شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
تتزوج أحد غيره
فهم واقفا بانزعاج شديد وما ان كاد أن يتكلم
_متحاولش تعترض لان ابوها دماغه جزمة قديمة ومش هيتنازل عن قراره انت تحمد ربنا انه هيجوزها لصابر البلسم اللي يتحط ع الچرح يطيب مش حد تاني
وضع صابر يده على صدره بتواضع
_الله يعزك با أبلة شوق.. ديه كلام واعر عليا أوي
_ديه حقك يا صابر انت ونعم الشباب يا ابني ربنا يحميك لشبابك .. المهم دلوك تعمل اللي قلتلك عليه وتروح لابوك دلوك حالا تقوله الحقيقة اللي أمير حكاهالك وتفهمه ان بنت اخوه مهياش عفشة واني بنفسي هجيبلكم اللي قادت الۏلعة لحد اهنه بس يارب تمكرش تاني
_انتي عارفة هي مين!!
_ايوة عارفاها وعارفة هي عملت أكده ليه يلا منها لله .. المهم سيبكم منها لحد ما نتطمن على ايات الأول.. قوم شهل يا صابر ان شالله تكتب عليها دلوك حالا
أمير بۏجع
_ومستعجلة على خنقي ليه يا شوق
ربتت شوق على كتفه
_ديه علشان موصلحة ايات.. لو كنت بتحبها بجد يا أمير اتمنالها الراحة والسعادة اينما تكون يا خوي
__
أما تلك التي ما كادت أن تفكر في الأمر بجدية حتى يصدمها خالد بأنه لم يعد هناك أمرا من الأساس لتفكر به ... فلقد بقيت مكانها صامتة لا تستطيع النطق من هول المفآجئة هي تعلم أنه يحبها وقالها رغما عنه لٱحساسه بأنها لا تريده.. صحيح أنها لا تكن له الحب وانما تكن له كل مشاعر جميلة وطيبة الا أنها حزنت لقوله وشعرت بنغزة غريبة في قلبها لا تدري ما سببها وعللت أنها بسبب حزنها عليه هو.
_خلصتك من القيد اللي خاڼقك أتمنى تكوني مرتاحة.. اشوف وشك على خير يا فداء... ياريت تفضل علاقتك بأختي زي ما هي .. ميار محتاجاكي ارجوكي ماسيبيهاش
وبعدها ولا إراديا هبطت الدمعات من أعينها دون اصدار أي صوت
__
دقائق قليلة تفصلهما عن آذان المغرب لتهتف شوق بجدية لأخوتها بعد أن غادر صابر لبيته
_الجامع قريب من اهنه روحوا على هناك علشان تصلوا المغرب حاضر واني هروح مشوار مهم اكده وراجعة
قالتها ونظرت لأمير المنفطر قلبه ولا يكاد يستطيع الوقوف على قدمه فاقتربت منه وفتحت له ذراعيها ليرتمي فيهما وهي تقول بحنان
__
توجه الاخوة الثلاثة إلى الجامع حيث أشارت شوق بينما هي توجهت إلى بيت عفاف فهي متأكدة أنها لن تغادر البلدة حتى تتأكد من مخططها قد اوتي ثماره التي خططت له
_عم مصيلحي انت يا راجل يا طيب
فتحت لها زوجته وهي تقول بهدوء
_راح على الجامع يا أبلة شوق تعالي اتفصلي نورتي الدار
_تعيشي يا ام عفاف.. ازيك وازي العيال عاملين ايه
_الحمد لله في نعمة يا بنتي
_وفينها عفاف بنتك بقالي ياما مشفتهاش
_مشغولة يا حبة عيني أخر سنة في الجامعة ووراها امتحانات ومواويل مبتخلصش ربنا يكون في عونها تشوفيها متغيرة ووشها أصفر زي اللمونة .. ولا بتاكل ولا بتشرب
عرفت شوق أن هذا ليس ما في الأمر وانما السبب شىء آخر هي تخشى أن تحظره حتى
لذا قالت
_ليه اكده بس طب ناديهالي اكده يا ام عفاف أطمن عليها
_حاضر يا أبلة.. تعالي اتفضلي جوة
_لاه معلهش أصلي مستعجلة خليها تكلمني برات الدار اهنه
__
دلفت ام عفاف للداخل حيث غرفة ابنتها
_بت يا عفاف تعالي أبلة شوق عايزاكي برا
توترت عفاف لكنها سرعان ما عادت لهدوءها عندما تأكدت ان شوق لا تعرف شيئا بأمرها فقالت بوجه حاد
_قوليلها من فاضية انتي شايفاني يامه بجهز شنطتي علشان اعاود جامعتي الفجرية
_معلهش يا بنتي دقيقة ميجراشي حاجة دي الابلة شوق
_اما بلاش خوتة وۏجع دماغ مشيها أني مش فايقالها
وعندما خرجت أمها وأخبرت شوق بذلك حتى استأذنت شوق في الدخول لغرفة عفاف بنفسها
فاستمعت عفاف التي كانت تجلس متكئة على فراشها
_ايه يا عفاف مش عايزة تقابليني ليه.. خاېفة من اني اواجهك بالحقيقة!! خاېفة أمك تعرف باللي عملتيه في البت الغلبانة آيات وافتراكي عليها ولا خاېفة للسبب التاني اللي المفروض تكوني انتي مكان آيات دلوك في الجلد والعفس.
