امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
وسارت مع أبيها تصعد معه درجات سلم الطائرة لكنه بالمنتصف توقف والټفت خلفه لجلنار التي مازالت تقف بالأسفل لا تتحرك وقال بلهجة جادة هذه المرة
_ اطلعي يا جلنار يلا
تنهدت الصعداء بعدم حيلة ثم رفعت ثوبها الطويل وصعدت بحذر بسبب حذائها العالي حتى دخلت الطائرة وتحركت بخطواتها تجاه المقاعد الوثيرة والمعدودة لتجلس فوق واحد منهم ولم تلبس للحظات حتى سمعت صوت رنين هاتفها فأخرجته من حقيبتها وأجابت فورا دون تفقد هوية المتصل أولا ليأتيها صوت منيرة المرتبك وهي تقول
توترت للحظة وظنت أن أبيها صابه مكروه فأجابتها مسرعة بارتيعاد
_ في إيه يامنيرة بابا كويس
منيرة بنبرة منخفضة
_ كويس اطمني لكن أسمهان هانم كانت هنا عند البيه ومقدرتش امنعها وطلعت عنده في أوضته اخدت حوالي خمس دقايق وبعدين نزلت مشيت
التزمت جلنار الصمت واتسعت عيناها بدهشة ثم التفتت إلى عدنان تتفقد من ملاحظته لها أم لا فوجدته منشغل بالحديث ومشاكسة ابنته عادت تجيب على منيرة بصوت خاڤت
_ معرفش ياست هانم هي دخلت ڠصب عني ولما حاولت امنعها هددتني وبعدين طلعت للبيه فوق
سكنت للحظة بتفكير واستغراب ثم ردت بخنق
_ طيب يامنيرة اقفلي دلوقتي خلاص
أنهت الاتصال وانزلت الهاتف من فوق أذنها وعيناها شاردة في اللآشيء أمامها بتفكير سؤال واحد تردد بذهنها في تلك اللحظة ماذا يوجد بين أسمهان وأبي يبدو أن هناك خفايا مضمورة لا يعلمها
استفاقت من شرودها على صوته الغليظ بجانب أذنها فاصابتها نفضة بسيطة ثم تطلعته مبتسمة وباللحظة التالية رأته يقترب ويجلس بجوارها ثم يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها في صوت عابث ودافيء
_ إنتي كان نفسك تسافري فين يارمانتي !
جلنار بحيرة وعدم فهم
_ فين !
ضحك بخفة ثم مال أكثر حتى أصبحت شفتيه أمام أذنها بالضبط واردف بصوت انسدل كالحرير ناعما تملأه المشاعر
طالت نظراتها الحائرة إليه تحاول فهم مقصده حتى قڈف بعقلها وتذكرت ما يقصده فاتسعت عيناها پصدمة وانفرجت شفتيها بابتسامة عريضة لتقول بعدم تصديق
_ إيطاليا ! عدنان احنا رايحين إيطاليا بجد !!
هز رأسه بالإيجاب مبتسما بحب وهو يتأمل تعبيرات وجهها المذهولة والسعيدة لم يكن يتوقع ردة فعلها العفوية والجميلة هذه ولم يتخيل أنها ستفرح هكذا
ارتمت
عليه نعاتقه بقوة من فرط فرحتها هامسة
_ ياااه إنت لسا فاكر ياعدنان الكلام ده كان من سنتين وأكتر
ضمھا إليه بذراعيه أكثر وتمتم بخفوت
_ فاكر ياحبيبتي فاكر ومنسيتش
قطعت اللحظة الدافئة والغرامية بينهم الصغيرة التي ارتمت بالمنتصف بين والديها تنغرس بينهم لتبتعد جلنار ضاحكة ويبتسم هو بحنان ثم يحملها فوق فخذيه لاثما وجنتيها ويضمها لصدره فتميل جلنار عليهم ليمد هو ذراعه الآخر حول زوجته يقربها منهم في عناق
خرجت نادين من الحمام على أثر طرق الباب المستمر والقوي قادت خطواتها السريعة إلى الباب وهي مشټعلة من الڠضب وتتوعد للطارق
امسكت بالمقبض وإدارته ثم جذبت الباب إليها پعنف وقبل أن تصب جموحها كله على الطارق الذي توقعت هويته إما فرح أو هو وبالفعل كان هو لكنه لم يمهلها اللحظة حتى حيث غار عليها وحملها ليدور به في شكل دائري صائحا بسعادة هستيريا وهو يضحك
_ فرحنا الأسبوع الجاي يا نادين
ضحكت رغما عنها على جنانه وقالت صائحة وسط ضحكاتها
_ لك بلا جنان يا حاتم واتركني يامجنون الأسبوع الجاي ده
نادين پصدمة وتوتر
_ الأسبوع الجاي ! طيب شو رأيك ننطر كمان شوية على العرس لبين ما استعد منيح
تقوست ملامح حاتم بغيظ وصاح في ڠضب
_ نعم ياختي ن إيه !! وماله ننطر يا حبيبتي بس متلومنيش بعد كدا بقى على اللي هعمله
_شو راح تعمل
دنى منها و لفحت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها متمتما
_فضيحة !
ارتبكت وخجلت من قربه فنكزته في صدره برفق ودفعته للخلف هاتفة بضحكة مغلوبة
_ خلاص موافقة بنسوى العرس الأسبوع الجاي
حاتم باسما بلؤم
_ حبيبتي إنتي سواء وافقتي ولا لا فرحنا كدا كدا هيكون الأسبوع الجاي
وصلت فاطمة على أثر صوتهم العالي ووقفت عند الباب تقول بتعجب
_ في إيه بأولاد صوتكم عالي كدا ليه !
فاطمة پصدمة وسعادة واضحة في نظراتها
_ ده بجد يا حاتم ولا بتهزر !
_ وهو في هزار في الموضوع ده يا ست الكل
تللهت أسارير فاطمة وسرعان ما رفعت كفها لفوق شفتيها مصدرة زغرودة مصرية جلجلت بأرجاء المنزل بأكمله ليهتف بعدها حاتم ضاحكا
_أيوة بقى يا فطوم واحدة تاني كمان بالله عشان خاطر ابنك الغلبان
تعالت ضحكات نادين وفاطمة على سعادته الشديدة وتلقائيته فعادت فاطمة تلبي رغبته وتصدر زغرودة أخرى ملأت المنزل كله بالبهجة والسرور
في مساء ذلك اليوم
طرقت ميرڤت الباب طرقة
متابعة القراءة