شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
وبيكد ف حياته بيكون فيه هدف بيسعى علشانه انت هدفك ايه.. من دوامة الشغل اللي حابس نفسك فيها داي
هز رأسه بعدم فهم فقالت
_انت لا مهتم بابنك ولا معبره من اصله ولا حتى بتقضي وقت زي الناس مع والدتك... وملهي في شغلك اللي أخد كل وقتك وتركيزك وبعد اكده ايه.. خلاص جمعت الثروة ولمېت المال اللي يرضيك.. فين أهلك فين سعادتك.. هترجع تدور عليهم مش هتلاقيهم .. هيكونوا خلاص راحوا وساعتها مش هينفع الندم
حركت رأسها بحنق
_ كنت عارفة ان ديه هيكون ردك .. عامة كان فيه خبر فرحنا كلنا واتمنى يفرحك زيينا يمكن تطلع عندك قلب زي بقية الخلق ومتخيبش ظني
كظم غيظه من كلماته وانتظرها لتكمل كلامها لتقول
_يوسف ابنك بفضل الله ورحمته قدر يقف النهاردة على رجليه وان شاء الله تعالى يمشي ويكون انسان طبيعي عما قريب.
_طب تمام دا شىء كويس.. فلوسي اللي دفعتها مراحتش هدر
اثارت كلماته التي تحمل اللامبالاة في اوضح صورها.. حنق شوق وڠضبها وقالت
_صدق بالله.. الحيوان عنديه قلب أكتر منك.. يا شيخ حرام عليك هو فيه اكده انت قلبك ديه مصنوع من ايه قولي ديه الحجر بيلين ... لكن انت الظاهر عايش من غير قلب من اصله
_اسحبي اللي قولتيه دا وحالا والا هتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك
لم تهز شعره منها وقالت وهي على هيئتها الغاضبة
_ايه كلامي قاسې عليك!! يكش تحس على دمك شوية .. اللي قولته ديه الحقيقة يا قاسم بيه اني لا قاصدة اهينك او اعيب فيك.. قلت أعريك بحقيقتك قدام نفسك يمكن تراجع حساباتك قبل فوات الأوان.. وزي ما قلتلك زمان اللي مبيشكرش ربه على النعمة اللي في يده بتضيع من مابين ايده من غير ما يحس.. فتك بعافية يا قاسم بيه
عادت بيتها في أخر اليوم بقلب مثقل بالهم من اجل يوسف
وظلت تردد تلك الابيات التي دائما ما تدندن بها عندما تتذكر والدها وجفاءه معها وها هو قاسم يزيد من ضغطه على جرحها بإعادة تجسيد ما كانت تمر به في صغرها مع ولده يوسف
مبحر في ذكرياتي.. يسمع النجم شكاتي.. هل تراني سوف ألقى ...بعضهم قبل الممات ..اقبلوا لا تتركوني ...يا بني ويا بناتي .. منذ أن فارقتنوني لم تعد تحلو حياتي ...
___
دلفت شقة اخوتها للاطمئنان عليهم قبل أن تخلد للنوم .. لتجدهم في انتظارها ما عدا امير
ليهتف عساف بانزعاج
_اتأخرتي ليه النهاردة يا أستاذة وبطلبك على الموبايل مش بتردي
حاولت التبسم لاخيها رغم ۏجع قلبها من اجل يوسف
_اني اسفة يا خوي حقك على الموبايل فصل شحن ومهتمتش اشحنه صراحة.. بعدين ما انت عارف اني كنت مع يوسف هكون فين يعني وسواق جلنار هانم هيوصلني لحد باب البيت اهنه
_شوق انتي جيتي حمدا لله على السلامه انا كنت قاعد مع ايات علشان متفضلش لوحدها.. بس طول الوقت قلقانة عليكي وكل شوية تقولي قوم طمني على ابلة شوق.
عساف بحنق
_شايفة شاغلة الكل معاكي ازاي
_يا حبايبي حقكم عليا اني جيت اهو متخافوش عليا أني مش صغيرة يعني
ليهتف مهند بحنق
_لا طبعا نخاف.. شوق متتأخريش تاني مفهوم
ضحكت شوق وهي تهز رأسها
_شوف الزمن يا ولاد سبحان الله مبيرساش على حال . كان زمان اني اللي اتحايل عليكم متتأخروشي ودلوك ارجع الاقيكم في البيت واني اللي اتأخر واتعاتب كمان
مهند بانزعاج
_ولو حصلت تنضربي هتنضربي كمان.. انا من هفضل هنا مش قادر اتحرك وعقلي يودي ويجيب من خۏفي عليكي .
تلقائيا فحصته بنظرات سريعة ومهتمة لتجد قدمه التي تلفها الضمادة
فتحىكت نحوه بفزع
_يا ربي رجلك مالها يا خوي ومن ايه.. طمني عليك.. الف بعد الشړ عنك يا حبيبي..
