شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
متوقعتش إني اتأثر كدا أول ما اشوفه .. لا حول ولا قوة إلا بالله.. الحمد لله الذي عافانا
اشارت شوق ليوسف
_ نورتنا يا يوسف.. ديه مهاند أخوي اللي علطول يقولي إنك أخدتني منهم .. يرضيك يا يوسف الكلام ديه
اقترب يوسف بكرسيه من مهند ومد يده ليسلم عليه
_ازي حضرتك.. أنا يوسف.. أنا اسف اني أخدت شوق منكم .. بس أنا مش عندي ماما وحتى بابا مش مهتم بيا.. مفيش عندي غير تيتا وشوق وبس.. شوق أنا بحبها أوي ومحتاجها معايا وحضرتك كبير مش هتكون محتاجها زيي أنا صغير لسه انا اسف
لتقترب شوق من يوسف
_مهاند مش زعلان أبدا يا يوسف اني معاك ... مهاند بس علشان بيحبني عايزني معاه علطول زيك اكده
نظر مهند لشوق فشجعتة مشيرة بأعينها لأن يتحدث مع يوسف
فابتسم مهند وقال لغير الموضوع برمته
_مين يا يوسف ميشوفش شوق وميحبهاش قولي .. انا مش هكون متضايق أبدا وهي معاك بس على شرط واحد
_اننا نكون اصحاب ايه رأيك
نظر يوسف لشوق التي هزت له رأسها بالموافقة
_ ماشي موافق طالما هتسمح بأن شوق تكون معايا دايما
_ اكيد طبعا... المهم انت مش هتقولي سلامتك... رجلي مکسورة
لوي يوسف فمه
_ انا بقى مش بقدر أمشي مين اللي يقول للتاني سلامتك
نظر مهند لشوق وقال بتبرم
أخذ مهند راس يوسف تحت ذراعه مداعبا اياه بمرح
ليضحك يوسف وبعدها يقول
_ انت متأكد انك اخو شوق
_ اه يالا عندك شك في دا أحلفلك ولا اجيبلك البطاقة
_ لا بس انت أبيض وشوق سمرا
ضحك مهند
_ معلش أصلها بتقعد في الشمس كتير
ضحكت شوق ومهند
_ حاضر يا يوسف بس مهما عملت مش هاجي في حلاوة الواد مهاند ديه.
_ليه
_ يوسف حبيبي لازم تعرف ان ربنا خلقنا مختلفين فينا الأبيض والأسمر والتخين والرفيع والطويل والقصير .. ودي حكمة ربنا في خلقه .. واني يا حبيبي طلعت سمرا زي أمي الله يرحمها .. لكن اخواتي الولاد طلعوا بيض زي أبوهم وأمهم.. علشان كدا مش لازم نقارن نفسنا بحد أبدا حتى إخواتنا.. لازم نحمد ربنا على كل حاجة هو عملها لينا .. فهمت يا حبيبي
_ برافو عليك صح يا قلبي ربي يعافيك يارب
ليهتف مهند
_ بس انت هتمشي ان شاء الله لازم تكون متأكد من دا
_ ادعيلي يا مهند
_هدعيلك يا صاحبي
قضى يوسف وقتا طيبا بصحبة شوق ومهند وكذلك عساف وأمير عندما عادوا من عملهم وأحب صحبتهم.
_____
وبعدها عادت شوق معه خصيصا لتعيده لجدته بنفسها
وقف محله يرمقها پغضب جم لا تدري لم يحمل نحوها كل تلك الضغينة وما الجرم التي اقترفته لذلك
_لو خاېفة على نفسك اختفي من حياة اخواتك وللأبد ..
رمقته بنظرات آسفة ولم تعلق على قوله بل كل ما قالته
_ازيك يا غريب بيه نورتنا.. تعالى اتفضل البيت فوق اهو مش معقول يعني تمر حدانا ولا تطلعش تأخد واجب الضيافة
أمسك يدها بحدة وقال بوعيد
_شوق انا مبهزرش احذريني... ابعدي عن ولادي
_ولادك دول اخواتي يا غريب بيه اللي طلعت بيهم من الدنيا ومن غيرهم مش هيكون ليا حد
_عليا أنا الكلام دا أنا .. انتي لمېتي الناس كلها حواليكي حتى شاكر مترحمش منك.. قدرتي تعملي كل دا ازاي.. ازاي قدرتي تعلقي حتى جلنار هانم وعيلتها بيكي.. أولادي اللي كانت الفلوس والفسح كل حياتهم فجأة كدا اتغيروا.
