شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
يأخدها معاه ميار كانت جميلة وشعرها الطويل كان مميزها عن غيرها ومخلي حلاوتها بزيادة
وفي يوم في عيد ميلاد ميار العاشر
اتقلب كل حاجة في ثانية
اعتدلت فداء في جلستها لتعلم ما الأمر الذي غير والدها لتلك الدرجة
ليقول خالد
_أثناء انشغال الجميع بالضيوف وترحاب بابا وماما بأصحابهم وزملاءهم وانا كمان كنت مع أصحابي في الوقت ده
فلقى شاب من أولاد واحد من المدعوين بيحاول يعتدي على ميار والبنت مړعوپة ومن خضتها لا عارفة تتحرك ولا حتى تصرخ
بابا انقذها في الوقت المناسب وحضنها بكل جوارحه وهو پيصرخ صړخة ألم ان بنته تتعرض لموقف زي ده في قلب البيت وهو اللي داعي المعازيم دي كلها
الموضوع ده كان مسبب لميار أزمة نفسية لكن بابا أصر على رأيه انها متخرجش ولا حد يشوفها وكل ده خوف عليها مش أكتر
ميار متحملتش صدمة موتهم وتعبت واتنقلت المستشفى
حاولت اني اعوضها عن كل الحرمان اللي شافته وعن فقدانها لماما وبابا وكنت بخرجها وافسحها واسمحلها تتحرك وتخرج زي ما هي عايزة بس كنت ببعت وراها أمن يتبعوا كل تحركاتها
في ملهى ليلي وبترقص وبتشرب وبتعمل حاجات عمرها في حياتها ما عملتها ولا تعرف عنها حاجة اساسا
ويومها اكتفشت الصاعقة اللي قسمت ضهري نصين ان ميار طلع عندها انفصام في الشخصية الى جانب نوع تاني من انواع مرض الذهان وهو الاضطراب الانفصامي الشكل اللي بيستغرق سنين علشان المرضى يخفوا منه
فأردف قائلا
_مسكتش وعرضتها عل أكتر من دكتور
وعرفت ان علاجها بيكون عبارة عن مهدئات والبعد عن التوتر والاضطرابات وكمان التأهيل النفسي والعلاج النفسي
رفضت اني أودي أختي اي مركز تتعالج فيه وأصريت أنها تفضل جنبي وخاصة انها معظم الوقت طبيعية جدا الا في حالات نادرة ومش متنبأ حدوثها امتى يعني ممكن مرة واحدة تقول كويسة وفجأة تتحول لشخصية تانية تماما اذا اتعرضت ميار لأي مثير خارجي
الدكتور لما لقاني مصر اني موديش ميار المصحة اقترح اننا نحول اوضتها لأوضة طبق الأصل لأوضة من أوض المصحة وبالفعل عملت كدا وجبت الدادة لانها الأقرب لميار وعلمناها كل حاجة وفهمناها حالة ميار بالظبط وفعلا ميار كانت ف الاؤضة بتتحسن بشكل كبير والنوبات كانت تقريبا شبه معډومة إلا إذا خرجت برا اوضتها
أدركت الآن ميار لم خالد لم يسمح لأخته بالخروج من غرفتها وكان مصر على ذلك لم يكن عقاپا لها كما أوهمها او كما ظن الجميع وانما كان هذا جزءا من علاجها لم يكن خالد قاسې معها أبدا وانما كان يفعل هذا لمصلحتها لا أكثر
ليكمل خالد
_ لكن بعد اللي حصل أدركت اني كنت غلطان اني خبيت ميار اختى عن الكل وخاصة أصحابي وأهو للأسف حصل اللي حصل من مهند كنت مفكر اني بكدا بحميها اني ببعد عنها أي خطړ هي متقدرش تواجهه بحالتها دي لكن غفلت عن ان اللي مكتوبله حاجة هيشوفها حتى لو فين وأدركت كمان أن كما تدين تدان أنا مش الانسان الكويس ولا الأخ اللي تستاهله ميار أنا كنت بسهر وبخرج وبمشي مع البنات أشكال وألوان وعرفت ان اللي حصل لأختي ده بسبب اللي كسبته إيدي لما استحليت أي بنت متحلليش وحطيت ايدي في ايدها انا كان كل حاجة بالنسبة لي عادي لكني أدركت دلوقتي بس انه مكانش عادي أبدا... وهحاول ابعد عن كل الهلس اللي كنت بعمله في غفلة مني
