شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
ايه ذنب يوسف في اللي قابلته في حياتك
هتف قاسم بحنق وقال وهو يهز أكتافه المهدلة
_مش بحبه أعمله ايه يعني أحبه بالعافية!!!
كانت وقع تلك الكلمات على شوق عصي جدا لم تستطع تحملها أحست بنغزة قوية في قلبها وكأنما يقصدها هي بكلماته هي جربت ذاك الشعور أن يكرههك أبيك وينبذك لم تستطع تحمل أن يسمع يوسف هذا الكلام لن تقدر على رؤيته يتألم كل هذا الألم
لم تستطع الوقوف أمامه فلقد سحب الهواء كله بقسۏة كلماته لذا تحركت من أمامه بأيما ۏجع قلب يشتعل حزنا على يوسف التي
تشاطره همه وتعيش فيه مثله تماما.
وقفت بعيدا عنه واستندت بايديها على الحائط وهي تحاول أخذ نفسها بتنهيدات متلاحقة عسى تعود إلى هدوءها ثانية عسى ان تتخلص من أثر وقع كلماته عليها
_بعد أن عزمت على أن تحاول تعويض يوسف ما يفتقده في والديه.
في تلك الأثناء كان عساف ومهند يصعدان الدرج من أجل مقابلة الطبيب المختص من أجل رحلة علاج مهند
وما إن رأتهم شوق حتى همت لتفر من أمامهم فهي لا تريد أن تظهر أمامهم الآن
رفع عساف رأسه وردد اسمها
ليلحق بها مهند ويمسكها من ذراعها معاتبا اياها پغضب
_تعالي هنا فكرك انك هتقدري تهربي تاني بقا بتعاقبينا ببعادك عننا يا شوق!!
اتسعت أعينها ونظرت إلى حيث يده القابضة ع ذراعها
_بعد يدك يا واد الناس تقول علينا ايه ايه قلة القيمة داي وسط الخلق
هتف بعند
_مش هسيبك الا لما ترجعي معانا يا شوق
_لو حكمت هرجعك ڠصب
ارادت شوق أن تغير مجرى الحديث فهي تعلم أخيها وعناده فنظرت لعساف الذي كان يقف بهدوء وينظر لاخته باشتياق
._ الا قولي يا عساف انتوا اهنه بتعملوا ايه
رد مهند بجدية مع بعض الاسى الذي اختلط بصوته
_انا جاي اتعالج من الادمان يا شوق ومحتاجك معايا دي أهم وأصعب مرحلة في حياتي هتتخلي عني!!
لحظات معدودة حسمت فيها امرها فقالت بنبرة حازمة
_انت مش محتاج ليا يا مهند أظنك كبير وبالغ كفاية انك تعدي ديه لوحدك.. ثم اني عاهدت نفسي اني مش هرجع الا لما تتصلحوا
اثارت كلماتها حنق مهند الذي قال وهو يصيح بها
رقت كلماتها وقالت بصوت كله حنان
_وانت عاجبني بكل حالاتك يا مهاند.. ده انت اخوي يا غالي لازمن تكون عارف ومتأكد من اكده
زفر مهند بحنق
_طب ايه بقا مش عايزة ترجعي ليه!
ليتحدث عساف بجدية
_شوق قولي ايه اللي مخاوفك واحنا جنبك
_مفيش مخاۏف يا حبيبي أنا قوية بيكم ووقت ما احتاج مساعدة مش هلجأ الا ليكم لكن فيه طفل صغير محتاج مساعدتي في الوقت الحالي مقدرش اسيبه
مهند بحنق
_واحنا اخواتك وأولى من الغريب
هتفت شوق ساخرة
_هاتلنا سيرة تانية غير سيرته الله يكرمك
عساف بضجر
_شوق تقدري تساعديه وانتي معانا مش هنمنعك
_مش هينفع لو كان هينفع صدقوني كنت عملت دا لكن يوسف محتاج كل وقتي ليه
ليرد مهند بحنق
_بطلي عبط بقا انتي بتتحججي... انا ماشي وطريقنا انتي عارفاه عايزة ترجعي ارجعي
لحقته بأعينها
_استنى بس يا مهاند
لكن مهند لم يستمع اليها وأكمل صعوده لأعلى
ليهتف عساف
_فكري تاني يا شوق وعيدي ترتيب اولوياتك من تاني.. وانا معاكي في اي قرار هتخديه
زفرت بانزعاج
_فهم اخوك المتسرع ديه.. اني متأكدة انك معاه ومش هتسيبه ولا أني هسيبه هتابعه باستمرار لكن مش هقدر ارجع في الوقت الحالي يا عساف اعذرني
ابتسم لها عساف
_المهم اننا شوفناكي واطمنا عليكي يا شوق... فهميني بقا بتعملي ايه هنا وعايشة فين
_هكلمكم وهحكيلكم كل حاجة.. اطلع انت بس الحق بالاهبل اللي طلع فوق شايط ديه
_تمام هنتظر مكالمة منك الليلة
_ماشي يا حبيبي خد بالك من نفسك انت واخواتك .. انت المسؤل عنهم يا عساف واني متأكدة انك قد المسؤلية
ابتسم لها عساف بانشراح قلب ثم صعد لأخيه
ليأتي إليها قاسم بوجه متجهم
_مين دول وواقفة كل دا معاهم ليه !!
