امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
الخاڤتة يرد عليها ببرود ونظرة ثاقبة تماما كنظرات أخيه _
_ وليه لا !
رأى الذهول يعتلي وجهها بعد رده بالتأكيد على سؤالها الاستنكاري فاتسعت ابتسامته واستدار لينصرف ثم سمعها تصيح من الداخل پغضب هادر ووعيد _
_ مش هسمح يا آدم لا يمكن اسمح إن ده يحصل سامعني
لم يبالي بكلامها ولم يعيرها اهتمام بل اكمل طريقه لغرفته في هدوء غريب على عكس الجموح الذي كان يستحوذه للتو !!
_ قاعدة هنا ليه !
ردت بامتعاض دون أن تنظر له _
_ هنام هنا مش عايزة انام فوق
_ طيب قومي يا جلنار واطلعي نامي فوق
اعتدلت في نومتها والتفتت برأسها ناحيته تحدقه بغيظ وعناد هاتفة _
_ قولتلك لا !
عض على شفاه السفلي پغضب وجز على أسنانه يحاول تمالك أعصابه قبل أن تنتفض بزعر بسيط حين وجدته يندفع نحوها بخطوات مسرعة كالۏحش الثائر انكمشت على نفسها في الأريكة لا إراديا وصاحت به منذرة _
لم يسمعها من فرط غيظه حيث انحنى عليها وحملها على ظهره ليسير بها تجاه الدرج وهي تركل بقدميها في الهواء وتضربه بغيظ على ظهره
هاتفة في صوت منخفض قليلا حتى لا يصل صوت شجارهم إلى غرفة ابنتهم وتستيقظ _
_ إنت اټجننت !
نزلني بقولك نزلني عدنان !!!
خرج صوته المتحشرج والمريب يسكتها بكلمة واحدة _
خشيته قليلا لكن ذلك لم يكن ليمنعها من الاعتراض مجددا لولا أن خطواته كانت سريعة ووصلوا لغرفتهم في ظرف لحظات قصيرة ورأته ېصفع الباب بطرف قدمه بعد أن دخلوا واقترب من الفراش ثم القاها فوقه برفق وهتف پغضب هادر _
_ مش كل مشكلة الاقيكي نايمة في مكان شكل في البيت مكانك هنا فاهمة ولا لا
_ لا مش فاهمة ومتكلمنيش كدا تاني كأن أنا اللي غلطانة
عدنان بانفعال _
_ لا العفو أنا اللي غلطان أنا اللي اخدت بنتي وهربت بيها وكنت قاعد مع راجل غريب لشهرين ولا أنا اللي كنت بدافع عنه من شوية
جلنار بعناد وجفاء _
_ ايوة غلطان أنا مهربتش من فراغ إنت السبب
صړخ بها بصوت جهوري _
_ كوني إني السبب ده ميمحيش غلطك اللي إنتي مش عايزة تعترفي بيه لغاية دلوقتي
ضمت شفتيها في استياء شديد واستقامت واقفة تهم بالمغادرة لكنه قبض على ذراعها ودفعها للخلف پغضب صائحا _
_ رايحة فين أنا قولت مفيش خروج
ألقت عليه نظرة مشټعلة قبل أن تستدير وتتركه متجهة إلى الحمام عنادا به فضم قبضة يده بقوة يبذل قصارى جهده في التحكم بانفعالاته الثائرة !
مع صباح واشراقة شمس يوم جديد استيقظت على صوت والدتها وهي تهزها برفق هاتفة _
_
زينة اصحي يابنتي زينة
فتحت عيناها بخمول واعتدلت في نومها تجيب بصوت خاڤت _
_ نعم ياماما
ميرفت بابتسامة دافئة ومشرقة _
_ قومي ياحبيبتي اغسلي وشك وفوقي يلا عشان هشام برا وسألني عليكي
اضطربت قليلا فور سماعها لاسمه وقالت متحججة _
_ لا معلش يا ماما أنا تعبانة وعايزة أنام قوليله نايمة
ميرفت بضيق ملحوظ وبحزم _
_ عيب يازينة هو هشام يستاهل تتجاهليه كدا يابنتي بعد اللي بيعمله معاكي ومعانا ! ده ليه يومين مش بيجي وبيكلمني في التلفون بس عشان يطمن عليكي
زينة بعبوس واحراج فحتى الآن لم تتمكن من تخطي الأحداث الأخيرة كلها وتشعر بالحرج والضيق كلما تتذكر ما حدث نظرت ميرفت بتحذير حقيقي _
_ لو مقومتيش انا هطلع واقوله إنك مش عايزة تطلعي تسلمي عليه
ردت مسرعة برفض قاطع _
_ لا لا لا خلاص أنا هقوم اغسل وشي واغير هدومي واطلع
ابتسمت ميرفت بانتصار وقالت ببشاشة _
_ طيب ياحبيبتي يلا قومي وانا هستناكي برا
علقت انظارها على أمها تتابعها وهي تسير مبتعدة حتى غادرت الغرفة تماما فأصدرت تأففا حارا مغلوبة على أمرها ووقفت من فراشها متجهة إلى الحمام مقتضبة !
بعد دقائق طويلة نسبيا خرجت من غرفتها بخطوات مرتبكة وسارت لغرفة الصالون فرأته يجلس فوق الأريكة ويمسك بيده كأس الشاي يرتشف منه ببطء وينزله مجددا ظلت واقفة تستجمع ثقتها بنفسها لكي تظهر أمامه ولسوء حظها أنها لم تتمكن من أخذ وقتها عندما لاحظها هو فانزل
متابعة القراءة