شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

إلى الغرفة لتطمئن عليها ...
شوق
بارت٤٥
أسماء عبد الهادي
__
دلفت بكل لهفة ولوعة لترى تلك التي تعتبرها أختا صغرى لها تحبها أكثر من نفسها..
كانت تأن من الألم وتتوجع بصمت لا تقوى على أن يخرج صوتها فيزيد أبيها من ۏجعها أكثر إن سمعها واختها تلك التي أحضرت لها مسكنا تحاول أعطاءه لها عله يخفف اوجاعها لكن أنى لهذا المسكن البسيط أن يسكن تلك الآلام والندبات التي نشبت في روحها وليس جسدها فقط كيف لأبيها أن يكون جلادا لها بلا رحمة هكذا دون أن يمهلها لحظة لتنطق وتدافع عن نفسها كيف يشك بها ويتهمها بهذا الجرم الشنيع وهو الذي يعرفها جيدا.
لكنها ما ان رأت شوق تقترب منها وتبكي تحسرا على منظر وجهها المتنفخ والمدمي وجسدها المرهق كورقة زابلة حتى أحست أن روحها المسلوبة منها عادت من جديد فها هي قد أتت من تعلم آيات تمام العلم أنها ستنصرها وتساعدها 
بكت الاثنتان بشدة لتقول شوق پبكاء وهي تمسح على شعرها 
_متعيطيش يا غالية دموعك ڼار في قلبي والله يا بنتي أني چيتلك أهو وحقك على راسي أني يا حبة عيني ياريتني كنت أني بدالك اللي أخدت الضړب ديه ...ولا تشوفيش انتي أي أه سلامتك يا قلبي ألف سلامة چيتلك ومش هسيبك أهنه لحظة أبوكي ديه مبقالكيش قعاد معاه بعد النهاردة...
حركت آيات رأسها بالموافقة وكأنها كانت تنتظر أن يخلصها أحدهم من بين يدي أبيها 
لتهتف

هيام برجاء
_ايوة بالله عليكي يا أبلة شوق خديها من اهنه بعيد عن يد أبوي اللي مش هيبطل انه يطيح فيها وكمان ناوي يجوزها صابر واد عمي كمان.
ابتسمت لها شوق من بين دمعاتها وربتت على كتفها فهي تعلم والآن تأكدت أن هيام تكن المشاعر الصادقة لصابر تماما كما يكنها هو لها ولهذا لم يصر على جوازه من آيات لكنه كان مستعد لأن يفعلها فقط ليخلصها من يد أبيها
_اطمني آيات مش هتتجوز صابر آيات هتتجوز أمير.. إيه رأيك يا أيات.. أمير طلبك من أبوكي وهنأخدك ونمشي من اهنه علشان تكوني تحت عيني آني يا قلبي.
__
في الخارج هتف عبد الصبور بوجه منزعج 
_لاه أني مش موافق على جوازك من بتي ... ومنيش مدين باعتذار لبتي ولا حاجة.. داي بتي يعني اقطع رقابيها أولع فيها ديه براحتي ومحدش له عندي حاجة يلا خد خواتك واتفضلوا من اهنه وبكفاية لحد اكده.
لم يرد أي من اخوة شوق وانما تولى أخيه حسين المهمة فقال حانقا 
_كلام ايه ديه يا عبد الصبور يا خوي دولن ضيوفنا ومش من اهنه يعني فين واجب الضيافة وكرمه يا خوي.
ليهتف أمير بحنق هو الآخر
_لا يا عم حسين أنا مصر على طلبي وأتمنى مترفضوش أنا هحط آيات في عنيا والله العظيم
_اهدى بس يا ابني الأمور متتاخدش بالهوجة داي انت شايف احنا في ايه ولا في ايه 
_لا ده وقته ياعمي معلش.. انا عايز أخد آيات أعالجها من اللي حصلها ومش هقدر أعمل كدا الا وهي مراتي
ليهتف عبد الصبور مفكرا في كلمات أمير 
_وانت على اكده عنديك شقة!! 
ليقول أمير بحماسة وهو ينظر لاخوته 
_عندنا فيلا كبيرة يا عمي وان شاء الله هعمل فيها جناح خاص بينا يكون ليها كامل الحرية فيه.. ولو حضرتك طالب شقة لوحدها مفيش مانع
ليقول عبد الصبور لتعجيزه 
_لو عايز بنتي الداكتورة آيات كفاية عليك تأخدها اكده بشنطة هدومها 
ليقول مهند في نفسه ساخرا 
_دلوقتي بقك بنتك والدكتورة كمان.. راجل عجيب.
أما أمير بقال بلهفة فأخيرا سيظفر بآيات 
_ولو من غير شنطة هدومها كمان أنا هتكفل بكل حاجة وكمان بتعليمها لحد ما تخلص وتتعين كمان.
