امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
المشهورة يجلس على المقعد المرتفع أمام البار وبيده كأس قصير بيضاوي يمده إلى الشاب الذي يقف على البار فيملأ جزء صغير منه ليعود هو بالكأس إلى فمه ويبتلع النبيذ كله دفعة واحدة
لا يأتي إلى هنا إلا نادرا واليوم شعر بأنه في حاجة ليتغيب عن الواقع لساعات ويتناسى همومه وصلته الأخبار برحيلها صباح اليوم معه لم تخبره حتى ومنذ آخر مقابلة بينهم أو بالأحرى منذ عودة ذلك الشيطان لم تسأل عنه وتجاهلت وجوده تماما هل كل ما فعله من أجلها ذهب هباءا هكذا بلحظة واحدة ! لكنه هو المخطئ كان عليه أن يتفهم من البداية حنينها وعشقها الدفين للرجل الذي كان سببا في ټدمير زهرته المتفتحة هو من أوهم نفسه ومنح ذاته آمال حمقاء مثله وصدقها والآن يتسكع ويتخبط في أحزانه الساذجة كما وصفها !!
_ حاتم لقد بحثت عنك بكل مكان ماذا تفعل هنا !
_ يكفي يبدو إنك شربت كثيرا هيا سأصطحبك للمنزل
أجابها بصوت ثملا بعدم اكتراث وهو برفض النهوض
_ سأبقى لبعض الوقت اذهب إنت
اخرجت من حقيبتها نقودا ودفعتهم لصاحب الحانة ثم أمسكت بذراع حاتم تساعده على النهوض وهي تهتف پغضب
اتركك أكثر من ذلك ستؤذي نفسك
بذراعها فرفع هو ذراعه بتلقائية يضعه على كتفه ليستند عليها وسارا معا للخارج
همهم في نبرة مهمومة
_ ذهبت وتركتني !
لم تجيب عليه فقط ظلت تحاول مساعدته على السير حتى لا يسقط وتتجه به نحو سيارتها حتى اصبحا على بضع خطوات صغيرة منها فسمعته يهتف للمرة الثانية بعدم وعي وهو يبتسم بابتسامة لعوب
رفعت رأسها
لها
وحدقته بدهشة ثم قالت بابتسامة جانبية في حدة متحدثة بلغتها الأم اللبنانية
_ ما راح حاسبك هلأ مشان شكلك مو بوعيك أبدا بالصبح بس تفيق بيكون النا كلام تاني
قهقه بخفة ثم وصلا إلى السيارة ففتحت هي باب المقعد الخلفى وساعدته على الدخول والجلوس وقبل أن تغلق الباب وتتجه إلى مقعد القيادة الخاصة بها هتف هو يستكمل كلماته الغير واعية وهو يغمز
أجابته بغيظ محاولة كتم ابتسامتها من كلامه الغريب
_ اصمت ولا تجعلني اندم على قدومي إليك ياوقح
ثم أغلقت الباب واتجهت إلى مقعدها وحركت محرك السيارة منطلقة بها نحو منزله الخاص بينما هو فأرجع رأسه للخلف واغمض عيناه بعدما بدأ النوم يصعد لعيناه ولا يستطيع مقاومته
_ نادر هو إنت داخل مكتب عدنان بيه ليه !
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وأجابها بحزم وغطرسة
_ نعم
!
الفتاة في رسمية وجدية
_ مستر آدم منبه إن محدش يدخل مكتب عدنان بيه طول ما هو مش موجود
نادر بأعين ساخرة وشرسة وغير مكترثا بما قالته
_ وأنا مش أي حد يا ليلي ياحبيبتي الأوامر دي تمشي على الموظفين كلهم في الشركة إلا أنا
ثم الټفت بجسده مرة أخرى ناحية الباب وفتحه ودخل وأغلقه خلفه واندفع فورا نحو مكتب عدنان حاول فتح الإدراج ولكن كلها كانت بأقفال فأخرج من جيبه المفاتيح التي أعطته لها فريدة بعدما أخذتهم من عدنان وفتح واحدا تلو الآخر يبحث بكل واحد منهم عن ملف بعينه حتى أخيرا عثر عليه رفعه لأعلى أمام عيناه يحدق به بنظرات شيطانية ويقول بسعادة ولؤم
_ أخيرا لقيتك خلينا نتفرج ونستمتع بمشاهدة الامبراطور الأكبر لأل الشافعي وهو بيخسر تعب ومجهود سنين
أخفى الملف في سترة بذلته واتجه نحو الباب وانصرف لكنه نسى أن يغلق الأدراج كما كانت بالمفاتيح !
توقف بالسيارة أمام قصر الشافعي وبمجرد وقوف السيارة فتحت هنا عيناها ببطء لتسمع صوت أبيها وهو يهتف باسما
_ يلا ياهنايا عشان نشوف نينا
_ هتفضلي قاعدة في العربية ولا إيه !
هزت رأسها بإيجاب في مضض فهي ليست في مزاج يسمح لها لمقابلة والدته وفريدة لم يظهر أي تعبير فقط اغلق باب المقعد الخلفي واستدار متجها بابنته إلى الداخل بينما هي فقالت قبل أن يبتعد عنها في خنق
_ متتأخروش
لم يجبها فقط استمر في طريقه للداخل حتى وقف أمام الباب الرئيسي وانزل ابنته من على ذراعيه لتتولى هي مهمة الطرق على
متابعة القراءة