شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
فيكي مش طالع اوضتي
_واه اطلع يا ابني أني عايزة انام وربنا
_نامي أنا هنام هنا ع الكنبة دي
_وعليك ذنب ضهرك يتقطم اكده
_اه مزاجي كدا
_طيب يا خويا نام الله يهديك
ما ان وضع مهند رأسه حتى غط في النوم فنهضت شوق من مكانها وحملت ملاءة خفيفة ودثرت فيها أخيها ومن ثم طبعت قبلة حانية على رأسه وهي تقول
_ربنا يهديكم ويباركلي فيكم يا حبايب قلبي
في صباح اليوم التالي استيقظت شوق أولا لأنها معتادة على الاستيقاظ باكرا وتوجهت للمطبخ
_ يا صباح السعادة يا عم سيد
ضحكت شوق وقالت
_ايوة التيران اللي اهنه جابوني ڠصب واقتدار يا عم سيد
ابتسم سيد وقال
_الفيلا كانت وحشة من غيرك قدرتي تعلقيهم بيكي يا شوق كنت شايف ده قدام عيني
_الحمد لله يا عم سيد يلا نجهز الفطار علشان عساف عنده شغل بدري وأمير عنديه جامعة أما مهاند فمش عارفة أصحيه ولا لا بس أني بقول نقصر الشړ ونخليه نايم
_هو مين اللي تقصروا الشړ وتخليه نايم
فزعت شوق ونطت من مكانها
_يا حفيظ يارب
انخرط منهد في الضحك فالټفت له شوق وضړبته في كتفه وقالت وهي تنهج بشدة
_يخص عليك يا مهاند وقفتي قلبي يابني
قال مهند بينما يضحك
_ قلبك خفيف اعملك ايه
_ ماشي يا خويا قال قلبك خفيف قال المهم ايه اللي صحاك بدري هتنزل مع عساف الشركة
_ طب استنى الأول كلك لقمة معانا
_ لا بعدين بعدين
_ ماشي وانت طالع احود على عساف وصحيه أمير الأمرا بيصحى لوحديه
هتف مهند بتبرم
_ هتفوقيني كدا
ضړبته شوق بالطاسة في راسه بخفة
_ اللي اقوله يتسمع طوالي
الټفت لها مهند وقال بنظرة توعد
_ قد اللي عملتيه ده دلوقتي يا زفتة
_ لاه طبعا واني اقدر اقف في وجه التور الهايج
ضحك مهند وتابع سيره للخارج وقال
_ بحسب يعني
ضحكت شوق وقالت
_شايف يا عم سيد الكل اهنه بېخاف مني وعاملي الف حساب ازاي
_ ماهو واضح يا شوق واضح
_ هتتمسخر عليا يا عم
سيد ماشي اكمني غلبانة ولانشين قده
ابتسم لها شوق
بعدما انتهت شوق من اعداد الفطور مع العم سيد بدأت برصه على المائدة وفي هذه الأثناء هبط أمير متأنقا في ملابسه
وما ان رأته شوق حتى تركت ما في يدها وتوجهت نحوه بابتسامة واسعة
_ صباح الخير يا حبيبي نمت اكويس الليلة داي
اقترب أمير من شوق وقبل رأسها وقال
_ صباح الخير يا حبيبتي أنا منمتش نوم عميق ومقمتش مرتاح ونشيط زي النهاردة حقيقي يا شوق
_ ياحبيبي ربنا يجعلك قرير العين دايما ومتنهي اللهم آمين يلا اقعد افطر علشان تلحق چامعتك واني هطلع أشوف عساف مصحاش ليه رغم اني قلت لمهند يصحيه بس شكله كبر دماغه الله يهديه
_هو مهند كان صاحي ولا ايه
_ ايوة مرضيشي ينام في اوضته وحكم راسه ينام عندي في الأوضة فنام على الكنباية ومتحملشي فطلع يكمل نومه فوق عنيد ودماغه كيف البلغة القديمة
ضحك أمير وجلس على السفرة وبدأت يتناول طعامه باستمتاع
صعدت شوق إلى غرفة عساف لتجده نائم ومستغرق في نومه
_ وربنا شكل مهاند مصحاهوشي
فقامت بإزاحة الستائر ومن ثم اقتربت من أخيها منادية عليه
_ عساف .. عساف
تأرق عساف في نومه وبدأت يتقلب في فراشه ويضيق عينيه في انزعاج لكنه انقلب على الجانب الآخر وأكمل نومه
لتهتف شوق
_ لاه انت هتنام تاني ولا ايه قوم عنديك شغل يلا بلاش كسل
قال بنعاس
