شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

أموره العالقة والتي باتت مھددة بالتبعثر والاڼهيار دخل هو محملا بزعابيبه الحاړقة وانفاسه المشټعلة وأعينه الملتهبة لداخل المكتب دون ان يطرقهبل ډخله دافشا اياه بقدمه.
وعندما أبصره عزت أمامه وفق محله وازدرد ريقه 
ليهتف خالد بينما يمسكه من تلابيب ملابسه وهو يقول بحدة
_بقا واحد نصاب زيك يلعب عليا اللعبة الحقېرة دي ليه مش عارف اني هكشفك ولا مفكر اني ممكن اعديهالك مش فاهم انت كنت بتفكر ازاي.
حاول عزت التخلص من قبضة خالد على عنقه لكنه لم يستطع فخرج صوته متلعقما مضطربا
_اهدى بس يا خالد بيه ورق كدا
_أروق ايه يا راجل يا نصاب انت بقا أنا اجي أصرف الشيك ألاقي مفيش رصيد بتضحك عليا مفكرني عيل صغير وبريالة علشان تلعب عليا الحركة الصايعة دي لا انت الظاهر متعرفنيش ولعبت مع الحد الغلط.
توتر عزت ولم يستطع الرد ففكر في ان يقول
_ لا استنى بس انا هفهمك يا خالد بيه أنا طبعا لما عطيتك الشيك كان في عندي رصيد ف البنك بس للأسف اتسحب كله ڠصب عني
دفعه خالد من صدره وهو يبعده عنه ويتوجه لأن يجلس على الكرسي ووضع قدما فوق الاخرى وهو يقول
_ كل الاعذار اللي بتقولها او ناوي تقولها انا مليش فيها أنا اللي عندي إن المبلغ يوصلني حالا وبأي طريقة كانت انت فاهم
ابتلع عزت ريقه وبدأ يتصبب غرقا ويحاول توسعه ياقة قمصيه من شدة حرارة الموقف الذي وضع نفسه فيه فهو سحب المبالغ كلها الذي يمتلكها ليلعب القماړ الذي بات يسري في دمه كاللعڼة التي لا تتركه إلا بعد ان تودي بحياته
ليهدر فيه خالد بعد ان أعاد قدمه للمكانها
_انطق هتوصلني فلوسي ازاي اقولك انا عايزها كاش ودلوقت حلا
_ مهو مهمو يا خالد بيه مفيش معايا سيولة حاليا
في تلك اللحظة دلفت فداء وطرقت الباب طرقة بسيطة ومن ثم دلفت وهي لم تتوقع وجود أحدهم من والدها
فقالت 
_ بابا ...اا
لتقطع كلامها عندما تجد أحد الرجال مع والدها لكنها لم تتبين من هو بعد
وعندما الټفت اليها خالد امتعض وجه فداء وقالت في محاولة منها لأن تعود ادراجها
_انا متأسفة اوي مكنتش اعرف ان فيه حد مع حضرتك
ليهتف خالد بعدما لمعت أعينه بفكرة ماكرة
_ممم طيب يا عزت بيه أنا لقيت حل لموضوعنا ياريت تكلمني ع الساعة ٦ ابلغك بيه
تنهد عزت براحة وقال
_تمام يا خالد بيه شرفتنا وانستنا.
لينهض خالد من مكانه ليرحل مغادرا بينما يرمق فداء التي كانت تقف قرب الباب بنظرات باردة وغامضة مطولة وهو يقول 
_ سلام يا ... يا أنسة.
وبعدما غادر خالد قال عزت بضيق لفداء
_ايه اللي جابك هنا
_جيت اطمن عليك
_انا كويس يلا ارجعي على بيت جدتك.
_طب حضرتك تحب تيجي تتغدى معايا 
_لا بعدين بعدين مش فاضي
_تمام زي ما تحب
وغادرت فداء بائسة كما اتت وياليتها لم تأتي لأبيها في هذا التوقيت بالذات.
توقعوا ما الذي سيفعله خالد
شوق 
بارت ٨
أسماء عبد الهادي
__
تم إعداد طعام الغداء وانتظرت شوق لأن يعود أحد من أخوتها لكن أحدا لم يأتي.... رفعت وجهها لتبصر تلك الساعة المعلقة على الحائط لتجدها قد قاربت على السادسة ولم يعد منهم حتى أمير الذي يعود مبكرا قليلا قبل اخوته.
جلست على طاولة المطبخ وتحدثت إلى العم سيد
_وبعدين يا عم سيد هنفضل ننتظر فيهم إكده.
_متشغليش بالك بيهم يا أبلة شوق يجيوا في الوقت اللي هما عايزينه هنتظريهم ليه وقت ما يجوا ويطلبوا الغدا هنسخنه تاني ما أنا متعود معاهم من سنين على كدا
أسندت شوق يدها على

الطاولة وقالت بحنق 
_بس أني مبيعجبنيش الحال المايل ديه الأكل لازم يكون بمواعيد ثابتة والبيت ده لازم يكون ليه نظام مش طالعين خارجين من غير ظابط ولا رابط.
