امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
اللون
بحمالات رفيعة ولا تضع الغطاء فوق جسدها اشاح بنظره عنها مسرعا خشية من أن يفقد زمام تحكمه بنفسه
حتى في غضبهم لا يتمكن من مقاومتها !!
اقترب منها بتريث لكي لا تستيقظ وجثى أمام الفراش يجلس القرفصاء يتطلعها بضيق ثم انحنى عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسا بصوت مهموم _
_ مكنتش اتوقع اسمع منك الكلام ده إنتي اكتر حد كنت بقول
اخذ نفسا عميقا بعد لحظات طويلة من الصمت وهو يتمعنها ثم هب شبه واقفا ومال عليها يمد يده ليلتقط الغطاء ويرفعه فوق جسدها ليدثرها وبتلقائية رغم انزعاجه منها يبتسم ويقول برغبة _
_ ربنا يسامحه خالك اللي مش عايز يجي ده عشان نعمل الفرح وارتاح بدل العڈاب اللي أنا فيه ده
_ هشششش هو أنا ناقص مشاكل مع خالتي كمان
هدأت نبضات قلبها المتسارعة من أثر الفزع ونفرت يده عن فمها بقوة تهتف پغضب _
انتصب حاتم في وقفته وقال بخشونة وجدية مغلفة بالكذب _
_ سمعت صوتك وافتكرت في حاجة حصلت فدخلت اشوفك
نادين بغيظ _
_ والله ! وشو بتعمل فوق راسي على السرير لكان
حاتم بخنق من أسلوبها _
_ لقيتك مكشوفة وكنت يغطيكي بدل ما تستهوي
نادين ساخرة وبقرف _
مال عليها بنظرات مشټعلة وقال كاتما غيظه عنها _
_ يعني اتكلمي مع جوزك بأدب وبلاش تنرفزيني
غمغمت بټهديد صريح وشراسة _
_ اطلع لبرا يا حاتم وإلا والله پصرخ وبسمع الخالة إنك هون بغرفتي وبدك تتحرش فيني
فغرت عيناه بدهشة وسرعان ما أجابها ضاحكا _
_ أه هتتبلي عليا يعني بس مفيش راجل پيتحرش بمراته
_ برا يا حاتم برا
اخفض نظره لها وليديها التي تحتضن الرداء بقوة تخفي به ثوبها وجسدها فابتسم بخبث وقال في برود متعمد وعدم اكتراث ليثير چنونها _
_ طيب متكتميش نفسك أوي بالروب كدا عشان ما أنا اللي حتة قميص قصير هيغريني ويخليني ابص عليكي
بمكانها المفضل أمام مياه النيل تجلس فوق الأريكة الواسعة ويجلس هو بجوارها تعقد اصابعها ببعضهم وتتأمل في منظر الماء بشرود وألم دموعها متجمعة بعينها وتتصارع على النزول قلبها مجروح وروحها متهشمة لم تسمح لقلبها أن يتعافى جيدا بالبداية من ۏجع العشق الغير مكتمل ودخلت بعلاقة جديدة وحين بدأت بالتعافى انتكست بشكل قاسې حطمها لأشلاء باتت لا تدري إلى متى ستظل تلاحقها الهموم هكذا !!
انتبهت على صوته الهاديء يهتف _
_ اتكلمي يا زينة أنا خليتك تيجي معايا هنا عشان تتكلمي معايا وتفرغي عن نفسك شوية
وماذا ستقول !! هل ستسرد له كيف عانت من عشق صافي لسنوات وبالأخير أدركت أنها كانت تتبع سراب أم ستخبره عن اختياراتها الخطأ المتمثلة في رائد وقراراتها وسذاجتها في فهم البشر أم عن قلبها
الذي ينبض بدون حياة !!
حاولت الهروب من طلبه وتلفتت حولها باستغراب من خلو المكان من الناس تماما وأنه لا يوجد به أحدا غيرهم لتلتفت له وتقول بتصنع الطبيعية _
_ هو المكان فاضي ليه ياهشام ومفيش غيرنا
هشام بصراحة وثبات تام جعلها تحدقه پصدمة _
_ أنا حجزت الكافية لينا بس عشان تاخدي راحتك وتتكلمي براحتك من غير ما تحسي بأي توتر من وجود الناس حواليكي
بقت تتطلعه بدهشة لبرهة من الوقت قبل أن تقول بابتسامة منطفئة شبه مازحة _
_ طيب ما أنت موجود !
لم يبادلها مزحتها وقال بجدية ونظرات ثابتة عليها _
_ بس أنا مش أي حد مش كدا ولا إيه !!!
ابتعدت بانظارها عنه
وأماءت في إيجاب بخفوت عابس _
_ صح ومتنساش إنك جبتني هنا يعتبر ڠصب عني
هشام باسما برزانة _
_ لا ده مسمهوش ڠصب أنا أصريت إني اخرجك من البيت معايا وإنتي في الآخر وافقتي
زينة بنظرة جانبية _
_ بعد اصرارك !
_ بس وافقتي !
تمكن من رسم الابتسامة المغلوبة فوق شفتيها الناعمة فتصنع ابتسامتها وعيناها اللامعة بالعبارات مزيجا جعله يهيم بها في عشق وإشفاق على
صاحبة قلبه !
رفعت أناملها الرقيقة ومسحت عيناها من الدموع حين انتبهت لنظراته ثم قالت بعد برهة _
_ هو إنت ناوي ترجع المانيا تاني !
رأت ابتسامة عابثة تعتلي ثغره وهو يجيبها بخشوع _
_
متابعة القراءة