شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
وهو شارد في حديثهم
لتهتف جلنار
_يا نهار أبيض يوسف فين نسيتيني يا شوق
ليقول يوسف بجمود
_انا وراكي أهو يا تيتة
ابتسمت له جلنار
_ماشي يا حبيبي
لتهتف شوق بمزاح
_محتاج مساعدة يا يوسف زي جدتك ولو اني أني الظاهر انا اللي محتاجة حد يشيلني اوبح يدخلني جوة... ايه كل الحديقة دي احنا داخلين على مغارة على بابا ولا ايه... الحديقة كبيرة اوي انتوا مش بتوهوا هنا !!
_ مش للدرجة دي يعني
_لا شكلك حافظ كل شبر في الحديقة دي يا يوسف اسمحلي يعني ابقا استعين بيك كمرشد ليا في التجول في الحديقة أخاف اتوه وانا مش متعودة على كدا.
اجاب يوسف بخفوت
_ممكن
لتقول شوق باسمة
_طب لو مفيهاش رخامة مني يعني .. ينفع دلوقتي ناخد جولة شكل الحديقة يرد الروح .. بس جولة ع السريع ونريح كل هبابة علشان ركبي متنأحش عليا
_انتي الظاهر عليكي مفشفشة خالص دي تيتا أقوى منك
_يا عم اسكت قال مفشفة قال تعالى انت فرجني كدا ع الحديقة وهتشوف بنفسك اني أسد كدا ف نفسي
_ماشي يلا بينا
_عن اذنك يا جلنار هانم
_اتفضلوا.. بس متتأخروش يا يوسف علشان معاد الغدا
سار يوسف جنبا إلى جنب لجوار شوق وهو يحرك عجلات كرسيه المتحرك
_الا قولي يا يوسف انت ف سنة كام
_اسكتي من فضلك متفكرنيش بالدارسة اللعېنة دي
_ياااه للدرجة دي بتكرهها .. تعرف انت فكرتني بنفسي وانا صغيرة مكنتش بكره حاجة قدها لو حد جابلي بس سيرتها بحس اني عايزة اۏلع فيه
نظرت شوق أمامها لتجد بصر يوسف معلق على شجرة ما
فقالت مشيرة إليها
_ كانت شجرة ايه دي
_حلو اوي طب ليه هيا عاملة كأنها ھتموت كدا
_علشان انا مبقتش مهتم بيها زي الاول الشجرة دي بتاعتي
_طيب مأهملها ليه طالما هي شجرتك
_علشان بحس ان الشجرة دي بتشهني اهملتها زي ما بابا اهملني لحد ما هيجي عليا يوم وھموت زي ما هي هتدبل بمرور الوقت
اقتربت منه شوق وعانقنه بحرارة
ابعدها عنه وقال بجمود
_دي الحقيقة بابا مش بيحبني و عمره ما هيحبني عارفة ليه علشان انا كنت السبب في مۏت ماما ماما ماټت بعد ما ولدتني فأكيد بابا اتأثر بدا علشان كدا هو مش مهتم بيا ومش بيحبني
_ولو قلتلك انت غلطان يا يوسف
_اسكتي انتي متعرفيش حاجة هيجي بابا بعد كم يوم مش عارف امتا بالتحديد وهتشوفي بنفسك ... انا مليت أنا هدخل جوا.
لتلحق به
_استنى بس يا يوسف هتوه أنا بالشكل دا هنا يا يوسف.
استطاعت أخيرا أن تلحق به لتجده يصعد الدرج وحده فالكرسي المتحرك الخاص به مصمم خصيصا لذلك
تابعته شوق بأعينها ومن ثم قالت لجلنار التي تجلس بتعب وتتابع يوسف هي الأخرى
_جلنار هانم أنا حابة أعرف كل حاجة عن يوسف وهل فعلا مامته اټوفت بعد ولاته زي ما بيقول وعلشان كدا شايف الجفا من أبوه
هزت جلنار رأسها تنفي ما قالته شوق
_لا ده مش حقيقي ده الل قاسم بيحاول يوهم بيه يوسف والولد فعلا صدقه.
_طب فهميني كل حاجة من فضلك علشان اقدر اتعامل معاه الولد بيعاني جامد
_هفهمك كل حاجة بس ارتاح من المشاور ده ونتكلم واحنا ع الغدا.
__
كانت راقدة على فراشها تود أن تأخذ غفوة قصيرة بعدما تناولت طعام غداءها لكنها استمعت لطرقات شديدة ع الباب
_ده مين دا اللي بيخبط كدا
اضطرت لأن تقوم لتفتح الباب بنفسها فوالدتها ليست بالمنزل
لتتفاجىء ب....
