شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
متعدلش هو راخر فهيشوف مني أيام سودا
حك العم سيد لحيته وقال باستغراب
_غريبة طيب ليه اول ما جيت كنت شايفك وواقفة زعلانة متحسرة
رفعت شوق يدها وأشارت إلى الطعام الموضوع على السفرة
_متحسرة على ديه يا عم سيد بقا معقول المحمر والمشمر ديه كله يتساب إكده ومحدش يهوب ناحيته مش حرام ديه يا عم سيد.
حرك العم سيد كتفيه ووضع بمنشفة المطبخ فوق كتفه وقال
_انت مش بتجول يا عم سيد انهم مدينك جدول مواعيدهم
_لا ده أمير بيه بس والصبح علشان الكلية غير كدا لا
_ديه ايه المرار الطافح ديه طب والوكل ديه بتعمل فيه ايه اكيد بتسخنه ليهم للصبح
_لا طبعا ازاي هقدم للبهوات أكل بايت
_يا عم سيد ازاي ايه بس قال يعني هيعرفوا
ضړبت شوق كفا بكف وقالت
_الله المستعان يارب يا عم سيد
وجدت العم سيد يتقدم من الطاولة ويحاول أن يعيد الطعام إلى المطبخ لتهتف شوق بتساؤل
_هتعمل بيه إيه الوكل ديه يا عم سيد
_هرميه يا بنتي هعمل ايه يعني
فتحت شوق فمها واتسعت أعينها وهي تقول باستنكار
_هعمل ايه بس يا بنتي ماهما اللي مكالوش أنا إيه ذنبي
_خلاص خد الأكل ليك ولعيالك
_الحمد لله أنا اولادي متجوزين ومخلفين وكل واحد منهم في بلد.
_خلاص وزعه على الغلابة يا عم سيد وما أكترهم في البلد في ناس كاتير مهياش لاقية الزر البايت حتى الأكل دهون هيفرحهم اوي وياسلام وانت بتسمع دعوة فقير اتردت ليه روحه لما تطمنه أن اولاده هيباتوا الليلة شبعانين والله ابتسامتهم كفيلة انك تفضل بقية حياتك سعيد ومبسوط
_تصدقي راحت عن بالي الفكرة دي
_اومال يا عم سيد كنك بترمي كل يوم بشىء وشويات وكل بص يا عم سيد أني هساعدك نرص الأكل دون بشكل جميل وتوزعه انت بمعرفتك أني معرفاشي حد إهنه لسه.
_ماشي يا بنتي وكتر خيرك والله
_الخير خير الله يا عمنا ويا بخت من رضي بقليله وجعل غناه في قلبه
خرج خالد من المطعم وهو يشعر بالتأفف والاستياء من كل شىء مزاجه متعكر للغاية ركب سيارته وفكر في أن يعود لفيلته لكنه عرف ان ذهب في تلك الحالة فسوف يتشاجر مع ميار أخته لا محالة لذا قرر أن يتجول في الإرجاء بسيارته قليلا عله يهدأ
قاد سيارته يسير بها على غير هدى وعقله شاردا في أخته تذكر شيئا ما وفجأة اشتعلت أعينه ڠضبا وخرجت النيران منها وكأنها الحجيم فضړب بيده على المقود وهو يقول
لم يكمل كلامته حتى وجد سيارته تصطدم بسيارة أخرى فخرج من سيارته ليطمأن على حالتها وهو يتوعد للذي فعل هذا بها أشد الوعيد.
__
كانت عائدة من عملها مثل كل يوم فرن هاتفها فرفعته على اذنها بيد بينما تقود باليد الفارغة الأخرى
_ايوة يا بابا هكون فين .. انا في الطريق راجعة من الشغل
_اتأخرتي ليه يا فداء
علمت فداء انه لا يسألها هذا السؤال خوفا عليها وانما فقط لأنه يريد منها مالا فابتسمت بمرارة وقالت
_ متأخرتش يا بابا كنت في مشوار كدا
بعد الشغل حضرتك عايز حاجة مني
_هعوز ايه منك انجزي وتعالي عايز فلوس ومستعجل
_ بابا انا قلت لحضرتك مش معايا فلوس الشهر خلصت يا بابا
_مش عليا يا فداء تكوني قدامي حالا انتي والفلوس
رمشت فداء عدة مرات وقالت
_طب اعمل ايه انا ياما قلت لحضرتك حافظ على الفلوس وبلاش اللي بتعمله ده
_بردو بتنسي نفسك وبتحاسبيني على. اللي بعمله كأنك بتكلمي صاحبك مش ابوكي
هتفت هي باعتذار
_أنا اسفة يا بابا مش قصدي
هتف هو بصرامة
_خمس دقايق وتكوني قدامي
قالها واغلق الخط على الفور فنظرت إلى شاشة هاتفها وهي تقول بزهول
_بابا قفل السكة في وشي كأني مش مهمة عنده ابدا الا علشان فلوس شغلي وبس انا حاسة اني لو بطلت شغل بابا مش هيعبرني حتى ومش بعيد يرميني في الشارع ولا كأنه يعرفني.
