شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
هتبقى اول واحد يفرح فيا زي عساف اكده
ليهتف أمير بإنزعاج
_شوق انتي بتقولي ايه
ابتسمت شوق بۏجع
_لا متخادش في بالك يا أمير أني رايحة أروح آيات وأشوف البنت الغلبانة فداء
حاولت أن تنهض من مكانها بكان الألم يداهمها بشدة تحاول مقاومة الدوار الذي أصابها من شدة لطمات خالد لكنها لم تستطع
فتقترب منها وتعاونها على النهوض
هتفت فداء بۏجع وحزن
_لا يا دادة ساعديني بالله عليكي ألبس هدومي وأمشي من هنا
_تمشي تروحي فين يا فداء
_مبقاش ليا مكان هنا خلاص يا دادة
_لا يا فداء اوعي تقولي كدا انتي بقيتي فرد من العيلة هنا وان كان على الل عمله خالد فاعذريه معذور مكلوم على اخته وطاح فيكي من غير ما يقصد ساعة شړ يا بنتي
_وفداء يا ميار
_مش هسيبها هفضل على علاقة بيها واعرف أخبارها منك اول بأول يمكن ربنا يفرجها وخالد يفك أسرها وساعتها تقدر تزورني او اشوفها ف اي مكان
_لا يا فداء متمشيش
_لا بالله عليكي ساعديني أمشي قبل ما يرجع
_متخافيش مش ھيأذيكي تاني
_هتمشي ازاي في حالتك دي وكمان من غير ما تطمني على ميار
_معلش هبقى اطمن عليها منك انا واثقة انها كانت كويسة مع شوق
همت فداء لتسير وحدها فكادت أن تسقط
فصاحت الدادة پخوف
_فداء حاسبي لا انا مش هسيبك تمشي
بكت فداء بۏجع _لا همشي يا دادة بالله عليكي بلاش تضغطي عليا أكتر من كدا
حتى استمعت لذلك الصوت الرجولي الخشن والقاسې والذي جلجل كيانها فوقفت متصنمة في مكانها
_استنى عندك
كزت شوق على شفتيها وقالت في نفسها
_جالك المۏت يا تارك الصلاة
التفتت بوجهها لأبيها
فتسمعه يقول
_لمي حاجتك واطلعي استنيني برا عند العربية
رمشت شوق عدة مرات وبعدها ضمت شفتيها ومن ثم ابتسمت بسخرية
ليهتف مهند بحنق
_استنى يا شوق
أما أمير فقال
_ليه عايزها تمشي يا بابا مش لسه عقدها مخلصش
ليطالع غريب وجه ابنه الذي تشوه من ضړب خالد له وقال حانقا
_منتظر أعرف منك ليه خالد عمل فيك كدا وكان ناوي يبلغ البوليس على هنا ليه عملت مصېبة ايه
هتف مهند بانفعال
ليهتف غريب بانزعاج
_سمعة إيه دي اللي اطمن عليها انتوا مش شايفين نفسكم واللي بتعملوه
ليهتف مهند بحنق
_ده اللي احنا اتربينا عليه يا غريب بيه جاي تشتكي ليه دلوقتي ها عامة ارجع تاني من مكان ما جيت أحنا كويسين وزي الفل ومش محتاجين مساعدة حد.
رمقه غريب بإنزعاج فهو يحادثه بتلك الطريقة وأمام شوق لذا الټفت ليغادر بعدما قال
_اتمنى يكون الوضع مستقر فعلا انتي يا زفتة تعالي ورايا
ليقترب أمير من شوق
_استنى يا شوق متمشيش الا لما تخلصي عقدك
لتهتف شوق وهي تتنفس بمرارة
_أمير أنا هستأمنك على آيات تروحها المدينة الجامعية وعارفة ومتأكدة انك مش هتضايقها نزلها بعيد شوية ع السكن علشان متجبلهاش الكلام
_استنى يا شوق انتي هتمشي بجد
_مش عارفة هشوف يمكن أقدر أقنع غريب بيه اني أقعد شوية كمان... بس الاكيد انكم هترتاحوا مني مش أكده يا عساف
نظر لها عساف بارتباك ولم يستطع أن يرفع أعينه لذا حادها بعيدا عنها فهو بالفعل اعتاد على وجودها لكنه يعاند ولا يقوى على قولها
أما مهند فقال بجدية
_لو عايزة تقعدي اقعدي يا شوق ولو عايزة تمشي محدش هيقدر يمنعك
تنهدت شوق بقلة حيلة فهي متأكدة أن أبيها لن يسمح لها بالبقاء أكثر لذا قالت
