شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
سامعاك اتفضل علشان أني متأخرة
_في الحقيقة انا جاي لحضرتك وطالب منك تسمعيني للآخر .. انا جاي من طرف شاكر بيه
امتعض وجه شوق
ليقول الرجل
_صدقيني شاكر ميعرفش حاجة عن مجيئي ليكي ... انا اللي لما شوفت حالته الصحية اللي بدات في النازل كل يوم وكل دقيقة بتمر عليه حالته لتتهدور اكتر من الاول وهو لوحده وملوش حد ..... ده غير انه مش بيبطل زكر اسمك سواء في نومه او يقظته
_شاكر منى عينه انه يشوفك من تاني نفسه انك تسامحيه
قالت هي على عجل
_ما قلتله اني مسامحة في حقي قله ما يقلقش من ناحيتي
ناداها الرجل
_استنى يا استاذة من فضلك.. انا بترجاكي تروحيله شاكر في اخر أيامه وحالته صعبة وتصعب عل الكافر حتى...ده رجاء شخصي مني شاكر صديقي الوحيد معندوش اصدقاء غيري .. شاكر اتظلم ومن ظلمه ظلمك معاه وهو معترف بدا ونفسه ومنى عنينه يكفر عن ذنبه دا ويصلح غلطه.. شاكر راح لوالدك غريب بيه وحكاله كل حاجة واعترفله انه افترى زمان على والدتك وانه مكانش ليه اي علاقة بيها لا من قريب او من بعيد واترجاه انه يرجعك من تاني ويلم شملكم من جديد لكن غريب مستجابش ليه ابدا ولا كأنه سمع حاجة.. الحقيقة مفرقتش معاه كتير.
ليردف الرجل
_شاكر موقفش عند كدا.. هو معين حارس شخصي ليكي يقوم بكل اللي تحتاجيه قبل ما تطلبيه .. ولما عرف انكم محتاجين شقة خلاكم تشتروها بتمن منخفض جدا علشان متعرفوش انه بيساعدكم.. والشقة التانية كمان كانت محجوزة لكن شاكر دفع اضعافها علشان تكون ليكم انتم.. بيحاول يعمل اللي يقدر عليه علشان يكفر عن ذنبه ومن غير ما تحسي علشان مترفضيش مساعدته .. ووصاني ان محدش يعرف بدا .. بس انا لما شوفت حالته اللي بتسوء وخاصة النهاردة وضعه ميطمنش أبدا بدأ يتوه كتير ويغفى ويفوق كل شوية.. قلت لازم تعرفي وتيجي تشوفيه يمكن تكون اخر مرة هتشوفيه فيها.. وتحققي ليه امنيته اللي جايز تكون الاخيرة .. ها قلتي ايه
لذا قالت بكل هدوء
_ماشي أنا جاية معاك ليه
سعد الرجل كثيرا
_انا متشكر لحضرتك جدا.. اتفضلي معايا وهرجع حضرتك تاني هنا
صعدت شوق معه السيارة وانطلق في طريقه.
__
دلف الغرفة وبحث عنها فلم يجدها فهداه قلبه لمكانها
فرفع اعينه ليجدها تقف في شرفة الغرفة
_حبيبي اللي واحشني اوي
الفتت له باسمة
_خالد انت جيت امتا مأخدتش بالي رغم اني كنت بنتظرك
_الجميل بقا سرحان في ايه
_كنت بفكر في بابا وحشني اوي
أمسك بيدها وقبلها
_حبيبتي ربنا يرحمه .. ادعيله كتير
_ربنا يرحمه هو وماما وأهلك وأموات المسلمين
_اللهم آمين يارب... ها نروق بقا علشان أنا عاملك مفجأة
_بصي تحت كدا
نظرت فداء للأسف حيث الحديقة فلم تنتبه
_ايه في ايه تحت
_بصي كويس يا فداء
_بصيت يا خالد مفيش حاجة
طالعها بنصف عين
_متأكدة !
_اه استنى ايه دا انت جبت عربية جديدة مبروك
طالعها بحنق
_مبروك ايه يا بنتي ما عربيتي جنبها ايه .. انتي نايمة ما تصحي معايا يا ديدو مش كدا
_ اه تصدق صح
_ يا شيخة
_ طب جايبها لمين
_ هكون جايبها للبواب مثلا ما تشغلي دماغك يا بنتي دي عايزة فهم دي
_ معقول يا خالد جايبها ليا انا ..
