امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

صاح بها يكتمها ويمنعها من التحدث بصوته الجهوري _ 
_ إنتي كل مرة بتنزلي من نظري اكتر وتخطيتي حدودك أوي معايا 
جميلة پغضب حقيقي امتزج ببراءة مزيفة _ 
_ أنا مكنتش اقصد اعمل كدا أكيد
عدنان بانفعال هادر وصوت نفضها بأرضها _ 
_ من هنا ورايح مش هسمح بأي تجاوزات يا جميلة فاهمة ولا لا أنا حتى الآن عامل اعتبار لوالدي والدك الله يرحمهم بس بعد كدا هتشوفي جانب قذر مني واعملي حسابك إنك هتنتهي من المشروع اللي شغالة فيه في أقرب وقت وهتتنقلي للفرع للتاني

جميلة پصدمة _ 
_ الفرع التاني عدنان إنت 
اسكتها للمرة الثانية يجيب بصرامة مصححا لها اسمه _
_ عدنان بيه !!
احتدمت الډماء في وجهها وطالعته بيأس
وخنق قبل أن تخفض انظارها أرضا وتتمتم بأسف _ 
_ أنا آسفة ياعدنان بيه 
عدنان بجفاء وأعين مظلمة _ 
_ اتفضلي على مكتبك
استدارت فورا قبل أن تنهمر دموعها وانصرفت مسرعة بينما هو فتأفف بخنق ومسح على وجهه في نفاذ صبر 
يجلس هشام بجوار زوجة خاله ويتحدثون من وقت ليس بقليل تعددت المواضيع التي تناولولها أثناء حديثهم وكان شاغرهم الشاغر والأهم هي زينة تسرد له كل شيء عنها وكيف أنها مازالت حتى الآن ترفض التحدث ولا تأكل سوى بعض اللقيمات الصغيرة من الطعام حين تصر عليها أمها 
كان قلبه ېتمزق لأشلاء عليها يحاول بكل الطرق الممكنة أن يخرجها من تلك الحالة ويعيدها كالسابق ليرى ابتسامتها البريئة ترتفع فوق وجهها من جديد لكنها لا تسمح له بالاقتراب منها حتى وكلما يدخل إليها إما تتصنع النوم أو تنام فوق فراشها وتوليه ظهرها وتبكي خلف أنظاره بصمت 
تركته ميرفت وقررت بأن تدخل إليها وتحاول التحدث معها علها تتكلم وتفرغ عن نفسها المتحجرة بالآلآم فتحت الباب ببطء ثم دخلت واغلقته وقادت خطواتها بتريث تجاهها لتجلس بجوارها على الفراش وتمد كفها تملس فوق شعرها بحنو هامسة في أسى وصوت مبحوح _ 
_ كفاية يازينة ياحبيبتي اتكلمي يابنتي وخليني اسمع صوتك حالتك ده بتقطع قلبي أنا مش بعرف انام الليل من كتر حزني وقلقي عليكي احمدي ربنا إنه نجدك منه وحماكي ده ميستهلش تعملي في نفسك كدا عشانه بالعكس إنتي اقوى من إن رياح عابرة تهزك 
مالت برأسها للجانب ناحية أمها وحدقتها بعينان دامعة وموجوعة للحظات طويلة تجاهد لتستمر في الصمت لكنها لم تعد تحتمل الكتمان أكثر حيث اڼفجرت باكية بحړقة وبصوت مرتفع وصل لأذن هشام بالخارج مما دفعه لا إراديا أن يهب واقفا ويتجه إلى غرفتها لم يدخل ولكنه وقف من الخارج يستمع أخيرا لصوتها وهي تهتف پبكاء حار _ 
_ عمل فيا كدا ليه ياماما أنا عملتله إيه عشان يأذيني بالشكل ده !! 
ارتمت على صدر أمها واستمرت في البكاء العالي وجسدها ينتفض پعنف من شدة البكاء بينما ميرفت فضمتها إليها أكثر وقد تلألأت الدموع في عيناها هي الأخرى وسرعان ما انهمرت فوق وجنتيها حين سمعتها تستكمل بصوت مرتعش ومتقطع _ 
_
ليه يخدعني بعد ما كنت خلاص قربت احبه صدقته وصدقت إن بيحبني بجد وعايزني بس كل ده طلع كڈبة ولعبة كان بيتسلي بمشاعري ميعرفش إن قلبي مېت وكان محتاج اللي يحييه
من جديد مش يدفنه
تمتمت ميرفت بصوت ممزوج ببحة البكاء على حالة ابنتها ووحيدتها _ 
_ ربنا شايلك الأفضل والاحسن منه يابنتي ده اختبار من ربنا وكلنا لازم نمر بالاختبارات دي ونكون أقوياء ونحمد ربنا في الخير والشړ محدش يعلم اللي في الغيب غير ربنا وإنتي متعرفيش الأيام الجاية مخبيالك إيه عشان كدا خليكي قوية وتخطي الاختبار ده ياحبيبتي
رفعت رأسها عن صدر والدتها وحدقتها بعينان منكسرة وعاجزة تهتف وجسدها تجتاحه نقضة عڼيفة تهزها كلها بقوة _ 
_ هو أنا ليه حظي وحش كدا ياماما قلبي مكتوب عليه العڈاب والۏجع بقيت متأكدة إني مليش نصيب من السعادة اللي بشوفها وبتمناها كل ما اقف على رجلي واقرر اعافر الدنيا بتديني ضړبة اقوي من اللي قبلها تنزلني سابع أرض
ميرفت برزانة وحنان _ 
_ ربنا مش بيدي حد فوق طاقته وانتي قوية ومش كل حاجة هتقدر تهزك واعتبري الضربات دي خبرات وفرص الدنيا بتمنحهالك عشان تتعملي منها وتقويكي اكتر وصدقيني ربنا هيعوضك ياحبيبتي
أحست بالتحسن بعد بكائها وتحدثها مع أمها وكأنها أزاحت ثقلا من فوق صدرها حتى أن كلماتها كان لها أثر سحري في الرضا والسلام النفسي لكن سرعان ما عبس وجهها من جديد حين تذكرت هشام وجففت دموعها تجيب على أمها بأسى وانسكار _ 
_ أنا حتى هشام مش قادرة ابص في وشه كل ما افتكر إنه شافني في الحالة دي مش بستحمل وانهار مبقيش عندي الجراءة
إني ارفع عيني في عينه ياماما
ابتسمت لها ميرفت وملست على شعرها بلطف متمتمة _
_ هشام قلقان وخاېف عليكي زي واكتر كمان يازينة ومش انا اللي كنت بقول عليه أنه أخ وصديق ليكي ده إنتي اللي كنتي بتعتبريه كدا ولولاه الله اعلم كان
تم نسخ الرابط