امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
بأن يسألها متى غيرت اللون لا تسمح الفرصة بسبب شجارتهم الدائمة منذ عودتهم هذا اللون يليق بها بشكل يجلعها تماما كشمس الصباح المشرقة حين تكون دافئة ومتوهجة بنفس اللحظة
خرجت همسة خاڤتة منه وهو يبتسم بنظرة إعجاب
_ غيرتي لون شعرك لما كنتي في أمريكا
ردت عليه باقتضاب
توقفت عن استرسال الحديث حين وجدته يمد أنامله ويبعد خصلاتها المتمردة
من أمام عيناها ويتمتم بنظرة لئيمة مبتسما
ارتفع حاجبها بدهشة من رده غير المتوقع أليس تغزله بها شيء يدعى للذهول !! ابتسمت وقالت بازدراء
_ لولا إن القهوة ادلقت على بطنك كنت قولت حاجة تاني إنت متأكد إنك تقصدني أنا ! أصل
_ تصبحي على خير يارمانتي
وقبل أن يستقيم واقفا خطڤ قبلة من جانب ثغرها ثم توقف وسار متجها نحو الغرفة ظلت مكانها تحاول استيعاب ما قاله وما فعله حتى هتفت بعفوية ساخرة
ده !!!
توقف بسيارته أمام إحدى المقاهي ونزل منها ثم قاد خطواته إلى الداخل ودار بنظره بين الجميع بحثا عنها حتى وجدها تجلس بالقسم الثاني من المقهي المقابل للنيل على أريكة متوسطة الحجم مقابلة للماء تعرف عليها من شعرها وظهرها فتنهد بارتياح وفي تلك اللحظة دوى صوت رنين هاتفه فأخرجه وأجاب على الهاتف وعيناه معلقة عليها
ميرفت بصوت مرتعد
_ طمني يا آدم لقيتها
غمغم بصوت رجولي خاڤت
_ لقيتها متقلقيش اهي قدامي
ميرفت برجاء
_ طيب متتأخرش يا آدم لأحسن أنا مش قادرة أقف على رجلي من الخضة هاتها وتعالو علطول
_ حاضر مش هنتأخر مټخافيش
انهى الاتصال معها ووضع الهاتف في جيب بنطاله مرة أخرى ثم تحرك باتجاهها في خطوات متريثة وعند وصوله إليها توقف للحظات خلفها
تحرك وجلس بجوارها ليخرج صوته الرزين وهو يحدق في الماء مثلها
_ العزلة مش هتفيدك بالعكس بټأذي أكتر
صابتها نفضة بسيطة بخضة عندما سمعت صوته ورأته بجانبها متى جاء وكيف عرف مكان تواجدها ! سؤالان طرحتهم في وقت واحد بعقلها ! ابعد هو نظره عن الماء والټفت إليها برأسه مسترسلا حديثه بنظرة ذات معنى ونبرة مهتمة
لمعت عيناها وتلألأت الدموع فيهم وهي تحدق به بقلب منكسر يتحدث كأنه يعرف بكل شيء لكنه أصاب الهدف تماما بكلماته شعرت بدموعها على وشك الانهمار فالتفتت برأسها تجاه البحر مسرعة تهرب بنظراتها منه هامسة ببعض الاضطراب
_ هو إيه ده اللي ميستاهلنيش !
_ اللي مضايقك
رمقته بنظرة طويلة نظرة عاجزة ومنطفئة وعينان دامعة تتحدث عن الآم قلبها المعذب بڼار الهوى هذه المرة لم يبعد نظره عنه كالعادة بل ظل مثبتا عيناه عليها يحاول إخبارها من خلالهم أجل أنا هو الذي اقصده لا استحقك بل تستحقين الأفضل مني
اشاحت بوجهها مرة أخرى وهتفت بصوت حاولت إظهاره طبيعيا
_ عرفت إزاي إني هنا !
آدم ببساطة
_ تخمين
عندما لم تجب عليه استكمل هاتفا بجدية
_ مامتك كانت ھتتجن من القلق والخۏف عليكي كان على الاقل ردي عليها وطمنيها يازينة
_ أنا فاكرة إنها لسا في المعرض أو راحت عندكم عشان كدا عملت الفون صامت
استقام على قدميه وقال بخشونة
_ طيب يلا قومي عشان نروح البيت وتطمن عليكي
زينة بصوت رقيق ورفض خاڤت دون أن تنظر له
_ امشي أنت يا آدم وأنا هروح وحدي متقلقش عليا
لم تسمع منه أي رد فقط ظل واقفا بصمت واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله وحين رفعت نظرها إليه ورأت نظرته الصارمة تنهدت بيأس وفهمت أن لا مجال للجدال معه فجذبت حقيبتها واستقامت واقفة ثم سارا معا للخارج وعند وصولهم أمام السيارة توقفت والتفتت له بنصف جسدها هاتفة باعتذار لطيف
_ عارفة إني مفيش عذر كافي لغيابي عن الافتتاح النهارده بس
قاطعها
مبتسما في تفهم وبدفء وهو يفتح لها مقعد السيارة الأمامي المجاور لمقعده
_ ولا يهمك أنا متفهم الوضع يكفي وقفتك معايا طول التجهيزات
طالعته وشفتيها مالت لليسار قليلا في ابتسامة عابسة قبل أن تستقل بالسيارة ثم اغلق هو الباب والټفت من الجهة الأخرى وفتح باب مقعد القيادة واستقل بجوارها منطلقا بالسيارة في طريق منزل خالته
في صباح اليوم التالي
عدة طرقات منخفضة على الباب بفعل يدها الصغيرة لكن لا يوجد إجابة من والديها ! ظلت واقفة أمام الباب وهي تزم شفتيها بعبوس وتفكر بتردد اتفتح الباب وتدخل أم
متابعة القراءة