امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
وجهها الصغير ثم وجدته يعود ليسألها بترقب أكثر
_ ومامي
هنا بخبث طفولي جميل محاولة إخفاض نبرة صوتها
_ أيوة عايزة تروح تمان كمان
سكت لبرهة يتصنع التفكير وهو يبتسم لها بمكر ومشاكسة ثم يتنهد بالأخير مغلوبا على أمره
_ خلاص هنروح
صاحت بفرحة غامرة وتعلقت برقبته في قوة هاتفة
_ وأنا كمان بحبك أكتر ياروح بابي
فتح الباب وألقى نظرة بعيناه أولا وعندما تأكد من وجودها دخل واقترب منها بخطوات متريثة وقف خلف مقعدها تماما واستند بكفيه فوق الحافة العلوية من المقعد ينحنى عليها قليلا من الخلف هامسا بالقرب من أذنها
_ جهزي نفسك بليل عشان نروح خطوبة زينة
_ هو إنت رايح !!
حرك حاجبيه بمعنى لا
واجاب عليها في لطف
_ كنت ناوي إني مروحش مليش مزاج احضر افراح يعني بس بما إنك إنتي والأميرة الصغيرة حابين تروحوا خلاص هروح عشانكم
ردت عليه بجمود تام
_شكرا
لم يعقب على جمودها معه فهذا هو المتوقع ولو فعلت العكس سيكون الأمر ليس طبيعي بالنسبة له
لكنها رجعت برأسها للخلف
_ عدنان !
تلاشت ابتسامته وهز رأسه لها بتفهم حتى لا يغضبها أكثر ثم غمغم بهدوء
_ لو عوزتي حاجة لغاية بليل كلميني
أماءت برأسها في إيجاب ومعالم وجه حازمة بينما هو فأصدر زفيرا حارا قبل أن يستدير وينصرف
في تمام الساعة الثامنة مساءا
بالأسفل وفوق قدميه تجلس صغيرته التي ترتدي فستان قصير ورائع يناسب حجمها وطولها ومن اللون الوردي مزخرف بنقوش صغيرة على شكل فراشات من نفس لونه كانت تتحدث مع أبيها بمرح وصوت ضحكتها الطفولية ترتفع في أرجاء المنزل تارة هو يبادلها الضحك وتارة يكتفى بابتسامته ويتولى هو مهمة مداعبتها
رفع رسغه لمستوى نظره يتفقد الساعة حول يده فتأفف بنفاذ صبر وانزل هنا من فوق قدميه وهو يهتف
أماءت له بالموافقة وتابعته وهو يصعد الدرج حتى اختفى عن انظارها
فتح باب الغرفة ودخل وكان على وشك أن يتحدث لولا أنه بلع كلماته في حلقه فور رؤيته لها تأملها بإعجاب للحظات فقط حبست أنفاسه بذلك الفستان الذي ترتديه وشعرها الذي تترك حريته
هام بها ولم يسمعها جيدا حتى عندما قالت له وهي تلقي نظرة أخيرة على مظهرها أمام المرآة
_ أنا خلصت خلاص دقيقتين وهنزل وراك
ثواني طويلة نسبيا مرت وهو لا يزال يتأملها في ذلك الفستان لكن اشتعلت نيران الغيرة في صدره حين انتبه لذراعين الفستان المنسدلين حتى منتصف كتفيها فسمعته يهتف بحدة ونظرة مشټعلة
_تنزلي فين إنتي عايزة تطلعي بالشكل ده !
ضيقت عيناها بحيرة من جملته ثم عادت تتفقد مظهرها مرة أخرى أمام المرآة بتشكك هامسة
_ ماله شكلي ! هو الفستان وحش !
عدنان پغضب بسيط
_ غيري الفستان ده ياجلنار والبسي واحد كويس
جلنار بعناد وغيظ من لهجته الآمرة
_ مش هغيره أنا عاجبني
أثارت سخطه أكثر حيث أجابها بعينان ڼارية
_ وأنا قولت هتغيريه مش هتخرجي بيه يامدام عايزة تطلعي كدا !!!
لم تبالي بنظراته الڼارية لها وهتفت بإصرار في برود
_ مش هغيره إنت حتى لبسي هتتحكم فيه !
تململك بين قبضته وهي تشهق بدهشة من فعلته وتحاول دفعه صائحة
_ بتعمل أيه ابعد !!
عدنان بهمس مخيف وعينان تعطي إنذار أحمر
_ بساعدك تغيريه بما إنك مش عايز تغيريه بالذوق
جلنار بعصبية وهي تحاول دفعه بعيدا عنها
_ عدنان ابعد عني احسلك بقولك ابعد م
توقفت عن الكلام حين شعرت بيده تمسك بذراع الفستان لينزله هو لا يمزح
سينزع الفستان عنها بنفسه لو استمرت في العناد ابتلعت ريقها بارتباك وصاحت مسرعة باستسلام قبل أن يتمادى أكثر
_ خلاص هغيره
توقف وهو يبتسم بلؤم ثم رد عليها بخفوت مريب
_ أيوة كدا شطورة يارمانتي هستناكي برا خمس دقايق وتكوني خلصتي عشان اتأخرنا
نزعت عنها الفستان وارتدت آخر كان لونه من نفس لون فستان ابنتها هذه المرة كان بحمالات عريضة تنزل بفتحة مثلثية عند الصدر لكنها لا تظهر داخلها وظهرها من الخلف لا يظهر منه شيء عندما انتهت وخرجت من الغرفة كان هو يقف بجانب الباب ينتظرها القى عليها نظرة متفحصة من أعلاها لأسفلها دون أن يعقب بينما هي فكانت تتطلع إليه بقرف وازدراء
داخل القاعة الخاص بحفل الخطبة
كانت جلنار تجلس على مقعد حول طاولة متوسطة الحجم نسيبا وتجلس على مسافة قريبة منها بعض الشيء أسمهان
كانت جلنار تحاول تفادي نظرات نادين بعدما رأتها لا ترغب في رؤية حاتم الآن أبدا ليست في مزاج لتتحمل شجار عڼيف بينه وبين زوجها أما أسمهان فكانت عيناها ثابتة على حاتم الذي يقف في جهة بعيدا عنهم يتحدث مع
متابعة القراءة