شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

يلا هترجع المستشفى
_ وانا بتكلم جد مش راجع تاني كدا انا خلصت وشكرا لحد كدا انا بقيت كويس
_ يا واد حرام عليك انت ليه دماغك ناشفة اكدة
وضع قدما فوق الاخرى على نافذة السيارة
_ ده العادي بتاعي 
ليهتف عساف بغيظ
_ نزل رجلك يا زفت هتبهدل العربية 
ليشيح له مهند بيده 
_ يا عم احنا ف ايه ولا في ايه اطلع يلا رجعنا الفيلا
نظر كل من عساف وشوق لبعضهم البعض في توتر 
لتهتف شوق 
_ مهند احنا نسينا نقولك اننا جبنا شقة أكده حلوة على قدنا نقعد فيها 
اعتدل مهند في جلسته
لتنظر شوق لعساف بتوتر
فيقول مهند_ ازاي يعني وشقة ليه ما الفيلا موجودة
وقبل أن تفكر شوق في أن تجد حلا لتلك المشكلة التي هي متأكدة ان مهند لن يكست أبدا ان عرف بالحقيقة 
سمعت مهند يقول
_ انتي مش عايزة ترجعي الفيلا تاني علشان بابا مش كدا
تنهدت شوق براحة لتفكيره ذاك 
_ ايوة صح أكده وعساف اخوك شافلنا شقة 
_تمام مفيش مشكلة معاكي فين ما تروحي 
_ايوة بس الشقة داي أني وأيات اللي بقت خلاص مرت أخوك قاعدين فيها
_والاخوة الاعزاء قاعدين فين في الفيلا
_لاه بينامو في الشركة
_ليه في الشركة هو في ايه يا شوق 
_مفيش يا مهاند كل الحكاية ان اني وايات عايزين نأخد راحتنا في الشقة ومش هينفع انتوا تقعدوا ف مكان

واحد معاها
_شوق انتي بتوهي ليه حاسس ان فيه حاجة مش مظبوطة ..
نظر لعساف وقال بجدية وهو يعتدل في جلسته 
_عساف اتكلم وقولي ليه انت واخوك مش بتباتوا في الفيلا .. ليه الشركة في حاجة مخبينها عني 
زفر عساف بحنق 
_شوق هو كدا كدا كان هيعرف طالما هيخرج من المصحة 
_فيه ايه اتكلم
_بابا اخد الفيلا علشان كدا قعدنا ف شقة ارتحت.. وانا من بكرة هشوفلنا الشقة اللي قصادها لو فاضية هحاول اخدها نقعد فيها احنا الثلاثة
اشتعلت أعين مهند بشرر غير عادي 
_ نعم هو فاكر نفسه ايه ... انا مش هسكت على دا أبدا
أمسكت شوق بيده برجاء وقالت بوجل من أن يزيد الطين بلة 
_ لاه يا مهاند بالله عليك اوعاك تعمل حاجة
نزع مهند يد اخته وقال پغضب 
_ لا مش هسكت .. وهيشوف مني 
امسكته مرة أخرى 
_ مهاند بالله عليك بلاش تعادي ابوك أني مش هرضى باكده أبدا
امسكها مهند من كلتا كلتفيها 
_وانا لازم احط حد لمعاداته ليكي... هيفضل يظلمك كدا لحد امتا
_واني مش مهتمة ولا في دماغي يا مهاند خلاص .. هو حر يعمل اللي يعمل مبقاش فارق معايا المهم انتم معايا بالدنيا كلها أني مش هضربه ع يده علشان يحبني وكمان داي فلوسه وداي فيلته وهو حر فيهم ومن حكم في ماله فما ظلم..بالله عليك اهدى
هدأت معالم الڠضب على وجه مهند قليلا 
لتردف شوق 
_ وكمان يمكن آن الاوان انك انت واخواتك تعتمدوا على نفسيكم من غيره .. تشقوا طريقكم بإيديكم من غير مساعدة حد وواثقة انهم قدها
تنهد مهند بغيظ 
لتكمل شوق _اوعدني يا مهاند انك مش هتعادي ابوك علشان خاطري
ليهتف مهند بقلة حيلة 
_ماشي يا شوق مش هعمل حاجة .. بس الليلة دي مش هبات الا معاكي وايات تتحمل بقا الليلة دي تقفل ع نفسها اوضتها وده اخر كلام عندي
في تلك اللحظة طرق أمير زجاج باب السيارة 
ففتح عساف ليقول أمير
_ايه واقفين ليه 
هتهتف شوق بقلة حيلة 
_سوق على الشقة يا أمير هنبات كلنا فيها مع بعض الليلة .
