شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
اني خلاص هوافق بابا على اللي بيعمله.. بابا لسه خارج من اوضتي دلوقتي بيقولي أجهز والفرحة مش سايعاه البسمة من الودن للودن.. ده انا مشفتوش سعيد بالشكل ده من بعد مۏت ماما... لو جوازي من خالد ده هيخليني أشوفه مبسوط كدا علطول فأنا موافقة وهبصم بالعشرة كمان.
تنهدت شوق وضمت شفتيها بأسف
_لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يا بنتي يخيب ظنا ويطلع انسان كويس يصون ربنا فيكي
ضحكت بۏجع وقالت
_بحلم مش كدا يا شوق
_لاه يا قلبي ان شاء الله يكون حقيقي ربنا مش هيضيعك أبدا وخليكي واثقة من اكده
_ان شاء الله يا شوق
_فوتك بعافية يا قلبي هكلمك لما تخلصي والله المستعان
وبعد قليل قد جاء المأذون
فابتسم عساف بثقة وقال _مش قلتلك يابني خالد هيتجوز مصدقتنيش
ابتلع مهند ريقه وظلت عينه معلقة على الباب الذي ستأتي منه فداء لحتى يرى من هيا خوفا من أن تكون تلك الفتاة التي أعجب بها من أول وهلة رآها.
ليهتف خالد
_عزت بيه المأذون جه.. نادي فداء ومن اوضتها من فضلك
مال خالد على كل من عساف ومهند
وقال
_يخلص كتب الكتاب وتستأذنوا وتمشوا وفي ايديكم المأذون تمام
ليهتف مهند بملل
_ولما هو جواز ليه يا زفت مقلتناش من بدري كنا هنبصلك في الجوازة ولا ايه
_مهند بالله عليك أنا ما فايق فمن فضلك عدي الليلة
ضغط عساف على يد أخيه
_خلاص يا مهند مش وقته
أعاد مهند ظهره للاريكة وقال
في تلك اللحظة أتت فداء مع أبيها وهي تحمل وجها خال من التعابير... صفحة وجهها بيضاء رفضت أن تحمل أي ملامح لفرح او حتى حزن عليها
ليتهند مهند براحة ويهدأ باله
_اوف الحمد لله مطلعتش هيا... بس لو مش هيا طب ليه التانية مقعدها عنده في الفيلا وايه حكايتها وليه مخبي عننا أمرها.
تم عقد القرآن وبعدها غمز خالد لعساف فنغز عساف بدوره أخيه في كتفه لينهض
بعد أن أدى مهمته وكان شاهدا على العقد.
بعدما انصرف الجميع وتبقى كل من عزت وخالد مع فداء
هتف خالد بعملية شديدة ودون أن ينظر حتى لفداء أو أن يوجه لها كلمة واحدة
_تمام يا عزت بيه .. كدا الاتفاق ده وادي الشيكات تقدر تأخدها تقطعها تولع فيها براحتك بقا
هتف عزت بفرحة
_تسلم يا جوز بنتي
ليهتف خالد وهذه المرة وجه كلامه لفداء
انصعقت فداء وهي تقول بعدم استيعاب او تصديق
_نعم
نمشى نروح فين
_ده ايه الغباء ده ... اكيد هنروح بيتي.. اومال احنا كنا بنعمل ايه من شوية
_لا ده كان كتب كتاب بس انا الجواز بعدين
_وانا كنت عايز اكتب كتابي بس وبعدين استنى ليه ان شاء الله.. انا كتب الكتاب علشان أخدك بيتي
هتف عزت باستغراب
_يعني انت مش ناوي تعمل فرح وحفلة لبنتي ولا إيه يا خالد بيه.
ارتبك خالد وقال كاذبا
_ها... لا طبعا هنعمل بس فترة كدا
_ماشي يا خالد بيه اللي يريحك
هتفت فداء بحنق
_لا ماشي ايه انا مش مستعدة لده.. انتوا قلتوا كتب كتاب وبس
_انا مش فاهم انتي عايزة ايه بالظبط
ومش مستعدة لايه ... انتي بقيتي مراتي يعني لما أحب أخدك لبيتي في اي وقت أخدك
_وهو مش لازم تشهير يا خالد بيه مش لازم الناس تعرف بجوازنا
_أبوكي وأصحابي كانوا شاهدين على العقد وجوازنا صحيح... بلاش افورة بقا واتفضلي قدامي
_لا مش هيحصل... انا مش جاية معاك في مكان.
بالخارج وقف مهند أمام سيارته
_عساف وصل انت اخينا المأذون ده وانا رايح مشوار كدا
_رايح فين احنا مش خارجين يا بني
_هحصلك بس مشوار مهم كدا لازم أعمله .