_ايه يا غريب بيه انت ناسي انك في الأصل جبتني إهنه علشان أغيرهم وأعدل سلوكهم اديهم اهم اتغيروا زي ما طلبت ليه شايفاك زعلان دلوك
هتف بحنق وڠضب
_قولتلك عدلي سلوكهم مش تخليهم يتمردوا عليا! بتعصي اولادي عليا يا شوق
_محصلش أبدا يا غريب بيه.. بالعكس أنا عمري ما قومت اولادك عليك ولا اتدخلت في علاقتهم بيك .. كله الا قطيعة الارحام يا غريب بيه
_ وتسمي عدم سماعهم كلامي دا ايه .. لا وكمان مهمهمش الفيلا اللي راحت منهم وجم قعدوا في شقة متجيش كلها قد اوضة من اوضهم
_ وحضرتك يا غريب بيه أخدتها منهم ليه .. مش علشان تلوي دراعهم علشان يبعدوا عن اختهم الوحيدة
_ شوق اسمعي زي ما اخدتي الاولاد في صفك ترجعيهم تاني انتي فاهمة
_ وداي اعملها ازاي داي اولادك بيحبوني ومتعلقين بيا.. متعلقين بأختهم ولا هو عيب ولا حرام
_انتي ايه سحرالهم أنا مش قادر أصدق انتي كدا ازاي وبالسرعة دي.. حتى مهند اللي مكنتش اتوقع أبدا انه يلين ليكي بقا أكتر واحد في اخواته متعلق بيكي بيسمع كلامك بالحرف
_اه صح نسيت اقولك مهاند خلاص اتعالج من الإدمان افرح يا غريب بيه مش كنت عايز اكده
هدر بها صارخا
_أنا عايز أولادي يا شوق وأنا بحذرك لآخر مرة.. شغل السحر والشعوذة بتوعك دول مش هيخيلوا معايا
_بالحب تنال القلوب يا غريب بيه
تأثير الحب أشد من السحر ... اولادك كان ناقصهم حب واهتمام وانا اديتهم ليهم من كل قلبي فدخل من القلب للقلب.. قدرت أعمل اللي انت عجزت عنيه انت ومراتك يا غريب بيه.. ليه جاي تشتكي دلوك من بعدهم عنك وجفاهم ناحيتك.. هل انت قدمت السبت علشان تلاقي بقية الأيام!! للاسف كل اللي كان همك الفلوس وبس.. خليها تنفعك بقا
صڤعة قوية عرفت وجهتها إلى خد شوق
اعقبها صراخه بها
_قسما بالله أمحيكي من على وش الدنيا من غير ما يرفلي رمش انتي فاهمة... اولادي يرجعوا تحت طوعي تاني مش هصبر عليكي كتير.
لم يمهلها الرد وانما عاد ادراجه سريعا إلى سيارته وامر السائق بالانطلاق
_اطلع بسرعة من هنا
تابعته نظرات شوق المنكسرة ..إلى أن اختفى عن الانظار
قدماها لم تعد تحملانها فابتعدت عن البناية السكنية وجلست لأقرب مقعد على الطريق
جلست القرفصاء ووضعت يدها على خدها پألم
_يدك تقيلة أوي يا غريب بيه ..ايه كل ديه حقد شايله في قلبك من ناحيتي ولا حول ولاقوة الا بالله... عملتك أني إيه لكل ديه... جربت وربنا أبعد عن عيالك وعن الكل يكش ترتاح بس مقدرتش أعمل ايه .. حياتي من غيرهم ملهاش أي معني.. اقولك اعمل اللي تعمله أني مخيفاشي على نفسي أبدا.. العمر واحد والرب واحد ... اااه ياني عليكي يا شوق الفرح كل ما يدق بابك تاجي الريح وتقتلعه من
جذوره... حسرة عليكي يا شوق.. لأقعدن على الطريق واشتكي بإني مظلوم وانت ظلمتني.
__
_انت كنت فين
_ازيك يا بابا حمدا لله على السلامة
_انطق رد على سؤالي
رد يوسف پخوف من تجهم وجه أبيه وحدته معه
_كك.. كنت عند شوق
_وازاي تروح هناك من غير اذني مين سمحلك .. انت اټجننت يا ولد تتصرف من نفسك.. والغبية شوق دي حسابها معايا بعدين.. ومن هنا ورايح مبقاش ليها مكان هنا.
