امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
حاجة مش ولا بد يا باشا ابوس إيدك اسمعني
ولكن لم يستمع لها أحد تستمر في الدفاع عن نفسها دون فائدة فصړخت بالأخير وهي تلتفت برأسها تجاه مهرة وتتوعد لها
_ منك لله بس ورحمة أمي ما هسيبك يا بنت رمضان
مهرة بضحكة متشفية
_ حاضر هبقى آجي ازورك متقلقيش
صعدت بسيارة الشرطة واستقل الضابط بمقعده بجانب السائق في الأمام ثم انطلقت السيارة وبدأت الهمسات والهمهمات من أهل المنطقة مع بعضهم البعض بينما مهرة فعبرت من جانبهم هي وسهيلة غير مكترثة لنظرات الاستفهام الموجهة نحوها
فتح باب السيارة ونزل ثم رفع نظره لأعلى تحديدا إلى غرفتها فوجد الأضواء مغلقة وفقط ضوء بني خاڤت منبعث من الغرفة تنهد الصعداء بحرارة واغلق باب السيارة ثم تحرك باتجاه باب المنزل الرئيسي مد يده في جيب بنطاله وأخرج المفتاح ليضعه في القفل ويديره لجهة اليسار فينفتح الباب ويدخل ثم يغلقه خلفه بهدوء شديد حتى لا يحدث ازعاج
تحرك إلى الغرفة المجاورة حيث غرفتهم معتقدا أنها سيجدها أيضا نائمة لكنه بمجرد ما أن فتح الباب ودخل وجدها تقف تولي ظهرها للباب وتقوم بترتيب الفراش تصلب بأرضه وهو يحدق فيما ترتديه قميص أخضر اللون قصير وبحمالات سوداء فور رؤيته لها قذفت بذهنه ذكرى تخص ذلك القميص المفضل خصيصا
بطنها المرتفعة وتنظر لنفسها في المرآة بتحسر التفتت بجسدها تجاه الباب عندما انفتح ودخل ولم تمهله لحظة حتى لينظر لها حيث صاحت بحزن طفولي
_ عدنان !
تفحصها بعيناه ترتدي القميص لكنه غريب فوق جسدها نظرا لحجم بطنها المرتفع بسبب الحمل وزيادات الوزن التي اكتسبته رأت هي علامات الاستغراب على محياه فصاحت وهي على وشك البكاء
أجابها بجدية محاولا اخفاء ابتسامته على حركاتها الطفولية
_ لا مش وحش هو شكله بقى غريب عليكي بس حلو
جلنار بعينان لامعة بالدموع
_ دخل فيا بالعافية بقيت شبه الكورة
ضيق عيناه بدهشة فور ملاحظته لدموع عيناها فاقترب منها وهتف بريبة
انهمرت دموعها وقالت بصوت مبحوح
_نص هدومي مبقتش تدخل فيا ياعدنان
ابتسم رغما عنه وهو يتنهد بعدم حيلة ثم لف ذراعه حول كتفيها
وضمھا لصدره متمتما بنبرة حاول إظهارها جدية دون أن يضحك
_ مش معقول كدا يا جلنار أنا كل يوم اجي الاقيكي بټعيطي على حاجة مختلفة بعدين كلها كام شهر وتولدي وهدومك كلها ترجعي تلبسيها تاني مش مشكلة يعني !
عودة للوقت الحاضر التفتت جلنار بجسدها للخلف بتلقائية
وفور وقوع نظرها عليه انتفضت شاهقة بفزع وقالت
_ إيه ده إنت مش قولت مش جاي النهارده !
ظل معلقا نظره عليها بشرود دون أن يجيبها فعادت هي تهتف بصوت أعلى
_ عدنان !!!
استفاق من شروده وغمغم بخفوت لكنه مازال لم يستفيق من تأثيرها
_ غيرت رأي
لاحظت هي نظراته المعلقة عليها بغرابة فنزلت بنظرها لجسدها وفورا فهمت سبب نظراته فأسرعت وجذبت رداء القميص الخاص به وارتدته فوقه ثبتت قدميها بالأرض في قوة عندما رأته يقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وتمتم بابتسامة ساحرة
_ آخر مرة شوفتك لبساه لما كنتي حامل في هنا
فضلت الصمت وهي تتطلع إليه في ثبات رائع حتى وجدته يكمل بهمس خاڤت ونظرات معنى تحمل القليل من المكر
_ كنتي جميلة وقتها وانتي لبساه ومازالتي
توترت وتسارعت نبضات قلبها لكنها تحكمت في زمام نفسها وردت عليها بجفاء
_ أنا أساسا كنت رايحة
اغيره
وهمت بالابتعاد والاندفاع نحو الحمام حتى تبدله لكنه قبض على رسغها يوقفها هاتفا
_ متغيرهوش !
ازدردت ريقها بارتباك ولوهلة أحست بأنها ستضعف فدفعت يده پعنف وهتفت في قسۏة
_ أصل مرة واحدة حسيت إني مش مرتاحة فيه
القت بجملتها الجافة في وجهه ثم استدرات واندفعت نحو الحمام رفع هو يده يمسح على وجهه متأففا بخنق فارتفع صوت رنين هاتفه في جيبه فأخرجه وأجاب على المتصل دون أن يتحقق من هويته أولا
_ الو
أتاه صوت أمه المبحوح وهي تهتف بصعوبة
_ أيوة يا عدنان أنا تعبانة وبرن على آدم مش بيرد عليا
هتف بزعر ملحوظ في نبرته
_ انتي مخدتيش علاج الحساسية ولا أيه ياماما
_ مش فاكرة ياعدنان أنا مش قادرة اخد نفسي
_ طيب أنا جايلك علطول أهو مسافة الطريق بس
انزل الهاتف من فوق أذنه واندفع للخارج فورا مغادرا المنزل بينما جلنار فخرجت من الحمام بعدما سمعت محادثته معها وابتسمت
متابعة القراءة