شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
البلد باللي فيها واللي معشتش يوم فيها متهني وادنلى ع مصر اجرب حظي في المدينة وكمان علشان انتقم من غريب ومخليهوش متهني في جوازته أبدا فضلت فترة كبيرة لحد ما عرفت ادبر أموري هناك واعمل شغل ليا وابتدي يكون ليا اسم ومركز كيف غريب وبس علشان لما أظهر ف الصورة مينقضيش عليا غريب من غير ما يرفله رمش ولما حسيت اني اقدر اقف ع رجلي رحت لغريب واوهمته اني ع علاقة بمراته طول السنين دي كلها وخاصة انه كان جاله علم اني اندليت ع مصر وراه علطول بدات شكوكه في امك تزيد يوم بعد يوم لحد ما لقيته طلقها مرة واحدة وبعتك انتي وهيا للبلد فرحت وده كان اسعد يوم ف عمري اني هقدر اتجوز حب عمري نزلت وراها البلد وكلمتها واترجيتها كتير انها توافق بس رفضت وكسرت قلبي وتنت ضهري لما قالت انها بتحب غريب ومش هتحب غيره رغم ظلمه ليها واتهامه ليها بالباطل الا انها رفضت تتجوز غيره واهو زي ما بيقولوا القط مبيحبش الا خڼاقه فضلت كتير اتحايل عليها وهي مرضتش أبدا تعطيلي وش وقالتلي كلمة وقتها صحت فيا شاكر الانسان تاني انها عمرها ما هتوافق على واحد خاض في عرضها بكلمة سوء واحدة حاولت ابرر ليها واحكيلها كل حاجة لكن حبي ليها مشفعليش اللي عملته معاها وطردتني شړ طردة من بيتها رغم انها كانت عايشة معدمة إلا إن نفسها كانت أبية اوي من وقتها تعبت وسافرت برا سنين اتعالج ولما صحتي اتحسنت ورجعت لقيت غريب عاش حياته بالطول والعرض ومعاه بدل الولد اربعه منهم ٣ رجالة وانا اللي فضلت عايش حياتي كلها وحيد وبائس ومريض ولما سمعت بمۏت أمك قلت على الدنيا السلامة وقررت أعكر حياة غريب وادوقه ولو جزء من اللي عمله فيا طول عمره نزلت وبدأت اشككه في نسبك تاني وبعتله رسالة انك بتشتكيلي منه كنت مبسوط وحاسس بالانتشاء وانا شايفه محتار دماغه بتودي وتجيب وبيبص لبنته اللي من صلبه بكل الكره والڠضب ده.
لكنها بعدها ابتسمت بمرارة وقالت
_ورغم انك شوفت مرارة وطعم ان أبوك ميساويش بينك وبين اخواتك دوقت طعم ان ابوك يتجاهلك وميسألش فيك الا انك قررت وبقلب جامد انك تدوقه ليا أني كمان مش اكده لاه وأضعاف مضاعفة كمان لاه براوة عليك يا عمي.
_سامحيني الحقد عماني مكنتش شايفك ولا شايف حد غير اني انتقم منه وافرح فيه وبس ورغم كدا كنت ساعات بشفق عليكي والله يا شوق وأنا أهو قدامك معترف بغلطي انا مستفدتش بحاجة من ده طول عمري غير اني عشت وحيد وحزين أنا مستعد اروح لغريب واعترفله بكل حاجة وءأكدله انك بنته وان أمك عفيفة وطاهرة سواء وهي ع زمته او بعد الطلاق امك كانت اشرف ست انا شوفتها ف حياتي مستعد أصلح كل ده يا شوق ومستعد اعطيكي التعويض اللي انتي عايزاه بس تسامحيني
وقفت مكانها ووضعت يدها في جيبها وأدارت له وجهها وقالت بجمود
_قلتلك يا عمي أني لو عليا أني مسامحة في حقي لكن حق أمي هسامح فيه كيف الله يصلح حالك بس بعيد عني أني معيزاشي منك ولا من غريب حاجة حتى لو قلتله الحقيقة هتكون بعد ايه واعمل بيها أيه غريب عمره ما كن ليا أي مشاعر أبوة في حياته هيجي دلوك وبعد العمر ديه وبكلمتين هيضغط على الزرار وقلبه هيتغير لاه مأظنش
وفي تلك اللحظة جاءت مكالمة من آيات التي قالت باستفسار
_أبلة شوق فينك ومحمولك مغلق علطول ليه... هو انتي بتچددي دارك ولا ايه علشان اكده باعتة ناس تهده
وقفت شوق محلها وقالت پغضب
_عملتها يا غريب وأعلنت الحړب عليا هروح فين أنا دلوقتي
_عرفت لما أقولك إن غريب مهيتغيرش
اقترب منها شاكر وقال بحب ولهفة
_ولا يهمك انتي هتفضلي معايا هنا ومستعد اكتبلك كل أملاكي إيه رأيك بالله وافقي يا شوق.