قالت كلماتها ووجدت سيارتها تصطدم في شىء ما.
نظرت أمامها لتجد سيارة أخرى ملتصقة بسيارتها وصاحبها يخرج منها ويتجه نحوها بزعابيبه خلفه
فابتلعت ريقها پخوف وسريعا قامت برفع زجاج السيارة خوفا من أن يتعرض لها صاحب السيارة بسوء
يا ترى ايه اللي هيعمله خالد مع فداء
وايه اللي هتعمله شوق كرد فعل او عقاپ على تصرفهم معاها
واخوات شوق لو رجعوا ولقوها ف الفيلا هيعملوا ايه
واوعوا تفكروا ان دي الأحداث الأساسية
كل ده تمهيد يا شباب
والتقيل جاي
شوق
بارت ٥
شوق
اسماء عبد الهادي
اقترب خالد من سيارة فداء وهو يسب ويلعن ذلك الشخص الذي بداخل السيارة التي اصطدمت بسيارته وهو لا يعلم بهويته ويظنه رجلا ولم يتوقع أبدا أنها إمرأة
كان في مزاج سىء بسبب اخته فأراد ان ينفث جام غضبه بالكامل على ذلك الرجل كما في اعتقاده
وصل للسيارة وطرق بحدة على جسم السيارة من الأمام وهو يقول
_انت يا مختلف اطلعلي هنا.
اړتعبت فداء من ذاك الرجل القادم نحوها ويبدو على وجهه الشړ ومن هيئته انه لا ينوى على خير فاستمرت في مكانها ولم تتحرك البته.
ليضيق خالد ذرعا بتصرف الرجل الذي لا يعيره اهتمام ولا ختى ابدى أي اعتذار
لذا توجه تجاة النافذة وطرق عليها بحدة وبينما هو ينظر إذ وجدها امرأة وترتدي حجاب فقال هازئا
_لا وطلعت بنت .. حلو اوي كملت اطلعيلي.
نظرت له پخوف فلاحظت حركة يده وهو يشير لها بالخروج
فحاولت ان تبث نفسها الشجاعة
_اهدى يا فداء مټخافيش اطلعي اعتذريله وامشي... وخلاص كدا
وضعت يدها على مقبض الباب ولكنها سرعان ما قالت لنفسها
_طب وافرض طلع راجل قليل الزوق وسئيل وطلب تعويض هتعملي ايه وانتي اصلا ابوكي منفضك اول بأول بس انا مش اللي غلطانة انا فجأة لقيت عربيته ف وشي
انتبهت هي على صوت نقراته المتتالية على زجاج سيارتها
فزفرت بحنق وخرجت من السيارة غاضبة متناسية خۏفها من أن يكون الرجل الذي أمامها غليظ الطبع وقالت
_ايه با بني آدم انت ... عايز ايه
طالعها خالد بنظرات تكاد تقطلع أعينها بسبب غيظه منها وقال
_ممم لا وكمان مش معترفة بحجم المصېبة اللي عملتيها... ده انتي وقعتك طين معايا
احتدت ملامحها وهتفت خانقة من كلامه
_ما تحترم نفسك يا جدع انت الله... عربيتك خبطت في عربيتي واحنا الاتنين مضرورين انت ايه مشكلتك بقا
_مشكلتي انك السبب في اللي حصل لو كنتي سايقة زي الناس مكانتش عربيتي اتبهدلت
_وليه متكونش انت السبب في اللي حصل وانت اللي بهدلت عربيتي
أجابها حانقا وقال بنفاذ صبر
_ اسمعي بقولك ايه انا على أخرى وساكت ليكي بالعافية ها
اجابته بحدة وقالت بعصبية وهي ترفع سبابتها في وجهه
_اعلى ما في خيلك اركبه وقلة زوق انا مش عايزة انا خرجت اعتذر لك رغم اني مش السبب في اللي حصل قبلت كان بها مقبلتش انت حر عن اذنك.