اجابته شوق بوجه عابس
_ديه شىء ميخصكشي
قالتها وابتعدت من أمامه
وقبل أن يفعل قاسم أي ردة فعل
جاءت الممرضة وسمحت لهم بالدخول ثانية
ليهتف رائد باعتذار
_معلش طولت عليكم اتفضلوا اقعدوا
هتف قاسم بانزعاج
_ياريت تنجز يا دكتور علشان أنا مش فاضي
ليهتف الطبيب بعملية شديدة
_انا تقريبا خلصت وفهمت جلنار هانم ويوسف على كل المطلوب .. اما انتي يا استاذة شوق فأنا هحتاج أقعد معاكي في الجلسة الجاية
هتفت شوق بجدية
_تمام يا دكتور أني معاك في أي حاجة تخص يوسف
نظر رائد لقاسم
_ الجلسات هتكون في الفيلا بعد اذن حضرتك يا قاسم بيه
قاسم بلا مبالاة
_تمام اتفق في التفاصيل دي مع جلنار هانم
_تمام اوي .. كدا أحنا خلصنا..
نهض قاسم اولا ثم شوق وجلنار
ليهتف رائد بوجه بشوش
_ نورتونا.
جلنار
_ متشكرين لحضرتك يا دكتور
أصيبت بالزعر من تلك الحركات المباغتة ظنت أنها يتم اختطافها لكن زادت اتساع أعينها أكثر عندما وجدت من يفعل هذا لم يكن سوى ابيها
لذا قالت پصدمة
_أبوي!! .. فيه ايه يا بوي أني عملت ايه لديه!!
ليشدد أبيها على قبضته لشعرها ويدفعها أمامه
_هملي بينا على البلد كفاية فضايح اهنه لحد اكده
ادخلها السيارة التي كانت تنتظرهم عنوة وصعد جوارها وقال للسائق
_اطلع يا بيومي بسرعة انجز
لتهتف آيات پخوف وهي تنكمش في نفسها
_ فف.. فضايح ايه يا بوي.. ااني معملتش حاجة
لطمھا أبيها بظهر يده على فمها بكل حدة حتى خرج الډم من بين اسنانها
_ اقفلي خشمك لأخرسك للابد موطرحك اهنه.. وحسابنا لما نوصل دارنا.
انتفضت مكانها و لا تقوى حتى على الصړاخ... من فجآءة وشدة فعلته وهي لا تدري ما الذي يحدث ولم أبيها يعاملها هكذا لكن كل ما هي متأكدة منه أنه أمر ليس بهين وسوف تنال عقاپا لا هوادة فيه أبدا.
استقلوا السيارة في طريق العودة مرة اخرى بينما قاسم ركب سيارته وانطلق مغادرا إلى عمله دون حتى أن يسأل أمه ماذا قال الطبيب بشأن حالة أبنه
لكن كان هذا السؤال من نصيب شوق التي قالت باهتمام
_ طمنيني يا جلنار هانم الدكتور قالكم ايه
_ لسه متكلمناش في تفاصيل حالة يوسف قال مش دلوقتي نقدر نشخص الحالة
ثم ابتسمت وهي تنظر ليوسف
_ بس دكتور لذيذ اوي يا يوسف مش كدا
ليقول يوسف ببسمة خفيفة يشوفها بعض من التخوف
_ اه لذيذ مش زي الدكاترة التانيين
فهمت شوق ان جلنار لا تريد أن تقول شيئا أمام يوسف
لذا قالت باسمة هي الأخرى
_ يوسف احكيلي الدكتور اتكلم معاك في ايه لما خرجنا
_ مفيش فضل يسألني شوية عن المدرسة والدراسة والأكل اللي بحبه والهواية وكدا ولما قالي مين اكتر حد بتحبه تصوري قلتله مين
كانت شوق تعرف الإجابة ومتأكدة منها لكنها قالت مازحة
_قولتله شوق مش اكده
_لا طبعا قلتله بابا
نظرت شوق لجلنار بشىء من الألم على يوسف لكنها أخفت ذلك سريعا وقالت مدعية الانزعاج
_يخص عليك يعني انا مش بتحبني _لا طبعا بحبك بس بابا اكتر طبعا
شوق في نفسها
_والله ميستاهلش حبك ديه يا يوسف الله يهديه ليك يا ابني ولا حول ولا قوة إلا بالله.