أزاح يدها وأمسكها بحدة
_شوق انا كويس.. قوليلي انتي الاول فهمتي انا قلت ايه!!
_يا بني اصبر بس اطمن على رجلك.. فيك ايه يا حبيبي وقعت قلبي
من شدة غيظ مهند
نهض من مكانه ليقف على قدمه المصاپة ويقول بخنق
_انا كويس قدامك اهو .. ممكن تبطلي تهتمي باللي حواليكي اكتر من نفسك بقا
_مقدرش مقدرش يا مهاند انتم الهوا اللي بتنفسه انتم النور اللي بشوف بيه.. انتم الطعم الحلو في حياتي مهتمش بيكم ازاي .. اقعد بالله عليك اكيد الوقفة عليها غلط دلوك
جلس مهند مكانه بحنق وهو يقول بانزعاج
_شيلوها من قدامي علشان لو اتغابيت عليها مش هكون غلطان
ابتسمت له شوق
_طب خلاص متزعلوش حقكم عليا هحاول أرجع بدري شوية عن أكده.. بس اعمل ايه يوسف بيشبط فيا مش بيسيبني الا خلاص لما يروح في النوم
هتف مهند بحنق
_يادي يوسف زفت اللي طلعلنا في البخت دا كمان.. مبقاش اللا هو اللي ياخدك مننا طول اليوم كدا.. احنا اخواتك يا استاذة ولينا حق عليكي
ضحكت شوق
_يا خړابي عليك يا ولا انت غيران من يوسف.. اومال بقا لو قلتلك انت يوسف ديه قلب قلبي من حوة ونن عيني أكده بحبه حب الواد ديه.
لتجد شوق مهند يمسكها من ملابسها وينظر لها بشړ
_بقا كدا طب انتي الجانية ع نفسك محدش هيرحمك من ايدي النهاردة
وضعت شوق يدها على راسها پخوف
_يا ختاااي روحتي فطيس يا شوق كنتي طيبة وغلبانة يا شوق.. اخوكي هيبيتك الليلة بعلقة محترمة يا شوق.. يا ختااي
_ اه ياختي ولولولي براحتك.. مش هسيبك النهاردة يعني مش هسيبك
_ياختااي دا انت ناويلي بقا .. الحقوني يا ولاد.. واد يا عساف حوش اخوك عني
جلس عساف وربع يده امام صدره
_ولا اعرفك
_طب يا أمير الامرا
_انا هروح اطمن ايات اللي كانت ھتموت من القلق عليكي
_بقا اكده يا أميرا الامرا انت كمان بتهرب وتسيبني اوجه وش المدفع لوحدي.. طب ..طب يا مهاند يا حبيبي ممكن سماح النوبة علشان خاطر اختك حبيبتك.. اصل وربنا ايدك تقيلة يا ولا.
_مش اتقل من البلغة بتاعك ياختي
_اه انت بتردهالي بقا
_اه وان كان عاجبك
_عاجبني يا ولا مش بيقولوا ضړب الحبيب زي أكل الزبيب .. بس قولي اول ايه اللي حصل في رجلك وربنا قلبي واجعني عليك الف سلامة عليك يا نضري ان شالله اني وانت لا.
هنا اڼفجر مهند من الغيظ فهي لا تهتم لشأن نفسها أبدا وقال هادرا
_شوووووق
_اقتبااس
وقف محله يرمقها پغضب جم لا تدري لم يحمل نحوها كل تلك الضغينة وما الجرم التي اقترفته لذلك
_لو خاېفة على نفسك اختفي من حياة اخواتك وللأبد ..
وبس كدا
دمتم في امان الله
في اليوم التالي
شوق
بارت ٥١
أسماء عبد الهادي
استيقظت شوق من نومها باكرا ونهضت من فراشها لتتوجه للمطبخ لتعد طعام الافطار لها ولإخوتها قبل ذهابهم للعمل
لتجد آيات تجلس إلى منضدة السفرة وحولها كتبها واوراقها فابتسمت لها قائلة
_يا صباح الخير على الناس العسل
ابتسمت لها أيات
_صباح النور يا أبلة.