شوق
بارت ٣٨
أسماء عبد الهادي
ارادت شوق ان تطمئن على تلك المسكينه التي يظهر من طيات صوتها انها في حاله فزع شديد منذ ان رات بيتها يهدم لذا قالت محاوله ان تتحدث بنبره هادئه ولو كان كلامها غير صادقا
اطمئنت نفس ايات وهدأ روعها عندما سمعت ذلك قالت
_ طيب الحمد لله طمنتيني يا ابله انا كنت ھموت من القلق على بيتك.
ضحكت شوق بحسره لكن ايات لم تنتبه لها وقالت
_يا بنتي هو ده بتسميه بيت ديه عشه الفراخ كانت اقوى وامتن منها مليون مره ...مانتيش بتبقي فاكره في الشتاء كنت بحتاس ازاي والميه بټغرق داري من كل ناحيه بس ربنا بعتلي اولاد الحلال اللي جم وعملوها مشمع السنه اللي فاتت.
_ ايوه يا ابله معلش الحمد لله على ربنا اهو عوضك بالفيلا اللي انت قاعده فيها دلوقتي مع اخواتك
_ ايوه ايوه الحمد لله على كل حال
_المهم يا ابله الحمد لله اني اطمنت عليكي وحبيت اطمنك اني لحقتهم في اول الهدم فاخدت كل الحاجات الخاصه بيكي اللي هناك.
قالت شوق بالم وهي تتذكر اشياء امها التي تحتفظ بها
_ خلجات امي وجلابيتها اخذتيهم!
_ ايوه يا ابلة معايا اطمني
_ الله يطمن قلبك يا حبيبة اصلك متعرفيش ان الجلابية داي من ريحة المرحومة امي وعزيزة على قلبي ازاي
دي اللي كنت بتدفى بيها في ليالي الشتا الباردة كانت بتعوضني عن دفا حضڼ أمي ياااه يا بت لما كنت ألبسها اكده واغمض عيوني وانا بشم ريحتها واتخيل امي قدامي وبطبطب عليا
قالتها شوق ودموعها تنزل قهرا على أمها وما عرفته من ظلم وقع لها
_كانت دايما تقولي يا بت... اللي عند ربنا عمره ما بيروح والدايرة بتلف على الكل بلا استثناء ومفيش حاجة بتفضل على حالها الراحة والأمان مهياش اهنه الراحة في الجنة يا بنتي واني متأكدة إن ربنا مجبرش بخاطرنا في الدنيا هيكرمنا أخر كرم في الاخرة ان شاء الله وأنا متأكدة انه مش هينسانا ربنا مبينساش حد أبدا... الله يرحمها يابت كان عليها كلام حكم ومواعظ رغم انك علطول كنتي تشوفيها شديدة بس كان قلبها زي
البفتة البيضة وينحط ع الچرح يطيب عاشت طول عمرها مسكينة وغلبانة بصحيح لكن عمرها ما اتحوجت لحد الا لرب العالمين وبس
قالتها وهي تنظر لعمها شاكر الذي فاضت عيناه من الدمع ندما على ما اقترفه في حقها
لتقول آيات لمواساتها
_ الله يرحمها يا أبلة أني اسفة اني فكرتك
_ لاه يا حبابة فكرتيني ده ايه أمي أني عمري ما نسيتها لأنها عايشة في بالي ومش بتروح منه ابدا... الله يرحمها ويجزيها الجنان ويجزيها على صبرها على الظلم اللي شافته أني متأكده انه هيقر عنيها لأن أجر الصابرين ما أحلاه أجر... اقفلي يلا يا حبابة وشوفي اللي وراكي
_طب يا أبلة شوق أبلة فداء كانت بتسأل عليكي وكلمتني وقالتلي أبلغها لو كلمتك
_حاضر يا قلبي هكلمها أني أطمنها تسلمولي يا حبايبي والله ما طلعت من الدنيا الا بيكم وبحبكم ليا.