_كده هتتعبي يا شوق مش دول اللي حد ممكن يتحكم فيهم أو يقلهم يعملوا ايه او ميعملوش ايه... ده حتى غريب بيه مش بيقدر عليهم.
زفرت شوق بحنق 
_معاك حق يا عم سيد... أني هقوم أجيب المحمول أكلم أمير الأمر أشوفه راح فين... ديه حتى مكلمنيش يشوف رجعت من السوق ولا لا.
أبصرها العم سيد بإشفاق لأنها تعشمت فيه أكثر من اللازم
_مترفعيش سقف توقعاتك معاهم يا شوق هتتعبي يا بنتي صدقيني
_معلهش يا عم سيد اتعب دلوك علشان كلنا نرتاح بعدين او أتمنى ذلك ولو اني عارفة ان مفيش راحة إهنه.. راحتي هتكون في بلدي وسط عيلتي الحقيقية
_ربنا ييسر لك أمرك يا بنتي.
_ان شالله يخليلك عيالك يا راجل يا طيب انت 
بعد ذلك توجهت شوق إلى غرفتها وأمسكت بهاتفها واتصلت بأمير الذي كان يجلس وسط أصدقاءه في أحد النوادي الرياضية
وما إن أتاه الاتصال من شوق رفع الهاتف ليبصر المتصل وعندما وجدها شوق قال
_اوبا ده انا نسيتها خالص
لتهتف تلك التي تضع يدها على كتفه وتقول بدلال
_ودي مين بقا يا ميرو إنت مخبي عني ايه
_لا يا بيبي دي مديرة الفيلا عندنا كلمتني كتير وانا نسيت اكلمها خالص... استنى هرد وهرجعلك
_لا سيبك منها يا أمير مديرة فيلا ايه اللي هتسيبنا وترد عليها هتكون عايزة ايه يعني غير انها طالبة فلوس زيادة او هتشتكي من ان الوضع متعب عليها كلهم فظاع ويقرفوا اصلا
_لا لا شوق مش كدا أصلا دي حاجة كدا مخ....
قاطعت كلامه وهي تقول بحنق 
_ايه يا ميرو انت عايز تزعلني منك ولا ايه.
وضع أمير يده على زر انهاء الاتصال وقال وهو ينظر للفتاة بهيام
_لا طبعا يا بوسي هو انا أقدر أزعل الجميل ده مني.
نهضت من مكانها وقالت بتدلل 
_طيب إن كنت عايز تصالحني قوم تعالى نتمشى بالعربية وبعدها ندخل سينما
لم يستطع رفض طلبها ونهض معها مشتبكا يده في يدها.
لتهتف فتاة أخرى 
_على فين يا أندال لوحدكم كدا من غير ما تعرفونا.
لتهتف بوسي بخيلاء
_أنا وميرو عايزين نقضي وقت مع بعضينا لوحدنا شوية بعيد عن دوشة الشلة.
لتهتف الفتاة الأخرى باستياء
_يا سلام.
ليهتف أمير بحذر لأنه لا يريد أن يغضب الفتاة الأخرى
_معلش المرة دي يا بيرو ايام سوري.
لتعيد بيرو ظهرها للخلف وتقول بينما تعقد ستعديها أمام صدرها
_اوف.
___
عاودت شوق الاتصال مرة أخرى وهي تقول بحنق بينما القلق بدأ يتسرب إلى قلبها خوفا على أخيها 
_اوف ده مش بيرد ليه لازم يقلق قلبي عليه يعني... رد يا ابن غرييييب.
وعندما يأست من رده ألقت الهاتف من يدها وتوجهت إلى مصحفها وأمسكته برفق بين ذراعيها ومن ثم توجهت تجاه الشرفة وبدأت تتلو أيات القرآن الكريم.. لتريح قلبها من الهم الذي يعتلي قلبها.
___
أما تلك التي عادت الى شقتها وبدلت ملابسها وصلت فرضها توجهت إلى حيث المطبخ وأخرجت مشترواتها هي الأخرى وبدأت في إعداد طعام غداءها الذي يكفيها لعدة أيام حتى لا تطهو يوميا وهي التي ليس لديها الوقت الكافي لذلك
فهي قررت أن تعمل لفترتين في اليوم في الصباح تذهب للشركة التي تعمل بها وفي المساء تكمل عملها من خلال الانترنت اون لاين من شقتها فهي فكرت في هذا لتحسن من ډخلها اولا ولكي تضيع ذلك الوقت القاټل التي تقضيه وحدها بين جدران المنزل الذي رحل عنه ساكنيه الذي كانوا يسكنون قلبها ويرافقون روحها.
