همس الجياد مروة جمال

موقع أيام نيوز


مختلفا بعيناها مرة أخرى هي ترى الآن تفاصيل صغيرة لم تدر لها بالا قبل ذلك الدرجات البسيطة للسلم تراها کاړثة خطړ ېهدد سلامة صغيرها وتلك الطاولات الزجاجية الصغيرة التي إعتادت أن تزين بها جوانب غرفة معيشتها لم تعد تراها جميلة بل أصبحت أداة مخيفة قد تهدد حوافها المدببة جبهة ملاكها الصغير ودون شعور وحتى قبل أن يكمل خالد شهره الأول إنطلقت تخطط لحملة واسعة من التغيير لتتحول مملكتها صغيرة لبيئة آمنة فقط من أجله 

نعم إختلف منظور الحياة لدى رقية أصبحت تراها من خلال صغيرها خالد ورغم القلق إلا أنها كانت تبدو أجمل من ذي قبل 
حمزة
إفترض حسن النية إلى أن يثبت العكس 
طالما كانت تلك العبارة هي مبدأه بالحياة إبتسم بسخرية يالها من عبارة حمقاء وهو كان أكثر منها حماقة إفترض الصدق حيث ينمو الكذب ألقى ببذور الثقة بأرض الخديعة وكأن الكذب حالة إعتادها الجميع سواه حتى هي طالما رآها جميلة صادقة هادئة كأحد ألحانه ولكنها ليست كذلك نعم حتى هي تلوثت بالخديعة خديعة نفسها قبل الجميع فقد عشقت خالد في النهاية 
أي الأمرين أفضل أن تتكيف مع التغيير حولك أم تتجاهله بالطبع إختار حمزة أن يتكيف مع التغيير وتلونت الحياة بعيناه من خلال منظور آخر أكثر حرصا ربما فالقاعدة الآن تقول إفترض سوء النية إلى أن يثبت العكس 
زفر بقوة قبل أن تضغط أنامله جرس الباب بقلق لم تصدق رقية نفسها عندما وجدته بباب منزلها جذبته بقوة مطعمة بحنان الأمومة من ذراعه إلى الداخل وهي تقول بنبرة لائمة كده يا حمزة تدوخني عليك علشان أشوفك
أجابها بإبتسامة مقتضبة معلش يا أبلة ظروف
كانت عيناه حزينة صامتة وكأنها تحمل أطنانا من الهموم نظرت رقية نحوه في آسى وتابعت مالك يا حمزة فهمني يا حبيبي إيه اللي حصل
إبتسم بسخرية يعني إنتي يا أبلة متعرفيش
رقية هو حد فاهم حاجة هما كلمتين بتوع الغفير بيقول شاف كارمن في عربيتك ليلتها وخالد قفل الموضوع بجنزير وقال محدش يتكلم فيه تاني ومحدش فاهم حاجة
حمزة لالا يا أبلة الكل فاهم من غير كلام باين في عينيهم بس مش قادرين يقولوها في وشي ولا حتى يسألوني منين دخلتهم ومنين دافعت عن المزرعة بحياتي بعد كده
رقية الموضوع مش محتاج سؤال يا حمزة إنت إنضحك عليك بس نفسي أفهم إزاي
حمزة مش حينفع عمري ما حقدر أقولك إزاي
زفرت رقية بيأس ثم تابعت عموما هي خدت جزائها
صمت لوهلة عندما تذكر هذيان كارمن طغت الإبتسامة الساخرة على ملامحه مرة أخرى لا يعلم ماذا أصابه ولكنه لم يشعر نحوها بالشفقة وكأن الجمود تمكن منه حتى النخاع نظر نحو رقية بحنان وتابع أنا جاي أقولك أشوف وشك بخير
رقية پصدمة إيه لأ لأ يا حمزة لأ
زفر بعمق صدقيني معدش ينفع لازم أبعد بجد مش قادر أقعد هنا أنا كمان جاتلي فرصة سفر كويسة
رقية وقد أمسكت بيده وبدت عبراتها من أجله ليه يا حمزة خلاص بقه موضوع وعدى وكلنا حننساه ولا في سبب تاني إيناس وخالد صح
وتابع مش حينفع خالد مش حيقدر يتعامل مع واحد هو عارف إنه كان بيحب مراته ولا أنا حاقدر أتعامل مع ده
الزمن بيداوي يا حمزة بكرة تنساها وتقابل حبك اللي بجد
نظر نحوها بإبتسامة مش لما يكون ليا أنا رغبة أحب من تاني
إبتسمت رقية في محاولة لتلطيف الأجواء وتابعت هو إنت فاكر إنه بمزاجك ولا إيه
أجابها بإصرار أيوة كله بمزاجي بعد كده وبده ده أهم حاجة
قال عبارته الأخيرة وهو يشير نحو رأسه ملمحا لعقله
تابعت رقية وهي تنظر نحوه بعمق إنت خوفتني عليك يا حمزة فين حمزة بتاع زمان
إبتسم بآسى إكتشف إنه مش فارس ومعندوش حصان أبيض إكتشف إنه مش فاعل لأ ده مفعول بيه وبس
رقية وقد تمكنت منها العبرات بقوة تلك المرة وبنبرة باكية تابعت ومين قالك إنك فارس إنت ناسي ولا إيه
أنا مش فارس
ولا فتى أحلام أنا زحمة وربكة وشغل جنان
إبتسم وبعبرات متحجرة تابع بدوره نص بيضحك والتاني زعلان
تابعت حترجع هه حتتوه شوية وترجع صح
الأربعونالنهاية
جدائل البندق
تبدو كخيوط متوهجة بلون الغروب ثائرة ومسترسلة في آن واحد عبق البندق لم يستحوذ على جدائلها فقط تلك المرة لا هي كلها مغلفة بعبق مميز يحمل رائحة البندق ونكهة العسل وحرارة الشمس إنها إيناس المهرة إيناس 
تخللت أنامله القوية خصلاتها الرقيقة كان يتأملها بإبتسامة وهو يحاور السائس قائلا هي عاملة دلوقتي يا دسوقي
دسوقي متقلقش يا خالد باشا دي زي الفل
خالد طيب خلاص روح إنت شوف بقية شغلك أنا قاعد هنا شوية
غادر دسوقي وتركه يواصل تأملها لم تأخذ من لون أمها الثلجي سوى تلك البقعة الصغيرة بجبهتها وأخرى فوق فمها بدت مميزة رقيقة جميلة تستحقين حقا مسمى صاحبة جدائل البندق إيناس 
زفر براحة ثم أخرج هاتفه بإبتسامة إبتسامة تغلفت بالثقة عندما وجد رسالة نصية منها تطمئن فيها على
 

تم نسخ الرابط