بكي يوسف بزعر من ألا يرى شوق مرة أخرى
_لا يا بابا أرجوك بلاش تبعد عني شوق انا بحبها اوي .. انا انا استأذنت تيتة وهي سمحت ليا .. انا اسف اني خرجت من غير اذنك.. بس انت مكنتش موجود
_من هنا ورايح ممنوع تروح لاي مكان من غير اذني
_ح.. حاضر يا بابا.. مش هتمنع شوق عندي مش كدا
لف قاسم وجه الجه الأخرى ولم يرد لانه يفكر جديا في ابعاد شوق التي تتجرأ عليه في كل مرة
_بابا ارجوك رد عليا.. مش عايز شوق تبعد عني
لم يجد يوسف رد من أبيه حتى كاد أن يجن
فنهض من كرسيه ليقف وهو يرجو والده
_بابا .. ارجوك.. انا اسف.. مش هزعل حضرتك تاني بابا
قالها يوسف وهو يحاول السير تجاه والده
ولا يدرك انه استطاع أن يسير بل تحرك وهو لا يعي ذلك من خوفه ان تبتعد عنه شوق
_بابا من فضلك رد عليا... شوق علمتني حاجات كتير اوي بقيت شاطر في الدراسة ومبقتش اعيط كل يوم لما اجي انام زي ما كنت بعمل.. بقيت بضحك وبقابل الناس واتكلم معاهم.. بقيت بحبك أكتر يا بابا .. بقيت بقدر اقف حتى بص
ونظر لنفسه ليجده تحرك من مكانه
فاتسعت أعينه
_بابا انا بمشي بقيت بقدر أمشي حتى شوف... بابا أنا مشيت أخيرا هتكون فرحان .. ومش زعلان مني ..انا بمشي يا بابا
هنا جاءت جلنار لترى يوسف يسير وحده فبكت بدمعات الفرحة وركضت تجاة يوسف تقبله من كل شبر في وجهه
_يوسف حبيبي اخيرا يا حبيب تيتا ربنا استجاب لدعائي وقدرت تمشي يا نور عيني الحمد لله رب العالمين
_انا فرحان اوي يا تيتا
_وانا فرحتي متتوصفش يا حبيبي الحمد لله دائما وابدا
نظر يوسف بسعادة لوالده
_بابا انا بقيت بمشي
عبس وجه يوسف ثانية عندما قال والده بلا اهتمام وهو يصعد لأعلى
_طيب كويس ... ياريت كلامي يتسمع والا هبعد شوق دي نهائي من هنا
شوق
بارت ٥٢
أسماء عبد الهادي
___
جاءه اتصال من أحد رجاله الذي طلب منه خصيصا هذا الأمر بينما كان في غرفته يريح بدنه من عناء العمل وبعدما أجابه اتسعت ابتسامته
_البنت اللي طلبت مني أتابع تحركاتها
نزلت دلوقتي من بيتها مع اخوها واعتقد كدا رايحين للدكتور
_تمام تابع معايا بالموبايل واعرف هما رايحين فين بالظبط
انهى الاتصال وقال فرحا
_جت فرصتي ولازم استغلها
ارتدى ملابسه وركب سيارته منطلقا لوجهته
_مش عارف جاي أعمل ايه يا توبا بس كان لازم اشوفك
قاد سيارته وانطلق مغادرا من طريق مغاير لتلك التي تجلس عنده اخته
__
جلست والهم يعتريها حتى انها لا تستطيع الصعود لاخوتها على هذا الحال فقررت الاستعانة بفداء
_ايوة يا فداء.. أني محتاجاكي دلوك يا قلبي.. فاضية أشكيكي همي.. معرفاشي أطلع لاخواتي بيه... يمكن لو فضفضت الهم ينزاح عن قلبي وأقدر اطلع من غير ما اخواتي يحسوا بيه
هتفت للأخرى بقلق
_ولو مكنتش فاضية أفضالك يا شوق انتي فين
_صدقيني لو الوقت مش مناسب مهياش مشكلة بس مفيش غيرك أقدر أشاركه همي... اقولك خلاص أني هحاول اتخطاه والله المستعان متشغليش بالك بقا
_شوق قولي انتي فين اخلصي انا جايلاك حالا
_أني قاعدة على الطريق قرب البيت بشوية
_ماشي خليكي عندك وأنا جايالك حالا.
__
جلس جوار أخته في الميكروباص
_يا بنتي قلتلك خليكي متتعبيش نفسك
_ما هو انا مش هسيبك تروح اعادة الكشف لوحدك.. قلتلك شوف حد من اصحابك يجي معاك وانت مش راضي فهاجي معاك انا علشان اشوف الدكتور هيقول ايه.. ولا لسه بتتحرج لما تمشي معايا في مكان
هتف بأسى
_توبا أنا اسف أنا كنت غلطان.. كان قلبي أعمى ودلوقتي فتح متزعليش مني
_لا يا بركات مبقتش زعلانة خلاص ربنا يخليك ليا
وبعد
متابعة القراءة