تنهدت فداء بتأثر مما سمعت بشأن حالة ميار وما مرت به طوال حياتها
ليقول خالد_ والحقيقة اني لما شوفتك وحسيت انك غير اي بنت تانية أنا عرفتها ولما عرفت ظروفك وأحوال باباكي قلت ليه لا ليه منتشكليش من الضياع اللي ابوكي هيحطك فيه وأهو بالمرة تكوني مرافقة لميار أختي والحمد لله نظرتي فيكي مخيبتش وميار حبتك من فضلك يا فداء ارجعي لميار هي محتاجاكي وانا اسف على كل حاجة عملتها فيكي او كلمة وحشة قلتها في حقك
لتتحدث فداء بجدية وصدق
_وانا مش هتخلى عن ميار أبدا يا خالد ميار أنا حبيتها من قبل ما أعرف حكايتها ودلوقتي حبيتها أكتر ومش هسبيها أبدا
سعد خالد لسماع ذلك وقال
_يعني هترجعي معايا يا فداء
_لا طبعا مش هرجع وانت هتطلقني حالا
_ايه
_انا اسفة يا خالد بس انت اتجوزتني ڠصب انا وافقت بس علشان بابا مش أكتر علشان كدا بطلب منك تطلقني واوعدك اني هردلك كل الدين بإذن الله
_فداء انا اسف على الطريقة اللي اتجوزتك بيها انا .. انا..
لم يستطع خالد أن يخبرها أنه أحبها منذ الوهلة الأولى الذي رآها فيها وما زواجه منها سوى لأنه أرادها أن تكون لجواره لكنه كان يكابر حتى انه لم يستطع قولها الآن ولا يدري ما الذي يمنعه لذا صمت وبعدها قال
_انا عارف اني
مكانش ينفع اتجوزك بالطريقة دي لكني مستعد اني اتجوزك من اول وجديد واعملك الفرح للي يرضيكي بس الأول أطمن على ميار انتي شوفتي زعلت ازاي لما عرفت اني اتجوزت من وراها
هتفت فداء بهدوء
_اطمن يا أستاذ خالد انا قلتلك اني مش هسيب ميار أبدا ولما نتطلق بردو مش هسيبها اما المبلغ فأنا
هدر فيها خالد بصياح
_سيبك بقا من الزفت المبلغ وده بقولك عايز اتجوزك انتي بتفهمي يا فداء بحبك وعايز اتجوزك بجد ارتحتي كدا
رمقته فداء باستغراب فلم تكن تتوقع انه أحبها بالفعل
ليردف هو
_مستغربة ليه اه بحبك يا فداء ومش كلام ممكن هتلاقي كلامي ده منافي لطريقة معاملتي ليكي لكن اعذريني اللي مريت بيه مع ميار وفي الشركة علشان اوقفها على رجليها عمل مني الشخص اللي قدامك ده انا بقيت مش فاهم نفسي ولا تصرفاتي لكن كل اللي انا متأكد منه اني حبيتك يا فداء
لتتنهد فداء وتقول بهدوء
_جايز اللي حضرتك بتقوله ده صحيح لكن أنا لا يا خالد انا اسفة مش قادرة أشوفك غير انك اتجوزتني ڠصب وعلشان دين بابا وبس
انزعج خالد وقال بضجر
_يادي الدين اللي انتي عاملاه حكاية اسمعي انسي الدين دا بقاانا قلت كدا يمكن ابوكي يتراجع عن اللي بيعمله لما لقى بنته بتضيع لكن لا حياة لمن تنادي لكن مكانش فيه اي دين من أصله وانا مجبتكيش بيتي ولا اتجوزتك علشان دين انا مش بالندالة دي كان فيه الف طريقة علشان اخد حقي من ابوكي لكن الحقيقة اللي مكنتش عارف اواجه نفسي بيها اني حبيتك واتعلقت بيكي يا فداء صدقيني انا مش بكدب عليكي ولا بشتغلك
كانت فداء تستشعر صدق حديثه بين طيات نبرة صوته لكنها لم تشعر بأي شىء تجاهه ولا تستطيع أن تراه سوى ما هي ترآه عليه قبلا
لذا قالت
_انا اسفة يا خالد انا ... انا مش عارفة اقولك ايه
زفر خالد بضبق وقلل
_انا عارف اني معملتش حاجة حلوة واحدة علشان تحبيني أو تتعلقي بيا بس اديني فرصة اوريكي ده افتحيلي قلبك علشان تشوفيني بجد يمكن خالد جديد يتولد عل. ايديكي ارجعي معايا واوعدك اني م..