وقفت عفاف محلها مسرعة وكأنما أصابها ماس كهربائي
بينما هتفت الام
_كلام أيه ديه يا أبلة شوق عفاف عملت ايه في آيات بت عبد الصبور
_كنك مسمعتيش يا خالتي صويت البت الغلبانة آيات وهي بتترجى أبوها يرحمها من تحت إيده!!
_واه امتا ديه حوصل... عمل
فيها أكده ليه دي البت آيات دي نسمة والعيبة متطلعش منيها ولا حتى ليها أي صوت خالص
هتفت شوق وعنيها كالصقر على عفاف
_يبقى كنك لساتك معرفتيش ان بتك هي السبب في اللي حصلها وهتروح دلوك تقول لأبوها أنها كانت غلطانة وغلطت في حق آيات وانها قالت اكده لاي سبب بقا هي مش هتغلب.. لأنها لو معملتش إكده هي عارفة أن المستخبي كله هيبان
فركت عفاف أصابع يدها بتوتر وقالت وهي تزدرد لعابها وحاولت التحلي بالشجاعة فقالت بحدة تتوارى خلفها
_كلام ايه اللي هتقوليه ديه مستخبي ايه... مفيش حاجة مستخبية ... واني مفترتش على أيات أبدا أاا اني أني قلت اللي شفته
ضيقت شوق أعينها وقالت بنبرة ذات معنى
_وليه هي مقالتش طول الفترة داي كلياتها اللي شافته
هتفت عفاف مسرعة
_ايات كدابة.. كل اللي قالته كدب محصلش دي بتفتري عليا واهو ربنا كشفها على حقيقتها وأخدت جزاتها
_كويس انك عارفة ان فيه جزاة وعقۏبة لكل حاجة بنعملها حلوة او وحشة ويا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم يا عفاف .. عامة أني وصلت الرسالة اللي جاية علشانها .. وحق آيات هيرجع ولو بعد حين.. لكن انتي ياريت تعرفي تنامي كويس بعد اللي عملتيه وتأكدي ان ربنا ما بيرضاش بالظلم وزي ما فضحتيها بهتان المستور اللي مخبياه انتي اللي عجلتي بكشفه وكلها ساعات بس وينجلي للكل وساعتها مهينفعش الندم....لان وقتها ربك هيكون عليكي ڠضبان لكن اذا تراجعتي عن اللي عملتيه صدقيني هيديكي فرصة تصلحي كل اخطاءك.. فكري فيها يا بت الناس واعرفي مصلحتك فين واعمليها .. السلام عليكم.
قالتها شوق وغادرت مباشرة لخارج الدار ووقفت جانبا بين بيتين ونزلت دمعاتها قهرا على آيات وما حدث معها
_لا حول ولا قوة الا بالله يارب.. لا حول ولا قوة الا بالله .. اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
في تلك الأثناء اتصلت فداء بشوق فأجابت شوق وهي تمسح دمعاتها
_ايوة يا فداء معلهش أني مش فاضية دلوك بس رديت عليكي علشان متقلقيش عليا
تهتفت فداء دون أي مقدمات ولا حتى هي استمعت لما قالته شوق
_شوق خالد طلقني
تسمرت شوق محلها لبعض ثواني
وهي تقول في نفسها
_واحدة واحدة عليا بلاش الأوجاع تنزل على قلبي مرة واحدة اكده .. هفرفر منيكم..
