امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
اغلقته خلفها
وسط تلك اللحظات سمعت صوت صغيرتها تهتف بتعجب من حالة أمها
مامي !!
فزعت واسرعت بإنزال كفها لتجيب على ابنته بجدية تجسدتها بمهارة
نعم ياحبيبتي
هنا بفضول طفولي واستغراب
بتضحكي ليه !
أشارت جلنار لنفسها باستنكار تنفي سؤال ابنتها
ثم انحنت على صغيرتها ولثمت وجنتها بحنو قبل أن تستقيم من جديد وتسير مبتعدة عنها بينما الصغيرة فبقت تتابع أمها بنظرات متعجبة حتى زمت شفتيها بيأس ودخلت لأبيها !
كانت نظرات فاطمة ثابتة على ابن شقيقتها الذي يجلس على المقعد المقابل لها ويعبث بالصحن دون أن يأكل وعلى شفتيه ابتسامة عبثية بسيطة وبتلقائية ارتفعت الابتسامة لثغرها هي الأخرى تضحك بعدم فهم وحيرة على حالته الغريبة
فاطمة بضحكة مستغربة
إيه ياولا مالك من أول ما قعدت على السفرة وانت منشكح كدا قولي حتي وفرحني معاك !
هحققلك مناكي يافطوم
استغرقت دقيقة
كاملة حتى فهمت ما يرمي إليه فصاحت به بفرحة غامرة
هتتجوز ياحاتم !!!
بتلك اللحظة تحديدا كانت نادين تهبط الدرج متجهة إليهم وعند سماعها لصيحة فاطمة بتلك الجملة تسمرت مكانها مدهوشة وبقت تستمع لبقية حديثهم !
هااا قولي بقى مين ست الحسن دي !
أشار بعيناه إلى الطابق العلوى من المنزل غامزا بلؤم ففغرت فمها پصدمة وهتفت بضحكة عالية وسعيدة
وايه اللي حصل فجأة كدا ياحنين وخلاك تغير رأيك مش كان مستحيل ولا يمكن
ومينفعش
بادلها الضحك وهدر بمداعبة
!
قهقهت بقوة وعيناها تلمع بسعادة نقية وبهجة جميلة بينما نادين فاشتعلت غيظا وتأججت نيران الغيرة بقلبها هل كان يتودد إليها بالنظرات والكلمات ويخبرها
بغيرته المباشرة عليها وهو كان ينوي الزواج بأخرى يا لها من حمقاء صدقت مشاعره وأنه حقا يبادلها الحب ! والآن ېغدر بها بأبشع الطرق على الإطلاق
صباح الخير ياخالة
فاطمة ببشاشة وجه وهي تتبادل النظرات الخبيثة مع حاتم
صباح النور ياحبيبتي
باشرت في تناول طعامها حتى سمعت صوت حاتم العابث
مفيش صباح الخير ياحاتم كمان ولا إيه !
أجابت ببرود دون أن تنظر له
معلش ما اخدت بالي منك
سكت للحظات يحدق بها وبملامحها في تدقيق واستغراب حتى أكمل عبثه بلهجة أكثر مرحا كنوع من تلطيف الجو
ياااه هو أنا شفاف للدرجادي !!
تجاهلته كأنها لم تسمعه من الأساس وتابعت أكلها ببرود مثير للأعصاب بينما هو فتلاشت ابتسامته تدريجيا من فوق شفتيه وهتف
نادين !
للمرة الثانية تتجاهله عمدا وهو لا يدري السبب وهذا ما أثار جنونه حيث عاد يردف بصوت رجولي غليظ
نادين أنا بكلمك !!!
احست فاطمة بأن شجار عڼيف سينشب بينهم إن لم تسرع وتتدراك الموقف قبل أن حيث هتفت بضحكة بسيطة محاولة بث البهجة من جديد حولهم
كملوا اكلكم ياولاد مش وقت الكلام دلوقتي ما إنتوا طول الوقت مع بعض في الشغل والبيت
كانت نظرات حاتم ملتهبة لنادين التي تستمر في تجاهله والتصرف ببرود متعمد وكأنها لا تراه فألقى بالشوكة في الصحن پعنف واستقام واقفا يجيب على خالته بصوت محتقن وعينان ثابتة على الأخرى
شبعت !
فور سماعها لخطواته التي تبتعد باتجاه باب المنزل نظرت له بطرف عيناها هامسة بصوت منخفض وغيرة أنثوية حاړقة
قال شو القلب وما يريد ! لك أنا راح اخنقك بإيديا ياكذاب يامخداع
في تمام الساعة السابعة مساءا
خرجت زينة من المطبخ تحمل فوق يديها كؤوس العصير وعلى ثغرها ابتسامة واسعة حتى وصلت لهم بالصالون فانحنت عليهم جميعهم واحدا تلو الآخر تمد يديها حتى يلتقطون كأس من العصير ووقفت أخيرا أمام هشام الذي حدجها بغرام لم تلاحظه للأسف ورفع يده يلتقط كأس العصير الخاص به لتعود زينة لمقعدها تجلس فوقه ويبدأون في تبادل الأحاديث الممتعة فيما بينهم وتارة يبادلهم هو وتارة يكتفى بتأمله لمعشوقة قلبه
استفاق على صوت ميرفت التي هتفت بعذوبة وحب أشبه بالأمومي
عقبال ما نفرح بيك كدا ياهشام ياحبيبي
ابتسم لها بمرارة وألقى نظرة سريعة على زينة التي تتابعهم
بابتسامتها العريضة ثم تنهد بثقل مغمغما
والله أنا حاولت يامرات خالي بس واضح إني مليش حظ في موضوع الجواز ده
ميرفت بمداعبة وضحكة دافئة
ياسلام إنت شاور بس وأنا وأمك نجوزك ست البنات هي مين دي اللي متقبلش بيك
هدرت زينة بمشاكسة غامزة له بلؤم
ميغركمش شكله ده
متابعة القراءة