شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
كدا.. انتي بتتحججي يا شوق
_بصراحة اه
_حد قالك انك رخمة
_انت اهو قلتلي
_شوق محدش هيودي يوسف عند ميار غيري
_انا قلت فداء على فكرة مجبتش سيرة ميار
_شوق متبقيش رخمة
ضحكت شوق
_خلاص ماشي استعد يلا لحد ما اطلع امهد ليوسف وانت يا عساف كلم خالد وقوله
عساف_تمام هكلمه حالا
__ بالخارج خرجت شوق لتتحدث مع يوسف
_ميار دي البنت القمر اللي سلمت عليا عند تيتا
_اه هيا
_ماشي موافق
ليمسكه منهد من ملابسه
_ولا ملكش دعوة بالقمر بتاعي انت فاهم.
ضحك يوسف وقال لإغاظته
ضيق مهند أعينه بضيق
_هزعلك ياض احذرني
_مش هتقدر تعملي حاجة لان شوق في صفي
_بقى كدا طب قدامي يا خويا
يوسف_مع السلامة يا شوق
قبلته شوق
_في أمان الله يا نن عين شوق
_اوعي تتأخري عليا
_من النجمة هتلاقيني عندك
في تلك الأثناء جاء اتصال لشوق من حلنار
_دي جدتك يا يوسف.. ايه قاسم جاي على هنا.. حاضر حاضر
_يلا يا مهند خدوا بسرعة اللي كنت عاملة حسابه حصل
__
ما ان انطلق مهند بيوسف مغادرا حتى طرق قاسم باب الشقة بعد دقائق معدودة
_شوق افتحي انا متأكد ان يوسف هنا .. هاتيه بدل ما اعمل شوشرة وابلغ البوليس
هنا فتح عساف وقال بضيق
_في ايه يا قاسم باشا معقول في واحد محترم يخبط على بيوت الناس بالشكل دا
لتهتف شوق
_ ايه يا قاسم بيه جاي تعلق أخطاءك على شماعة غيرك.. ابنك انت اللي ضيعته جاي دلوك تتهمني اني اللي أخدته!!
_مش هكرر كلامي فين ابني يا شوق
_اتفضل دور عليه بنفسك.. ومش بس هنا دور ف الشقة التانية كمان..
اشار له عساف
_اتفضل دور براحتك
تردد قاسم في أن يفعل وبقي مكانه
_هتندمي لو كنتي عارفة مكانه ومخبية
لترد شوق لتحبك الدور
_اني لولا الوقت اتأخر واخواتي طلبوا اني ارجع لكنت فضلت ادور لانصاص الليالي على يوسف.. لكني رجعت وكان عندي أمل ان ابوه هو اللي يتولى مهمة البحث عنه .. ابوه ها .. ابوه اللي بحق وحقيقي يا قاسم بيه مش اسم مكتوب على شهادة الميلاد
طالعها قاسم بغيظ وانصرف
_اللي عملتيه دا غلط يا شوق مصيره هيعرف مكان ابنه ووقتها له الحق ف انه يتصرف زي ما هو عايز فاكرة خالد
_المرة دي مليش يد والله يا عساف ومفكرتش أبدا بالاسلوب ديه .. لكن جلنار جدته هي اللي عايزة اكده يمكن ابوه لما ابنه يضيع منه يتقرص عايزة تعرف غلاوة يوسف عند قاسم علشان لو مكانش مهتم مش هترجعه ليه تاني ومعاها حق يوسف يعيش بعيد عن ابوه وعنده في قلبه شوية حب ليه أفضل من انه يعيش مع ابوه وينفد رصيده من الحب نهائي.
__
لأول مرة يشعر قاسم بهذا الشعور العجز سيطر عليه تماما فلا أثر لابنه في اي مكان
_هيكون راح
فين الولد دا بس.. انا هتجنن ومصر ان الزفتة اللي اسمها شوق دي السبب اللي ورا اللي حصل... اه دكتور رائد.. معقول ازاي نسيته
__
في صباح اليوم التالي
استيقظ من نومه على اشعة الشمس بداخل السيارة
_النور طلع!! انا نمت مكاني من غير ما احس... ماهو انا مش هرجع الفيلا من غير يوسف ابني.. مش هتحمل اشوف نظرات اللوم في وش امي كلمت رائد واقسم انه ميعرفش عنه حاجة..طب وبعدين معقولة يا قاسم انت ضيعت ابنك منك
طب ما يضيع مش دا يوسف اللي مكنتش مهتم بيه
ايوة مش مهتم بيه بس مش معنى كدا اني مبحبوش دا ابني وحتة مني.. منها لله امه اللي كانت السبب لما ببص ف وشه بفتكرها وبتعيدني لذكريات مش حاببها وغلطة هفضل طول عمري هحاسب نفسي عليها
علشان كدا مش بعطي للولد وش وبتهرب منه.. بس هو ذنبه ايه ..لا هو اختار يجي الدنيا دي ولا اختار امه وابوه ... هل فعلا ظلمته بتصرفي دا معاه.. هل فعلا انا مستاهلش اكون ليه أب!!