وضعت فداء الطعام على الطاولة وتنهدت بقلة حيلة وبدأت تأكل الطعام من غير شهية تذكر ولكن وفجأة وبدون أي مقدمات ظهرت شوق بأفعالها وتصرفاتها في مخيلتها فابتسمت تلقائيا 
_ياريت كان عندي يا شوق ربع اليقين والرضا اللي عندك الحمد لله على كل حال.
أنهت طعامها وحملت الأطباق التي لم تفرغ محتوياتها في لم تنهي طبقها بالكامل ووضعت المتبقي منه في المبرد ومن ثم قامت بتنظيف المطبخ والاطباق من آثار الطهي ثم توجهت لغرفتها وجلست على فراشها ووضعت جهاز الحاسوب المحمول على قدمها لتباشر عملها لكنها شعرت بالملل فوضعته جانبا ونهضت من مكانها حيث الشرفة لتستنشق بعض الهواء لتسمع صوت جرس الباب لتضيق أعينها في استغراب من ذا الذي يزورها الآن ومن هويته فهي لا تنتظر أحدهم ولا تتوقع أن يزورها أحد من الأساس فقليل من يعرفونها في هذه المنطقة السكنية.
____
ركضت خلفها لتثتيها عما تود فعله وهي تقول
_يا بنتي ارجوك انا بحاول اقنعك من امبارح متنهيش قلبي يا ميار بالله عليكي.
قالت بتصميم وهي تتحرك خارج غرفتها عازمة على أن تفعل ما نوته
_لا يا دادة أنا خلاص تعبت أنا هنزل يعني هنزل انتوا ليه محسسني اني هعمل چريمة أنا مش بقول هخرج برا الفيلا أنا هنزل تحت يا ناس هنزل تحت بس افهموا بقا... والله حرام عليكم
هتفت الدادة باشفاق وبؤس
_يا بنتي انا خاېفة خالد اخوكي يقلب عليكي وانتي عارفاه لما بيقلب بيكون عامل ازاي.
_لا يا دادة أنا مش هخاف مش هخاف من خالد تاني مش كفاية كل يوم يخرج ويقضي وقته براحته ويعيش حياته وانا محپوسه هنا ده حتى امبارح بعد ما كان هيقضي الوقت معايا اول ما جه أصحابه الرخمين دول نساني وراح معاهم ولا كأني حد مهم في حياته.
_لا طبعا يا ميار انتي مهمة اوي في حياة خالد يمكن انتي الحاجة الحلوة في حياته كلها وانتي عارفة هو بيحبك قد ايه 
قالت ميار والدمعات تتلألأ في اعينها
_لا يا دادة مبقاش يحبني انا مبقتش شايفة حبه ده أبدا.. أنا نازلة يعني نازلة
أمسكت الدادة ذراعها لتمنعها لتبعده ميار عنها پعنف وتتوجه مباشرة تجاه الدرج لتهبط درجة واحدة منه وكادت أن تهبط الدرجة الثانية لتجد خالد أخيها أمامها بالأسفل
متى عاد هو وكيف لم تلحظه حتى تسمرت قدماها مكانها وانتفض قلبها بزعر وهي تسمعه يصيح فيها هادرا 
_ميااااار 
___
دلف غرفتها دون أن يطرق الباب وقال بحدة لتنتفض توبا مكانها بفزع من دخوله الفاجىء وترفع بصره نحو
ليهتف هو بنبرة ساخطة
_خمس دقايق وألاقيكي لبستي علشان نازلين الجيم
أدارت وجهها الناحية الأخرى وقالت بصوت خفيض بائس
_مش نازلة معتش رايحة الجيم بتاعك ده تاني
وقف أمامها بحنق وهو يقول حانقا
_يعني ايه ان شاء الله أنا صبرت عليكي امبارح وعملت حساب لأمك وطنشت اليوم ده لكن من النهاردة مش هتفوتي يوم واحد يا توبا وهتخسي يعني هتخسي.
_أنا مش عايزة أخس ملكش دعوة بيا خليك في نفسك وبس يا بركات انا مبسوطة كدا 
_بس أنا مش مبسوط بالكرومبة اللي قدامي دي ومش راضي بيها أبدا
_يا اخي وانت مالك بيا هو اما اشتكيت لك
_ما هو علشان حظى العكر ربنا رزقني بأخت شوال زيك وانا استحالة اقبل تكون أختى برميل كدا فاتنيلي البسي يلا اخلصي.
_بطل بقا كلامك ده بركات انت معندكش قلب مبتحسش
_لا ما انا اتعديت منك ما هو لو كان انتي الاول بتحسي كنتي خسيتي بدل منظرك اللي يجيب المړض ده بت انتي هي كلمة خمس دقايق وتكوني جاهزة.
رحل بركات لتنتفض

توبا مكانها من البكاء حزنا على
تم نسخ الرابط