خالد بضجر
_لا جايبها لبنت الجيران.. صدقي اني غلطان.. فداء انا هروح ارجعها
ضحكت فداء وامسكت بديه
_ايه خالد مالك انت قفوش ليه كدا
_اصل كدا اوفر يا ماما ايه التخلف دا
ضحكت فداء اكتر
_خلاص بقا يا خالد اصل متوقعتش والله انك تجيبلي عربية علشان كدا اندهشت مش اكتر
_ومجبش لحبيبتي ليه ها .. انا لو طايل أجيبلها نجمة من السما مش هتأخر أبدا... انا أجيبلها عيوني كمان بس هي تكون مبسوطة
كانت سعادة فداء لا توصف بذاك الحب التي تراه وتسمعه وتشعر به الأن
_حبيبي يا خالد
_قولي تاني قولتي ايه
قالت بحب
_قلت بحبك يا خالد بحبك
احتضنها خالد ودار بها وهو يقول بفرحة
_لااا انا مش مصدق نفسي انا اسعد انسان في الدنيا .. بحبك يا فداء بحبااااااك.
في تلك اللحظة جاءت ميار بعد ان شاهدتهم من أسفل يقفون في الشرفة وبعد عدة طرقات ع باب الغرفة لم ينتبهوا لها فقررت الدلوف من نفسها
_يا سلام ... لوحدكم كدا طب وانا حبوني معاكم
مد الاثنان يدهم اليها
فانضمت اليهم ف سعادة.. ليسع العناق لثلاثتهم
فيقول خالد
_ بحبكم يا أغلى اتنين في حياتي دمتم في حياتي نعمة
لتهتف فداء بعدما تتذكر السيارة
_ العربية الجديدة خالد انا عايزة اشوفها واجربها يلا
قالتها وهي تركض أمامهم بفرحة كبيرة وسعادة عارمة
__
وصلت شوق إلى فيلا عمها ووقفت أمام سريره وجدته كما يقول صديقه بغيب فترات ولا يدري عن الدنيا شيئا يفيق تارة
ويغيب بعدها تارات أخرى
أشفقت على حاله وأوجعها قلبها من أجله
فأمسكت بيده وقالت
_ عمي شاكر سلامتك ألف سلامة
فتح أعينه فلم يكن يصدق أنها أمامه .. فطالعها بلهفة وكأنما روحه ردت اليه من جديد فقال بلسان مثقل متعب
_أخيرا جيتي يا شوق.. انا كنت خاېف أموت ..قبل ما أشوفك ..وأطلب منك.. تسامحيني .. سامحيني يا بنتي
راعها الحال الذي وصل عليه فلكل ظالم نهاية
_مسمحاك يا عم شاكر وقلتلك من يومها إني مسمحاك .
تحدث شاكر پألم
_أنا روحت.. لأبوكي.. وحكيتله الحقيقة.. لكن.. لكن
ربتت شوق على يده
_عادي يا عمي أبوي أني متأكدة انه عارف الحقيقة من يومها والا مكانش هيدخلني بيته ويعرفني على اخواتي كمان... غريب ما صدق واخدها حجة علشان يزيحني من حساباته للأبد . مش عايزني هو حر هنعمله ايه.. القلوب مفيش عليها سلطان سواء للمحبة او الكره بياجي اكده وحده .. شىء لا ارادي يعني.. الله يسهله يا عمي ويهديه هو كمان
_يعني مسمحاني يا شوق قبل ما أموت
_مسمحاك يا عم شاكر.. مسمحاك هيفيد بإيه اني أشيل منك وهو كله رايح وما دايم الا وجه الله... ربما يخرجنا منها على خير.
_ريحتي قلبي يا بنتي ربنا يغفرلي ظلمي لأمك ويعلم ربنا انا كنت بعشقها مش بس بحبها ومش قصدي اذيتها لو مت ادعيلي بالرحمة يا شوق
_متقولش اكده وبلاش تفول على نفسك يا عم شاكر.. هتقوم من مرضك بالسلامة ربنا يشفيك ويعافيك ان شاء الله .. متهملش انت في نفسك وخد علاجك وان شاء الله تقوم وتبقى زي الحصان من تاني
بقى شاكر بأعين الندم وكأنها جمرات ټحرق قلبه
_هقوم لمين وهعيش لمين انا قضيت حياتي في اڼتقام لعين.. قضيت بسببه حياتي كلها وحيد لولا صديق عمري ايوب لكنت مت في فيلتي ولا حدش حس بيا ولا درى بمۏتي غير بعد سنين لما أعفن مكاني وريحتي تفوح مني ... أنا بعد ما انتي مشيتي وقعت وتعبت ملقتش حد يسعفني يا شوق.. كنت بحاول اطلع صوتي حد يسمعني أو احرك ايدي اتصل بحد اطلب المساعدة معرفتش عرفت قد ايه الدنيا دي حقېرة قدام جزء بسيط اوي من الصحة... كنت زمان عايش غلبان بس بصحتى وعافيتي والنهاردة اتمنى تاني ابدل فلوسي دي كلها وترجعلي بس ولو جزء بسيط من صحتي تاني علشان أكفر بيها عن ظلمي ليكي قبل ما اواجه رب كريم.