أكمل في نفسه
خالد أكيد مشغول في جوازته وهيتأخر هنا... فدي فرصتي في إني اعرف مين البنت دي.
شوق
أسماء_عبد_الهادي
بارت١٩
ركب سيارته واتصل بالخادمة مرة أخرى
_اسمعي أنا جاي في الطريق مهديلي الدنيا ها
_حاضر يا بيه انا تحت أمرك
نظر خالد لعزت والد فداء وقال بصرامة
_عزت بيه عقل بنتك خلينا نمشي أنا مش فاضي للكلام الفارغ بتاعها ده
هدرت به فداء ساخطة
_كلام فارغ ايه... يعني متجوزتي ڠصب عني وقلنا ماشي دلوقتي عايز كمان تاخدني بيتك ڠصب عني انت أكيد جرا لعقلك حاجة
_اه أديكي قلتيها متجوزك... يعني مش بطلب حاجة مش من حقي... اخلصي بقا ولمي الدور علشان اللي انا عايزه هو اللي هيمشي.
_مش هيحصل أنا مش جاية معاك في مكان أنا لما وافقت كان كتب كتاب وبس... بابا من فضلك قول حاجة انا مش عايزة اروح معاه.. أنتوا فاجئتوني باللي بيقوله ده.. أنا .. أنا مكنتش اعرف كدا
تكلم عزت ببرود شديد
_وفيها ايه يا فداء يلا اتفضلي روحي مع جوزك.
_نعم بابا حضرتك بتقول ايه.. لا أنا مش رايحة معاه في مكان
_فداء قلت اتفضلي وبلاش شوشرة مش عايزين خالد بيه يزعل مننا
نظر خالد لفداء باستهزاء فأبيها في صفه
لتهتف فداء بحنق
_يعني ده اللي خاېف منه وبس يا بابا .. خاېف على زعل الزفت ده ومش خاېف على زعلي أنا .. أنا بنتك...
لم يتحمل خالد أن تنعته زوجته بهذا اللفظ فما كان منه إلا أن رفع يده وصفعها بحدة
_أخرسي وقلة أدب وطولة لسان أنا مش عايز
اتسعت عيني فداء پصدمة وحملقت في أبيها بزهول ثم بدلت نظراتها بين كل من والدها وخالد وهي لا تنطق بحرف واحد من شدة الصدمة فهي الآن باتت تدرك من هو الرجل الذي تزوجته.. من هو الرجل التي ألقت نفسها في جحيمه والان أدركت أنها اقترفت خطئا فادحا في حق نفسها عندما وافقت على تلك الزيجة ولم ترفض وتعافر كما طلبت منها شوق
ليهتف أبيها بحنق
_أحسن تستاهلي فضلت أقولك لمي الدور يا فداء كدا تكسفيني قدام خالد بيه
لم تكن صدمة فداء بلطمة خالد بقدر صډمتها في رد فعل أبيها ظنته هيثور وينفعل كيف يضرب خالد ابنته أمامه بهذه الطريقة وكيف يمد يده عليها من الأساس لكنه لم يفعل بل يلومها هي يلومها على شىء كان مفآجئا بالنسبة لها هي لن تتوقع أن يطلب منها خالد أن تأتي معه للبيت هي ظنته عقد قرآن فقط وبعد مدة حفل الزفاف لأي زيجة طبيعية.. لكن ما يحدث فاق توقعاتها... كانت قد قررت أن تزوم وتزمجر لكن بعد رد أبيها كم شعرت بضآلة نفسها وحقارة شأنها وهوانها على الناس فصغرت الدنيا في وجهها وأظلم كل شىء حولها.
ليهتف خالد بينما يمسكها من يدها ويجرها خلفة
_يلا اتحركي
سارت خلفه كالدمية بلا روح فقط تشيع والدها بنظرات معاتبة لو كانت سهما لاخترقت قلبه فأوجعته لكن على ما يبدو انه لا قلب له من الأساس.
فتح باب السيارة وادخلها بها ثم لف نحو الباب الآخر وجلس خلف مقود السيارة بجوارها
وقاد السيارة بهدوء دون أن يتفوه بكلمة
أما عزت فبعد أن ابتعدت السيارة بابنته حتى نزلت دمعة من عينيه... ترى هل دمعة ندم.. أم دمعة فرحة بأنه زوج ابنته لرجل غني
لكنه على اي حال تحرك من مكانه واغلق الشقة جيدا بعد أن أغلق الأنوار وغادر هو الآخر
في الطريق
رفع خالد هاتفه على أذنه وقال وهو ينظر لفداء التي تطأطأ وجهها ولا تنظر له ولا حتى حولها لتشاهد الطريق
_دادة من فضلك قولي لسامية تحضرلي عشا كويس علشان جاي ومعايا ناس
_حاضر يا خالد بيه
_دادة ظبطتي الأوضة اللي قلتلك عليها
_ايوة يا خالد بيه كل حاجة جاهزة اطمن . بس انا مش فاهمة انت هتجيب حد عندنا يقعد فيها ولا ايه
_هقولك كل حاجة لما ارجع يا دادة
_اللي تؤمر بيه يا خالد بيه.