جلس عبد الصبور 
_حيث اكده بقا نقعد علشان نتفق في تفاصيل كل حاجة ونتمم الجوازة 
أخذ أمير نفسا عميقا وأخرجه براحة وهو ينظر لأخوية اللذان يبتسمان له براحة.
__
وبالفعل تم عقد قرآن آيات وأمير الذي كان قلبه يقفز بسعادة 
ليأخذ حسين الدفتر ويذهب به لداخل غرفة آيات 
_لازم نأخذ موافقة العروسة بردك داي الأصول 
دلف للداخل وقال باسما 
_يارب يا ستير.. ها يا آيات يا بتي موافقة على أمير
نظرت آيات لشوق للحظات ثم أخفضت رأسها بحرج 
لتقول شوق باسمة 
_موافقة ان شاء الله يا عم حسين
_حيث كدا بقا هاتي يدك وامضي اهنه يا بتي
ففعلت آيات بيد متعبة لتهتف شوق وهي تقبلها 
_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 
لتطلق أمها الزغاريد الفرحة فهي متأكدة ان ابنتها ستكون في عناية شوق لذا فهي لن تقلق بشأنها.
بعد ذلك تم نقل آيات لسيارة أمير فلقد حملها عمها بنفسه لداخل السيارة بينما ودعتها أمها واختها والجميع
لتقترب شوق من صابر وتهمس له 
_شهل انت كمان علشان تنال المراد ومتترددش اني اللي بقولك
اتسعت ابتسامة صابر وقال بفرحة
_انتي قصدك ايه يا أبلة انتي عرفتي ازاي 
_عليا أني يا واد يا صابر .. فاتح أبوك في حموتها وتم المراد انت كمان.. قبل ما تطير منك
_لاه تطير مني ايه اني هكلم ابوي فوريرة 
ابتسمت شوق
_ربنا يسعدكم يارب
استقل عساف سيارته وهم مهند ليركب معه ليقول أمير 
_لا مهند تعالى سوق عربيتي 
_ليه
رد بارتباك
_اصلي مش هعرف اركز في حاجتين في وقت واحد قالها وهو ينظر لآيات المغمضة بارهاق..... بفرحة شديدة لانها أصبحت زوجته 
لتقول شوق وهو تأخذ مقعدها جوار آيات 
_سبحان الله مصائب قوم عند قوم فوائد .. هنيالك يا واد يا أمير.. لا كان وقته ولا مكانه بس مكتوبالك يا خوي
ليرد أمير بفرحة 
_ربنا بيحبني أوي يا شوق الحمد لله انا اسعد واحد في الدنيا علشان آيات بقت من نصيبي
لتفتح آيات أعينها وتنظر له
ليهتف أمير وهو ينظر في عينيها مباشرة 
_سلامتك ياحبيبة قلبي الف سلامة عليكي ..ياريتني أنا وانتي لا... متعرفيش قلبي واجعني عليكي قد ايه.. انتي حبيبتي ونبض قلبي وكل شيء في الدنيا دي... انا أسعد انسان في الدنيا علشان فزت بيكي
ليلكزه مهند بغيظ فهو كم يتمنى أن يحظى هو الآخر بميار لكن حلمه صعب المنال الآن 
_ما تخف يا عم النحنوح ما تراعي اللي حب ولا طالشي اللي جنبك ده هو ايه اصله دا.
لينخرط كل من شوق وأمير في الضحك ليقول أمير 
_ اخدة بالك انتي يا شوق من الناس الغيرانة
_ أخدة بالي أوي يا واد يا أمير يا عيني على اللي حب ولا طالشي يا عيني
ليهتف مهند بانزعاج
_ هتتلموا انتوا الاتنين ولا ازعلكم
لتهتف شوق 
_وعلى ايه يا واد يا مهاند .. اسكت يا واد يا أمير الطيب أحسن .. اسكت انت عريس النهاردة بدل ما يكدرك
ضحك أمير 
_ لا انا هتكتم خالص مش هسكت بس انا ما صدقت افرح قال اتكدر قال
ضحك مهند
_ ايوا كدا خاف يا عيد 
ليطرق عساف على زجاج السيارة
_ اه انتوا هما عمالين تضحكوا وتهزروا وانا ابن البطة السودا مثلا.. تعالي يا استاذة شوق معايا عربيتي
ضحكت شوق من قلبها فها هي ترى خيوط السعادة ها هي تنسج أمامها من جديد
_ لاه أني مش هقدر اسيب آيات لوحديها في حالتها داي .. انت ليك مهمة تانية ياولا 
_مهمة ايه دي
نظرت شوق لآيات وقالت رجعالك يا قلبي حالا 
ثم نظرت لمهند
_اطلع بالعربية على اول الطريق واحنا هنحصلكم أني وعساف 
_ هتعملي ايه 