وبعدها انحلت عقدة لسانها وقالت لتحلي نفسها بالصبر قبل فداء
_لا حول ولا قوة إلا بالله... انتي كمان يا بنتي لا إله الله.. بس أني متأكدة انها ما ضاقت الا فرجت وان الڤرج قريب وقريب جدا كمان فإن السماء ترجى حين تحتجب.
_
في بيت عبد الصبور وبعد صلاة المغرب
أتى صابر ووالده ومأذون البلدة
ورجلان شهود من الجيران ليشهدا على عقد القرآن
كل ذلك وآيات تفترش الفراش تأن من الألم ولا تجرؤ على البوح به .. دمعاتها المقهورة على حالها وما حدث معها ټغرق الوسادة على جانبيها
جلس عبد الصبور وصابر على جانبي المأذون وبدأ المأذون في التسمية لبدأ الزيجة.. بينما أمير يقف عند تلك النافذة ويقبض بيده على حديدته والتي من يرى شدة قبصته يقسم أنها سوف تلين في يده من شدة حرارة قلبه في ذلك التوقيت وهو يرى محبوبته تزوج لغيره... بينما جلست شوق جوار الدار إلى صخرة مسطحة منتظرة أن يتم العقد ويستطيع صابر اخراج ايات ومداوااتها
في تلك الأثناء جاءت عفاف تهرول بزعر وفي أعينها خوف شديد وكأنها ترى أهوال يوم القيامة أمام عينيها
_لاه استنوا ... آيات بريئة آيات معملتش حاجة اني اللي استغليت الفرصة وصورتها .. أني عمري ما شفت أيات بتقف مع شاب ولا بتكلموا من اصله ..لا في الجامعة هناك ولا حتى اهنه.. وقوفها مع الشاب اللي في الصورة كان لبضع ثواني يادوب اخدت فيهم الصورة ومشت علطول ... كل اللي قلته ليك يا عم عبد الصبور ديه افترا.. وأني جاية اعترف دلوك قدامكم كلكم بذنبي علشان خاېفة من عقاپ ربنا لان عقابه هيكون شديد .. ديه عرض بنت شريفة عفيفة.. اقسملك بالله يا عم عبد الصبور بنتك ما عملت حاجة واني الخاطية اللي افتريت عليها من غيرتي وحقدي عليها سامحني
لم يكد يصدق عبد الصبور اذنيه فوقف محله للحظات يفكر هل يشكك في كلامها أم يصدقها
أما حسين فنهض من مكانه ولفح عفاف لطمة قوية على وجهها فهو يعد زوج خالتها
_بقى كل ديه والپهدلة اللي شافتها الغلبانة اللي اتعدمت العافية اللي جوا يطلع بسببك انتي بسبب غيرتك وحقدك عليها.. للدرجة دي اتجردت الرحمة من قلبك
نهضت شوق من مكانها بعد ما استمعت لاعترافات عفاف وتوجهت مسرعة للداخل وتلقفت عفاف بين يديها باشفاق عليها
_خلاص يا عم حسين.. مين فينا مبيغلطشي وعفاف اعترفت بغلطتها وقدام الكل .. روحي يا بتي على داركم وربنا يتقبل توبتك ان شاء الله علشان انتي حاولتي تصلحي الغلط اللي عملتيه
اسرعت عفاف خطاها للخارج وعبارتها النادمة تهطل كالشلال تحسرا على ما فعلته وعلى حالها وما آلت اليه أمورها.
أما أمير فاستغل ذاك الموقف وقال بفرحة
_بم ان الحمد لله ظهرت براءة آيات اللي كلنا كنا متأكدين منها.. فأنا بطلب من حضرتك يا عمي ايد آيات للمرة التانية والمرة دي مفيش مجال للرفض علشان انت مدين ليها بالاعتذار عن ظلمك ليها وتسرعك في الحكم عليها.
وقف حسين ووضع يده على كتف أمير يشد من ازره وكذلك فعل صابر بينما اخوتيه وقفوا جواره هم أيضا ليقول عساف
_المأذون موجود وكل اللي هتطلبه هنفذه بالحرف الواحد واظنك عارف كويس مين هي أبلة شوق وأخواتها
أما شوق فبتبسمت لما يحدث ولم تعد تستطيع الانتظار حتى ترى آيات فتوجهت سريعا
متابعة القراءة