شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

مدمن قمار لحد ما خسر كل حاجة وبقينا ع الحديدة حتى عربيتي اخدها مني علشان باع عربيته يسد بيها دينه اللي خسره ف القماړ اتكلمت معاه كتير جدا لكن كله في الهوا ولا كأني بقله حاجة
_يوه يوه يوه... هي حصلت للقمار ربنا يعافينا ويعفو عنا... ده ايه النيلة داي... يا حبيبتي يا بنتي.. وانتي بتعملي ايه بتأكلي وتشربي منين دلوك من فلوس حرام 
ربنا قال في كتابه الكريم
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
_لا اطمني يا شوق انا ليا شغلي الخاص بيا والحمد لله مش معتمدة على بابا في مصاريفي من زمان بس اللي هو فيه تاعبني اوي يا شوق بابا اتغير مكانش كدا... حاله اتقلب بعد ما كان عنده شركة وفيلا وحياته مستقرة ماديا بقا دلوقتي مديون وشركته اتصفت ده غير نفسيته اللي بقت تحت الصفر أنا معنديش غير بابا في الدنيا ديه... مش هتحمل زعله يا شوق... مش هتحمل يجراله حاجة
_يا حبيبتي هوني عليكي... ابوكي مهواش صغير يعني عارف كويس هو بيعمال ايه... وانتي بتقولي غلبتي معاه ومفيش فايدة... يبقى الحل انك تسبيه لحد ما يتقرص ويتلسع أكتر وساعتها هيقول ان الله حق ويرجع عن اللي بيعمله
_مش هتحمل انتظر لما اشوفه بيتلسع أكتر يا شوق ده بابا
_وربنا عارفة انه هيكون صعب عليكي بس اتحملي وادعيله ربنا يهديه .. الدعاء كفيل انه يغير القدر ..متزعليش نفسك يا حبيبتي والانسان ياما بيغلط وان شاء الله ابوكي يفوق لنفسه في اقرب وقت بس انتي قولي يارب 
وبعدها رددت شوق تلك الابيات
فصبرا فليس الأجر إلا لصابر على الدهر إن الدهر لم يخل من خطب.
_يارب ياشوق يارب... دعواتك
_عيوني التنين حاضر 
_ متحرمش منك يا شوق
_على ايه يا بنتي ... انا لا حليت ولا ربط ولا بعرف اركب لمبة حتى
_كلامي معاكي بيريحني بحس اني بحكي لحد فاهمني وحاسس بيا
_مش بقولك يا بت احيانا بنحتاج لحد غريب نفضفض ليه يمكن نرتاح من اللي احنا فيه شوية ...قولي الحمد لله على كل حال
_الحمد لله دائما وأبدا... مش هتقوليلي بقا ايه اللي تاعبك انتي كمان.. حاسة ان في قلبك هم كبير ومخبياه
_سيبيه مدفون يا فداء لو طلع هتعب وهتظهر أثاره
_بس انتي كدا بتتعبي أكتر
_في الوقت المناسب هقولك كل حاجة لما أحس إني فاض بيا ... اني دلوك عندي هبابة تحمل لما تروح هميل عليكي متقلقيش
_ربنا يصلح حالك يا شوق.
في تلك اللحظة استمعت شوق لصوت سيارة أخيها أمير فقالت
_طب اقفلي دلوك وهبقى اكلمك بعدين يا فداء لأحسن ده بينه الواد أمير رچع واني ناوياله
استغربت فداء وقالت
_واد أمير مين
_هبقى احكيلك سلام دلوك يا قمر.. وصيتي ليكي للنهاردة متفوتيش قيام الليل ففيها بتتحصل الطمأنية والرضا... ربنا يطمن قلبك
__
اغلقت الهاتف وتوجهت سريعا نحو الباب لتقابل أمير عند عودته
وما إن رأته يدلف من باب الفيلا حتى ابصرته بضيق وقالت بنبرة حانقة
_حمدا لله على السلامة يا أمير الأمرا
_اهلا شوق ازيك
_يا ولا كنك لسه فاكر تسألني كيفي...ليه معتردش على اتصالاتي يا ولا ... قلقتني عليك ودماغي بأت تودي وتج
چيب
_انا كويس اطمني... كل الحكاية اني خرجت مع الشلة ونسيتك خالص والله سوري بقا يا شوق... ها قوليلي جيتي ازاي
_شلة الندامة يا خويا اللي تخرج معاها وتنسى نفسك دي... وطبعا اتغديت معاهم برا
_ده شىء أكيد
مدت شوق يدها وضړبته على ذراعه
_نعم

يا خويا اشحال ما انا قايلالك اني هعملك أكل هيعجبك انت وجوز التيران اخواتك... تقوم تأكل برا والأكل اللي بنعمله كل يوم ديه مش حرام اكده
استغرب أمير صنيعها وقال بضيق
_ايه يا شوق اللي عملتيه ده
اجابت بصرامة وحزم
_اياك تفتح بوءك بكلمة... ده اني لو معايا عصايتي كنت نسلتها على نافوخك... اسمع يا أمير الأمرا أني ميعجبنيش الحال المايل ديه وبحب النظام... وبم اني مديرة البيت هنا يبقى تمشوا على نظامي.