ليرقص قلب أمير فرحا لأنه سينام في نفس المكان التي ستتواجد به محبوبته 
_الله عليك يا مهند فينك من زمان .. هو دا الكلام 
قالت شوق بغيظ 
_ايوة الكلام جه على هواك يا ولا ها
__
في الشقة
استأذنت آيات ودلفت غرفتها لتنام حتى تنهض باكرا لجامعتها 
بينما بقي الأخوة الاربعة لتقول شوق بجدية 
_بعد ما عساف يلاقي شقة .. اني بفكر نجوز الواد أمير فيها ونفضل أني وعساف ومهاند اهنه بدل الشحططة اللي بتحصل دي ايه رأيكم
ليهتف أمير زهو يصفق بفرحة 
_الله .. الله عليكي يا شوق... عظمة .. على عظمة كلامك يا كبيرة
ليهتف مهند بتبرم 
_مش هيحصل أبدا الواد البأف دا يتجوز قبلي
قال امير بحنق 
_وانت مالك بيا .. بعدين انت حتى لسه مخطبتش انما انا اصلا كدا كدا متجوز
_وربنا ما هيحصل انت فاهم يلا
هنا تكلم عساف بهدوء 
_انت ايه مشكلتك ما تسيبه يتجوز طالما موضوعك مش هيتم دلوقتي ليه تربطه بيك خليه يفرح
قبل أمير رأس أخيه 
_ياااه يا عساف أخويا الكبير العاقل يا ناس
هتف مهند بتبرم 
_طب بالله مش حاجة تغيظ اما الصغير يتجوز واحنا الشحوطة الاكبر منه لسه .. دي عيبة في حقنا يا عم
ضحكت شوق 
_تعرف اني اول مرة سمعت عنيكم قلت عليكم شحوطة فعلا .. واديك اهو اكدت كلامي
رمقها مهند بعيظ
_اسكتي انتي انا ع اخري منك 
زاد ضحك شوق وداعبت ذقنه
_غيرانه يا بيضة وعايزة تتجوزي 
ليرمقها مهند بتوعد 
_انتي عارفة لو مجوزتنيش ميار هعمل فيكي ايه
_يا واد ميار لسه مخلصتش علاجها شرحك بالظبط احنا خرجناها بس علشان تشم نفسها وتكمل علاجها مع اخوها .. اصبر الصبر حلو وكل شىء بأوانه 
زفر مهند بحنق ونهض من مكانه 
_قوليلي اوضتك فين علشان انا تعبت وعايز انام
أشارت له شوق نحو غرفة مجاورة لغرفة آيات فتوجه إليها مهند من فورة فنهضت شوق خلفف وقالت لاخوتها 
_الاوضة التالتة ليكم الليلة .. يادوب تلحقوا تناموا انتم كمان علشان الاشغال اللي وراكم بكرة 
عساف
_تمام تصبحي على خير يا شوق 
__
دلفت خلف أخيها لتجده يتمدد على تلك الأريكة أسفل النافذة فقالت 
_انت بتعمل ايه 
_ايه هنام 
_فين 
_ايه يا شوق مالك 
_قوم من ع البتاعة دي
_ايه هتنيميني على الارض
جلست هي مكانه ع الأريكة وقالت بحنان
_لاه يا قلبي على السرير طبعا انت تعبان علشان اكده اني اللي هنام ع الكنبة النوبادي
هتف بحنق وأمسك بذراعها يسحبها لتنهض من الاريكة 
_لااا انتي بتهرجي بقا .. انا ممكن تلاقي فيا العبر كلها عادي إلا إني راجل ها .. عارفة يعني ايه راجل.. يعني منامش أنا ع السرير واختي تتبهدل ع الكنبة استحالة .. اتفضلي يا استاذة عل سريرك اخلصي
ابتسمت له شوق بحب 
ليهتف هو مدعيا الجدية 
_بنات مبتجيش غير بالشخط والنتر
لټنفجر شوق من الضحك .. وما ان تفتح الخزانة لتحضر غطاءا لأخيها حتى تسمع طرقا ع الباب 
فتتوجه لفتحه لتجد أمير وعساف 
_خير يا ولاد 
أمير بابتسامة بلهاء
_احنا هنام معاكي اشمعنا مهند 
طالعتهم بحنق 
_نعم اشمعنا مهاند ايه !! 
ليقول مهند وهو يتمدد على الاريكة لاغاظتهم 
_احنا هنعيل

هنا يلا انت وهو... هوونا خلينا ننام يلا
ليدخل أمير وعساف للداخل 
امير _مش نايمين غير مع شوق 
لترمق شوق عساف بتعجب 
_حتى انت يا عساف
ليقول عساف بينما يسحب وسادة ويتمدد أرضا 
_خلينا ننام سوا كلنا الليلة يا شوق
من شدة فرحة شوق بإخوتها وصنيعهم وحبهم لها أدمعت أعينها بدمعات الفرحة
_ربنا يخليكم ليا يا حبايب قلبي.
ليهتف أمير
_أنا اللي هنام جنب شوق 
طالعه منهد بتحذير
_انزل جنب اخوك على الارض من سكات والا هضحك عليك البت بتاعك وانت عارفني اعملها.