_حيث كدا أشوف وشكم بخير فتكم بعافية وأني أسفة لو كنت ف
مرة قليلة الزوق امعاكم او ضايقتكم
قالتها ودلفت شوق لتسلم على آيات قبل ان تغادر وتحمل بؤجة ملابسها وترحل
وقف الثلاثة شبان يطالعونها بحزن ولكن لا يستطيعان منعها ظنا منهم أنها رغبتها
توجهت شوق إلى حيث يقف غريب والذي ما إن رآها حتى نهرها بشدة وهو يصيح بها
_كنت عارف انك فاشلة ومش هتقدري على المهمة طول عمرك فاشلة ومش هتقدري تعملي حاجة عدلة ف حياتك كانت غلطة مني اني فكرت أستعين بواحدة زيك السواق هيرجعك من مكان ما جيتي ومش عايز اسمع اي شىء بخصوصك فاهمة
أغمضت شوق أعينها وحاولت امتصاص ڠضبها من كلامته اللازعة التي تسلخ روحها وقالت بكل قوة
_أمرك يا غريب بيه أوعدك انت مش هتشوف وشي ولا تسمع عني أي خبر من اهنه ورايح فتك بعافية
قالت ذلك ونظرت نظرة أخيرة على الفيلا وشيعت بنظراتها آيات التي كانت تقف من بعيد وتتألم من أجلها فهي الوحيدة هنا التي تعلم بأمرها
وركبت السيارة وانطلق السائق بها مبتعدا عن المكان
لتسقط دمعة من عينيها قهرا على حالها فشلت هي في كتمانها كما تفعل كل مرة
شوق
بارت٢٨
أسماء عبد الهادي
يد حانية تربت على الجميع دون استثناء بقلب صادق ولا تجد من يربت على قلبها هي تحاول تضميد چروح الآخرين وجرحها يدمي ولا يأبى التوقف عن الڼزف تعطي بلا مقابل وليس لديها شىء لتسكن به ۏجعها سوى تماسكها تماسكها فقط والذي بات ضعيفا في تلك اللحظة
فهي لم تكن تريد الرحيل الآن هناك من مازال بحاجة إليها توبا فداء ميار آيات كلهن كانت رغم حاجاتهم إليها كانوا سلواها على حالها.
استغلت عدم رؤية أحد لها ففرت دمعة متمردة على خدها ولم تمنعها بل فتحت لها الباب على مصرعيه حتى تخرج المزيد والمزيد لم تتوقف إلا عندما استمعت لرنين الهاتف وعملت من المتصل
سريعا مدت يدها ومسحت تلك الدمعات وتنحنحت بصوتها ليبدو طبيعيا لا شىء فيه.
_أيوة يا أيات يا حبيبتي خير ركبتي مع أمير.
كانت آيات تقف بخارج الفيلا وهي تشعر بالأسف على ما حدث لشوق راعها أن تعود لبيتها المتهالك وفقرها المعدم بينما ينعمل أهلها هنا في الملذات والراحة راعها أن تغادر هكذا والكل يظنها خادمة لذا قالت پبكاء
_أبلة شوق أني هقولهم على كل حاجة
لتهتف شوق باندفاع
_لاه لاه اوعي يا آيات تقولي حاجة الله يرضى عنيكي يا بنتي.
_ليه ليه يا أبلة كل ديه يحصلك ليه القسۏة داي
تحدثت شوق بعقلانية وقلب صابر
_قدر ومكتوب يا بنتي الحمد لله معلهش بكرة تفرج وتبقى عال
_بس حرام والله حرام
_يا بت دا انتي تفرحي أني راجعة البلد وهكون وسطيكم تاني
_لاه معيزاشي ترجعي للفقر والحرمان ديه تاني.
_انا غنية بيكم يا آيات انتم عزوتي وناسي وفرحتي معاكم مش فقيرة يا هبلة بالعكس أني اهنه كنت وحيدة وفقيرة لكن معاكم كنت لا كنت بحس اني جار أهلي وحبايبي الحقيقين بالله ما تزعلي ولا تنقهري اكده يا ضنايا اني كويسة وراجعة لأصلي من فات قديمه تاه... يلا أني هدق على الواد أمير يوصلك هوا نسي ولا إيه
_هتوحشيني يا أبلة
_منتظراكي في أجازتك يا حبابة انتي استودعك الله يا غالية
كان أمير أكثر إخوته حزنا على مغادرة شوق حتى انه بقي مكانه يشعر أنه هنالك ثمة شىء عزيز فقده
لذا قال وكأنه يفكر بصوت مسموع سمعه اخوته الذين وقفوا محلهم لدقائق ولا يدرون لما توقفوا هكذا.