أجابها وهو يتجه نحو الاريكة ويجلس عليها
_نظام ايه بس يا شوق اللي بتتكلمي عنه
كادت أن تتحدث شوق
لتسمع مهند يدلف من الباب مناديا على عم سيد
_عم سيد فنجان قهوة على الريحة وحالا تكون عندي
لتهتف شوق
_حلو كويس ان اخوك جيه دلوك .. عقبال التالت لما ربنا ينتعه بالسلامة ويعاود هو كماني بدري مرة من نفسه
سار مهند مار بهم دون أن يلتف اليهم لتنادي عليه شوق
_مهاند بيه ممكن لحظة من وقتك ديه بعد اذنك يعني
_بتكلميني انا 
_هو فيه حد غيرك اهنه اسمه مهاند 
مط شفتيه باستياء وقال
_عايزة ايه هي مش طالبة عته معايا انا تعبان وعلى اخري
_سلامتك يا مهاند علشان اكده راجع بدري تعالى اقعد ارتاح
_عايزة ايه يا شوق
_وربنا بتكون عسل وانت هادي ومش بتزعق اكده ولا عصبي... تعالى بس اقعد الدار دارك.
جلس مهند بتعب جوار أخيه أمير... وتفاجىء بشوق تقترب منه وتضع يدها على ناصيته تتحسسه
فاستغرب صنيعها
_انتي بتعملي ايه انتي اتجرأتي عليا اوي
تجاهلت ما قاله وقالت بجدية
_زي ما اتوقعت انت دافي اشوية علشان اكده حاسس ان جسمك همدان ... هروح اخلى عم سيد يعملك عصير فريش ساقع بدل القهوة
_انا قلت عايز قهوة
_تقول اللي تقوله يا مهاند المهم أني شايفة إيه
هم ليفتح فمه ليقول بتحذير
_ششش متجادلش انت تعبان متزودش تعبك ديه
نظر مهند لأخيه امير وقال
_دي باينها مچنونة رسمي 
ردت شوق 
_يا سيدي اعتبرني اكده ان كان ديه هيريحك.
قالتها وتوجهت للمطبخ.
أعاد مهند رأسه للخلف مغمضا أعينه بينما قال أمير وهو يلهو في هاتفه 
_مالك تعبت فجأة ليه ما انا سايبك كويس
_مش عارف يا بني ايه اللي حصل
_شكلك تقلت العيار حبتين النهاردة 
_يا اخي هو انا لحقت... ده انا كنت ناوي اخربها النهاردة بس حسيت اني دايخ فجأة فرجعت
_عساف عرف انك رجعت على هنا
_كلمته وانا راجع في الطريق
_وهيسهر لوحده ولا ايه
_مش عارف مش هتفرق... وانت رجعت ليه بدري النهاردة
_زهقت من اللازقة اللي اسمها بوسي دي.. مش عايز ازعلها وبعملها اللي هي عايزاه بس خنقتني يا مهند وانا مبحبش كدا
_علشان انت غبي... مش عارف يلا توقفها عند حدها يا متخلف.. متخليش واحدة تأخد منك الا اللى انت عايزه وبس واللي تزعل تخبط دماغها في الحيط في بدالها بدل الواحدة عشرة... خليك عندك شخصية مفيش واحدة تأثر عليك مهما بلغت درجة جمالها... عارف اني هفضل اعلم فيك وبردو طور مش هتتعلم.
_دي صاحبتي يا مهند مش زي البنات اللي انت بتمشي معاهم كل يوم واحدة شكل 
_كلهم واحد ... وبعدين مفيش حاجة اسمها اصحاب دي كلها صحوبية مزاج ومصالح.. فكك منها.. وهي لو باقية عليك هتتحمل اي اسلوب تعاملها بيه... اسألي انا
غمز له أكير وقال مبتسما 
_استاذ ومنك بنتعلم
_غور يلا من وشي صدعتني
حضرت شوق بكوب العصير لكل من أمير ومهند وهي تقول 
_لا استنى يا أمير عايزة اتكلم معاكم كلمتين انتم الاتنين... كنت اتمنى عساف يكون موجود بس مش مشكلة تبلغوه انتم .. بسي الأول خدوا اشربوا لعصير ديه
_انا مش قلت عايز قهوتي
_اشرب ديه بس وبطل غلبة خلي الحرارة تنزل يا دنجوان زمانك انت
نظر لها مهند بامتعاض فقالت لتحسه على الشرب
_اشرب اشرب.. معلهش المرة دي اسمع كلامي وبلاش تلصم دماغك داي.
