شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

..بس هتدخل وتطلع تلاقيني واقفة على الباب وربنا ما هتعتع من اهنه هنتظرك يا قلبي تطلعلي بالسلامة على أحر من الجمر 
جاء رائد وقال مبتسما كعادته 
_ ايه يا يوسف انت خاېف ولا ايه.. اوعى تخاف وانا معاك .. انت مش واثق فيا ولا ايه 
_ واثق.. طب ايه بقا .. اجمد يا بطل ها 
_ حاضر 
وجد يوسف من تلعب في كرسيه فنظر اليها وجدها طفلة صغيرة في عمر الثالثة فقال بانزعاج
_ مين دي 
هز رائد كتفيه بقلة حيلة فهي جاءت معه رغما عنه 
_ دي بنتي نغم يا يوسف.. كالعادة شبطت فيا ومقدرتش عليها فاضطريت أجيبها 
قالها ونظر تجاة شوق وقال_ معلش بقا يا استاذة شوق هتخليها معاكي لحد ما نطلع 
أمسكت شوق بيدها وقبلت وجنتها وقالت هي تداعب وجنتاها 
_ يا ناس على الطعامة متأكد ان دي بنتك يا دكتور رائد مش حتة من القمر
ضحك رائد ضحكة بسيطة
_ ميغركيش البراءة اللي ظاهرة عليها دي تدوخ بلد .. هتتعبك معلش بس الممرضات اللي متعود اسيبها معاهم هيكونوا في العمليات معايا
ابتسمت شوق وقالت بمرح
_اطمن يا دكتور ركز انت بس مع يوسف ربنا معاكم.. وسيبلي انا الكتكوتة داي هنتصرف مع بعض
اما يوسف فكان ينظر لنغم بغيرة شديدة وظل يبعد يدها التي تضعها على كرسيه
شوق
بارت ٤٧
أسماء عبد الهادي
لوحت الصغيرة نغم لأبيها تودعه
_ مع السلامة بابا متتأخرش على نغم 
سحب رائد كرسي يوسف متوجهها لغرفة العمليات
_

حاضر مش هتأخر. مش عايزك تتعبي طنط شوق معاكي .. وادعي ليوسف لحد ما نخرج اتفقنا
_ اتفقنا يا بابا مع السلامة
تابع رائد سيره فاستوقفتهم السيدة جلنار بدمعات على محياها لا تتوقف
_ استنى يا دكتور
وأمسكت بوجه يوسف بين يديها وقالت بقلب أم خائڤ عل صغيرها 
_ربنا معاك يا حبيب جدتك تطلعلي بالسلامة.. متخافش ها
لتقترب شوق وهي تقول باسمة 
_ لا يوسف مش هيخاف انا واثقه فيه وانه قدها كمان ومهما كان احنا بنحبه في كل حالاته 
ابتسم لهم يوسف وتوجه مع رائد لغرفة العمليات
وبعد حوالي اكثر من نصف ساعة خرج رائد ليطمئنهم على يوسف الذي ما زال نائما ولن يفيق قبل ساعة
لتهتف جلنار بقلق
_ طمني يا دكتور على يوسف
_ اطمني يا جلنار هانم العملية تمت الحمد لله ويوسف كويس وفي اوضة الافاقة ونتمى من الله ان العملية تفيد في حالته بإذن الله دعواتكم 
تنهدت كل من شوق وجلنار براحة 
ليذهب رائد ويبدل ملابسه ومن ثم اقترب من شوق وابنته التي كانت تجلس بهدوء ترسم في نونة صغيرة اعطتها لها شوق
_تعبتك انا عارف.. معلش بقا أعملها ايه دماغها ناشفة اوي ومقدرتش عليها
_سبحان الله يا دكتور ربنا بعت ليا نغم ف الوقت المناسب هي اللي قدرت تخلي الوقت يعدي وتهون عليا قلقي على يوسف شوية... وعلى فكرة مغلبتنيش خالص
_طيب الحمد لله انا كنت خاېف تزعجكك 
_لا ابدا دي عسليات خالص ربنا يخليهالك يا دكتور
بعدها انتظرت شوق الى أن فاق يوسف واطمأنت عليه وهو فرح لأنه وجدها الى جواره عندما أفاق أخذ رائد ابنته ليتابع عمله في متابعة الحالات الاخرى اما شوق فتركت السيدة جلنار مع يوسف وانطلقت لتطمئن عل أخيها مهند 
__ 
وعندما وصلت اليه قالت بكل شوق 
_ حبيب قلب اخته يا ناس عامل ايه
ظل جالسا على وضعه ورمقها بنظرة جانية غير مهتمة 
_ لسه جاية تفتكري ان ليكي اخ تسألي عليه 
فتحت أعينها باستغراب لكنها وقالت وهي ترسم بسمة هلى شفتاها 
_ واه مهاند قلب اخته زعلان مني وهو اني اقدر بردو 
_ شوق امشي اطلعي برا أنا مش عايز اشوفك.