شوق
بارت٤٠
أسماء_عبد_الهادي
__
جلست معها لتستمع منها حكاية يوسف وما حقيقة مۏت أمه كما يقول
تنهدت جلنار قبل أن تبدأ في قص ما حدث في الماضي على مسامع شوق
_من حوالي عشر سنين تقريبا او اكتر.. قاسم اتجوز زميلته في الجامعة كان جواز تقليدي جدا هو كان عايز يتجوز ويكون اسرة ويستقر وشافها بنت مناسبة ليه نفس كليته واصغر منه بكم سنة بس .. باباها راجل اعمال معروف... مستواهم المادي متقارب .. فحس انهم متكافئين ثقافيا وفكريا واجتماعيا... وعلشان هو طول عمره جد ونقطة العواطف والحب دي مهمشة عنده قرر انه يتجوزها مهتمش حبها ولا لا ولا حتى سأل عنها وعرف سلوكياتها في المواقف العادية مع الناس أو مع أهلها ومع غيرها ازاي مفكرش في دا اعتمد بس على الظاهر اللي شايفه قدامه في الجامعة بنت طموحها عالي بتحب دراستها وبتشتغل مع والدها في شركته أثناء الدراسة كمان أعجب بدا لان قاسم ابوه خلاه نسخة منه شخصية عملية بحتة جدا... اتقدملها وبالفعل باباها وافق وهي كمان وافقت فاتجوزوا بشكل روتيني جدا الله أعلم بقا هل هي كمان كانت بتحبه ولا لا .. .. في الاول حياتهم كانت هادية وطبيعية إلى حد ما لحد ما يوم ورا يوم ابتدت تكتر المشاكل ما بينهم وابتدا كل واحد فيهم يحس انه مختلف عن التاني تماما في الطباع والعادات وكل حاجة ومش هخبي عليكي أنا عمري ما حبيتها أبدا ولا ارتحت ليها لكني احترمت رغبة قاسم ابني ومتدخلتش لانه متعود دايما انه ياخد قراراته بنفسه بدون ما يرجعلنا.. وللسبب ده اتفاجئنا كلنا بأنه انفصل عن مراته في فترة مفيش أقل من ٣ شهور... الموضوع ده دايق نورين جدا وأهلها وهنا ابتدت العداوات بينهم علشان كدا لما عرفت انها حامل حبت ټحرق قلبه على ابنه وحاولت أكتر من مرة تنزل الجنين لكن علشان ربنا كاتب ليه عمر الجنين منزلش واتولد في معاده
لكن وللأسف علشان محاولاتها الكتير في انها تنزله الأدوية اللي أخدتها أثرت عليه بشكل كبير وعمل ليوسف مشاكل كتير .. لكن للأسف هي مأخدتش بالها من دا ولا اهتمت بيها لانها يمكن لو كانت عالجتها بدري كان زمان يوسف بيقدر يقف على رجليه دلوقتي لكنها رمت ابنها لبيبي سيتر تهتم بيه وبس وسابته عند أهلها واتجوزت ... وطبعا كل دا وقاسم ميعرفش انه عنده ابن ولا ان مراته نورين كانت حامل من الأساس لكنه عرف ده عن طريق الصدفة... من خلال واحد صاحبه
ولما عرف راحلها وبهدلها وطبعا أخد الولد منها وحرمها انها تشوفه تاني وفكر انه كدا بيعاقبها لكنها مهتمتش وقالت انها سابته عندها بس علشان ټحرق قلبه عليه مش أكتر لكن الولد ميفرقش معاها.
قاسم أخد الولد وجابه ليا وطبعا لانه معندوش أي مشاعر ليه بسبب كرهه لأمه ولأنه معاش أي لحظات معاه لا في الحمل ولا بعد ما اتولد .. الولد صعب عليا جدا ومش هقولك قلبي اتقطع علشانه ازاي امه وابوه مش مهتمين بيه حبيته من كل قلبي لانه ملوش اي ذنب ده مجرد طفل صغير برىء جدا وميعرفش أي حاجة عن الدنيا ربيته واهتميت بيه ووقتها عرفت ان الولد مش بيعرف يقف على رجليه قلت لقاسم قالي اتصرف وبالفعل بدأت رحلة
العلاج ليوسف طول السنين اللي فاتت دي كلها لكن علشان يوسف كان عنده مشاكل في الدماغ ده أثر على علاج رجله اللي كانت استجابتها بطيئة او تكاد تكون معډومة.. مهتمتش لرجله اوي وركزت الأول على دماغه لحد الحمد لله ما ربنا كرمه ويوسف بقا انسان طبيعي وبيفكر بشكل كويس كأي انسان طبيعي وبعدها بدأت اتجه تاني لعلاج رجليه ورغم ان الدكتور أكدلي إن علاج دماغه هيشكل جزء كبير في علاج اعصاب رجل يوسف الا ان الدكتور ف اخر زيارة ملقاش اي استجابة خالص وفي الحقيقة مبشرناش وعلشان كدا يوسف كان مڼهار ونام من كتر البكا زي ما كنتي شايفاه.