في تلك الأثناء حضر عساف هو الآخر
لتهتف شوق
_حلو اهو عساف رجع هو كماني وهيكتمل الاجتماع
تجاهلها عساف وجلس جوار مهند وقال مازحا وهو يضع يده على كتف اخيه
_ايه يا برنس اخدت حبة ترامادول زيادة ولا ايه.. تلاقيها هي اللي شلفتتك كدا.
_لا معتقدش ما انا علطول باخدها... بس اول مرة ادوخ كدا
_يبقى دور برد طيب حيث كدا بسيطة يا ماو.. قوم نام وهتبقى زي الحصان.
قالها ونهض من مكانه ليصعد لغرفته
لتخبط شوق على صدرها وهيتقول بزهول
_يالهوي ترامادول... ديه بيعتبروه نوع من المخډرات... مين اللي ضحك عليك وقالك انه مسكن للحرارة 
اڼفجر ثلاثتهم في الضحك ليهتف عساف بملل
_ايه العبيطة دي... دي متعرفش انك تضحك على بلد بحالها... وان الترامادول ده اقل نوع انت بتأخده.
وضعت شوق يدها على فمها من الصدمة وبعدها قالت
_ يا وقعة مطينة بطين ... كماني مخډرات خليتوا ايه كماني يا اولاد غريب معملتهوشي .. بتصعبوا عليا المهمة كل مادا ليه .. حرام عليكم
هتف مهند بانزعاج
_ششش مش عايز كلام كتير
_على رأيك اني هتفاجىء ليه بس ما ديه كل المفروض يكون متوقع اني بس اللي طلعت ساذجة اوي... قصره ... ممكن تتفضل تقعد يا عساف علشان اقول اللي عندي واغور
كاد عساف ان يرفض.. فأشار له مهند بأن يجلس
_اقعد واسمعها خلينا نخلص من صداعها ده ..دي زنانة زي دبانة رخمة مش هتبطل وش.
ضحكت شوق ساخرة
_تشكر يا مهند والله هم يضحك وهم يبكي... المهم اني حبيت اجمعكم اهنه علشان اقولكم حاجة مهمة
اشار لها عساف بضجر
_لخصي ها مش في حصة احنا هنا
_اصبر انت اللي بتقاطعني اهو
اشار لها فاتحا يدها لأن تتحدث فقالت
_بصوا بقا من النهاردة وبم اني مديرة البيت اهنه فهيكون فيه قوانين اكده ثابته وقوانين تانية متغيرة حسب ظروف كل واحد منيكم... لكن القوانين الثابتة لا يمكن تغيرها او التراجع فيها... وانتم حضراتكم مجبرين على الالتزام بيها... معلش يعني ديه بعض اذنكم علشان نرتاح كلنا اهنه ونريح بعضينا
هتف عساف بحنق
_متيجي تمدينا أحسن يمكن تكوني مبسوطة
_والله مش هخبي عليك نفسي اعمل اكده فعلا بس سايباها لوقتها اطمن.
_نعم ياختي
_عساف لو سمحت متقاطعنيش خليني اخلص اللي عندي... دلوك وقت العشا والفطور مش هتحدت فيه ليكم انتم حرية الوقت اللي تحبوا تفطروا وتتعشوا فيه او حتى متكلوشي خالص براحتكم تماما انما وقت الغدا ديه هيكون بمعاد محدد واني قررت الساعة ٥ واظنه مناسب للكل فيكم بناء على دراستي لحالتكم في اليومين اللي فاتم... تمام ممنوع تتأخروا عن المعاد ديه واللي هيجي قبله ملوش أكل ومهما حاول... اما بقا لو قررتوا تتغدوا برا زي النهاردة فياريت واحد فيكم يكلف نفسه بس ربع ثانية ويتصل ع عم سيد يبلغه بده بدل المجهود والأكل اللي بيروح ع الفاضي.
نهض كل من مهند وعساف من مكانهما وقال عساف 
_خلصتي كل اللي عندك وارتحتي... على شغلك بقا ومشفش وشك قدامي خالص لتاني يوم
ليهتف مهند 
_سندني يا عساف على فوق
_تعالى يا خويا خلفتك ونسيتك انت كمان مش كفاية التهمة اللي بابا بعتها دي
هتفت شوق في نفسها بغيظ بينما تشاهدهم يصعدون لأعلى
_وربنا التهمة اللي بتقول عليها دي اترمى عليها ٣ بلاوى من حيث لا تدري.. ربنا يعيني ويصبرني على ما بلايا.
نظرت لامير الذي يلهو في هاتفه وعل ما يبدو انه لم يكن يستمع لما قالته
_وانت يا أمير

مش هتقوم على اوضتك انت كمان
رقع أمير رأسه إليها
_ها بتقولي حاجة يا
تم نسخ الرابط