_ واه لاه وكتاب الله ماهو بهزار وطلع بحق وحقيقي ... وانت تعرف عني يا مهاند اني أنساك او اقدر اتخلى عنيك!!
_ قدرتي يا شوق وبقيت أنا آخر اولوياتك ومش في حساباتك من أصله.. سايباني مرمي هنا بقالي كم يوم واخواتك جم وانتي لا 
_ حبيب قلبي حقك على راسي والله يا مهند بس انت عارف ان يوسف مقدرش اسيبه وكمان كان عنده عملية النهاردة وكان لازم اكون جنبه
هتف بحنق 
_ اه روحيله ما هو اللي اخوكي وانا لا
ضحكت وهي تجلس جواره ولم تعرف أن مهند يأخذ بحق الأمر بجدية
_ في ايه يا واد يا مهاند انت غيران من يوسف ولا ايه.. انت متعرفش انك حبيب قلب أختك .. وبعدين يوسف يا حبة عيني ظروفه صعبة مبيقدرش يمشي وأبوه قلبه حجر ولا سائل فيه.. تصور الواد يا قلبي يكون داخل عمليات وهو ولا هو مهتم ولا حتى كلف نفسه يتصل يطمن عليه بعد العملية .. والله يا مهاند بيقطع في قلبي.. لساته طفل صاغير ومحتاج حنان واحتواء وبحاول على قد ما اقدر ميحسش باللي كنت بحس بيه من حرمان بس أعمل ايه حاولت كم مرة مع ابوه يقرب منه بس قلبه مش راضي يلين ...
هتف مهند بتفاذ صبر
_وانا دخلي ايه بكل الحوارات اللي بتقوليها دي.. أنا مفياش دماغ أسمع كل دا.. بقولك ايه امشي انتي صدعتيني
حاولت شوق تحمل أخيها وتفهم حالته الاي يمر بها بعد العلاج الذي يتلقاه
_طب خلاص أني اسفة يا مهاند هتلاقيني عندك يوميا ...لاه ... هكون كل شوية اهنه كمان.. كدا مرضي! 
هنا انهار مهند وبكى كطفل صغير 
_شوق انا تعبان أنا محتاجلك أنا لوحدي 
ضمته شوق بحنان وربتت على كتفه 
_لاه يا قلبي وربنا أنت ما لواحدك كلنا معاك وحواليك.. سلامة قلبك من التعب 
في ذلك الوقت جاء عساف ووضع كفة يده على كتف أخيه 
_أنت قدها يا مهند اتحمل شوية اكتر هانت 
لتقول شوق بجدية 
_تعرف الدكتور قال ايه لما سألته عن حالتك!.. قالي إنك الحمد لله بتستجيب للعلاج بشكل كبير جدا لإن بنية جسمك قوية وممكن تخلص العلاج في أقل من المدة المحددة اتحمل يا مهند أنا متأكدة إنك قوي وهتمر الفترة دي على خير.
ليقول مهند بغيظ 
_لو اتأخرتي عليا تاني.. هولع فيكي
ابتسمت له
_حاضر مش هتأخر سماح النوبة 
_طب اتنيلي اعقدي انتي وحشاني اوي
لتضحك شوق وهي تشير لعساف
_شايف الحب بتاع اخوك يا عساف.. ياااه قد ايه الواد مهاند ديه رقيق وحساس اوي اتنيلي ووحشاني في جملة واحدة
اڼفجر كل من مهند وعساف في الضحط 
بعدها ظلت شوق وعساف معه إلى أن طلب الطبيب منهم المغادرة فودعاه ورحلا 
وفي الطريق
_صعبان عليا أوي مهند دلوك في اضعف حالاته ربنا يعينه 
_معلش فترة وهتعدي 
_ يارب ان شاء الله.. معلش يا عساف وديني عند خالد اطمن على فداء وميار .