_
كاد مهند أن يصل لفيلا خالد صديقه
حتى اتاه اتصال من سامية الخادمة
_ها ظبطتي الدنيا.
_لا ارجع يا بيه.. خالد بيه في الطريق وجاي ومعاه حد كمان لانه طالب عشا
زفر مهند بحنق وضړب مقود السيارة بيده
_اوف على الحظ أكيد راجع بمراته اللي اسمها فداء دي ... ماشي يا سامية... في اي وقت تلاقي الوضع عندك مناسب تبلغيني فورا
_عنيا يا بيه انت تؤمرني أمر
ألقى مهند الهاتف من يده ليسقط جواره على الكرسي
_غوري جتك البلا واحدة خاېنة تبيع نفسها علشان الفلوس كلكم مقرفين
لكن قفزت صورة ميار في وجهه ليقول
_الا انتي انا متأكد لان لو لقيتك زيهم وربي وما أعبد ما هرحمك ومحدش هيخلصك من ايدي... ولازم أعرف بتعملي ايه عند خالد وهحاسبك على دا كويس اوي.
اتصلت شوق بفداء لتعلم ما الذي حدث معها فقلبها يؤرقها كثيرا عليها لكنها لا ترد فخمنت أنها مازالت تجلس معهم
لذا انتظرت قليلا وعاودت الإتصال لكن لا رد شارفت الساعة على العاشرة وفداء لا تستجيب لهاتفها أبدا
فأصيب قلب شوق بالقلق حيالها وهي التي لا تعلم أن خالد أخذ فداء إلى بيته وتركت هاتفها في بيت جدتها.
_ روحتي فين بس يا فداء ومبترديش ليه على المحمول طب حتى كنسلي عليا او ردي ثانية واقفلي متسبنيش إكده أني مش عارفة ليه قلبي واجعني دلوك عليكي ليه.
في تلك الاثناء اتصلت توبا بشوق وهي تبكي
_ ابلة شوق معلش اني بكلمك لو انتي مشغولة
انا هقفل وهكلمك وقت تاني
_ استنى بس مشغولة ايه... لو مشغولة افضالك يا چميلة مالك إكده بټعيطي ليه كفا الله الشړ.
قصت عليها توبا ما حدث معه.
فلاش باااك
هبط بركات أسفل البناية التي يسكن فيها وقابل صديقه بالصدفة كانت توبا تقف في شرفة غرفتها وتسقي الزرع الموضوع بها فسمعت أخيها يقول
_ ايه يا ابني مردتش عليا ليه واختفيت ليه كدا
توتر صاحبه سعيد
_ااه .. انا موجود اهو
هتف بركات بحماسة فهو يريد تزويج أخته توبا له
_وها شوفتها ولا إيه
أنا شاورتلك عليها وهي طالعة العمارة ها شوفتها
تنهد سعيد بضجر
_اه شوفتها
_وايه
رأيك
_بس دي تخينة اوي يا بركات أنا مفكرتش كدا تخينة تخينة بزيادة يا ابني ليه كل دا
اغتاظ بركات من أخته وهتف لمحاولة إقناعه
_يا بني دي بتعمل رجيم وبدربها في الجيم ... بس تنكر انها حلوة.. تنكر ولا لا
_ لا منكرش هي حلوة مفيش كلام بس ... بس يعني متأخذنيش في الكلمة يا بركات انت صاحبي وحبيبي وأنا يزدني شرف اني أناسبك بس أختك مهياش البنت اللي بدور عليها...وكل شىء في الأول والأخر قسمة نصيب
تراجع بركات باحباط وقلة حيلة ورد بتفهم_
فاهمك يا صاحبي.
_ طيب يا بركات هسيبك أنا علشان عندي شغل
_ تمام .. تمام يا صاحبي مع السلامة.
ودع بركات صديقه وصعد بالأعلى ليبث همه كله في أخته.
والتي استمعت المحادثة وتألمت لكنها كانت تحاول تجاهل ذلك جاهدة كما أخبرتها شوق.
لتدلف غرفتها على الفور وبعد دقائق تتفاجىء بأخيها بركات بدلف غرفتها وهو في قمة
متابعة القراءة