_ هي الساعة كام
_حداشر
هنا فز عساف من نومه فلقد تأخر على العمل كثيرا
_ كااام... ليه كدا يا شوق انا مش قلت صحيني بدري
ضحكت شوق واقتربت منه واضعة يدها على كتفه
_ اهدى يا خوي اهدى الساعة لساتها ٨ونص متخافش
طالعها بانزعاج
_بقى كدا يا شوق
_ معلهش ما انت مش هتصحى غير بإكده يلا قوم اتشطف واستعد وانزل علشان تحصلنا على الفطار في حاجة عايزني اعملهالك اهنه
نهض من مكانه وحمل منشفته عل كتفه وقال
_ لا شكرا يا شوق انزلي افطري انتي وانا هحصلك
_ماشي يا خوي
وفي المساء وعندما عاد عساف وأمير من الخارج بينما ظل مهند نائم ويأبى الاستيقاظ
توجها مباشرة نحو غرفة شوق
_شوووق
خرجت شوق من غرفتها وقالت
_حمدا لله على السلامة يا حبايب
مد عساف يده وناول شوق عدة حقائب ورقية
_ شوق دي ليكي
_ ديه ايه يا عساف
_ افتحيهم
جلست شوق على الاريكة وقالت وهي تنظر بداخلها
_ ماشي چايبلي هدية يعني
فتحتها شوق لتجد فيها مجموعة من الملابس النسائية الراقية والتي تناسب الطبقة التي هم منها وفي نفس الوقت محتشمة كما تفضله شوق
_ ايه ديه يا عساف الحاجات دي كلها
_ كلهم علشانك يا شوق مش معقول بنت غريب بيه تقعد كدا بالجلابية دي
_ مالها الجلابية يا ولا طب دي أني وارثاها عن أمي
ضحك أمير وقال
_ مملهاش يا شوق اهو زيادة الخير خيرين
_ ماشي تقبلت الهدية الحلوة داي تسلملي يا غالي
ليناولها أمير هو الآخر حقيبة أخرى
_ ايه الهنا اللي اني فيه ديه كله هديتين في نفس الوقت
فتحتها شوق لتجد بها مكملا تلك الملابس من أحذية وحقائب وحجاب واكسسوارات
_ لا كدا كتير عليا كلفتم نفسيكم وأني مليش في الحاجات داي يا امير الأمرا ان شالله يخليكم ليا يارب
_ مش كتير عليكي يا شوق لو طايل أجيبلك نعمة من السما هجيبلك ..
_ يا حبايب قلبي الحمد لله يارب فعلا بعد الصبر جبر بفضل الله
_ يلا يا شوق قيسيهم وورينا
_ أقيس ايه
_ الهدوم
_ يالهو بالي أني ألبس دولن الفسااين داي لاه
تحدث عساف
_ ليه لا انا اخترتهم على زوقك كله مقفول وطويل
_ ايوة زوقهم جميل اوي تسلموا والله بس أني عمري ما اتصورت اني ألبس اكده
_ من هنا ورايح ده هيكون لبسك انسي الجلاليب والعبايات السودا دي بقا
_لاه لاه أني مقدرش يا عساف أني اكده اكويسه ولا انتوا مستعرين مني
ليهتف مهند الذي هبط الدرج واقترب منهم وقال بينما بتثآب
_ انتي يا زفتة هتلبسي الهدوم دي ولا اجي أظبطك انا بنفسي
_ لاه عنك هقيسهم وربنا على المفتري
اترزع اهنه لما اروح أجرب بس اوعاك حسك عينك انت وهو حد يضحك عليا ولا يتمسخر
ضحك مهند وقال
_ لا مش هنضحك ادخلي يلا ده احنا هنشوف مواهب دلوقتي
_ اتلم يالا بدل ما أجيلك
_ طب اخلصي لاني جعان
_ يا ضنايا الواد جعان أني بقول نوكله الأول
لينظر لها عساف بحدة
_ شوووق على جوا يالا
لتدلف شوق زهي تبرطم بغيظ
_وربنا ماني عارفة مين الكبير اني ولا هما
جلس ثلاثتهم بتسلية منتظرين خروجها فتأخرت شوق بالداخل
اقترب مهند من باب الغرفة
_ اخلصي كل ده جوا
في حقيقة الأمر تحرجت شوق ان تحرج لهم بهيئتها الجديدة فلم تكن تصدق نفسها أن ترتدي هذا الفستان الأنيق الذي أظهر قوامها الممشوق
_ اصبر يا بني أني معرفاشي هخرج كيف دلوك بمنظري ديه
_ شوق متعصبنيش دي هدوم خروج يا ماما مش حاجة تانية فانجزي بدل ما ادخلك