أنهت شوق الاتصال مع آيات وهمت لتغادر المكان
ليقترب منها شاكر ممسكا بيدها برجاء
_خليكي معايا يا شوق واوعدك هعوضك عن كل حاجة وهكتبلك كل أملاكي زي ما قلتلك
ردت بهدوء بعدما تنفست بعمق لعلها تخرج ۏجعها المكبوت
_ مفيش حاجة بتتعوض واللي راح مش بيرجع تاني واللي اتكسر ممكن يتصلح بس صعب يرجع زي الاول وأملاك قارون حتي متسواش عندي دمعة من عيون أمي خلي فلوسك معاك يا شاكر بيه يمكن تنفعك في علاجك
_ شوق انا معترف اني غلطان سامحيني يا بنتي كلنا بنغلط بلاش تجلديني أكتر
_ لازم تنجلد علشان تكفر صح عن ذنبك في حق أمي... اتعذب في الدنيا يمكن ده يهون عليك عڈاب ربنا في الأخرة ديه كان رمي محصنات واثم عظيم استغفر... ربنا عنه يمكن يغفرلك وزي ما قلتلك اني مسامحك في حقي كله يمكن ربنا بمسامحتي ليك يرضى عني لكن زي ما قلتلك أمي ماټت وذنبها لسه متعلق في رقبتك اللي يفكه مين ديه عند ربنا بقا ارجع لربنا يا عمي وتب إليه من كل اللي عملته زمان وربنا غفور رحيم .. فتك بعافية يا عمي
_ لا يا شوق خليكي هتروحي فين بعد ما غريب هد بيتك خليكي لحد ما أعملك أحسن منه طالما مش عايزة تقعدي معايا هنا
_ارض الله واسعة يا عمي ..السلام عليكم
_استنى يا شوق بالله عليكي
_ متحاولش يا عمي أني مش هقعد مع جلاد أمي
قالتها وغادرت تحت انظار شاكر المټألمة الذي يراها تغادر وهو مكتوف الأيدي لا يستطيع أن يقنعها بالبقاء
لذا فما كان منه الا انه ارسل خلفها حارسا شخصيا يراقبها من بعيد ويتدخل ان لزم الأمر
_ عايزك عينك عليها فاهم لو احتاجت اي حاجة تدخل من بعيد من غير ما تحس بيك
_ حاضر يا شاكر بيه
__
كان مهند أكثر الاخوة جنونا وقلقا على شوق لم يستطع تحمل علقم غيابها وهو لا يدري عنها شيئا
لذا فما كان منه الا أنه ذهب لمكانه المعتاد وظل يشرب ويشرب حد الثمالة حتى ينسى
لكن فجأة قفزت صورة شوق في مخيلته وكأنها تلومه على رجوعه للشرب والسكر مرة أخرى فانتفض من مكانه فزعا وبعدها قفزت صورة ميار وهي تنظر له بحزن
لذا فما كان منه الا أن نهض من مكانه ودمر تلك الزجاجات والكؤؤس التي أمامه وهو يقول
_ انا عارف ان اللي بعمله ده غلط واني بعالج الغلط بغلط اكبر بس ڠصب عني كنت عايز أنسى يا شوق... غيابك جنني كل لما افتكر جبني وندالتي وقتها بقى عايز اضرب نفسي يالجزمة على عملتي سامحيني يا شوق ارجعيلنا تاني واضربيني بالبلغة تاني زي ما تحبي لكن متختفيش كدا متوجعيش قلبي عليكي بالله.. ارجعي يا شوق
قالها وظل يكسر في كل الزجاجات حتى أن يده أصيبت بچرح عميق وهو لا يشعر بذلك
فأمسكه أحد
متابعة القراءة