رمقها عساف بإشفاق ثم عاود النظر أمامه
_الحمل كبير عليكي اوي يا شوق 
ربنا يكون في عونك ويخفف عنك
_لاه اني مش بسأل ربنا يخفف حملي بسأله يقوي ضهرهي على حمله انت متعرفش ان لولا الحمل ديه مكنوش انتم جاري دلوك.. الحمل ديه هو حياتي اللي عايشاها من غيره هيكون حياتي فاضية ملهاش لازمة... أنتم حملي يا عساف انت واخواتك وفداء وميار وايات وتوبا ويوسف.. ولو طلبت تخفيف الحمل يبقى أني بطلب استغنى عن حد فيكم وأني مقدرش على إكده كلكم بقيتم جزء لا يتجزأ من قلبي وكل واحد بقا ليه معزة خاصة في قلبي 
بسمة واسعة اتسع لها وجه عساف 
_حبيبتي ام قلب كبير
في تلك الأثناء جاء لشوق اتصال من ميار لترد عليه وهي تقول 
_حبيبة قلب شوق بسمتي الرقيقة يا ناس.. عاملة ايه يا ملبن انتي
ابتسمت ميار لكلمات شوق وفرحت بها كطفلة صغيرة تريد أن تسمع المعسول من الكلام 
_شوق أنا وفداء عازمينك على الغدا معانا النهاردة يلا تعالي على فكرة أنا رجعت الفيلا خالد طلب من الدكتور انه يرجعني يا شوق أنا مبسوطة اوي
_ربنا يفرح قلبك يا حبابة .. كويس يا غالية حتى علشان تأخدي بالك من فداء الفترة داي هي محتاجاكي خليكي معاها وهوني عليها 
_اه أنا معاها وفداء كويسة الحمد لله.. خالد بيحاول على قد ما يقدر انه يخرجها من اللي هي فيه 
_طب كويس الحمد لله .. ربنا يخليكم لبعض دايما يارب 
_يلا هتيجي امتا احنا في انتظارك
_اني في الطريق جايالكم يا قلبي 
_هو ده الكلام.. منتظرينك ..سلام 
_سلام يا حبيبتي.
انهت الاتصال ليهتف عساف بجدية 
_وبعد كدا ناوية على ايه 
_ولا حاجة هتصل بآيات اشوفها لو خلصت هخلي أمير يجبهالي عند فداء نقضي اليوم سوا وارجع تاني ليوسف وبعديها نروح بس يارب يوافق نروح .. يوسف بقا متعلق بيا اوي 
_معتقدش حد يحبك وميتعلقش بيكي يا شوق
_للدرجة دي يا ولا..بتحبوني
_بنحبك دي كلمة قليلة يا ماما... كفاية قلبك الأبيض اللي بيسع الكل ومستعد يشيل أكتر كمان.
___
دلفت الغرفة بهدوء شديد تطمئن على ذاك الراقد على الفراش بتعب بعد أن

أجرى عمليته الجراحية في يده فوجدته يفتح أعينه 
فقالت متسائلة باهتمام 
_محتاج حاجة يا بركات اعملهالك
_ناوليني كوباية الماية دي 
_حاضر 
قالتها وحاولت أن تعدل وضع أخيها ليستطيع الشرب بإسناد ظهره بيدها 
ليقول هو بعد أن شرب 
_انتي بتعملي كدا ليه 
_بعمل ايه 
_واففة جنبي من يوم الحاډثة ومسبتنيش وحتى بعد العملية شايفك مهتمة بيا زيادة عن اللزوم 
_ايه مقلقش على أخويا 
_قلق دا ولا شماتة على اللي حصلي 
_وفي حد يشمت في المړض يا بركات ربنا يشفيك ويعافيك وتقوملنا بالسلامة وترجع تمارس حياتك من تاني بشكل طبيعي
_ده في حالة لو كنتي بتحبيني وانا متأكد انك مش طايقاني 
_انت غلطان أنا بحبك جدا يا بركات انت أخويا الوحيد يعني مهما عملت اتحملك لإننا ملناش غير بعض 
_بس انا مكنتش حلو في حقك أبدا علشان تقفي جنبي وتهتمي بيا كدا على الأقل كنتي هتقولي يدوق من اللي عمله فيا 
هزت رأسها بالنفي 
_ابدا والله العظيم عمري ما فكرت في كدا.. أنا بتمنالك الشفا دايما وخاېفة تكون زعلان على راقدتك دي
_عارف وشايف خۏفك ولهفتك عليا في عنيكي وكنت مستغرب دا
تعرفي أول مرة ألاحظ انك جميلة كدا وطبية اوي.. طول عمري ببص على المظهر الخارجي وبس بحكمي مدرب في الجيم فكنت ببص ع الوزن المثالي .. وكنت متجاهل أي حاجة تانية.
ابتسمت له توبا وانشرح قلبه لتغير نظرته فيها وقالت 
_تعرف أبلة شوق كانت دايما تقولي.. لا تحكم على الشجرة من لحائها
_يعني إيه 
_يعني ميهمكشي المظهر تغلل في الأعماق
_حقك عليا يا توبا انا اذيتك كتير بكلامي 
_تعرف ان كلامك ده دلوقتي عندي بالدنيا وما فيها وكفاية عليا والله .. ربنا يشفيك ويخليك ليا يا بركات
ادمعت أعين بركات وقال نادما 
_انا كنت مغتر بنفسي وبصحتي وشايف نفسي مثالي ومفيش غيري وملك زماني لكن لما عملت الحاډثة وشوفت المۏت وايدي اللي ابهدلت وان ممكن مستقبلي يتهد ف لحظة والزم السرير .. وحلم مدرب الجيم دا يبقى سراب عرفت ان اللي بيجري ورا الدنيا وبس ذلته وخلته زي العبد ليها واللي يزهد فيها بقت هي خادمته وتتذلل هي ليه.. الدنيا مش مستاهلة أبدا الجري اللي
تم نسخ الرابط