امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
وأنا مقدرتش ارفض طلبها الصراحة
عدنان بصيحة رجولية عڼيفة
_ انا ميخصنيش كل الزفت ده كلامي كان واضح لما نبهت وقولت ممنوع يدخل البيت واللي حصل منك ده تجاهل لتعليماتي أنا سايبك هنا وسايب مراتي وبنتي أمانة معاك في غيابي وإنت تتصرف بالإهمال ده
حامد بحرج وضيق شديد من نفسه معتذرا بصدق حقيقي
رد عليه عدنان بزمجرة
_ وأنا مستنيك توعدني اعتبر دي أول غلطة ليك والغلطة التانية هتكون بحساب عسير
هو حامد رأسه بالموافقة بينما عدنان فاستدار وعاد للداخل حيث زوجته وابنته متوعدا لجلنار بعد أن تتحسن حالتها بسبب إهمالها في صحتها
ستعاني وربما ستتعذب في محاولاتها التي ستجدها بائسة في بداية رحلتها لكن يكفي إهدارها لمشاعرها وروحها ولن يكون هناك أيضا إهدار لكرامتها
بينما هي تعبث في الهاتف على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ظهرت صورته أمامها صورة التقطها بالمعرض بعدما انتهت جميع التجهيزات والافتتاح سيكون بعد غد كما تعرف
طرقة واحدة على الباب ثم انفتح ودخلت والدتها
فأدركت ما تفعله بهذه اللحظة وأسرعت في إغلاق صوره وملفه الشخصي وتصنعت
اقتربت ميرفت منها وجلست بجوارها على الفراش وهتفت بنفاذ صبر
_ وبعدين يازينة هتفضلي حابسة نفسك في الأوضة كدا كتير
زينة ببساطة
_ لا ياماما ثم أولا أنا مش حابسة نفسي أنا بس حابة اخد فترة استجمام مع نفسي بعيد عن الناس
ميرفت بعصبية
ضحكت زينة بخفة وانحنت على أمها تحتضن وجهها بين كفيها وتلثم وجنتها بحب متمتمة
_ لا طبعا وهو أنا اقدر أصلا ما أنا قاعدة معاكي أهو ياماما
_ قاعدة معايا فين ده أنا مش بشوفك في
البيت غير كام مرة في اليوم طول الوقت حابسة نفسك في الأوضة
_ خلاص أنا آسفة وعد إني مش هقعد وحدي في الأوضة تاني حلو كدا
تنهدت ميرفت بارتياح بسيط ثم قالت برضا
_ أهاا حلو هتحضري افتتاح معرض آدم بكرا ولا كمان حابة تستجمي !
عاد العبوس يظهر على محياها وقالت بصرامة
_ لا مش هحضر مش قادرة ومليش نفس الصراحة ابقى اعتذريله نيابة عني هو وخالتو
رفعت والدتها حاجبها بحيرة وقالت بنظرة دقيقة
_ اعتذرله نيابة عنك ! ياسلام وده من إمتى بقى ده إنتي كنتي معاه في كل التجهيزات وكنتي متحمسة أوي ليوم الافتتاح
_ مش عارفة ياماما مليش مزاج احضر اعملي زي ما بقولك بس عشان خاطري
اطالت ميرفت النظر في ابنتها للحظات بشك
وبلؤم ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة مصطنعة
_ اممممم طيب قوليلي بقى إيه اللي حصل
قهقهت وقالت ضاحكة
_ ياماما يا لئيمة مفيش حاجة صدقيني أنا زي ما قولتلك عندي حالة مزاجية اليومين دول ومش عايزة اروح أي مكان
أصدرت ميرفت زفيرا حارا بعدم حيلة وقالت في نظرات حانية ومهتمة
_ طيب ياحبيبتي خلاص مش هضغط عليكي بس متأكدة إن مفيش حاجة
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بصفاء ثم انحنت معانقة والدتها في ثبات مزيف تتصنعه بصعوبة أمامها ابتعدت بعد لحظات عنها فتوقفت ميرفت وقالت بضيق على حالة ابنتها فكل ما قالته لم تصدقه واحساسها يخبرها بأن هناك شيء آخر تخفيه عنها
_ طيب يلا تعالي ورايا عشان نتعشى مع بعض
_ حاضر
استدارت ميرفت وسارت باتجاه باب الغرفة وانصرفت فتنهدت زينة الصعداء بأسى ومسحت على وجهها بحنق ثم نزلت من الفراش واتجهت خلف أمها
يجلس على مقعد أمام فراشها ويحدقها بعيناه الثاقبة بينما هي فتجلس على الفراش وتستند على ظهره وتتعمد مفادة نظراته المشټعلة
رحل الطبيب منذ دقائق قليلة وقد املى عليها تعليمات صارمة وجادة حول عدم أكلها لفاكهة الموز مرة أخرى وأوضح لها أن كل مرة ستكون الأعراض اقوى وأشد امتثلت لتعليماته وسط محاولاتها لتفادي نظرات زوجها القاټلة
أخيرا خرج صوته قاټلا الصمت المهيمن على الوضع بينهم بعدما تركتهم هنا
متابعة القراءة