امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
ممكن الحيوان ده يأذيكي ازاي
هزت رأسها مؤيدة كلام والدتها وتهمس في صوت يكاد يخرج بصعوبة _
_ عارفة ياماما عارفة
نالت الابتسامة المنطفئة والمستنكرة من ثغره أخيرا بالخارج بعدما سمع ما قالته هل كانت تتهرب منه لهذا السبب يالها من ساذجة فلو عرفت بالألم الذي كان يضرب بقلبه ويفتته لأجزاء كلما تبعده عنها وتظهر له عدم رغبتها بوجوده لكانت لعنت نفسها ألف مرة !
عاد للمنزل بالمساء مبكرا على غير العادة وكانت صغيرته لا تزال مستيقظة حتى الآن وفور رؤيتها لعودة أبيها المبكرة اخذت تقفز فرحا وسعادة ليضحك هو ويحملها ثم يليقها فوق الأريكة ويبدأ بمداعبتها ودغدغتها وسط ضحكهم ونظراته الدافئة !
بعد دقائق من المشاكسة مع ابنته اتجه إلى غرفته بالأعلى وكانت جلنار تقوم بترتيب الخزانة وتتحرك في الغرفة بكل نعومة ورقة دون أن تصدر أي صوت ولكنها انتفضت فزعا حين شعرت به خلفها والتفتت بسرعة إليه تهتف في دهشة _
عدنان مداعبا _
_ إيه إنتي مش عايزاني ولا إيه يارمانة !
_ لا طبعا مش قصدي كدا بس استغربت يعني لانك مش من عادتك ترجع بدري
ابتعد عنها بضع خطواتها وبدأ في نزع ملابسه يجيبها بصوت مرهق _
_ حسيت بإرهاق وتعب فجيت بدري عشان ارتاح شوية
اندفعت نحوه بقلق واضح لتقف أمامه وترفع كفها تتحسس وجنتيه وجبهته ثم هدرت براحة تظهر في عيناها _
ابتسم بعبث وقال في لؤم دفين _
_ لا الحرارة مش بتتقاس كدا
ضيقت عيناها بعدم فهم لتتسع ابتسامته الخبيثة أكثر فوق ثغره وينحنى عليها يلثم وجنتيها واحدة تلو الأخرى هامسا بوقاحة _
_ كدا وكدا أو كدا مثلا
قال جملته الأخيرة وكان على وشك أن يميل بالمنتصف لكنها تراجعت بخجل شديد ولكزته بلطف فوق صدره هاتفة بضحكة مستحية _
غمز لها بمشاكسة وتمتم _
_ ننومها !
دفعته من صدره بخفة وهي تبتعد عنه ضاحكة لتسمعه يهتف بعد أن تخطت خطوتين فقط _
_ جهزي نفسك لبكرا بليل
توقفت واستدارت له تحدقه بحيرة وتسأل _
_
ليه في إيه بكرا !
عدنان بهدوء تام _
_ في اجتماع تبع الشغل وهيكون برا الشركة وهتيجي معايا
_ ليه !
ابتسم لها بحب ورفع انامله يمررها فوق بشړة وجهها برقة هامسا _
_ لازم يكون في سبب يعني هو إنتي مش مراتي ! وأنا عايزك تكوني معايا في كل مكان وخصوصا في شغلي يعني اجتماع زي ده مش حلوة اروح وحدي وانا راجل متجوز وسايب رمانتي في البيت
تتطلعه بهيام وغرام قبل أن توميء برأسها في موافقة وتردف _
_ تمام هجهز نفسي
مال عليها وخطڤ قبلة سريعة من وجنته امتزجت بغمزته المداعبة ثم ابتعد عنها واتجه للحمام يتركها في سرور من مشاعر العشق والاهتمام والحب التي تعيشيها لأول مرة معه لم تكن تتخيل أن سيحاول من أجلها لهذه الدرجة لو كان أخبرها أحد بأنه سيعشقها بهذه الطريقة المذهلة لما كانت صدقته ابدا !!
بمساء اليوم التالي
يجلس كل من حاتم ونادين على طاولة متوسطة الحجم من أربعة مقاعد في أحد المطاعم الفاخرة والمشهورة ينتظرون قدوم الطرف الآخر حتي يبدأون اجتماع العمل !
وكان حاتم يتفقد ساعة يده كل لحظة والأخرى بخنق وقد بدأ يفقد صبره وإذا به على حين غرة تقع أنظاره على باب المطعم بتلقائية ليرى عدنان يدخل بصحبة جلنار التي تسير بجواره بثقة وثبات تماما بنفس نظراتها القوية
المعتادة !!!!
ن
_ الفصل الثالث والأربعون _
بعنوان أزمة ثقة !
اتسعت عيني حاتم پصدمة فور رؤيته لهم وباللحظة التالية فورا كان يلتفت برأسه تجاه نادين يحدقها مدهوشا وبنظرات مشټعلة همس _
_ هي دي المفاجأة !!
كانت نادين تحدق بجلنار في عدم فهم ودهشة حتى أنها لم تنتبه لصوت حاتم وهتفت هي _
_ جلنار شو عم تسوي معه !
ابتسم حاتم في سخرية يحاول التحكم في انفعالاته بينما على الطرف الآخر كانت الصدمة الأكبر من نصيب جلنار التي تطلعت بزوجها الذي بدا هادئا تماما برغم تعجبه
توقف عدنان أمام الطاولة وكانت نظراته هو وحاتم شرارات ڼارية لبعضهم قبل أن يجلس على المقعد المقابل لحاتم وجلست هي أمام نادين التي لم تنزل نظراتها المستغربة عنها
خرج صوت عدنان الغليظ والذي يظهر فيه غضبه المكتوم بوضوح _
_ ممكن افهم إيه اللي بيحصل هنا بظبط
لم يتفوه حاتم ببنت شفة كانت نظراته القاټلة لعدنان كافية كلاهما كالأسود المتربصة للهجوم بينما جلنار فكانت تنقل نظرها بينهم پخوف وتوتر على عكس نادين التي مازالت حتى الآن تتساءل عن سبب وجودها ولا تفهم حتى سبب النظرات الڼارية بين زوجها وعدنان
أظلمت عيني عدنان حين لم يحصل على إجابة وفقط يستمر الجميع في التحديق ببعضهم في
متابعة القراءة