كانت شوق تسمع لحكاية يوسف وتزرف أعينها بفيض من الدمعات آسا على يوسف وما مر به وجفاء والديه له
فقالت بصوت بائس
_لا حول ولا قوة إلا بالله والله أني منيش عارفة أقول إيه هو فيه أم وأب بالجحود ديه لا إله إلا الله يارب وأبوة قاسم ديه قلبه مرقش لابنه طول السنين اللي فاتت دي ولا حتى لما سمع بمرضه ومعاناته
ضمت جلنار شفتيها بأسف
_للأسف لا بقولك قاسم مكانتش مشاعره اللي بتحكمه وتسيطر عليه أبدا كان بيتعامل مع يوسف ببرود شديد.. وقاله ان مامته ماټت لما يوسف بدأ يكبر ويسأل عن أمه زي بقية اللي حواليه عندهم أم ...
حاولت مع قاسم كتير انه يحب ابنه ويعوضه حنان الأم اللي اتحرم منه لكني مقدرتش وبالرغم من كدا عمر ما قاسم حرم ابنه من حاجة كل اللي بيطلبه بيجيبه ليه وكان بيطلب مني أروح لدكتور واتنين وعشرة علشان يوسف يخف لكن بدون ما يتدخل هوا مكانش بيبخل أبدا في علاجه وجابله الكرسي المتحرك الحديث ده علشان يعتمد على نفسه وبقا يجيبله المدرسين في البيت علشان يتعلم ...حتى السباحة جابله مدربين مخصوص ليه هو وبس وفاهمين في حالته
لتهتف شوق بتهكم مما يفعله قاسم
_هيفيد بإيه كل اللي بيجيبه ويعمله وهو عمره ما عطا الواد ريق حلو يفرح قلبه يا حبة عيني يوسف متأكد ان ابوه مش بيحبه ووصل بيه لدرجة انه مفكره بيكرهه ما هو مشافش منه حاجة يا نضري تروى ظمأ قلبه لا بسمة حلوة ولا حضڼ دافىء ولا ايد حانية تطبطب على ضهره وتخفف عنه اللي هو فيه... لا حول ولا قوة إلا بالله.
أغمضت شوق أعينها وحست بالإختناق الشديد فهي ظنت أن معاناتها لا يضاهيها معاناة لتنصدم بمعاناة يوسف والتي تفوقها بمراحل لتدرك أن ما كانت به كان رحمة من الله تستوجب الشكر وأن العالم مليىء بمن هم أكثر ۏجعا ومعاناة أكثر منا فلنصبر ولنحتسب على ما نمر به فالله رحيم بنا وما ابتلانا إلا لأنه يحبنا استصغرت شوق نفسها وجزعها أمام ما مر به يوسف وأدركت أنها ما كان ينبغي لها أن تجزع وتحزن لهذا الحد وكان عليها الصبر أكثر على بلاءها أدركت هنا أن تحاول أن تبقى صامدة ثابتة مهما كانت شدة الريح حولها مهما اقتلعت الريح البيوت او مزقت الأشرعة يجب أن تقاوم التيار وتسير ضده لتنجو وليس هذا فحسب بل ستساعد معها كل من هو في طريقها وبحاجة لذلك لذا أقسمت ألا تترك يوسف ولا كل من تعرفهم الا وهي تحاول أن تأخذهم معا لشط الأمان والاستقرار.
__
نهضت من مكانها وارتدت حجابها وقالت بتأفف
_ما تهدى شوية ياللي ع الباب هو في ايه
فتحت الباب لتجده أحد الجيران وهو يقول بملامح وجه لا تبشر بخير
_الحقي بيقولوا بركات أخوكي عمل حاډثة.. عربية خبطت فيه وولاد الحلال نقلوه للمستشفى.
وقع قلب توبا في قدمها وتسمرت مكانها پصدمة في تلك الأثناء عادت أمها من السوق بالمشتروات وعندما وجدت ذاك الشاب يقف
متابعة القراءة