امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

من جفائه لكنها استعادت رباطة جأشها وردت عليه بثبات وقوة 
_ عايزة اتطلق وده قرار نهائي ومفيش رجعة منه عشان كل حاجة انتهت وأنا وإنت مينفعش نكمل اكتر من كدا مع بعض
عادت لواقعها ووجهها ممتليء بالدموع أخذت تنظر لنفسها في المرآة وبالأخير هزمت أمام آلامها فاڼفجرت باكية بحړقة وأسى ېمزق قلبها إلى أربا هي فقط أرادت حياة هادئة وسعيدة تنعم بها مع رجل يعشقها ولكنها لم تحصل على أي منهم أعطت دون مقابل وهي الآن التي تعاني فقدان جزء من قلبها 
سمعت صوت طرق الباب وابنتها تهتف من خلف الباب 
_ مامي افتحي الباب
اعتدلت فورا في جلستها وجففت دموعها جيدا وعادت لطبيعتها الشامخة المعتادة ثم
اتجهت نحو الباب وفتحت لصغيرتها التي دخلت وتطلعت لها بعينان يائسة وهي تسأل 
_ هو ليه بابي مجاش امبارح والنهارده تمان كمان !
جلنار بنبرة عادية وهي تهز كتفيها بجهل 
_ معرفش ياحبيبتي يمكن معاه شغل ولما يخلصه هيجي 
_ طيب أنا عايزة اكلمه !
تنهدت جلنار بقوة واصدرت زفيرا حارا ثم انحنت لمستوى ابنتها وحملتها على ذراعيها هاتفة بنعومة محاولة تغير الموضوع 
_ أنا كلمته ومكنش بيرد عليا هو لما يفضى هيكلمنا المهم إيه رأيك نروح نتفرج كرتون حلو على TV
اماءت لأمها بالموافقة في وجه عابس وسارت بها جلنار للخارج نحو التلفاز وجلسا على الأريكة ثم بدأو بمشاهدة أحدى قنوات الأطفال 
خرجت نادين من باب المنزل ثم تلفتت حولها في الحديقة تبحث عنه لكن لا أثر له تحركت وهي تجوب الحديقة بنظرات دقيقة على أمل أن تعثر عليه يجلس في أحد الأركان بمفرده وإذا بها تلمح ضوء خاڤت منبعث من غرفة خلفية في الحديقة لديها باب خشبي ضخم ! تقدمت نحوها بخطوات بطيئة ثم وقفت أمام الباب وحاولت النظر من فتحات الباب الخشبية علها ترى شيء ولكنها لم تتمكن من رؤية شيء مدت يدها وفتحت الباب بهدوء شديد وهي تدخل جزء من رأسها تلقي نظرة متفحصة أولا في المكان حتى ترى إذا كان هو من يجلس هنا أم لا وبالفعل وجدته يجلس على أريكة عريضة وكلاسيكية جميلة وأمامه شاشة تلفاز ضخمة أشبه بشاشة السينما غضنت حاجبيها بحيرة
ثم دخلت بخطوات هادئة تماما كصوتها 
_ حاتم !!
الټفت لها برأسه فور سماعه لصوتها وابتسم لها بدفء يهتف وهو يشير لها بأن تقترب وتنضم له 
_ تعالي يا نادين
بادلته الابتسامة لكن بأخرى كلها ريبة وسارت إليه ثم جلست بجواره فوق الأريكة وهدرت بتعجب 
_ شو اللي مقعدك وحدك هيك !
لاحظت العبوس على ملامحه وهو يبتسم لها بمرارة ثم يعود بنظره للشاشة ويتمتم بصوت خاڤت وحزين 
_ من وقت ۏفاة بابا وماما اللي يرحمهم وأنا مدخلتش الأوضة دي كل ما آجي البيت مش بقدر ادخلها وبعد تفكير طويل دخلتها النهارده أخيرا بعد خمس سنين متخيلة
_ لشو كانت هاي الأوضة !
سألته بفضول واهتمام بعد أن رأت العبوس والحزم على محياه بينما هو فأخذ نفسا عميقا ورد عليها پألم 
_ بابا كان أغلب الوقت مشغول ومش بيعرف يقعد معانا فماما اقترحت إننا نعمل الأوضة دي وكنا كل خميس
بليل بنقعد كلنا هنا كعائلة نتفرج ونلعب ونهزر وكان في قوانين إن بابا بيقفل تلفونه تماما في الوقت ده عشان محدش يزعج جلستنا في الوقت ده كنت أنا لسا في الابتدائي ولغاية ما وصلت للثانوي واحنا كنا مواظبين على العادة دي وحتى لما بقينا مش بنعلمها كل اسبوع زي الأول كنا كل فترة والتانية بنيجي نقعد هنا كلنا مع بعض بس بعد الحاډث وبعد وفاتهم أنا سافرت تاني لأمريكا ومبقتش بنزل مصر إلا زيارات قليلة وكأني بهرب من ذكرياتهم في البيت والأوضة دي بذات
تلألأت عيناها بالعبارات في تأثر تأثرت ربما ليس بسبب ما سرده لها من ذكريات جميلة كانت بينه وبين والديه ولم تعد موجودة بعد رحليهم بل لحزنه هو وعيناه التي لأول مرة تراها تلمع بالدموع ضعفت والمها قلبها لألمه فوجدت نفسها دون أن تشعر تمد يدها 
ولن تتركه 
_ شكرا إنك موجودة يا نادين
بقدر ما صدمها بضمھ لها بقدر ما أسعدها وكان شعور رائع وهي تعانقه فلفت ذراعيها حول رقبته وهمست فى صوت رقيق ساحر 
_ أنا دايما هكون موجودة معك وما راح اتركك أبدا 
رد عليها بخفوت جميل 
_ ربنا يخليكي ليا
لوهلة أحست بنفسها تحلق في السماء من فرط سعادتها وهي تسمع منه هذه
الكلمات لأول مرة اتسعت ابتسامتها فوق ثغرها واغمضت عيناها بفرحة تستمتع بأول لحظة لطيفة بينهم 
بعد مرور ساعات قليلة 
أجاب على الهاتف بهدوء وهو يقود سيارته 
_ الو
_ أيوة يا عدنان بيه أنا قلبت الدنيا على نادر ملوش أثر بس عرفت إنه ليه بيت قديم هعرفلك عنوانه فيه وهقولك فورا
عدنان بصوت رجولي خشن ومريب 
_ عايز عنوان البيت ده قبل طلوع الشمس مفهووم
_ حاضر باشا متقلقش كمان كام ساعة بالظبط ويكون العنوان بين ايديك
انهى الاتصال وألقى الهاتف بجانبه
تم نسخ الرابط