قاطعته فداء بجدية
_مش هقدر ارجع تاني يا خالد صدقني لو رجعت كدا انا بقر اني موافقة على جوازنا
_افهم من كدا انك مش موافقة يا فداء ومصرة عل. الطلاق بعد اللي قلته ليكي
_خالد افهمني انا حاسة اني مشوشة متلخبطة تايهة مش عارفة اعمل ايه مصډومة ومقهورة وحاجات كتير اوي مخلياني مش عارفة افكر او اخد قرار صح
من فضلت سيبني كم يوم اقعد مع نفسي وارتب افكاري واختبر مشاعري من اول وجديد انا محتاجة افصل من كل حاجة يا خالد اتمنى تتفهم ده
تنهد خالد بضيق وقال بقلة حيلة
_ماشي اللي تشوفيه يا فداء مش هغصب عليكي فكري براحتك وانا معاكي في اي قرار تخديه
صمتت فداء
لينهض خالد من مكانه ومن ثم يمسك بباقة الورد
_ممكن تقبلي الورد ده مني
ابتسمت له فداء وقالت بمجاملة
_شكرا مكانش له لزوم تتعب نفسك
رمقها بأسى وانطلق مغادرا
فلحقت به لتودعه
ليتلف لها عند الباب وهو يقول
_خدي بالك من نفسك وخدي الفيزا دي خليها معاكي انا مرضتش احولك على حسابك لاني متأكد ان ابوكي حاطط ايده عليه اول بأول
_ملوش لزوم يا خالد انا من بكرة هرجع شغلي
رمقها بنظرة ڼارية
_ارجعي براحتك لكن طالما انتي لسه على زمتي يبقى انتي مسؤولة مني سلام .
بينما كانت شوق تستعد لمغادرة بيتها لتطمئن على أطفال البلدة كما كانت عادتها
وجدت من يدلف اليها بحلته الطاغية وأعينه التي تملؤها الحنين الجارف لتلك التي تحمل الكثير من ملامح أمها اللي كان يعشقها يوما ويتمنى الزواج بها في شبابه
فتح فمه وتحدث باشتياق بالغ
_ازيك يا شوق.
التفتت اليه وقالت بوجه ممتعض فعلى ما يبدو انها تعرفه جيدا
_اهلا وسهلا يا شاكر بيه اتفضل
_اول ما عرفت انك رجعتي البلد جيتلك على هنا علطول
هتفت ساخرة
_لا فعلا فيك الخير يا شاكر بيه
_شوق انتي مفكراني زي غريب
مطت شوق شفتيها وقالت
_اسخم وأمر وألعن كماني يا شاكر بيه.
هتف بحزن
_شوق انا السنين اللي فاتت دي كلها كنت تعبان وبرا بتعالج
_من اعمالكم سلط عليكم يا شاكر بيه
_بردو يا شوق
_بردو ايه يا شاكر بيه ارجوك فوتني في حالي وبلاش تقلب عليا المواجع الله يكرمك
_شوق انا مش هسيبك تعيشي هنا انا جاي اخدك معايا
_واه أجي معاك فين يا شاكر بيه أني مش هسيب عشتي وفرشتي أبدا
_هتفضلي عنيدة زي أمك كدا
_الله يرحمها شرفتني يا شاكر بيه
هنا نهض شاكر وقال بانزعاج من معاملة شوق له
_ماشي يا شوق
متابعة القراءة