_انا حاسس ان شوق فيها حاجة غريبة شوق مغلطتش علشان تمشي انتوا مش حاسين بحاجة زيي
نظر عساف أمامه بشرود وكأنه كان يفكر في الأمر ثم فاق من شروده وزفر بحنق وقال
_انا ماشي
أما منهد فعاد أدراجه للداخل وصعد إلى غرفته ليريح جسده على الفراش واضعا يده أسفل رأسه وظل ينظر للسقف بشرود هو الآخر.
بالأسفل ظل أمير واقفا في مكانه لا رغبة له بفعل شىء حتى جاءه اتصال من شوق فقال بحنين من الآن
_شوووق
قالت شوق بحنان
_هتوحشني والله يا واد يا أمير
رد أمير بملاطفة
_صدقي فعلا هيوحشني الكلمة دي منك يا شوق
_انت يا ولا أني مش قلتلك وصل آيات الوقت اتأخر عليها انها تمشي لوحديها
وضع أمير يده على ناصيته
_اوبا أنا نسيتها هروحلها حالا
مطت شوق شفتيها
_نسيتها طيب يا خويا الحقها يلا انجز
_حاضر يا شوق
_خد بالك منها ومن نفسك يا ولا.
هنا تنهد أمير بضيق فهو سيفتقد من كانت تهتم به كثيرا وكأنها أمه الذي هو مفتقد اهتمامها.
_حاضر يا شوق
انهى الاتصال مع شوق وركب سيارته وانطلق للخارج ليبحث عن أيات فوجدها تسير بمفردها في الطريق وعلى ملامحها آثار الحزن
فترجل من السيارة ووقف جوارها وهو يقول
_أنا أسف والله تعالي اتفضلي اركبي.
بدت آيات مترددة لكن كانت ثقتها في شوق كبيرة فوافقت في الركوب معه وركب بالخلف.
ليهتف أمير بعدما استقر بالسيارة
_متزعليش أنا كنت منزعج علشان شوق ماشية فنسيتك والله مش قصدي حاجة.
تنهدت آيات بحزن على شوق أيضا
_أني مش زعلانة منيك أني كمان زعلانة على الأبلة أوي
_انتي تعرفيها من زمان
_أيوى طبعا أبلة شوق هي اللي مربياني
_اها من بلدياتها يعني حلو أنا كدا ضمنت أخلاقك عاملة ازاي ما انتي تربية شوق بقا
لم تسمعه آيات جيدا
_بتقول حاجة يا أستاذ
_أيات بالله عليكي كلمة أستاذ دي بټعصبني قولي أمير.
نظرت له آيات بامتعاض
_خلاص أني مش هتحدت من أصله
_لا لا خلاص أستاذ أستاذ رغم اني مش بالعها أبدا المهم ممكن تحكيلي أكتر عن حياة شوق عندكم في البلد
ابتأست آيات وهي تقول
_غلبانة ووحدانية يا حبة عيني لولا أهل البلد بيحبوها كانت ماټت من الجوع وخاصة انها كل قرش يجيها بتبخل بيه على نفسها بس مبتبخلش بيه على غيرها أبدا دايما اللي في بوءها مش ليها دايما تقولي اللقمة داي جاية لصاحب نصيبها مش ليا الله يصلح حالها ويسعدها اتعلمت منها حاجات جميلة كتير اوي وكان نفسي ربنا يعوضها خير.
قالت آيات ذلك وسقطت دموعها أسفا على ما آلت له أحوال شوق.
ليتنهد أمير بحزن وقال
_أنسة أيات ممكن أطلب منك طلب بس من فضلك متكسفنيش لاني هحتاجه فعلا
_والله على حسب الطلب يا أستاذ
_انا كنت عايز رقمك علشان لو حبيت أبعت معاكي أي حاجة لشوق هكون متأكد انك هتقدري توصليها.
صمتت آيات وبدت وكأنها تفكر فقال أمير
_أرجوك وافقي علشان خاطر شوق
_هوافق بس بشرط الله يكرمك يا أستاذ اوعى تعطي رقمي دون لأي حد ولا انت تستغل الفرصة وتكلمني كل شوية الله يرضى عنيك أبوي لو عرف هيبهدلني.
_لا اطمني مش هعمل حاجة من دي
_ماشي
اما خالد فما إن أخذ أخته من فيلا أولاد غريب وأصبحت ميار بين يديه مرة أخرى فقد كان كمن ردت اليه روحه من جديد.
لاحظ تشبث ميار به ونظرتها الفرحة له بين الفنية والأخرى لذا قرر وبم أنهم بالخارج أنها يأخذها ويذهبان إلى أي مكان يتناولان الطعام معا فيه فميار لم تحظى بتلك
متابعة القراءة