امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

يهب واقفا وينزل ابنته من فوق قدميه ليجلسها فوق الأريكة بمكانه ويهمس بطبيعية متصنعة 
خليكي هنا ياحبيبتي وكملى كرتونك 
أماءت الصغيرة برأسها متطلعة لأبيها باستغراب من تحوله المفاجيء والغريب ثم رأته يسير تجاه الدرج ويهتف محدثا أمها بصوتا مخيفا دون أن يلتفت لها بوجهه 
تعالي ورايا 
ثم رأت أمها تنظر لها بابتسامة دافئة كأنها ترسل لها إشارة بأن كل شيء على ما يرام وأن تكمل مشاهدة فيلمها الكرتوني بادلت أمها الابتسامة وعادت تعتدل بجسدها لتصبح مواجهة للتلفاز تشاهد في عدم استمتاع ! 
وصلت أمام باب غرفتهم الذي تركه مفتوحا بعد دخوله ألقت عليه نظرة من الخارج لتراه يقف ويرفع أنامله لذقنه يحكها ويمسح على نصف وجهه پعنف مغلقا على قبضة يده في شراسة لا تنكر أن حالته اربكتها وجعلتها تخشى ثورانه الذي ستشهده بعد قليل تقدمت إلى داخل الغرفة في خطوات مترددة ثم أغلقت الباب بهدوء حتى لا تلتقط أذن صغيرتهم الأصوات المخيفة التي ستملأ الغرفة الآن 
سمعت البداية تخرج هادئة كالمتوقع وهو يسأل بخفوت مخيف 
إيه اللي قالته البنت تحت ده !!!! 
تنفست الصعداء تتحكم في اضطرابها الغير إرادي منه وغمغمت 
دي بنت صغيرة ياعدنان ومش فاهمة حاجة
صړخة جهورية انطلقت
منه تبعتها وثوبه من مكانه بخطوة واحدة ليصبح أمامها 
حاتم كان بيعمل إيه في البيت طول الليل معاكي
رغم أن صرخته بعثت هزة بسيطة في جسدها إلا أن جملته كان لها الأثر الأكبر حيث ابتسمت وقالت باستنكار 
بيعمل إيه !!!
نزعت ابتسامتها من فوق شفتيها ورسمت الحدة لتتابع حديثها بنظرة خزي 
زي ما بنتك قالت كانت تعبانة جدا اليوم ده وجبنالها الدكتور في البيت وهو صمم يقعد معانا عشان لو هنا تعبت تاني يتصل بالدكتور وميسبناش وحدنا وفضل قاعد جنبها في الأوضة طول الليل ومحدش فينا نام الليلة دي أساسا ارتحت كدا ولا مش مصدق كمان
لم تهدأ ثورته بل ازدادت حيث صاح في عصبية أشد 
يعني كنتي هربانة ببنتي وتعبت بالشكل ده وأنا معرفش وفوق ده كله تسمحي لراجل غريب يبات معاكم 
صاحت منفعلة 
قولتلك هنا كانت تعبانة وأنا أساسا كنت مڼهارة من
الخۏف عليها وهو فضل معانا عشان لو تعبت تاني فجأة 
عدنان بصياح مرعب 
مفيش مبرر يخليني اهدأ لما أعرف إن راجل قضى الليل كله مع بنتي ومراتي في البيت اللي هي أصلا كانت هربانة مني 
جلنار في زمجرة 
وهو أنا هربت ليه مش عشان اتفاقك القذر إنت وبابا هربت لما ملقيتش حد احتمي فيه ولا الجأ ليه فلجأت للهروب منكم
قبض على ذراعها پعنف وجذبها إليه لتصتدم بصدره وېصرخ 
متتهربيش من غلطك بإظهار ظلمي ليكي سبق واعترفت بغلطي وفهمتك كل حاجة وإنه مكنش اتفاق على قد ما كان تمسك بيكي بس الهانم بتفسر كل حاجة على مزاجها ومن غير تفكير اخدت بنتي وهربت بيها لا وفضلت شهرين كاملين مع راجل غريب أنا كنت بحاول اتغاضي عن الكلام ده واتصرف بطبيعية وأنا بتخيل طول الشهرين كانت طبيعة العلاقة بينكم إزاي و نظراته ليكي كانت إزاي ده غير الصور اللي وصلتني وهو ماسك فيها إيدك ودلوقتي بتقولي كنت مڼهارة وهو فضل معانا عشان هنا !!!
حاولت التملص من قبضته لتصيح به پغضب 
مكنتش قاعدة معاه والصور دي كانت في عيد ميلاده وتصرفه كان تلقائي لما كان بيشكرني على الهدية وأساسا أنا سحبت إيدي فورا وقتها 
هتف بتحذير شبه صائحا 
متعليش صوتك عليا 
صړخت في وجهه بشراسة وعينان حمراء كالدم 
وإنت متتكلمش معايا بلهجة التحذير وتزعق فيا مش صوتك العالي هو اللي هيخوفني منك 
عدنان منذرا إياها وهو يتمالك انفعالاته بصعوبة 
جلنار أنا اقسم بالله على أخرى وبحاول اتمالك اعصابي بالعافية متخلنيش اوريكي الخۏف اللي بجد
تململت بين قبضته بعصبية لأنها لا تتمكن من التملص منه فتجاهلت جملته وصړخت بصوت ملأ الغرفة وبوجه محتقن بدماء الڠضب 
ابعد إيدك عني ومتلمسنيش
المتها ثم يمسك بكف يدها اليسار يرفعه لأعلى ضاغطا عمدا على خاتم الزواج في البنصر يذكرها بملكيته الوحيدة عليها ويهتف في صوت ملتهب كعيناه مخرجا زفيرا ناريا تقسم أنه كاللهيب حقا الذي يضرب صفحة وجهها 
محدش ليه الحق يلمسك غيري ولا يمسك إيدك غيري أنا بس اللي ابصلك والمسک فاهمة ولا لا
ظهر الألم على محياها رغما عنها عندما وجدته يعتصر كفها بقسۏة بين قبضته فهتفت بنبرة مرتفعة قليلا 
عدنان سيب أيدي بتوجعني !
تطلع في عيناها بنظرات كانت كالچحيم وتمتم بهمس مرعب 
اعتبري دي آخر مرة هعدي فيها زي ما عديت الصور وعديت هروبك معاه وكمان دفاعك عنه قدامي وطلبك اني اعتذر منه بعد اللي حصل في الفرح وزي ما هعدي اللي عرفته دلوقتي وهتغاضي عنه وأصدق إنك سبتيه يفضل بحسن نية زي ما قولتي على الرغم من إني متأكد أن مكنش الموضوع بغرض المساعدة فقط بالنسباله هعدي ياجلنار بس صدقيني دي آخر مرة بعد كدا لو سمعت اسمه تاني هتكون النتائج مخيفة
أدمعت عيناها من كلامه القاسې وشعورها بلهجة الشك المضمورة في صوته حتى لو لم تكن شك بالنسبة
تم نسخ الرابط