أغمضت شوق أعينها بأسى وأدمعت عيناها تأثرها وهي تقول آسفة
_من النهاردة مش هتكون وحيد تاني يا عمي.. أوعدك اني أشقر عليك يوماتي اطمن عليك.. بس اعذرني مش هطول لان عندي أشغال كاتير وحمل على كتافي مقدرش اسيبه
_عارف يا بنتي ومتابع كل اللي بتعمليه .. ربنا يكتر من أمثالك ويجازيكي خير... يكفيني اني أملي عيني منك كل يوم ولو لثانية واحدة اطمن فيها عليكي واستأنس بيكي .. دا كل منايا دلوقتي من الحياة
_حاضر يا عم شاكر هجيلك كل يوم.. ها دلوك انت اخدت علاجك.. اخده يا عم أيوب
طالع أيوب الكومود جواره فوجد الحبوب التي وضعها كما هي فقال
_لا لسه الحبوب اللي انا حاططها ليه علشان ياخدها زي ما هي
امسكتها شوق وقالت باسمة
_حيث كدا يا عم شاكر اني اللي هعطيهالك بنفسي.. افتح بوءك يلا .. بالشفا ان شاء الله
طالعها شاكر بأعين لا تتوقف عن ذرف الدمعات فكم هي طيبة القلب ولا تستحق أبدا ما فعله بها ولا جفاء أبيها عليها
ليقول وهو يمسك بيدها
_شوق أنا بعتبرك بنتي الوحيدة علشان كدا .. كتبت كل املاكي .. ليكي كلها واتمنى بدا اكون قدرت أعوضك ولو عن جزء بسيط من اللي عملته فيكي
هزت شوق رأسها
_لاه تسلم أني معيزاشي أي حاجة.. يكفيني اني اعيش بدعوة حلوة طالعة من القلب من الناس..
_خليهم يكونوا ليكي للزمن يا بنتي محدش عارف بكرة فيه ايه
_من سار بين الناس جابرا للخواطر ادركه الله من جوف المخاطر .. اعطيهم لحد محتاج يا عم شاكر.. المحتاجين كتير وملاقينش اللي يساعدهم.. يلا نام انت وارتاح وربنا يطمنا عليك ويمد في عمرك وعافيتك يارب.
__
عادت شوق إلى يوسف بعد أن اوصلها أيوب بنفسه
لتجد يوسف بانتظارها وما ان رآها حتى قال بلهفة
_شوق كنتي فين استنيتك كتير علشان ابلغك بالخبر
_خير يا قلب شوق من جوة.. الفرحة باينة في عنيك ربنا يحلي أيامك يا قلبي
_كان نفسي تشوفيني وانا واقف يا شوق.. انا قدرت اقف لوحدي وقفت كتير اوي..دكتور رائد طلب مني كمان اني احاول كل ساعتين ولمدة نص ساعة
اتسعت ابتسامة شوق بفرحة ملأت قلبها
_يا هناي وسعدي الليلة.. الحمد لله رب العالمين.. هي دي الاخبار اللي تفرح وتشرح القلب الحزين.. الحمد لله رب العالمين.. فرحتني والله يا يوسف كأني أنا اللي قدرت أقف مش انت ياااه يا ما انت كريم يا رب.. يلا قوم اقف أكده وريني وفرحني
نهض يوسف متحمسا ليريها لتبكي هي بشدة فرحا من اجله وتعانقه بشدة
_ياااه يا يوسف
مباارك يا حبيبي عقبال يارب ما تقدر تمشي كمان على رجليك.. الحمد والشكر لله
_شوق انتي بټعيطي
_داي دموع الفرحة يا حبيبي فرحانة ليك يا يوسف
_تفتكري بابا هيفرح زيك كدا لما يعرف
_طبعا هيفرح دي الفرحة مش هتكون سايعاه
_طب بلغيه يا شوق .. فرحيه مش قادر انتظر رد فعله لما تبلغيه
_حاضر يا قلبي اول ما يرجع هبلغه يا قلب شوق.. ركز انت ف تمارينك علشان تقوم تمشي بسرعة.
___
كانت في طريقها لتغادر فوجدته يدلف للداخل فأكمل في طريقه دون أي اهتمام لها لتوقفه هي
_قاسم بيه كنت عايزاك في كلمتين
_قولي سامعك يا شوق بس لخصي علشان أنا راجع مهدود وتعبان وعايز انام
_بتتعب وبتشقى كل التعب ديه لايه يا قاسم بيه ولمين
رفع حاجبه باستنكار
_لايه ولمين يعني ايه
_يعني طبيعي الانسان لما بيشقى
متابعة القراءة