_ اسمع بس مني واطلع يلا 
_ ماشي 
___
أخذت شوق أخيها عساف لبيت عفاف لتسمع أمها تعنفها بحدة 
_ عملتي اكده ليه يا بت بطني.. عملتلك ايه البت الغلبانة علشان تفتري عليها اكده.. اوعي تكوني انتي اللي عاملة المصېبة وبتلبسيها فيها عملتي ايه انطقي 
قالها وهي ټضرب ابنتها التي تبكي دون ان تتفوه بحرف
لتتنهد شوق في نفسها
_ كنت عارفة ان ديه اللي هيحصل
ثم رفعت صوتها
_ السلام عليكم يا خالة ام عفاف .. اني كنت معاودة مصر وعايزة عفاف تعاود معايا
هتفت ام عفاف بغلب 
_ استنى بس يا ابلة شوق لما اعرف بنتهي هببت مصېبة ايه داي... ديه ابوها يروح فيها طوالي
نظرت شوق لعفاف بنظرة عتاب لترمقها عفاف بنظرة رجاء لألا تفضح أمرها فقالت شوق
_ لاه ربنا ما يجيب مصايب كفا الله الشړ... مفيش حاجة يا ام عفاف خلي بس البنت ترجع جامعتها واطمني على بتك معاي
تركت عفاف مكانها وركضت تقف خلف شوق 
لتقول شوق 
_ اسمحيلها تاجي يلا يا ام عفاف اني لازم امشي دلوك
لتهتف الام بتحذير
_ روحي معاها يا عفاف بس ورب الكعبة لو عرفت انك بتلعبي بديلك من ورانا لهيكون أخر يوم في عمرك بايدي أني
_ استغفر الله العظيم بتقولي ايه بس يا أم عفاف... ربنا يستر البت دنيا واخرة يلا يا بت يا عفاف هاتي شنطتك اني هستناكي في العربية بسرعة يلا.
وبالفعل ركضت عفاف وارتدت عباءتها وحجابها على عجل وأخذت حقيبتها

وخرجت لشوق التي كانت تنتظرها بالخارج 
لتقول شوق ما ان رأتها 
_ عساف عفاف هتركب معاك في العربية لانها مينفعش تركب مع آيات كفاية اللي هي فيه واني مش هقدر افوت أيات في وضعها ديه فمعلهش هتركب معاك انت
تنهد عساف بهدوء
_ مفيش مشكلة .
قالها والټفت ليجلس خلف مقود السيارة 
لتقول شوق بجدية 
_ اركبي يا عفاف ولينا كلام كاتير مع بعض بس لما افوق من اللي حصل مع أيات 
أخفضت عفاف راسها بندم ودلفت لداخل سيارة عساف في صمت تام
___ 
رآها تجلس في الردهة بالأسفل فجلس جوارها وهو يمسك فنجان قهوته وقال
_ انتي منتظراها ولا ايه الظاهر كدا مش هترجع الليلة
لتهتف جلنار بقلق 
_ قلقانة عليها اوي وخصوصا لما مشيت ومقالتش فيه ايه
_ اولاد غريب دول اخواتها مش كدا!! 
_ ايوة يا قاسم شوق تبقى بنت غريب بيه صاحب شركات غريب جروبز 
_ بس دي مش زي اخواتها خالص ولا حتى كنت اعرف انن اصلهم صعايدة
_ ده حقيقي شوق كانت عايشة عمرها بعيد عنهم هناك في الصعيد
هز رأسه وأكمل شرب قهوته بهدوء 
ليأتي لجلنار اتصال من شوق فأجابت على استعجال 
_ ايوة يا شوق انتي فين طمنيني عليكي
هتفت شوق بينما هي في الطريق مع اخوتها
_اطمني يا جلنار هانم اني في الطريق راجعة اهو والدنيا تمام متقلقيش عليا
تنهدت جلنار براحة 
_ الحمد لله طمنتي قلبي يا شوق ... هترجعي على هنا ولا فين يوسف بيسأل عليكي
_ لاه والله مش هقدر اعاود الليلة اهنه.. أني هكلم يوسف افهمه وان شاء الله اجيله بكرة 
_ تمام يا شوق ربنا معاكي ترجعي بالسلامة 
_ الله يسلمك مع السلامة.
___ 
دخل فيلته ومنها صعد إلى غرفته وهوى على الفراش وهو يحرر ربطة عنقه يشعر بالاختناق الذي يضغط على عنقه ويحبس انفاسه ... ظن ان بتحريره لربطة عنقه سيرتاح لكن الاختناق ما زال كما هو...كور قبضة يده في ڠضب وقال بصوت عالي
_ليه يا فداء ليه.. كل دا مشفتيش حبي ليكي.. للدرجة دي بتكرهيني.. انا لسه في نظرك وحش اوي كدا.
وقف إلى المرآة وأسند كلتا يديه عليها وأخفض
تم نسخ الرابط