كادت ان تدلف سيارتها مرة أخرى فأمسك بيدها ليمنعها من ذلك
وقال
_استنى هنا انتي اټجننتي ولا جرا لعقلك حاجة لا وبطولي لسانك عليا كمان
نزت هي ذراعها من قبضة يده بحدة
_اوعى سيب ايدي انسان وقح وقليل الادب كمان ازاي يا بني ادم انت تسمح لنفسك تحط ايدك عليا أنا هبلغ فيك بوليس الأداب علشان يلم الأشكال الژبالة اللي زيك.
انخرط خالد في الضحك من حديثها وقال
_والمفروض ايه اني اخاڤ مثلا اعتبر ده ټهديد ولا قصدك ايه
عندما وجدته بارد الطبع يرمقها بنظرات قاتمة كلها برودة وسماجة
حاولت ان تتحدث بهدوء وهي تحاول ان تكبت ڠضبها فقالت وهي تزفر بضيق
_ممكن اعرف انت عايز ايه دلوقتي علشان امشي
_تصلحي عربيتي وحالا
_نعم ليه فاكرني ميكانيكي مثلا ولا ايهثم اني انا مش اللي غلطانة انت اللي اعترضت طريقي فجأة اعملك ايه.
قال هو هادرا
_مش مشكلتي انك بنت مش مسؤلة وطايشة أنا عايز عربيتي ترجع زي الاول وبأي طريقة
قالت فداء وهي تنحني بجسدها لداخل السيارة
_طيب حاضر ثانية كدا ... لحظة بس هجيب حاجة من العربية
وعلى حين غرة منه دفشته بحقيبتها فهي لا تريد ان تمس رجل غريب عنها
ودخلت سيارتها سريعا وقادتها مبتعدة عنه.
اڼصدم خالد بما فعلته فداء فهي خدعته ورحلت دون أن ينتبه بذلك
لكنه نظر لأرقام سيارتها وحفظها جيدا وهو يقول متوعدا
_وربنا ما هسيبك لعبتي في عداد عمرك معايا مش أنا خالد السباعي اللي واحدة زي دي معرفش أخد منها حق ولا باطل
اما فداء بعدما انطلقت بعيدا وشعرت أنها بمأمن من ذلك الرجل الخنيق تنفست براحة وهدأت من سرعة سيارتها وقالت
_اووف راجل فظيع اعوذ بالله هو فيه كدا.
بعدها قادت السيارة نحو فيلا والدها.
__
في الجيم الخاص بأخو توبا
كانت توبا لا تلقي أي استعداد او قدرة على ممارسة أي تمرين او أن تتدرب على أي آلة من الآلات الموجودة في المكان
حتى انها لم تسلم من كلمات البنات معها في الصالة النسائية
لتقول احداهن
_دي جاية تعمل ايه هنا دي... دي اخرها حلة محشي وهتغطس فيها ومتقبش
ضحكت الفتيات كلهن لتقول الأخرى
_عاملة زي الشوال ملهاش أي اتجاهات لو طلعت على أي جهاز من دول هتفرقعه
فضحكت الفتيات أكثر
كل هذا كان تحت مسامع توبا التي كانت تدعي انها لا تسمع شيئا حتى لا تصاب بالإحراجلكن كان ذلك جليا على ملامح وجهها التي أصبحت باللون الأحمر من الحرج التي اصيبت به اثر كلماتهم فطأطأت رأسها أرضا ولم تستطع أن تنهض من مكانها ولا أن تقوم بأي تدريب لحتى لا تنال نوبة من السخرية مرة أخرى.
لتأتي اليها احدى المدربات وتطلب منها أن تنهض من مكانها وتصعد على آلة المشي
فتقول إحدى الفتيات
_مش هتقدر تقوم من مكانها دي عايزة ونش يشيلها
اغتاظت توبا من حديثهم وضمت قبضتي يدها پغضب وحزن شديد وكادت أن تنهض وترد عليهم.
لتجد أخيها يدلف المكان
فتنهض الفتيات معظمهن نحوه وتطلب منه أن يقوم بتدريبهن
فيفعل على الفور
وبينما هو في مكانه يقوم بتدريب الفتيات على طريقة التدريب الصحيحة
نادى بعلو صوته على المدربة المساعدة له وقال
_ها ايه أخبار شوال البطاطس اللي معاكي ده
لټنفجر الفتيات في الضحك أكثر بينما تصاب توبا بالأسى وتتدلى شفتاها ببؤس فها هو أخيها يحتل المركز الاول في التنمر عليها وأمام الجميع ولا يبالي يرميها بسهامه الغاشمة دون اكتراث لمدى تأثير تلك السهام في نفس أخته كانت تشعر بأن قلبها ېتمزق يتقطع إلى آلاف القطع فأخيها التي من المفترض ان يكون الدرع المنيع
الواقي لتنمرات الجميع هو
متابعة القراءة