !
جلنار بأصرار
_ تمام فلنفترض إني بكذب بس صدقني مش هقدر اقولك يا آدم
_ فريدة بقت مكشوفة أوي ياجلنار حتى عدنان شك فيها ويعتبر كشفها وأنا شاكك من بدري فاللي هتقوليه دلوقتي ماهو إلا تأكيد على شكوكي مش اكتر
لم تجب فقط تطلعت إليه بدهشة من كلماته وبالإخص عندما صرح بحقيقة أن الجميع شبه متشكك بفريدة حتى عدنان إذا كان يراقبها اليوم لذلك عرف أنها خرجت ورائها !
_ أنا كدا شبه اتأكدت من شكوكي هنتكلم تاني وتحكيلي كل حاجة عشان بس لا المكان ولا الوقت مناسب تعالي يلا نرجع جوا
سارت معه للداخل وهي شاردة الذهن وقد بدأ الوضع يزداد تعقيدا في عقلها هي نفسها تجد بعض الخيوط ناقصة مثلا منذ متى وهي في هذه العلاقة المحرمة
كانت
في طريقها لمراقبتها حتى تكتشف إحدى مكائدها وتفضحها فټنتقم منها ومن عدنان لكن بعد ما عرفته أصبحت مشفقة عليه ! وعلى مشاعره الصادقة
الذي اهدرها عبثا بمن لا يستحق
عادت أخيرا إلى المعرض
وكانت نظرات جميع العائلة معلقة عليها بعضهم حيرة والبعض الآخر ڠضب وسخرية وجدت يد تقبض على ذراعها وتجذبها للخارج في عڼف لم تكن بحاجة للنظر حتى تتأكد أن الفاعل هو عدنان
أوقفها بالخارج وصاح بها منفعلا
_ كنتي فين
فريدة بنبرة مرتبكة
_ كنت طلعت اجيب حاجة كنت محتجاها ورجعت تاني ياعدنان
_ انتي هتستعبطي حاجة إيه دي اللي بتشتريها دلوقتي
هذه المرة لم تصدمها طريقته التي أصبحت أكثر قسۏة بقدر ما
اخافتها حيث ردت عليه بعينان دامعة
_ في إيه ياعدنان إنت اتغيرت معايا جدا !
ابتسم بنظرة ممېتة لا تحمل أي من نظرات الدفء والحب التي اعتادت على رؤيتها في عيناه وانحنى عليها هامسا بنبرة مرعبة
_ أنا وإنتي عارفين كويس أوي مين اللي اتغير وصدقيني لو طلع اللي في دماغي صح مش هرحمك والمرة دي الحب اللي بينا مش هيشفعلك بأي حاجة بل صدقيني هدوس عليه وعلى قلبي برجلي
لم ترد والتزمت الصمت تتطلع إليه منذهلة من تحوله الجذري كيف تمكن من أن يكون قاسېا تجاه حبه لها بكل هذه السرعة والسهولة ! بينما هي تقف ترمقه صامتة خرجت صيحة عڼيفة منه وهو يقول
_ صابر مستنيكي برا هياخدك ويوديكي البيت ورجلك لو عتبت برا عتبة البيت بس هتتكسر يافريدة
أحست هذه المرة بأن دموع صادقة تجمعت في عيناها لكنها شدت على محابسهم واستدارت بصمت متجهة للخارج تماما حيث ينتظرها صابر كما اخبرها
في مساء اليوم
يجلس في الشرفة الخارجية بالصالون على مقعد هزاز ضوء القمر ينعكس على ظلام الشرفة فيضيئها والرياح الباردة تلفح صفحة وجهه وشعره الغزير والأشجار تتمايل يمينا ويسارا بفعل حدة الرياح كانت أجواء باردة وقاسېة قليلا تماما كقلبه لم يعد يعرف على ماذا يجب أن يثبت كامل تركيزه على صديقه الذي يخونه بعمله أم على زوجته وحبيبته التي لم يعد يشعر أنها باءت هكذا
كلما يستعيد ذكرياتهم في الفترة السابقة ويعيد التركيز على تصرفاتها كيف كانت يزداد اليقين في نفسه الثائرة تغيرها الدائم ونفورها من لمساته أو ربما تهربها تماما منه خروجها لأسباب واهية لم يكن ينتبه لها في بادئ الأمر ويترك لها كامل حريتها
متابعة القراءة