__
صار بسيارته حانقا يضرب دركسيون السيارة بحنق وڠضب شديد
_هي مفكرة نفسها ايه.. ان مفيش زيها.. وأديها أهي دخلت مشروع فاشل معروف نتيجته من الاول.. لا أنا مش هسكتلها لحد ما تفلسني انا هروح أحول كل فلوسها باسمي أنا.. وهعمل معاها زي ما عملت مع الولاد علشان بعد كدا متقدرش تصرف قرش واحد من غير ما ترجعلي أنا...
قال ذلك وساق سيارته عازما على أن يفعلها ولا يجعل أحد له سلطة فوق سلطته... وفي لحظة غافلة منه اثر شدة غضبه وسرعته
اصطدمت سيارته بشاحنة نقل كبيرة للبضائع
_لااااا
__
استيقظت من نومها باكرا وعزمت على أن تذهب ليوسف فور أن يغادر خالد إلى شركته
وفي تمام الساعة العاشرة جاءها اتصال...
__
ترتب الطابق الأرضى من الفيلا جيدا لتلك المفآجئة الكبرى التي أعدتها فداء بصحبة ميار ويوسف والجميع لادخال السرور على صاحبة القلب الكبير شوق
لتقول فداء
_كدا كل شىء جاهز.. ميار كلمتي شوق تيجي
_اه كلمتها
_ايه دا يا خبر انا نسيت توبا تماما
_طب والحل يا فداء .. توبا ..شوق بتحبها جدا
ليهتف عساف فالفرصة اتته سانحة
_انا هروح اجيبها حالا
فداء
_ياريت يا عساف النهاردة ريست معندهاش جامعة هتلاقيها ف البيت عارفه!
_عارفه متقلقيش هجيبها وهرجع
وانطلق عساف بحماسة كبيرة
__
انهت شوق الاتصال وتوجهت لارتداء ملابسها
_غريبة ميار بتستعجلني ليه معقولة يوسف زعلان وعايزني.. لا انا هروحله حالا
__
وصلت السيدة جلنار فرحبت بها فداء
_اهلا وسهلا يا هانم نورتينا والله
_اهلا بيكم انا جيت علشان مكانش ينفع مجيش دي شوق ومهما عملت مش هقدر اوفيها حقها في اللي عملته وبتعمله ليوسف ومن غير مقابل في حين ان باباه معملش ولا حاجة وهو أبوه.
__
ركبت توبا السيارة مع عساف
_معلش يا انسة توبا جبتك على ملا وشك وصحيتك من النوم
_لا ولا يهم حضرتك دي أبلة شوق وكنت هزعل على فكرة لو كنتوا نسيتوني
طالع أعينها باهتمام وقال
_ننساكي ازاي وانتي بقيتي تيجلنا في الاحلام
_افندم
تنحنح عساف وقال بجدية
_احم.. توبا من غير لف ولا دوران أنا عايز اتجوزك
تسمرت توبا مكانها و دت لو انشقت الارض وابتلعتها لتختفي من ذلك الموقف المحرج بالنسبة لها
ساد الصمت طوال الطريق فلقد أحس عساف بحرجها
وعندما وصلا قال
_هسيبك تفكري وهعرف رأيك من شوق.. بس هكون سعيد لو وافقتي بيا.. اه نسيت اقولك.. علشان متأكد ان السؤال دا اول ما تبادر في ذهنك.. اه حبيتك بهيئتك كدا.. متسأليش ازاي وامتا.. بس قدرتي ټخطفي قلبي
قالها وانطلق يسبقها.. ليتركها تقف ووجنتاها تطلق لهيبا حارقا من فرط الخجل والسعادة
وصلت شوق لتجد توبا تقف وحدها بالخارج
_ايه ديه بطيختي اهنه كمان يا مرحبا يا مرحبا ... ايه يا بت مالك ضړبتي على طماطماية اكده ليه من كتر الحمار اللي في وشك .. تعالي ندخل يلا... يوسف منتظرني
سارت معها توبا على حرج وهي تتمنى ألا تتلاقى أعينها بعساف حتى لا تفضحانها وترسل له الموافقة هكذا سريعا
__
دلفت شوق لتجد الأنوار كلها منطفئة والمكان مظلم
_ايه ديه هي الكهربا قاطعة اهنه بس احنا بالنهار يعني اومال المكان ضلمة ليه...
__
_متأكد ان شوق تعرف طريق يوسف يبقى اعرف هي فين واروحلها هناك......