ليرقد أمير جوار عساف بهدوء وهو يبرطم بضيق
_ياباي عليك 
_سامعك يا زفت اتخمد يلا 
_اديني نمت 
هزت شوق رأسها بيأس من تصرفاتهم الطفولية مع احتفاظها بابتسامة عريضة 
__
في اليوم التالي 
رآها تلعب مع يوسف في غرفته بكل تلقائية والبسمة تخرج من قلبها غير مصطنعة وكأنها عادت للزمن للخلف فعادت صغيرة مرة أخرى 
وقف مشدوها للحظات وتذكر زوجته الراحلة والتي توفت بعد أن انجبت ابنتها الصغرى نغم تذكرها عندما كانت تلاعب ابنتها الكبرى نور وتمرح معها وكأنها طفلة مثلها وأصوات ضحكاتهم تملأ أرجاء البيت
فلتلقائيا أدمعت عيناه بدموع الاشتياق والحنين فشوق تشبهها كثيرا في كل شىء التصرفات والقلب الحاني والبسمة التي توزعها على الجميع دون استثناء وبلا حدود ليقول في نفسه 
_معقول في ليكي شبيه وانا اللي بقول أني مشفتش ولا هشوف زيك انتين.. ربنا يرحمك يا أسما ويجمعني بيكي في الجنة.
رأته شوق يقف على اعتاب الغرفة فنهضت من مكانها وقالت باسمة 
_دكتور رائد.. اتفضل يا دكتور... فينها نغم مجاتش مع حضرتك ليه
حاول رائد التبسم كما هي عادته وقال بمرح
_لا مش كل شوية هتعملنا ازعاج هي وكمان الجلسة دي محتاجة تركيز من يوسف فعدم وجود نغم معانا أفضل
قالها ثم اقترب من يوسف 
_عامل ايه يا بطل بتاخد العلاج 
هز يوسف راسه مبتسما 
_اه يا دكتور بخده علطول في المعاد 
_كويس اوي يا حبيبي.. النهاردة هنعمل شوية جلسات على رجلك فعايزك تمدد كدا على السرير براحة ومتفكرش في اي حاجة الا الجلسة وبس
ثم نظر لشوق 
_معلش يا استاذة شوق هستأذنك بس تعملي أي حاجة مريخة للأعصاب ليوسف 
_عيوني حاضر.. تحب أعمل لحضرتك انت كمان زيه ولا تشرب قهوتك اللي متعود عليها 
نظر ليوسف 
_لا هشرب زي يوسف 
ابتسمت شوق 
_وهو كذلك يبقى اعمل ٣ بقا
___
في فيلا غريب وبينما كان يتناول طعامه مع زوجته وكل منهما في وادي سحيق عن الآخر تماما
حضر مهند وما ان رآه ابوه حتى ابتسم ساخرا ظن انه جاء ليرجوه ليعيد اليهم فيلتهم وأموالهم 
لكنه سمع مهند يقول 
_ ها يا غريب بيه فاضل ايه تاني علشان تعادي بيه بنتك الوحيدة .. لسه ايه معملتوش معاها ها... 
توتر غريب قليلا لكنه سرعان ما عاد لجبروته وحدته 
ليردف مهند 
_ انا مش جاي أعاتبك ولا أزعلك علشان وعدت شوق بدا.. لكن أنا جاي اقولك حاجة واحدة بس.. انك مهما تعمل فإحنا مش هنتخلى عن شوق علشان تكون عارف يعني.. شوق اللي عطتنا اللي انت وماما مقدرتوش تعطوه لينا..ولا عمركم قدرتم عليه.. رغم بساطتها وفقرها وقلة حيلتها الا إن قلبها قدر يعمل أكتر من اللي فلوسكم بتعمله بكتير.. سلام يا ماما ..سلام يا بابا.. 
قالها مهند وغادر سريعا 
ليميز غريب من الغيظ 
بينما ترمقه زوجته بحدة
_ يعني ايه الكلام دا يا غريب 
هدر بها بنفاذ صبر
_ اسكتي بقا كله منك.. كله منك
قالها وصعد لغرفته شاعرا پغضب جم
___
وبعد حوالي شهر على أبطالنا 
تحسنت فيها حالة كل من يوسف وميار كثيرا.. أما ميار فلقد بدأت تمارس حياتها بطبيعية تامة تخرج وتمرح كما تريد ولكن اما بصحبة فداء او خالد أو شوق نظرا لقلة خبرتها
أما يوسف 
واثناء جلسة دكتور رائد 
_يوسف احنا النهاردة التدريب دا مش هنستعمل فيه الكرسي اطلاقا المطلوب منك تعتمد على نفسك من غيره
نظر يوسف لشوق پخوف 
فقال رائد مشجعا
_رجلك في الفترات اللي فاتت بدأت تستجيب للعلاج بشكل كبير جدا علشان كدا انا عندي أمل انك هتقدر تقف قريب باذن الله على رجليك من تاني 
بدأ رائد يحرك قدم يوسف بينما يوسف يتألم 
_ معلش اتحمل اكتر يا يوسف اتحمل يا بطل 
مسدت شوق على شعر يوسف بتشجيع 
_ انت قدها يا يوسف حاول علشان توصل لهدفك 
فما كان الهدف الاسمى الذي يريد الوصول اليه يوسف سوى ان ينال حب واهتمام والده 
_ بابا هيفرح بيا ويحبني لما يشوفني وقفت مش كدا... اا انا انا هتحمل ومستعد اتحمل كل الۏجع كمان
تم نسخ الرابط