امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
فورا الكأس من فمه وانتصب في جلسته يرمقها مبتسما بعينان لامعة اضطربت وسارت تجاه المقعد المقابل له دون أن تبتسم حتى !! كان وجهها لا يزال ذابلا وعيناها ذهب بريقهم الجميل ولم يعد بعد !
جلست فوق المقعد تتفادى النظر إليه ووتعبث بأظافر يديها كدليل على توترها ابتسم لها بخفوت وقال _
_ عاملة إيه يا زينة
_كويسة
هشام بعبوس يظهر في نبرة صوته _
_ لسا برضوا مش عايزة تشوفيني !!
اتسعت عيناها پصدمة وانفرجت شفتيها لترفع رأسها وترمقه مذهولة قبل أن تسأله بعفوية كطبيعتها _
_ عرفت إزاي !!!
رأته يبتسم بحنو دون أن يجيب فعادت تسأل وبنفس اللحظة ترجح كيفية معرفته الأكيدة بالنسبة لها _
هز رأسه بالنفي وهمس بدفء وعاطفة _
_ لا واعتقد إنه مش هيفرق عرفت إزاي اللي هيفرق هو اللي هقوله دلوقتي
طالعته بحيرة بينما هو قفذف في ذهنه حديثه مع زوجه خاله !
هشام بتوتر بسيط
_
_ أنا الصراحة عايز اتكلم معاكي في موضوع يا مرات خالي وعارف إنه مش وقته خالص بس أنا حابب إنك تكوني عارفة واقولك
_ قول يابني قلقتني !
_ رجاءا بس اسمعيني للآخر ومتقاطعنيش
أماءت له بالموافقة قبل أن تسمعه يقول بحزن واحراج بسيط _
_ أنا بحب زينة جدا ومن زمان أوي وسبب سفري لألمانيا كانت هي لما حسيت إنها مش شيفاني غير صديق ليها ففكرت إن اسافر واكمل مهنتي برا على أمل إني انساها وابدأ حياتي من أول وجديد بس للأسف مقدرتش ومعرفتش انساها ولما قررت إني ارجع من ألمانيا مكنتش أعرف إن زينة اتخطبت و كنت ناوي إني اطلب ايدها بس طبعا تراجعت بعد ما عرفت بخطوبتها
تملكتها الدهشة بالكامل والسكون التام هيمن عليها لدقيقتين وهي تتطلعه بعدم استيعاب لكن سرعان ما ظهرت الابتسامة العذبة والدافئة فوق شفتيها وهي تمد يدها لتربت فوق قدمه بحنو هاتفة _
تهللت اساريره وابتسم بسعادة غامرة يهتف في عدم تصديق _
_ يعني موافقة
!
ردت ميرفت ضاحكة على سعادته الحقيقية التي تراها لأول مرة منذ عودته من ألمانيا ! _
هز رأسه بتفهم وقال في رزانة _
_ فاهم وأنا مش عايزك تقوليلها أي حاجة خالص دلوقتي أساسا يعني الكلام ده هيكون بيني وبينك بس لغاية ما يجي الوقت المناسب واقولها
ميرفت مبتسمة بمكر _
_ وقت المناسب إيه بظبط !
هشام بعينان لامعة بوميض العشق والأمل _
_ بصراحة دي آخر فرصة ليا يامرات خالي وأنا مش عايز اجازف واخسرها لو حصل إيه عشان كدا زينة مش هتعرف أي حاجة دلوقتي خالص
استفاق من شروده على صوتها الرقيق وهي تهتف _
_ هشام !!!
كان لاسمه لمسة مختلفة حين يخرج من بين شفتيها بالأخص أنه لم يسمعها تتكلم معه أو تندهه باسمه منذ أيام !
ابتسم بحب لتسأله هي بفضول _
_ كنت بتقول إنك هتقول حاجة مهمة !!
هشام بجدية _
_ كنت هقول شيلي الأفكار دي من دماغك ده لو مش عايز تضايقيني منك بجد
فهمت أن يلمح إلي خجلها منه وضيقها بأنه رآها بهذه الحالة المزرية في تلك الليلة فاكتفت بابتسامة منطفئة فوق فوق ثغرها الناعم وانزوت نظرها عنه بحرج قبل أن تقطع جلستهم ميرفت التي دخلت وهي تحمل بين يديها صحن ممتليء بالحلوي المنزلية التي قامت بتحضيرها هي وتدعوهم لتناولها ببشاشة وضحكة عريضة !
لا يتوقف عقلها عن التفكير منذ ليلة الأمس تخشي أن يكون ما يدور بمخيلتها صحيح حينها ستكون النتائج ليست جيدا أبدا
دخلت جلنار الغرفة وأغلقت الباب خلفها لتجده يستعد للخروج ويقف أمام المرآة يهندم ملابسه فاقتربت منه ووقفت خلفه تسأله بجدية _
_ عدنان إنت هتوافق على المشروع ولا لا !
رد بحزم دون أن يتطلع إليها _
_ لا
_ ليه !!
رمقها بنظرة ثاقبة في انعكاس المرآة هاتفا بخشونة _
_ اعتقد إني مش محتاج اقول ليه يعني !
جلنار بثبات تام وملامح متخشبة _
_ كرهك لحاتم ده غيرة بجد ولا عدم ثقة فيا أنا وعشان كدا مش هتوافق على المشروع عشان ميكونش في أي مجال إنه يكون قريب مني رغم إن المشروع ده هيفيدك جدا في شغلك
الټفت بجسده كاملا لها وحدقها بسكون قبل أن يقول بنظرات ذات معنى كلها خنق وعتاب _
_ إنتي شايفة إني مش واثق فيكي !!!
سكنت للحظات وردت بعبوس وألم _
_ مش عارفة بس جايز يكون كدا فعلا
!
نه
_
متابعة القراءة