امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

يخرج للنور ويكتمل باجتماعهم ! 
جلسوا لدقائق طويلة مع الجميع ووسط ضحكهم ومرحهم كانت تلاحظ نظراته المتلهفة لها يختلسها كل لحظة والأخرى فتتورد وجنتيها بحمرة الخجل وتشيح بوجهها بعيدا عنه مسرعة تشغل نفسها بالتحدث مع فاطمة 
مسح حاتم على وجهه متأففا بنفاذ صبر لم يعد يتحمل الصبر أكثر من ذلك سيهب واقفا ويأخذها ليخلو بها وحدهم بعيدا عن أنظار الجميع وبالفعل استقام واقفا واقترب منها وينحنى بجانب أذنها هامسا بمكر 
تعالي معايا يلا 
أمسك بكفها وسط الجميع غير مباليا بنظراتهم وابتسامتهم فوق شفتيهم أما نادين فتلفتت حولها بخجل شديد ووقفت معه لكن فاطمة قبضت على ذراع ابن اختها واوقفته هامسة في حزم 
واخدها ورايح فين ! 
ضيق عيناه وهتف بجدية 
في إيه يافطوم دي مراتي هاخدها ونقعد مع بعض شوية لوحدنا 
مالت فاطمة عليه أكثر وهدرت بتحذير وحزم 
طيب بس متاخدش على كدا نادين دلوقتي زي بنتي ومش
عشان خالها مش موجود ولسا مرجعش تفتكر إني هسيبلكم الدنيا سبهللة كدا 
ضحك حاتم ورد خالته وهمس بدهشة 
ايه ياخالتو انا ابن اختك حتى قلبتي عليا كدا ليه هو أنا هعمل فيها إيه ماهي دايما كانت معايا 
ردت فاطمة بخبث 
كانت معاك بس مكنتش مراتك لكن دلوقتي الوضع اختلف وصلت ولا لا
فرك عينيه بعدم حيلة ورد عليها ضاحكا 
وصلت ياباشا حاضر يافطوم متقلقيش ممكن تسبينا بقى نقعد شوية مع بعض 
أفسحت لهم المجال للعبور فتحرك حاتم وسارت نادين معه وهو لا يزال ممسكا بيدها حتى وصلوا لغرفة مكتبه الخاصة دخلت هي
أولا بعدما أشار لها وثم لحقها هو واغلق الباب الټفت لها فوجدها تتطلعه بابتسامة عريضة ووجنتين يطغى عليهم اللون الاحمر من فرط خجلها ليبتسم بتلقائية ويتقدم منها ثم يلف ذراعه
بحبك ! 
رفعت نظرها له أخيرا تحدجه بذهول مما تفوه به للتو كم كانت تنتظر ذلك الاعتراف منه بشوق ولهفة وأخيرا حصلت عليه تشعر بقلبها يتراقص فرحا يدق في صدرها پعنف وكأنه سيقفز من مسكنه كدليل على اضطرابه وسعادته
وأنا كمان !
اتسعت ابتسامته فوق شفتيه بسعادة ثم أبعدها عنه برفق وتمتم بترقب لسماع كلمة بعينها 
وإنتي كمان إيه ! 
من فرط سعادتها تناست خجلها تماما وهتفت بتلقائية في مشاعر صادقة وحب يغمرها كلها 
بعشقك !
رأت عيناه تلمع بوميض مختلف والسرور يظهر فوق معالمه وابتسامته تشق طريقها بقوة فوق ثغره ثم وجدته يميل نحوها بتريث ونظراته ثبتت فوق الهدف بالضبط وبعدها انغمسوا معا في لحظات قصيرة يوثقوا فيها أولى لحظات عشقهم وأولى دقائقهم وهما زوجين ! 
داخل غرفة آدم بقصر الشافعي 
كان ممدا فوق الفراش ويمسك بهاتفه يرفعه لمستوى نظره يحدق بشاشته وبالرقم الذي يتصدر قائمة الاتصالات منذ دقائق طويلة ! يستشير عقله بتردد هل يتصل بها أم لا جزء من عقله يجيب بالرفض والجزء الآخر بالإيجاب بينما قلبه فكان له رأى آخر ! يحسه بمشاعر
غامضة على الاتصال بها حتى يطمئن ويسمع صوتها لا يدري ماذا يحدث له لكن ذلك العقل السخيف لا يتوقف عن التفكير بها هل يعقل حاډثة جدتها ووجوده الدائم معها خلق نبضا مختلفا بينهم وفي علاقتهم !! 
رفع نظره لساعة الحائط وحين وجد الوقت متأخر فجزء عقله الذي يرفض وجد فرصته حتى يردعه عن الاتصال بها وهو استسلم له بالفعل في باديء الأمر مقنعا نفسه المتوقة لسماع صوتها بأنه بالصباح سيتصل ! ترك الهاتف على المنضدة المجاورة للفراش ووضع رأسه فوق الوسادة ينوى الخلود للنوم لكن هيهات من ذلك العقل الذي حتى في تمنعه لا يتوقف عن التفكير ! 
استقام جالسا في الفراش ومد يده يلتقط الهاتف وبداخله يهتف تبا للوقت !! اجرى اتصال بها ووضع الهاتف فوق أذنه يستمع للرنين وينتظر ردها 
على
الجانب الآخر كانت مهرة تجلس بالصالة أمام التلفاز تشاهد إعادة مسلسلها المفضل وإذا بصوت رنين هاتفها يصدح بقوة ظنت المتصل في البداية سهيلة لكن حين التقطت الهاتف وحدقت باسم المتصل الذي يملأ الشاشة شهقت بدهشة ! 
بقت تحدق بالهاتف وهو يهتز بين يديها بفعل الرنين وعيناها ثابتة على اسمه بذهول وعدم استيعاب أنه يتصل بها بهذا الوقت ! ضحكت ببلاهة وقالت بعبث 
هو أكيد أنا عملت مصېبة من غير ما أخد بالي في الشغل وهو بيتصل عشان يهزقني أنا عارفة هو بيستمتع لما يهزقني ارد ولا مردش مش هرد لا أرد لا مردش خلاص هرد ولا بلاش ارد يووووه
ضغطت على الشاشة دون قصد و اغلقت الاتصال فصاحت پصدمة وخنق 
احييه قفلت في وشه بقرة أنا بقرة والله
لحظات قصيرة وعاد يصدح صوت الرنين من جديد فابتسمت بتلقائية وأجابت فورا تهتف في عفوية 
معلش كنسلت عليك بالغلط 
سمعت صوته الساحر وهو يجبها بلطف 
ولا يهمك إنتي عاملة إيه 
رفعت أناملها لشعرها تعبث به بارتباك وترد في حيرة 
أنا كويسة الحمدلله هو في إيه حاجة حصلت 
ابتسم على الجانب الآخر من خلف الهاتف وهدر في ثبات وهدوء جميل 
لا مفيش حبيت اتصل بيكي واطمن على جدتك أخبارها إيه دلوقتي 
مهرة بثغر مبتسم 
اه جدتي الحمدلله بقت زي الفل
وكويسة 
آدم
تم نسخ الرابط