امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

لدرجة أنه لم يشعر بها إلا عندما سمع صوتها تقول برقة 
_ هي مش المفروض الرياضة دي بتكون الصبح بدري وكدا 
ضحك ورد دون أن يلتفت لها 
_ مين اللي قال كدا الرياضة في وقت تمارسيها المهم إنك تكوني منتظمة عليها لأن فوائدها كتير جدا لا يمكن تتخيليها 
فرح
باسمة بتأكيد على كلامه 
_ أكيد طبعا ليها فوائد كتير
_ اقفي كدا وخلي ايديكي قريبين من بعض وفي نفس يبقوا شبه قدام وشك
طالت نظراتهم المندهشة لبعضهم وبالأخص هي التي ظهر الخجل بوضوح فوق ملامحها وقبل أن ينقذوا الموقف ويبتعدوا لمح هو زوجته التي تقف عند باب الغرفة عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وتحدقهم شزرا بأعين ملتهبة بنيران الغيرة للحظة ظنها معا بعد هذا المشهد ! 
أبعد فرح عنه بسرعة واستقام واقفا ثم لحق بها بعدما استدارت وغادرت مسرعة هرول ركضا خلفها في الحديقة صائحا عليها 
_ نادين استني نادين ! 
_ استني متتعصببش وهفهمك كل حاجة 
دفعت يده بعيدا عنها پعنف وصاحت منفعلة بتحذير 
_ ما تلمسني ياحاتم عم تفهم ولا لا 
حاتم معتذرا بصدق 
_ ياحبيبتي اهدي وبلاش تعملي مشكلة بينا على مفيش
_ على مفيش !! ارجع ياحاتم والبس تيابك ما تخليها تنطرك كتير 
_ تنتطرني لا إنتي بتهزري بقى !!! 
طالعته بازدراء واستدارت لتكمل طريقها فمسح
هو على شعره نزولا لوجهه متأففا پغضب لاعنا الصدف السيئة التي تخلق مشكلات ليس
لها معنى من الأساس بينهم !! 
خرج صوته مغتاظا بسخط 
_ هو شكله حد باصللي في الجوازة دي فرحنا بعد بكرا وبدل ما نجهز لفرحنا واحنا مبسوطين هروح اصالحها مبروووك ياعريس
قال جملته الأخيرة مستنكرا بعدم حيلة ونفاذ صبر !! 
خرجت مهرة من أحد محلات البقالة المجاورة لمنازلهم بعدما قامت بشراء بعض مستلزماتها وقادت خطواتها إلى بنياتها الصغيرة دخلت وصعدت درجات السلم وعند منحنى السلم للطابق الثاني تسمرت مكانها عند بدايته فور رؤيتها لآدم ينتظرها عن أخره بالأعلى واضعا يديه بجيبي بنطاله ويطالعها بقوة 
تصلبت لدقيقة كاملة تستوعب ما تراه حتى أسرعت تصعد درجات السلم حتى وصلت إليه وقالت باهتمام حقيقي 
_ آدم إنت إيه اللي جابك إنت لسا تعبان والمفروض ترتاح 
آدم بعين ثاقبة وصوت غليظ 
_ مش بتردي على اتصالاتي ليه يامهرة ! 
اضطربت ولم تعرف بماذا تجيب فبقت ساكنة تنظر له فقط ليتبع هو باسما باستنكار 
_ اممممم أنا لما لقيتك مش بتردي جيتلك بنفسي 
التفتت خلفها بزعر عندما سمعت صوت أحدهم بالأسفل وبسرعة عادت له تقول برجاء 
_ آدم طيب امشي دلوقتي عشان خاطري قبل ما حد يشوفنا وكمان عشان متتعبش اكتر 
ثبت نظره عليها بثقة وقال في نبرة تضمر خلفها معاني أخرى 
_ يشفونا يامهرة ميفرقش معايا هقولهم دي البنت اللي بحبها واللي ناوي اتجوزها !
فغرت عيناها وشفتيها پصدمة بالرغم من المامها بجوانب شخصيته الجريئة والصريحة آخر شيء كانت تتوقعه منه أن يعترف لها برغبته في الزواج منها بهذا الشكل ! 
هيمن الصمت القاټل عليهم وعندما قذفت بذهنها تلك الورقة التي خطت باسمها عليها زعرت وقالت مسرعة برفض 
_ لا مينفعش !! 
وكأنه كان ينتظر ردها بالرفض حيث سألها بترقب 
_ مينفعش ليه !!! 
لم تجيب وبقت تحملقه بتوتر وتردد امتزج بانكسارها ليعود هو ويسألها لكن هذه المرة بلهجة حازمة ومستاءة 
_ مين الراجل اللي كان خاطڤك يامهرة وإيه علاقتك بيه 
غامت عيناها بالعبارات ولم
تجد الشجاعة الكافية لتعترف له بكل شيء فآثرت الصمت كأسوء رد عليه بهذه اللحظة مما جعله يضحك بعدم تصديق بعدما تأكد من كلام والدته وقال غير مستوعبا 
_ أنا كدا اتأكدت إنتي متجوزة الراجل ده صح !
توقفت عيناها عن ذرف الدموع بذهول بعدما تفوه بتلك العبارة لا تدري من أين علم بزواجها الباطل منه لكنها الآن سقطت بمأزق ضخم حين لم تجيبه واجفلت نظرها أرضا باكية بعجز رمقها هو بخزي وألم هادرا 
_ إنتي كنتي آخر واحدة اتوقع منها ده يامهرة خدعتيني لغاية ما حبيتك واتعلقت بيكي
رفعت نظرها وكادت أن تجيب عليه لكنه أبعدها عن الطريق ونزل الدرج مسرعا وسط صوتها وهي تنده عليه تتوسله أن يتوقف ويسمعها أولا لينتهى بها المطاف جالسة فوق الدرج منخرطة في نوبة بكاء حاړقة وتهمس بضعف 
_ أنا مخدعتكش أنا مظلومة
والله يا آدم أنا بحبك
في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل 
كانت جلنار كامنة فوق فراشها وتستند بنصف جسدها العلوي على ظهر الفراش وتفرد قدميها أمامها محدبة في الفراغ بشرود 
الساعة تخطت منتصف الليل ولم يعد حتى الآن منذ أن عاد من الأسكندرية بالأمس وهو يتصرف بغرابة لا يسرد لها شيء وكأنه يخفي عنها أسباب تصرفاته المريبة تلك !! 
رغما عنها تجول كلمات فريدة بذهنها فتعود وتطرح سؤالا استنكاريا بعدما كانت رافضة رفض تام تصديق تلك السخافة الآن تعود لدوامة انعدام الثقة من جديد ! 
_ هو ممكن يكون كان عندها فعلا امبارح !! 
فتعود وتجيب على نفسها بالرفض في صوت داخلي لا عدنان من المستحيل أن يعود لها مرة أخرى فتجد
تم نسخ الرابط