صعد إلى اعلى حيث أخيه فوجده يقف بانزعاج ويضع يده بين ثنايا شعره فوضع يده على كتفه وقال بهدوء_اعذرها يا مهند.. أكيد عندها سبب قوي احنا منعرفوش
ابعد مهند يده بانزعاج
_مش عايز اسمع اسمها دلوقتي.. ادخل شوف دورنا امتا خلينا نخلص.
_طيب اقعد لحد ما ارجعلك
_مش قاعد.. هو انا واقف فوق دماغك يعني ولا كنت عيل صغير خاېف عليه لاحسن يتوه
ابتسم عساف وقال
_قدرت تعلقنا بيها مش كدا
_ولا بقت تهمني خلاص
نظر عساف أمامه وقال بمكر
_شوق انتي رجعتي
لنظر مهند أمامه بلهفة فيضحك
عساف بمشاكسة
_عرفت قد ايه انك متعلق بيها
_ياريتني ما اتهببت .. ما هي كمان هتعمل زيهم
_شوق غيرهم كلهم يا مهند هي بس شايفة ان في غيرك في الوقت ده محتاجها أكتر منك فاعذرها
وصلت شوق إلى الفيلا وصعد يوسف لغرفته ليرتاح بصحبة شوق بالطبع التي تحاول أن تشاركه كل تفصيله لحتى لا تترك المجال لقلبه لأن يشعر بالوحدة.. ساعدته على انتقاء ملابس مريحة ليرتديها يوسف بنفسه كما اعتاد أن يفعل دائما وغادرت الغرفة قليلا إلى أن انتهى وبعدها دثرته في سريره جيدا مع قبلة أم حانية وعندما تأكدت انه غط ف النوم
عادت ادراجها لأسفل حيث تنتظرها جلنار
وقالت وهي تستقر مكانها
_شكلك مرتاحة للدكتور ديه
_جدا يا شوق مقلكيش حسيته فاهم كويس هو بيعمل ايه
_عجبني اسلوبه اللي اتبعه مع يوسف بيلعب على النفسية قبل العلاج بالادوية
_بالظبط بدأ الاول بسؤالي عن كل حاجة خاصة بيوسف مش بس هو تعبان كدا من امتا لا ادق التفاصيل عايز يعرفها وطبيعة علاقة باباه ومامته ببعض وعلاقتهم بيوسف..
_ايوة فهمت بيحاول يعرف اساس المشكلة علشان يبدأ العلاج من عندها
_مستبشرة فيه خير يا شوق جدا
_ان شاء الله خير ابشري
هتفت جلنار بأعين دامعة
_نفسي أشوف يوسف واقف على رجليه من تاني ساعتها هكون مش عايزة أي حاجة من الدنيا تاني
_ان شاء الله مفيش حاجة بعيدة عن ربنا ربنا قادر على تغيير اللي مبينغيرش .. لا تيأسوا من روح الله.
دلفت شوق غرفتها وقررت الاتصال بتوبا لتطمئن على أخيها
_السلام عليكم يا بطيختي الحلوة
ردت توبا بانشراح قلب استشعرته شوق
_وعليكم السلام يا أبلة شوق.. كنت منتظرة اتصالك ولو مكنتيش كلمتيني كنت هكلمك
_يا قلب شوق انتي خير يا قلبي باين من صوتك انه موضوع مفرح
_اوي اوي يا أبلة شوق أنا مبسوطة اوي وفي قمة سعادتي
_الله يسعد قلبك ويحلي أيامك يا جميلة
_اه يا أبلة شوق قالي جميلة بس طالعة منه بطعم تاني اووي
رفعت شوق حاجبها وقالت بضجر
_في ايه يا بت هو مين ديه ومالك بتقوليها بسهتان اكده.
_هحكيلك
وبدأت تقص لها ما حدث ثم قالت
_انا فرحانة اوي لا دا انا هطير من الفرحة
لتهتف شوق بغيظ
_وأني هأجي دلوك وبالبلغة وعلى نافوخك قال فرحانة قال
رمشت توبا عدة مرات بعدم فهم
_ايه في ايه
_فرحانك بوكستك ياختي ديه بيعاكسك يا مصېبة... بس بأدب
_ لا يا ابلة شوق مش كدا على فكرة
_ايوة وبعدين .. تحبي أجيبه كمان علشان يغنيلك على الكمانجة
_في ايه بس يا أبلة
_في انك عايزة اللي يفوقك
_مش فاهمة انتي اتضايقتي مني ليه
_كنك منتظرة كلمة زي دي من واحد غريب علشان تفرحي وينشرح قلبك اكده!!
_لا يا أبلة مش الفكرة.. بس هو قد ايه كان لطيف اوي وجنتل كدا ف نفسه
_لاه فعلا انتي تحمدي ربك انك مش قدامي دلوك .. كلام ايه المايص
متابعة القراءة