_ طيب طيب يا باي عليك
فتحت شوق الباب وهي في قمة حرجها
لينبهر اخوتها بما هي عليه فيصفر كل من مهند وأمير
_ ايه الجمال والشياكة دي يا شوق يا جامد
توردت وجنتي شوق وهي تقول بحرج شديد
_ اتمسخر انت وهو اتمسخر
ليهتف عساف بجدية
_مكنتش أعرف أنك جميلة كدا
ليهتف مهند ساخرا
_ هي جميلة بس مهملة في نفسها .. أمير جبت اللي طلبته منه
عبث أمير بالأشياء التي أحضرها وناولها لمهند
_ اهي يا مهند
_ حلو.. سيبوهالي هطلعهالكم واحدة تانية خالص
_يخربيت شيطانك انت ناوي ع ايه
_ ايه هحطلك ميكاب
_ ميكاب في عينك ابعد يلا بعيد عني البتاع ديه مهحطوش على وشي واصل
_ بطلي ملاوعة ودلعي نفسك وعيشي حياتك
_ وربنا شكلكم هتفسدوني لاه أني هرجت ع البلد في اول قطر سلام عليكم
أمسكها مهند وهو يقول
_ تعالي بس هظبطك والله
_ وخر عني يا مهاند قال يعني بتعرف تحط ميكاب كمان
_ هجرب
_ لا ويوم ما تجرب تجرب فيا أني
_ اومال اجرب في مين تعالي بقا اسمعي الكلام
_ شاهد يا عساف على اللي بيحصل دوني عاجبك يعني
هز عساف راسه وجلس واضعا قدما فوق الأخرى باستمتاع
لتهتف شوق
_ وربنا انتوا جايبني هنا تتسلوا بيا وخر محدش جاي يمة وشي
_تعالي يا شوق انا هفتج فيديو واعمل زيه
_ لاه مش هيحصل روح شوفلك موصلحة بعيد عني اني مفضياشي
_رايحة فين
_ رايحة أغير الهدوم داي
_ سيبيها يا بنتي لاني هاخدك وننزل نشتري شوية حاجات بيتي ليكي دلوقتي
في تلك اللحظة دلف غريب الذي يأتي عادة من حيث لا يدرون
_ ايه اللي بيحصل هنا دا ومين دي
ليهتف مهند وهو يقف قبالة ابيه
_ دي شوق اختنا يا بابا اللي كنت مخبيها عننا طول السنين اللي فاتت دي كلها
ليهدر بها غريب بحدة
_انتي ايه اللي رجعك
تاني وازاي تقوليلهم الحقيقة أنا مش حذرتك تعمليها ازاي تتجرأي وتعصي اوامري
صمتت شوق ونظرت لأبيها بنظرات معاتبة لتصرفاته
ليهتف أمير متسائلا
_وايه المشكلة لما نعرف ولا حضرتك يا بابا عايز تخفيها عننا طول العمر
تجاهل غريب قول ابنه وأمسك بذراع شوق وقال
_امشي ارجعي ماكان ما جيتي حالا
أرادت شوق أن تقف أمام أبيها هذه المرة لكنها صمتت لترى ردة فعل أخوتها
لتجدهم يقفون ثلاثتهم أمامها
ويقولون في نفس واحد
_شوق مش هتمشي من هنا وان كنت انت مش عايزها فإحنا عايزينها
_عملتيها يا شوق وعصيتي اولادي عليا غرضك ايه من كل دا ها بتلمحي لإيه
ليهتف عساف
_شوق مجابتش لينا أي سيرة خالص احنا عرفنا بمصادرنا الخاصة ودلوقتي يا غريب بيه ده الوقت اللي نعرف فيه عدائك الواضح لبنتك
لتهتف شوق بينما تقف أمام اخوتها
_ قولهم يا غريب بيه اجابة السؤال الي مكانش بينميمي طول الليل طول عمري بحاول أدور على اجابة ليه ليه انت بتعاملني اكده ليه مهتحبنيش ليه مش معترف بيا من أصله
رد هو بقساوة قلب
_ مش بحبك وخلاص ايه هتخليني أحبك بالعافية
ابتلعت شوق كلماته التي كالعلقم وكأنها تبتلع وهج من ڼار ېحرق جوفها وأحشاءها
_ لاه يا غريب بيه الحب مش بالعافية بس أكيد الكره ديه ليه سبب واتمنى أعرفه علشان أرتاح الله يرضى عنيك ريحني هل كل ديه بسبب اني كنت فاشلة في الدراسة واني اصغيرة لاه مهواش سبب مبلوع لكل العدواة ديني
تحدث عساف بجدية
_ من فضلك يا بابا اتكلم وقول كل اللي انت مخبيه شوق عملت ايه لكل ده دي
متابعة القراءة