جلست جوارها تمسد على ظهرها بحنان
_عاملة ايه في المذاكرة يا قلبي
_الحمد لله ماشي الحال
_صاحية من بدري ولا ايه
_اه يعني تقدري تقولي منمتش من الساعة ٢
_واه يا آيات ليه اكده يا بنتي طب منمتيش الليل بطوله وصحيتي الفجر ذاكرتي ليه
_مش عارفة قلقت الساعة ٢ ومعرفتش انام فقلت أذاكر
_مالك يا قلبي ايه اللي شاغل بالك أحوالك مش عاجباني الأيام دي الواد أمير الأمرا مزعلك وأنا أقرقضلك ودانه
_بالعكس أمير أنا مشفتش في حنيته ولا طيبة قلبه زيك كدا بالظبط يا أبلة وكأن ربنا عوضني بجفاء أهلي وغلاظة أبوي في معاملتي بيكم أنتم
_طب إيه اللي تابعك يا حبابة .. افتحيلي قلبك
هنا كادت أعين أيات أن تدمع وهي تقول
_وحشوني اوي رغم اللي شوفته هناك بس قلبي بيحن ليهم هم أهلي وعيلتي بردك يا أبلة .. صعبان عليا نفسي ان أبوي مسألش فيا من يومها ولا حدش طل عليا يطمن من وقتها.. مفيش غير البت ريهام اللي بتكلمني يوماتي وتبلغني سلام أمي ليا وساعات أمي بتكلمني وتوصيني على حالي بردك بس أني كان نفسي يشقروا عليا اهنه يا أبلة.. نفسي احس باللهفة والاشتياق في صوت أمي زي ما اني مشتقالها
وضعت شوق يدها على كتفها
_يا آيات يا قلبي انتي عارفة اللي حصل كان مأثر على ابوكي ولسه الوقت معداش كفاية علشان ينساه... وابوكي مش من النوع اللي بيروح هو لحد وانتي عارفاه... كم شهر كمان وتأخدي أجازتك ويأخدك أمير وتنزلوا تسلموا عليهم أنتوا ومعاكم هدايا ليهم كمان... هوني عليكي يا حبابة انتي.. هما خلاص اتعودوا على انك بتسافري لتعليمك فعلشان اكده صابرين وساكتين.. انما هما أكيد اتوحشوكي ونفسهم يشوفوكي ويأخدوكي في حضنهم كمان... متفكريش كتير في الموضوع ديه ومتسمحيش لحاجة تزعلك.. افرحي يا بت انك معانا اهنه.. واتجوزتي الحمد لله اللي قلبك مال ليه.. اعترفي يا بت مال ولا لسه ممالش
ابتسمت ايات وأخفضت رأسها بحرج
لتضحك شوق
_يبقى مال وانكفا على وشه كمان هو حد يعرف أمير الأمرا ولا يحبوش.. ديه عسل مكرر ينحط على الچرح يطيب وانتي عسلين يا قلبي ربنا يسعد قلوبكم ويفرحكم ببعض.. بحلم باليوم اللي اشوفك وياه في الكوشة واطمن عليكم زي فداء اكده بس لسه غريب ابوه معرفش وخاېفة يقف للواد في الجوازة وفي نفس الوقت مش هقبل ليكي بأقل من فرح كبير يليق بعروستنا الحلوة
_أني معيزاشي المشاكل لأمير إن كان أبوه هيعمل مشكلة .. أني موافقة بأقل حاجة يا أبلة .. بس مش دلوك عايزة أخلص السنة دي على خير علشان أرتاح
_ماشي يا نن عين شوق من جوة ربنا يوفقك ويريح قلبك.. ومين عالم يمكن ربنا يحنن قلب غريب على ولاده.. ربنا كبير
نهضت من مكانها
_اتكلمت كتير وعطلك معهلش هقوم أحضرلكم الفطار وحاجة سخنة تدفيكي يا قلبي
_لاه خليكي يا أبلة هقوم احضره اني
_لاه والله ما حد هيحضره غيري خليكي انتي يا قلبي كملي مذاكرتك ومش عايزاكي تشيلي هم أي حاجة غير المذاكرة وبس
_ربنا يخليكم ليا يا أبلة
_ويخليكي لينا يا حبابة.
__
انهت إعداد الطعام لتسمع طرقات على الباب
_ايه صحيوا بدري النهاردة ولا ايه
لتقول أيات مبتسمة
_دا اكيد أمير أنا متأكدة
_اه قولتيلي أمير .. طب ان كان اكده افتحيله يلا مستنية ايه
_حاضر
عادت شوق للمطبخ بينما توجهت أيات لتفتح الباب
ليظهر أمير بالفعل وقال مبتسما هائما
_صباح الخير على أحلا عيون دوبت فيهم
ردت بخجل
_صباح النور يا أمير اتفضل
_حبيبة أمير وعيونه كمان.. عاملة إيه يا حبيبتي
_كويسة الحمد لله وانت أخبارك ايه نمت كويس!
_الحمد لله في نعمة.. وازاي مبقاش كويس وأنتي معايا يا كل قلبي .. انا بحمد ربنا كل ساعة وكل ثانية علشان جمعني بيكي.
كلماته جعلت زهور قلبها المغلقة تتفتح
متابعة القراءة