شوق
بارت٥٣
أسماء عبد الهادي
عودا حميدا موفقا يارب
بسم الله نبدأ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
___
عمدوا جميعا على أن يكون المكان مظلما بالكامل عندما تخط قدمها للداخل
_واه هو فيه ايه.. ايه اللي بيجرى اهنه
ولم يستمر اندهاشها للحظات حتى اشعلوا الأنوار مرة أخرى وأضاءوا المكان
_مفآجئة
لتنظر شوق امامها فتجد المكان ملىء بالبلالين والورود والأنوار وتلك الطاولة الكبيرة التي عليها مأدبة كبيرة بها ما لذ وطاب ولجوارها طاولة كبيرة تحوى كعكة كبيرة عليها صورة لها.
تلقائيا ابتسمت رغم استغرابها بصنيعهم
_ايه ديه يا ولاد
اقتربت منها فداء وميار معناقين اياها
_ايه رأيك يا شوق ده كله معمول ليكي انتي
وقفت شوق مشدوهة
_علشاني أني كل ديه يا حبايب قلبي... لاه وكلكم متجمعين كأنكم مخططين بقا للموضوع ديه
ليأتي يوسف ويمشي ببطىء يحمل في يده هدية مغلفة
_ودي هديتي ليكي يا شوق
اخذتها منه مقبلة إياه
_وربنا انت أحلى هدية ربنا بعتها ليا يا قلب شوق
رفعت بصرها اليهم وإلى وجوههم الباسمة
_بس كل ديه يا حبايب بمناسبة ايه
اقترب منها أمير وأيات
_بمناسبة اننا بنحبك
لتعانقهم سويا
_ايوة أني عارفة ومتأكدة من اكده وربنا ما عندي شك في حبكم ليا ربنا يدومكم كلكم في حياتي نعمة
ليقول عساف
_ الرسول صلى الله وسلم قال تهادوا تحابوا .. صح!!.. علشان كدا ممكن تقبلي الهدية دي مننا
أمسكت هديتهم وطالعتهم بكل حب
_عليه الصلاة والسلام .. يشهد الله يا حبايبي إني بحبكم كلكم بلا استثناء
أحاط مهند عنقا وقال بمرح
_لا استوب عندك.. حبيني أنا اكتر منهم كلكم
قهقت شوق ضاحكة
_وربنا كبرت يا مهاند ولسه شايفاك بعقل طفل يا ولا
_ايوة بعقل طفل ومتعلق بحب أخته عندك مانع
_لاه يا قلبي ده يشىء يسعدني ربنا يباركلي فيكم
تقدمت منها السيدة جلنار وأمسكت بيدها علبة من قطيفة تحوي مجوهرات باهظة الثمن وقالت
_اتفضلي يا شوق دي هدية مني ليكي.. اللي عملتيه مع يوسف كنوز الدنيا كلها متوفيكيش معروفك معاه أبدا
_لاه كيف تسميه معروف وربنا يوسف ديه اخوي الرابع يعني معيزاشي مقابل علشان كنت بساعد اخوي.. وأني قلتلك ديه من أول ما اتقابلنا
_عارفة بس أنا حابة اشكرك على كل حاجة جميلة عملتيها ليه.. ممكن تقبلي الهدية دي مني
_وربنا هديتك على راسي يا جلنار هانم بس أني مهقدرش أقبلها.
_ليه بقا انتي قبلتي الهدية من الكل
_لو قبلتها ما خرجت السمكة
طالعتها جلنار باستغراب وكذلك الجميع
لتقول شوق موضحة
_خليني أحكيلكم قصة... كان فيه زمان صياد فقير .. كل يوم ينزل يصطاد ويرجع من غير ما يصطاد سمكة واحدة حتى يأكل بيها عياله ومراته.. فراح لشيخ حكيم يشكيله.. نصحة الحكيم انه قبل ما يرمي الشبكة يتوكل على الزراق ويقول
_حسبنا الله ونعم الوكيل
ويصبر وان شاء الله رزقه هيجيله
وبالفعل عمل الصياد بوصية الحكيم ورمى الشبكة وهو بيقول حسبنا الله ونعم الوكيل
وانتظر شوية لحد ما بالفعل السمكة دخلت في شبكة الصياد.. فرح بيها لانها كانت سمكة كبيرة وهتجيبله الفلوس اللي تكفي يومه هو وعياله... راح باعها وبتمنها اشترى أكل وراح
بنصه للحكيم يشكره على مساعدته
رفض الحكيم يأخد منه أي حاجة وقال
_لو اخذتها ما خرجت السمكة.. حلال عليك ما جنيت هي لك ولاولادك
الشاهد على الكلام إن اللي يعمل الخير او المعروف مبنتتظرش الجزاء مهما كان.. لانه كان بيبغي بيه وجه الله.. ولو كان داي نيته ف البداية انه ينتظر الجزاء ما خرجت السمكة للشبكة بأمر الله
أدمعت أعين جلنار وقالت
_ربنا يزيدك من فضله يا شوق... بس أنا مصرة تأخدي الهدية مني.. أنا حبيتك فعلا زي بنتي
متابعة القراءة